[CENTER]

دغدغة الحنين

أيا ليلة الغد تمهّلي ...
فقد صفا الشّوق في خاطري
و تنهّدت في صدري التماسة
أنْ أيّام الطفولتي تناثري
و قصّي على المشيب قصّة
تسقيني رحيق الدّهر الغائر
و ارسميني في الفراغ طفلة
متيّمة بموكب الرّبيع السّاحر
***
بيتنا من حجر وطين جدرانه
و السّقف ترابٌ و جيد السنابل الخائر
و الباب ألواح تكاتفت ...
مع الرّيح تشدو قصائد شاعر
الفِناء ممتدّ الشّطآن مرصّع
بأختام القطيع العابر
و التّينة هناك ماثلة ...

تصدّ سيل الشّمس الغامر
و بين الأغصان تدلّت قربة ...
تخط ألياف اللّجين المتقاطر
و شقائق النّعمان تغازلني ...
تراقص هدأة النّسيم الحائر
تشوّقني إلى حبّات النّدى
بعد فجر بالكاد ماطر
***
و أرتشف مع الصّباح قهوة
هزّتها أنامل اللّهب الثّائر
و يبقى الرّماد بغصن ألاعبه
إذا لفّني اللّيل برداء السّاهر
فتغزل جدّتي قصّة..
تملأ في الفؤاد كلّ ركن شاغر
و أنين الرّيح يهدهدني
فأغفو ليغيب الكون عن ناظري


دليلة بونحوش[/
CENTER]