الأمير

كنت في ما مضى أميرا
ذائع الصيت
وكانت إمارتي تشمل
مشارق الأرض
ومغاربها
وكانت توغل في الفضاء
وتحد بالثقوب السوداء
تجري في أرجائها النجوم
الجوار الكنس
وكانت كل الممالك
تهاب سطوتي
وتخشى هيبتي
وكل الأميرات
يخطبن ودي
ويحلمن بحظوتي
وكان تاجي مضرب الأمثال
وصولجاني من عاج وزمرد
وعرشي من عريش الزيزفون
ثم دار الزمان
وتكالبت علي المحن
وتلاشت إمارتي
عندما هبت
أعتى العواصف
فهمت على وجهي
تائها شريدا
تطارده الأرواح
تقتفي آثاره الأشباح
وضاع مني كل شيء
ضاع عرشي وتاجي
وصولجاني
وانهد قصري
وبيعت جواري
في سوق النخاسة
لكني قاومت في استماتة
وتشبث كياني بالإمارة
فصمد القلب
واستكانت الروح
والجوارح
حتى ظهرت أنت
يروى أنك لقيتني هائما
أشعث أغبر
بمحاذاة حصنك المنيع
وأنك اعتنيت بي
وأعدت لي ذاكرتي
لأستعيد إمارتي
وأعود كما كنت
أميرا
بل أجمل وأبهى
حين تغشتني نظرتك
واحتوتني بسمتك
ولفتني جدائل شعرك
صرت أكثر وسامة
عندما أوغلت أنفاسك
في مسامي
ودغدغ همسك
مسامعي
صلت وجلت
في ساحات الوغى
لأفوز بنظرة رضا منك
فكانت سهام لحظك
من أعلى برجك المرصود
تملأ كنانتي
وكان نصل سيفي يلمع
من بريق عينيك
وزعت العطايا
منحت الهدايا
أعتقت كل الجواري
حررت كل الأسرى
قربانا لبسمة من شفتيك
شيدت أجمل القصور
من عاج ورخام
ومرمر
فتحت الأبواب
هيأت الساحات
لأتلقى البيعة
وأشرب نخب تتويجي
أميرا إلى الأبد