[B


السيد عبد القادر بن عثمان أديب فذ صدرت له العديد من الانتاجات الأدبية ويعمل قيم عام رئيس بمدينة منزل بوزلفة وكان في الانتخابات الماضية رئيس قائمة حركة الشعب بنابل 2 وبناء على هذه الخلفية وامور أخرى سنتعرف عليها خلال هذا الحوار الذي أجريته معه للتعرف على آخر تطورات قضيته التي وصلت حد الاحالة على مجلس التاديب بحيث تعرض لظلم كبير وقد صرح لنا بقوله :
السيد المديرالذي لم يبق له سوى بعض الأشهر ليحال على التقاعد جاء إلى الإدارة في آخر محطاته المهنية وهو ينطلق من ثقافة استبدادية قائمة على احتكار المهام والصلاحيات و يفتقر إلى الحد ّ الأدنى من التكوين أو الخبرة الإدارية
المدرسة التونسية التي هي أمل التقدم والتحديث التربوي والاجتماعي في تونس ومقوم اساسي لنهضة الأمة وسيادتها وتقدمها ورفاهها تواجه اليوم بحسب مانعيشه فيها يوميا صعوبات وإنهيارات على كل المستويات ولابد أن نبذل لأجل إنقاذها من مخالب المفسدين وانيابهم كل ما في وسعنا

طلبنا في اكثر من وقفة إحتجاجية وشكوى للادارة الجهوية للتربية بنابل وللوزارة بضرورة حضور المتفقد الاداري والمالي للتحقيق والبحث في الفساد الاداري والمالي لمدير المعهد
الانفجار الذي يعيشه المشهد السياسي في تونس بعد 14 جانفي يجعل إحتمالات ان يكون السياسي وراء الكثير من الاحداث اكثر من وارد بل واقعا ملموسا
تبدو محاولة تأديبي وفق هذه المعطيات خاضعة للوبي إداري مسيّس ومتنفّذ ويعمل على كسر شوكة كل من يرفع رأسه بشموخ وكبرياء ضد فساد المنظومة التربوية الحالية وأرضيتها الإدارية وضدّ عودة الدكتاتورية وأنظمة الحكم المرتبطة بالولاء لغير هذا الوطن ولغيرهذه الأمة والخاضعة لمقررات البنك الدولي ولمناويل التنمية الامبريالية والاستعمارية ..ولعل هذا مايفسّر سرعة إحتواء ملف عزل المديرين وحفظ بعضهم في حين تواصل السعي المحموم لمعاقبتنا وتأديبنا

وفيما يلي اليكم الحوار كاملا:

1- كيف بدات قصتك مع مدير المعهد الى أن وصلت الى هذا الحد ؟
ج- الإشكال في أصله هيكلي وليس عرضي فالسيد المديرالذي لم يبق له سوى بعض الأشهر ليحال على التقاعد جاء إلى الإدارة في آخر محطاته المهنية وهو ينطلق من ثقافة استبدادية قائمة على احتكار المهام والصلاحيات و يفتقر إلى الحد ّ الأدنى من التكوين أو الخبرة الإدارية فهو وفق المثل التونسي " يتعلّم في الحجامة في روس اليتامى " ومن هذا المنطلق فقد كان عداؤه لي مبنيا على معاداته في الأصل لكل من له خبرة أكثر منه بالادارة و يؤمن بالقانون والمؤسسات.وقد بدأت الخلافات بيننا منذ قدومي إلى معهد منزل بوزلفة نتيجة رفضه تمكيني من وثائق العمل الضرورية مثل محاضر جلسات آخر السنة الدراسية ،وقائمات الناجحين مرتبة ترتيبا تفاضليا ،وقائمات الراسبين ،وقائمات الموجهين إلى المعهد، وهرم الفصول ، وكراس مجالس التربية ،وكراس سجل القيد ،وغيره من وثائق العمل الضرورية والتي كان من المفترض أن استلمها وفق محضر جلسة في أول مباشرتي للعمل ..وباعتباره لايعرف ولا يؤمن بمثل هذه الإجراءات فقد رفض تمكيني منها لرغبته العارمة في الانفراد بإعداد قائمات التلاميذ التي هي من مهامي الأساسية رغم أني باشرت العمل بالمعهد في 1 سبتمبر2013 قبل 11 يوما من ترسيم التلاميذ ، وثانيا نتيجة رفضي انا باعتباري مقررا لمجالس التربية مشاركته القيام بخرق القانون والمتمثل في حضور مجالس تربية في بداية السنة الدراسية عقدها لتمكين احد التلاميذ من الإسعاف الاستثنائي الذي هو من مشمولات المندوبية الجهوية للتربية وليس من مشمولات مجلس التربية وايضا نتيجة رفضي إصلاح أخطاء في بطاقات الأعداد في إطار مجلس التربية بينما هي من مشمولات مجلس القسم وتتم بعد إذن من المندوبية الجهوية للتربية وقد أذعن لهذا التحويل بعد صعوبة كبرى في إقناعه بذلك ولكنه أوهمنا بأن الإذن من المندوبية الجهوية قد وصله بينما هو في الواقع لم يصله .. إضافة إلى تجاوزه لقانوننا الأساسي الذي له قرابة 40 سنة والذي وقع تنقيحه أكثر من ثلاثة مرات وهو الفيصل في ضبط مهامي التي يريد هو أن يهمشها ويمنعني من ممارستها وقد تسبب بذلك في قيامه بعدة خروقات لها مفاعيل مالية منها المتعلقة بتسوية غيابات القيمين التي تنص المذكرة عدد 7397 المتعلقة بمهامنا على ضرورة إبداء ملاحظتي في رخصهم وهو خرق تشارك فيه للاسف المندوبية الجهوية للتربية باعتبارها لاتطلب رأي القيمين العامين كمسؤولين مباشرين في تسوية هذه الغيابات ولم تخصص على مستوى الوثائق ما يلزم القيام بذلك وفي هذا خرق للقانون على مستوى مصالحها الادارية والمالية وتشجيع للمديرين على هذا الخرق إضافة إلى مواضيع شديدة الحساسية إذ منها ماينص عليه القانون الأساسي عدد 2522 لسنة 2013 المؤرخ في 10 جوان 2013 وهو مساهمتي في الأعداد لمشروع ميزانية المؤسسة والمشاركة في لجنة الشراءات ولجنة العروض ولجنة فتح العروض ولجنة القبول وهي كلها عمليات مالية حسّاسة جدا بنفرد بها ويعمل كل مافي وسعه على تغييبي عنها بغاية تجاوز الإجراءات والتراتيب الإدارية التي يجب إتباعها لتحقيق النزاهة و الشفافية المالية ولضمان حسن التصرف في الموارد المالية وفي أبواب الميزانية وفق الحاجيات الفعلية للمؤسسة التي نحن طرف أساسي فيها باعتبارنا إطار إشراف إداري وتربوي ...وهو مايثير عدة تساؤلات ويثير حول ذلك عدة شبهات ...وعلى هذا الأساس انطلقت قصتي مع المدير الذي شكوناه أكثر من مرة للمندوبية الجهوية وقد تم الصلح بيننا عدة مرات بحضور عدة أطراف وقد كان آخرها بالمندوبية الجهوية للتربية وبحضور المندوب الجهوي للتربية السيد رياض بن بوبكر والسيد مدير التعليم الثانوي والمدارس الإعدادية السيد نجيب الخرّاز ولكنه يتظاهر بالموافقة التامة على الصلح ثم ينقلب على ذلك بمجرد العودة إلى المعهد ليمارس نفس أسلوبه القديم ...
2س- كيف يتم توجيه تهم اليك من قبل مدير اتخذت الوزارة في شانه قرار عزل بما تفسر ذلك ؟
ج-فعلا السؤال وجيه جدا فالغريب والعجيب أننا نحن من طلبنا في اكثر من وقفة إحتجاجية وشكوى للادارة الجهوية للتربية بنابل وللوزارة بضرورة حضور المتفقد الاداري والمالي للتحقيق والبحث في الفساد الاداري والمالي لمدير المعهد وبعد اكثر من سنة نصف حيث تفاقمت الازمة وتوسعت وبلغت درجة التعفن الشديد حضر السيد المتفقد الادراي والمالي واجرى تحقيقاته المستفيضة و أثبت العديد من الاخلالات المهنية والفساد لدى السيد المدير ورفعها إلى سيادة وزير التربية السابق فتحي الجراي فاتخذ بموجب التقرير المبني على الأبحاث الميدانية قرار العزل .لهذا السبب فإن المسار الجديد الذي اتخذه ملف الفساد بمعهد منزل بوزلفة يثير الدهشة والاستغراب لان هناك لامعقولية في توجيه التهم إلينا لاننا ضحايا هذا الفساد الذي نددنا وشكونا منه وماجاء من ردود لافعالنا إنما هو منّزل في خانة النتائج التي نبهنا إليها منذ مباشرتنا لمهامنا فيه وليس في خانة الاسباب الخالقة للمشكل والتي يتحملها رئيس المؤسسة وحده باعتباره قد تعمّد القيام بتلك الخروقات القانونية التي انجر عنها عرقلتي عني ممارسة مهامي وما تسبب فيه ذلك من مضاعفات ...وعليه تبدو محاولة حشرنا في إنتاج المشكل من باب البحث عن أكباش فداء لارضاء بعض الإطراف المتمكنة والمهيمنة في مفاصل التربية ، ومعاقبتي على مقاومة الفساد بالمعهد وإرسال رسالة إلى كل من سيتجرأ مثلنا على مقاومة الفساد والمفسدين والمطالبة بحقوقه بان مآله سيكون العقاب والعقوبة . إذن فالتهم الموجه لي ليست سوى رسالة إخراس للألسن والدعوة إلى الاستسلام إلى الفساد والأمر الواقع ..
3س- هل هناك اعتبارات سياسية موجودة في موضوعك وهي السبب في احالتك على مجلس التأديب
في الحقيقة أحاول دائما تجنب التأويلات والظنون ..لكن الانفجار الذي يعيشه المشهد السياسي في تونس بعد 14 جانفي يجعل إحتمالات ان يكون السياسي وراء الكثير من الاحداث اكثر من وارد بل واقعا ملموسا ...أؤكد أنه في البداية لم يكن الموضوع مطروحا في سياق سياسي بل في سياق مهني وقانوني ونقابي ولكن المرحلة الأخيرة منه اتخذت طابعا جديدا لايمكن أن نستبعد السياسي عنه لان إحدى التهم التي وجهها المدير لي كانت سياسية بامتياز وهي نقلة بعض التلاميذ الذين يسكنون في مناطق نائية جدا خدمة لحملتي الانتخابية حسب زعمه ..ومثل هذه التهمة الباطلة التي تفتقر للسند الموضوعي تجعلني أشعر بأنني أصبحت أحاكم على خلفيتي السياسية وخاصة انه عمل على عرقلتي كثيرا لما انطلقت الحملة الانتخابية للقائمات المترشحة للانتخابات التشريعية 2014 وقد شكوناه بموجب ذلك إلى والي نابل باعتباري كنت على رأس قائمة حركة الشعب دائرة نابل 2 وقد وظّف لي من يترصد حركاتي وأخبرني بأنه على علم بكل تحركاتي وجلساتي حتى الليلية كما كان منخرطا بحماس كبير في خدمة وإنجاح حملة نداء تونس الانتخابية في الجهة...إذن تبدو محاولة تأديبي وفق هذه المعطيات خاضعة للوبي إداري مسيّس ومتنفّذ ويعمل على كسر شوكة كل من يرفع رأسه بشموخ وكبرياء ضد فساد المنظومة التربوية الحالية وأرضيتها الإدارية وضدّ عودة الدكتاتورية وأنظمة الحكم المرتبطة بالولاء لغير هذا الوطن ولغيرهذه الأمة والخاضعة لمقررات البنك الدولي ولمناويل التنمية الامبريالية والاستعمارية ..ولعل هذا مايفسّر سرعة إحتواء ملف عزل المديرين وحفظ بعضهم في حين تواصل السعي المحموم لمعاقبتنا وتأديبنا ...
4س- هل لك ان تفضح الأطراف المتسببة في هذه القضية الكيدية وتوضح لنا ذلك بالتفصيل

ج- في الواقع وبشكل موضوعي لايمكن لي أن أوجه التهمة إلى أطراف ليس لنا عليها حججا مادية .وعليه فهذه الأطراف اشعر بفعلها وأثرها في تحويل وجهة الملف ومحاولة التلاعب به دون أن نقدر على مسك حقيقي لحجم تدخلها فيه وتأثيرها على مساراته ومادته .. لذلك سنعمل على فضحها متى ما توفرت لنا هذه الحجج ومسكنا لخيوط أكثر توصلنا إليها بدقة ووضوح ..
5س- ماهي الرسالة التي توجهها للراي العام وانت تواجه مشكلة اولى بعد ترؤسك لقائمة حركة الشعب بنابل 2 للانتخابات التشريعية
لقد واجهتنا عدة مشاكل منذ ترؤسنا لقائمة حركة الشعب بنابل 2 وليست هذه المشكلة سوى إضافة جديدة لسلسلة المشاكل السابقة والتي نعتبرها امرا عاديا في سياق كل فعل نضالي تقدمي ..أما بالنسبة لرسالتي للرأي العام التونسي فهي : أن المدرسة التونسية التي هي أمل التقدم والتحديث التربوي والاجتماعي في تونس ومقوم اساسي لنهضة الأمة وسيادتها وتقدمها ورفاهها تواجه اليوم بحسب مانعيشه فيها يوميا صعوبات وإنهيارات على كل المستويات ولابد أن نبذل لأجل إنقاذها من مخالب المفسدين وانيابهم كل ما في وسعنا ،ولانبخل عليها بجهدنا وطاقتنا وحتى مالنا كي نساهم في وضعها جميعا على درب النجاة التربوية والتقدم العلمي والنجاح الحضاري كلفنا ذلك ماكلفنا ..ولن تزيدنا مثل هذه الهرسلات والتلاعبات سوى إصرار على خدمة هذه المدرسة خارج كل الحسابات الضيقة وخارج فساد الفاسدين وكيد الكائدين وحقد الحاقدين ومهما كان الثمن غاليا لانه من المستحيل أن تنجح الآمال والمشاريع الكبرى بدون إرادة إنتصار اكبر و ثمن أغلى ندفعه وصبر أعتى نثبت عليه ومقاومة أشدّ نبذلها ...
6هل ترى نفسك تدفع الثمن في هذه الحركة ومامدى تشبثك بهذه الحركة بعد هذه الواقعة الاليمة في حياتك ؟
ج-كل شيء له ثمن وذلك الثمن يكسب اعمالنا وتجاربنا قيمة واهمية ولااعتقد أن الثمن الذي سندفعه من اجل إخلاصنا لعملنا وافكارنا ومبادئنا سيكون غاليا مهما كان باهضا ومهما كان ألمه كما لااعتقد اننا قدمنا شيئا يذكرعندما نقارن أنفسنا بالكبار من مناضلي التيار القومي العروبي التقدمي الذين عرفوا السجون والتعذيب والتشريد والملاحقات وكل انواع القهر و العسف و التنكيل ..لذلك فالاجابة محسومة وهي أن انتماءنا لحركة الشعب لن يؤثر فيها هذه المضايقات والعقوبات التي هي في الواقع مصدر إضافي للاصرار على الحلم بمستقبل تقدمي ومتفوق ومشرق للامة العربية ووسام شرف لاخلاصنا لمهنتنا التي نندد فيها بمحاولة توظيف اللون السياسي للتصفية والعقاب ومحاسبة المخالفين لرؤساء العمل والمقاومين لمنظومة الفساد والمفسدين
[/B]