آخر النماذج الخليجية المسرفة

كاظم فنجان الحمامي

لا حدود لشطحاتنا العجيبة التي أضحكت العالم علينا. ولا توجد مهزلة دولية إلا وترى أغبياء العرب طرفاً أساسياً فيها. حتى أصبحنا فرجة للرايح والجاي، وأضحوكة الزمان من دون منازع. فكل ما يدور حولنا من مواقف سياسية وحربية واقتصادية واجتماعية في هذا السيرك الفوضوي يبعث على السخرية والتندر.
فعلى الرغم من هذا الكم الهائل من روائع الاختراعات والابتكارات والانجازات الباهرة، التي سجلها عباقرة العرب في الفنون والعلوم والآداب. عندنا من السفهاء ما يعادل سفهاء الكون كله. أما أسخف السفهاء من دون منازع وأكثرهم قبحاً وبلاهة، فهو المعتوه القطري (عبد الوسيم الواني)، التي حطم الأرقام القياسية في الإسراف والتبذير والبعزقة. وكأنما شاءت الأقدار أن تكون قطر في طليعة البلدان المتخصصة بجلب العار والشنار لهذه الأمة المغلوبة على أمرها.
عبد الوسيم هذا عبارة عن كائن غبي من الكائنات الخليجية الممعنة في التهتك، لا نعرف أصله ولا فصله، لكنه كان مثار سخرية العالم الأوربي كله بإسرافه المفرط وشخصيته الكاريكاتورية. رعديد لا يحسن اختيار ملابسه، ولا يعرف كيف يمشط شعره، ولسنا مبالغين إذا قلنا أنه لا يعرف كيف يتناول طعامه، ولا كيف يمشي وكيف يتكلم. مترهل البدن. تنقصه الكياسة واللباقة، يوحي لك شكله بأنه أهبل، أو مصاب بعاهة دماغية، أو كأنه خرج تواً من مستشفى الأمراض العقلية.
شوهد وهو يمنح متشردة فرنسية حقيبة مشحونة بمليون دولار أمريكي، ثم ظهر وهو يقوم بتوزيع سيارات (لومبرجيني) مجاناً على فقراء الضواحي الفرنسية، ثم قام بحملة لتوزيع سيارات فارهة من طراز (فيراري) على المتسكعين في الأزقة الباريسية، وشوهد وهو يشتري كميات من أجهز (الآيفون) بمبالغ باهضة، ثم يرميها في مكبات النفايات، وشوهد وهو يعبر جسراً فوق نهر السين ليرمي بساعته السويسرية الثمينة المرصعة بأغلى المجوهرات.
يقول: (عبد الوسيم)، الذي لا علاقة له بالوسامة: انه ينتمي إلى أشهر الأسر القطرية الواسعة الثراء، ويدير عشرات المشاريع الاستثمارية في الخليج ولبنان وأوربا. لكنه تحول الآن إلى مادة فكاهية للتندر المجاني على العرب.
ترى بماذا تختلف الحكومة القطرية عن هذا الخرتيت المترهل، فهي أيضاً دولة كارتونية توزع ثرواتها على أرباب السوابق من المجرمين والمارقين وأصحاب العقد النفسية، وتشتري المرتزقة لتجندهم ضد العرب والمسلمين، وتغدق عشرات المليارات على تسليحهم وتجهيزهم وتدريبهم، وتسعى بأموالها نحو تشتيت الشعب العربي وتشريده، ونحو تمزيق الأرض العربية وتجزئتها، وهكذا تبوأت مراكز الصدارة في مقدمة البلدان المتآمرة على الأقطار العربية.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين