آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

  1. #1
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    هذه خواطر أولية أحببت تسجيلها هنا قبل إعادة النظر فيها تمحيصا وتصحيحا وقبل فرارها من الذهن، والذّاكرة خوّانة، عن ثنائية النَّصِّ والنَّاصِّ، أو إن شئتم: عن زوج النَّاصِّ والنَّصِّ، إذ النّاصّ أسبق وجودا من النّصّ، فهذه بديهية لا تحتاج إلى نقاش؛ وحديثي هنا عن النّصّ الأدبيّ الفنّيّ وليس عن أيّ نصّ منطوق أو مكتوب حتى يكون حديثنا محصورا في الإبداع الأدبي فقط كما أنني لا أرغب في الدخول إلى متاهات تعريف النص "العلمية" ونظرياته الأدبية، فهذا حديث آخر ليس محله هنا، والنَّصُّ عَمَل وهو مع النَّاصِّ كوجهي قطعة النقد في العُمَل.

    النّصّ الأدبي، منثورا كان أو منظوما، قطعة كلامية مبتدعة يعبر به صاحبُه، النَّاصّ، عما يختلج في نفسه ويعتلج في ذهنه في موضوع ما بطريقة أدبية فنية تروق للمتلقي أو لا فيتفاعل معها إيجابا أو سلبا حسب ذائقته الأدبية وحسب تأثره بما يتلقى من رسالة النَّاصِّ إليه؛ فنحن في أي عمل أدبي أمام ثلاثة عناصر أساسية: النَّاصُّ (المرسل)، والنّصّ (الرسالة)، والمتلقي (المرسل إليه معروفا كان أو مجهولا) ولابد من وجود تفاعل ما قويا كان أو ضعيفا بين النّاصّ وما يعبر به من خلال نصّه والمتلقي؛ بيد أن حديثي هنا ليس عن المتلقي وإنما عن العنصرين الآخرين المكونين لنظام التواصل الأدبي: النَّصّ والنَّاص، أو النّاص والنّص إذا أخذنا بالأسبقية في الوجود.

    النّصّ الأدبي انعكاس دقيق واضح أو هو تعبير "ضبابي" عما يجيش في نفس مبدعه فهو كالمرآة المجلوة أو الصَّدِئة تعكس إما بدقة ما يدور في خلد الكاتب وإما تعكس صورة باهتة عن ذلك الجيشان النفسي المستتر أو المضمر في أعماق الكاتب، وكلما ازداد الكاتب صدقا مع نفسه ومع قرائه وكان متمكنا من أدواته التعبيرية كلما ازداد نصه وضوحا وجلاء وشفافية فيكاد القارئ أن يرى ما في داخل الكاتب ولذا تجد الكاتب، لما يبذله فيه من جهد، يرتبط بنصه ارتباطا عاطفيا عميقا لأنه جزء من نفسه، وما أغلى النفس على صاحبها، فكأن الناص هو نصه أو كأن نصه هو.

    ومن هذه العلاقة العاطفية يمكننا أن نفهم ما يحدثه النَّقْدُ الأدبي الصّارم والصّادم والصريح، أو سوء فهم المتلقي لسبب ما، من انفعال عنيف عند ربِّ النَّصّ، أو أب النَّصّ، فترى الكاتب ينبري مدافعا ومنافحا ومكافحا ومناضلا ومقاتلا عن نصه كأنه في حلبة نزال أو ميدان قتال، وقد يرى بعض النقاد أن الكاتب الذي يقف مدافعا عن نصه بشراسة ولا يتقبل نقد النقاد لنصه وليس لشخصه إنما يحكم على نصه بالفشل، فنقد النص ليس هو نقد الشخص ألبتة وشتان بين النقدين.

    هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى...

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  2. #2
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله.

    خلصنا في نهاية مقالتي أعلاه أن بين النص والناص، صاحب النص، علاقةً عاطفيةً قويةً تجعل الكاتب يتماهى مع ما يكتب كأن نصه هو أو كأنه هو نصه في "وحدة وجود" عجيبة، وقلَّ مِنَ الكُتَّاب مَنْ يتخلص من هذا الفناء "الصوفي" فيتميز عن نصه وينفك منه.

    وفي النقد، يقال إن أول النقاد هو الكاتب نفسه فـ "يده توحي [ترقم] وعينه تمحي [تنقد]"، فتراه يصحح أخطاءه التي رقمتها يده ويغيِّر من تعابيره، فيقدم ويؤخر، ويضيف وينقص إلى أن يصل إلى درجة من الرضى النسبي عن نصه فيبادر إلى نشره، إذ النشر هو أحد أغراض الكتابة عادة إلا في الكتابات الخاصة، جريدة الحياة أو المذكرات الشخصية، فقلَّ من يرغب في نشرها لما تحتويه من أسرار حميمة لا يحب أصحابها انتشارها في الناس؛ أقول: "الرضى النسبي" وليس الرضى الكلي أو المطلق فهذا لا يكون عند كاتب يعرف أن أي عمل بشري ناقص مهما بلغ من درجات الإتقان فإنه لن يصل إلى الكمال فلا كمال في عمل بشري ألبتة، أما الكاتب المغرور بنفسه فيظن أن ما اختاره بوعي أو بلا وعي هو "الكمال" المحض ولا يظن هذا إلا كامل في الجُهَّال.

    ويقال:"من ألَّف فقد استُهدِف" فالكاتب لما يعرض ما كتب على الناس بأية وسلية نشر كانت يعرِّض نفسه للنقد، ومن يظن أنه "أتى بما لم تأتِ به الأوئل" في الإبداع الأدبي، ونحن لا نتكلم هنا إلا عنه، فهو كاتب واهم وأديب حالم قد يستفيق من غيبوبته بصدمة أو "لكمة" (كلمة) تفقده توازنه أو توقظه من أحلامه الوردية الجميلة، أما إن كان متمكنا في غروره راسخا فيه فإنه سينبري لمواجهة من ينقده، وإن بحق وصدق وإخلاص، بشراسة وعنف كأنه "في حلبة نزال أو ميدان قتال يدافع وينافح ويكافح ويناضل ويقاتل" فيخرج بهذا من مواجهة نقد النص إلى مواجهة نقد الشخص، شخص الناقد، فتتحول "المعارك" من الأدب إلى ضده.

    النَّصُّ غير النَّاصِّ وهو حتما غيرُ الشَّخْصِ، ومن هذا التمييز، أو التفريق، يتبين لنا أننا أمام ثلاثة عناصر في عملية الإبداع الأدبي:1) نص؛ 2) ناص (الكاتب كمبدع)؛ 3) شخص (الكاتب كإنسان)، وإن النقد الأدبي لا صلة له بالكاتب كإنسان له مميزاته الشخصية، فضائله ونقائصه؛ أما النَّاص كمسئول عن نصه فيمكن نقده ليس كإنسان وإنما كمبدع قد يصيب أو يخطئ في كتابته وهو لا يسلم من نقص مهما أوتي من قدرة على الإبداع الأدبي أو كفاءة تتجلى من خلال نصه الأدبي؛ أما نقد النص منفردا فهذا لاوجود له في عالم الإبداع الأدبي إلا في بعض مدارس النقد التي لا تهتم إلا بالنص وحده دون صاحبه، كما أن النص ما هو إلا انعكاس لما يجول في ذهن صاحبه عن الحياة أو ما يدركه منها، و النص ما هو إلا وجهة نظر أو رأي، فيحب الكاتب إشراك الناس في رأيه هذا أو في وجهة نظره تلك.

    هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى...

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  3. #3
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله وحده.


    كنت حين كتابة الفقرات السابقة في مشاركتي السابقة أحاول تذكر كلمة شهيرة جدا عند الأدباء وهي للقاضي الفاضل، عبد الرحيم بن علي البيساني، رحمه الله تعالى، وتنسب خطأ للعماد الأصفهاني، رحمه الله تعالى، وهي: "إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به وذلك إني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لوُ ُغَّيرَ هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يُستحَسن، ولو قُدَّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا [من] أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر" اهـ، وتكاسلت عن البحث عنها في مراجعي الورقية، وعنَّ لي اليوم البحث عنها في الشبكة الكونية العنكبية لإثباتها هنا فأسعفتني.

    إن كلام القاضي الفاضل كلام أديب مجرب قد خبر فن الكتابة الأدبية وسبر أغواره فخرج بهذه الملاحظة القيمة أو استنتج هذه الدرة النفيسة ومنحنا إياها سهلة هينة نقيس عليها كتاباتنا على الدوام إن كنا نرغب في تجويدها، فالكاتب الحقيقي هو أول النقاد كما سبق لي قوله في المشاركة المشار إليها نفسها، "فيد الكاتب توحي [تكتب] وعينه تمحي [تنقد]" إلى أن يصل إلى درجة من الرضى النسبي عما يكتب ثم إنه ينشر ما كتب فيتلقى النقد ممن قرأوا ما كتب من الذين يهمهم الأمر، والنقد الأدبي، في تقديري نوعان: نقد إنطباعي ذاتي مرتجل سريع غير معلل، و نقد تحليلي موضوعي معلل نسبيا، ولا وجود، في تقديري الشخصي دائما، لنقد "علمي" صرف، فالعِلْمِية أبعد ما تكون عن النقد الأدبي لأنه إبداع عن إبداع، وسمة "الإبداعية" سمة نسبية تتفاوت بين المبدعين حسب مخزوناتهم الثقافية وقدراتهم التعبيرية.

    فأما "النقد" الانطباعي الذاتي السريع المرتجل هو ما نقرأه في المنتديات الأدبية في الشبكة العنكبية الكونية من إعجاب بعمل ما أو استهجان آخر مما ينشر فيها باسم الأدب، ويكون هذا "النقد" عادة عبارة سريعة مقتضبة أو جملة أو فقرة يبدى كاتبها إعجابه أو استهجانه من غير أي تبرير أو تعليل أو دليل، وقد مورس هذا النوع من "النقد" قديما من قبل نقاد الشعر العربي في الأسواق العربية حيث كانت تقام حفلات عرض الشعر فيحكم لقصيدة بالتميز ولشاعر بالتفوق من خلال عبارة أو بيت أجاد فيهما، والعكس صحيح كذلك إذ تسقط قصيدة وقائلها لكلمة نبت منه أو عبارة ندَّت عنه، وكذلك الشأن اليوم في هذا النوع من "النقد" السريع أو المتسرع.

    وأما النقد الموضوعي المحلِّل والمعلِّل فهو النقد المؤسَّس على مبررات الاستجادة أو الاستهجان، فمن حق الناقد، أو القارئ المستبصر، أن يعبر عن إعجابه بنص ما أو استهجانه نصا ما شريطة أن يبرر حكمه، غير أن هذا النوع من النقد متعب شيئا ما ومكلف ولذا نلاحظ قلته في الشبكة العنكبية الكونية، والعصر عصر السرعة فلعل في هذا التعليل ما يبرر قلته أو ندرته، فقراءة نص وتحليله يقتضي التمعن و تبرير الإعجاب أو الاستهجان وهذا يستلزم وقتا طويلا والناس أشحاء بأوقاتهم فيما يفيد ولكنهم أسخياء به في اللهو والعبث والتفاهة.

    هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى إن عنَّ جديد فأنا أكتب هنا عفو الخاطر والخاطر ... طائر وأنا لا آمن كيده بي:"نعم، للخاطر كيد أكيد كما أن له فيضا ساعة سيلانه و جريانه، و الكاتب الحاذق المُجيد من يتمكن من التقاط درره الغالية أو يتصيد سوانحه العالية بما يوافق الشّرع الحنيف فإن الأفكار تجوب فضاء العقول كما تجوز الأطيار سماء الحقول !" كما قلته مرة في خاتمة خاطرتي "كيد الخاطر".

    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري ; 04/08/2015 الساعة 01:42 AM
    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  4. #4
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله.

    نستأنف على بركة الله تعالى حديثنا عن النص والناص ونحاول التركيز على الموضوع الذي نحن بصدده دون التّشعُّب في أحاديث جانبية لا صلة لها به وهي إلى التنفيس عن مكبوتات النفوس أقرب منها إلى الأدب بمفهومه الفني أو إلى النقد.

    ثم أما بعد، سبقت لي الإشارة إلى أن الناص، الكاتب، هو المسئول الأول عن نصه ومن المفروض عليه والحال هذه، ألا يُخرِج نصه إلى الناس إلا بعد أن ينقحه ويصححه و يصلح من شأنه إن كان كاتبا حقيقا أو أديبا، أما إن كان "مخربشا" من "المخربشين" المدعين فهو لا يكترث إن خرج نصه مشوشا لا نظام فيه أو مشوها بالأخطاء من كل صنف: إملائية، نحوية، صرفية، لغوية...

    وإن العجب لا ينقضي من "كاتب" لا يهتم بـ "ـهندام" نصه، شكله وهيئته، عندما يعرضه على القراء كما يهتم بهندامه هو لما يخرج إلى الناس وكأن نصه ليس قطعة منه مع أننا لاحظنا أن كثيرا من "الكتاب" ليغارون على نصوصهم غيرتهم على شخوصهم أو أعراضهم فتراهم ينبرون مدافعين عنها عندما يتجرأ أحد القراء فيصحح لهم خطأ جاء في نصهم أو ينبههم إلى هفوة أو غفلة وتراهم يثورون ويغضبون ويعادون من تجرأ ومس نصهم "المقدس" مع أن النص من عمل شخص تجري عليه ما يجري على الناس من غفلة وسهو ونسيان و ... جهل.

    إن تنبيه ناص إلى وجود نقص في نصه بأي أسلوب من أساليب التنبيه ليس جريمةً و لا جنحةً وليس تعديا على شخصية الناص، ورحم الله قارئا أهدى إلينا أخطاءنا، والمؤمن مرآة أخيه، فكما يجب عليه أن ينبه أخاه إلى عيب في هيئته أو نقص في هندامه يجب عليه تنبيهه إلى عيب في نصه أو نقص، وهكذا يتعاون الكُتَّاب، مبدعين كانوا أو مصححين، على البر وإن هذا التعاون الأدبي لمن البر حتما.

    النص قطعة من عقل الناص، وقديما قيل اختيار المرء جزء من عقله، أو هو مرآة الناص تعكس للقراء شخصيته وما أتصور كاتبا حقيقيا يرضى أن يستعمل مرآة صدِئَة، أو صَدْآء، لا تريه صورته بجلاء ثم يخرج إلى الناس ليُضحكهم منه وهو يحسب أنهم يضحكون له أو معه.

    لا، ليس تصحيح أخطاء بعضنا جريمةً أو جنحةً أو تعديًّا على شخصية الناص بل العكس هو الصحيح إنها خدمة تقدم إلى الكاتب يجب عليه شكر من يقدمها له وليس الثورة عليه أو الغضب عنه أو معاداته، وكلنا معرض للأخطاء ولا يسلم منها أحد ورحم الله قارئا أهدى إلينا أخطاءنا وليجد هنا شكرنا له وتقديرنا على الحسنة التي يسديها إلينا.

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  5. #5
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات:

    "الكتابة الأدبية فن من الفنون التعبيرية الجميلة، و هي زيادة عن كونها موهبة يميل إليها بعض الناس رغما عنهم لأسباب أكثرها خفي [لا يعرفها، أحيانا، الموهوبون أنفسهم] فهي تُصقل بالممارسة و المِران و البحث و التعلم و الدراسة اللغوية بفروعها الدلالية و الإملائية و النحوية، و إن المِران ليكسب الإتقان بطول الزمان؛ و كثير من الكُتَّاب الناشئين، و حتى "المتمرسين"، يتسرعون في نشر كتاباتهم هنا أو هناك في المتنديات الأدبية قبل أن يراجعوا هم أنفسهم ما يكتبون أو بواسطة أساتذة مختصين من معارفهم و جيرانهم أو زملائهم.


    إن عرض العمل الابداعي قبل مراجعته مِرارا و تَكرارا شخصيا أو بواسطة عارف باللغة العربية دليل على التسرع و قلة التأني، و هذه عيوب خطيرة على الكاتب نفسه إذ يعرِّض عمله و نفسه للنقد القاسي، و كان يمكنه تجنب ذلك كله بشيء من التأني و التريث العاقل؛ هذا من جهة، و من جهة أخرى أرى، و بكل صراحة، إن من لا يعرف كيف يستعمل قواعد اللغة التي يكتب بها كيف يعد نفسه كاتبا أو مبدعا أو أديبا في تلك اللغة(؟!!!)؛ بعض "الكُتَّاب"، أو "الأدباء" أو "المبدعين"، لا يعرفون، مثلا، أن حروف الجر تخفض الاسم المجرور بها و لا ترفعه و لا تنصبه، هذه ظاهرة من أغرب الظواهر التي رأيتها في كثير من "الكُتَّاب" العرب، لقد تعرفت بواسطتهم على حروف الجر الرافعة و الناصبة و هذا اكتشاف جديد و عظيم يجعل العارفين بالنحو العربي يعيدون النظر فيما تعلموه في الابتدائي و المتوسط فضلا عن الثانوي أو الجامعي.


    ثم هناك بعض "الأدباء" و "الكتاب" العرب من يعرض نصا مقياسه "متر مربع" [؟!!!] مشحونا بالأخطاء الإملائية و النحوية و الصرفية ثم يطلب من الناس تصحيحه أو مراجعته (؟!!!) فيصير التصحيح أو المراجعة كأنه أشغال شاقة حكم بها على المصحح أو المدقق اللغوي و إلا عدَّ مقصرا أو "بخيلا" [إن عزف عن النص أو تجاهله]! لا يا إخواني، إن على الكاتب الجاد أن يعرض عمله أولا على من يظن فيه المعرفة في محيطه المباشر ثم لا بأس من عرض ذلك العمل على العالم للتدقيق أو النقد ثانيا ليستفيد أكثر.


    هذه كلمة صريحة أحببت إدراجها هنا [خدمات رابطة محبي اللغة العربية، ملتقى اللغة العربية] حتى لا يستاء الإخوة المبدعون إن هم رأوا عزوف المصححين عن أعمالهم، فكثير من الأعمال الأدبية تنفر المصحح من قراءتها فضلا عن تنفيره من تصحيحها لطولها و كثرة الأخطاء الواردة فيها! إن نسبة الأخطاء المقبولة في نص ما أرى أن تكون قريبة من الواحد في المئة أو أقل، أما أن تكون خمسين أو أكثر بالمئة فهذا ما لا يقبل من أديب يدعي أنه يكتب باللغة العربية!". اهـ بنصه مع بعض الإضافات المكملة اقتضتها الضرورة.

    (منقول من: كلمة صريحة في التّصحيح اللّغويّ و النّحويّ و الإملائيّ.)

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  6. #6
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله.

    جاء في بعض مشاركات القراء في الموضوع ما يلي:"(... وقد يرى بعض النقاد أن الكاتب الذي يقف مدافعا عن نصه بشراسة ولا يتقبل نقد النقاد لنصه وليس لشخصه إنما يحكم على نصه بالفشل، فنقد النص ليس هو نقد الشخص ألبتة وشتان بين النقدين.)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي حسين ليشوري.
    أتفق أن الكاتب الذي يقف مدافعا عن نصه بشراسة ولا يتقبل نقد النقاد لنصه وليس لشخصه إنما يحكم على نصه بالفشل.
    ولكن لماذا يدافع الناص عن نص بشراسة؟ نص أنتقد نقدا موضوعيا قد تكون غيرته على نصه أو سوء فهمه من المقصود نقدا أو سرعة تعصبه وغضبه وربما لأن شخصية النص أو رؤيته هي الشخصية أو الرؤية الحقيقية للكاتب...لذا، وبناء على هذا... هل للناقد نقد الاثنين ... النص والناص الذي يدافع عن نص به اسفاف ويتبناه بل يهاجم من نقده هل للناقد حرية التصدي لشخصية ناص تتبنى مقاصدها تبنيا تاما؟ بل تهاجم بشراسة.
    لكم منا جزيل الشكر والتقدير لما تكتبون، وما فيه من فائدة." اهـ بنصه وفصه.
    ثم أما بعد، في تصوري البسيط أن هناك فرقا بين حال الأديب كمبدع، ناص، وبين حاله كإنسان [الخَلْق]، والنص الأدبي من كسب الشخص وهو انعكاس لفكره أو لخُلُقه، وفرقٌ بين الخَلْق والخُلُق، و الإنسان يحاسب على خُلُقه، كسبه، وليس على خَلْقه، ذاته؛ والنقاد إنما ينقدون العمل ومن ورائه صاحبه كمبدع وليس كإنسان لما بيَّنتُه من تفريق بين الخَلْق والخُلُق؛ وإن الكاتب الذي يقوم مكافحا عن نصه و منافحا إنما "يتماهى" مع نصه ويتحد مع كأنهما شيء واحد وهذا خطأ كبير في تقديري الشخصي طبعا.

    النقاد لا ينقدون نصا لأن صاحبه "جميل" أو "قبيح" أو "أبيض" أو "أسود" أو "رجل" أو "امرأة"، فهذه الأشياء لا تدخل في مجال النقد الأدبي أو غيره، لكنهم ينظرون إليه، النّاصَّ، كمبدع أجاد في تعبيره وتصويره أو أساء فيهما، والجودة أو الإساءة نسبية حسب الثقافة أو البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها كل من المبدع والناقد وهي نسبية كذلك في المبدع والناقد إذ الناس يتفاوتون في الإبداع وفي النقد وفوق كل ذي علم عليم حتى في الأدب.

    نحن، العربَ، لا نكاد نميز بين النّصوص والشّخوص فلا عجب إن قام أديب يناضل عن نصه إلى درجة شتم ناقديه أو السخرية منهم أو التهكم بهم أو الاستهزاء، وهذا كله من تخلفنا في كل شيء حتى في الإبداع الأدبي مع أنه سمة تحضر وعنوان تمدن، نسأل الله السلامة والعافية، اللهم آمين يا رب العالمين.

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  7. #7
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله.

    وجاءتني الرسالة التالية:"سيدي حسين ليشوري، أكتب إليك ردا دونما اقتباس، لأني لم أدر ماذا أخذ، و ماذا أدع من درر القول، و ثمينه، مما جدت به، من خواطر النص و الناص، و أبجديات الكتابة الأدبية.
    و أخبرك أني لطالما كنت بحاجة مثل هذا التدوين، ليكون لي دليلا نيرا، تستهدي به خطى قلمي، فإني أجد نفسي ممن ذكرتهم، اشغف بالكتابة رغما عني لأسباب أكثرها خفي!
    و بعد وددت أن اترك أثرا لمروري شاكرة ممتنة لك، و ليسهل لي العودة مجددا، لجملة الروابط التي أضفتها بين الأسطر لمزيد من الإفادة من عذب هذا المنهل، و لعل لي مزيد قول غير أن فكري يضطرب ابتهاجا بما عثر عليه فليس بمسعفي، أنا حقا ممتنة و أود أن تعذر أخطائي فإني لست صاحبة اختصاص و لطالما اعتمدت علي المصحح الإلكتروني - غير موقنة بجدواه - في تصحيح نصوصي ، لكنه غير متاح لي فأنا استعمل هاتفي الأن.
    بقي لي سؤال عن صقل الموهبة بالممارسة و المران، أود مزيد توضيح؟ و ما السبيل الأمثل لإمتلاك أدوات مميزة تخدم النص، غير ما نعرف من تكثيف المطالعة؟
    تقبل صادق تحاياي."اهـ بنصه وفصه.
    فكتبت التعقيب التالي:"بعد رد التحية والرتحيب: ثم أما بعد، مستويات الكتابة الأدبية تختلف من شخص إلى شخص حسب التكوين النظري أولا، ثم حسب الممارسة أو المران، ثانيا، و قد قال بعض الأدباء: "الممارسة تكسب الإتقان" و قلت أنا:"المِران يكسب الإتقان"؛ فليس بعد الدارسة النظرية كالممارسة الميدانية، بأن يخوض الكاتب في فنون الكتابة الأدبية بمختلف أنواعها ثم يعرض نصوصه على القراء، من أقاربه أو معارفه أو المختصين، فيفيدونه بآرائهم، أيا كانت، والتي سيصحح بأصوبها أخطاءه أو نقائصه؛ وليس هناك وسيلة في صقل موهبة الكاتب الناشيء أحسن من مطالعة ما يكتبه الكُتَّاب "المحترفون"، فيحاول أولا أن ينسج على منوالهم، أو أن يسير على منهاجهم، ثم يختار لنفسه، ثانيا، أسلوبا أو طريقة أو خطا، وليس في تقليد كبار الكُتَّاب من عيب في بداية الطريق إلى أن يأتي التحرر الكلي أو الاستقلال التام من التقليد.
    وينصح بعض المُربِّين، مربي المواهب، تلاميذهم أو مريدهم، بأن يكثروا من القراءة الجيدة وحفظ بعض النصوص الممتازة الراقية ثم نسيانها ثم الكتابة، ففي حفظ النصوص الراقية ما يمكِّن الكاتب الناشيء من تطعيم كتابته بما حفظه من تلك النصوص، كما أن في قراءة الأدبيات الراقية، عالية الجودة، ما يجعل الكاتب يُجَوِّدُ كتابتَه، ولذا تجدين أولئك المربين ينصحون مرايدهم بأن يقرأوا لفلان وفلان "الفنان"، وبألا يقرأوا لعلان وعلان ... "الفلتان"، فالقراءة الجيدة تنتج كاتبا جيدا حتما والقراءة الرديئة تنتج كاتبا رديئا حتما كذلك.
    هذا ما عنَّ لي الآن من خواطر عابرة في فن الكتابة الأدبية وقد يمن الله علي بأخرى جديدة سأسجلها هنا مع أخواتها إن شاء الله تعالى عسانا نبقى في صلب الموضوع بدلا من الانحراف عنه يمنة وشأمة.
    تحيتي إليك وتقديري لك."اهـ بنصه.

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

  8. #8
    أستاذ بارز قاص وباحث الصورة الرمزية حسين ليشوري
    تاريخ التسجيل
    11/03/2008
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    جاءني التعليق التالي من الأستاذ المبجل الهويمل أبو فهد في المنتدى الذي نشرت فيه موضوعي أول مرة فأحببت عرضه هنا إتماما للفائدة وتنويعا في العرض.

    "المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين ليشوري:
    نَصْ/ناصٌّ (خواطر عابرة).
    هذه خواطر أولية أحببت تسجيلها هنا قبل إعادة النظر فيها تمحيصا وتصحيحا وقبل فرارها من الذهن، والذّاكرة خوّانة، عن ثنائية النَّصِّ والنَّاصِّ، أو إن شئتم: عن زوج النَّاصِّ والنَّصِّ، إذ النّاصّ أسبق وجودا من النّصّ، فهذه بديهية لا تحتاج إلى نقاش؛ وحديثي هنا عن النّصّ الأدبيّ الفنّيّ وليس عن أيّ نصّ منطوق أو مكتوب حتى يكون حديثنا محصورا في الإبداع الأدبي فقط كما أنني لا أرغب في الدخول إلى متاهات تعريف النص "العلمية" ونظرياته الأدبية، فهذا حديث آخر ليس محله هنا، والنَّصُّ عَمَل وهو مع النَّاصِّ كوجهي قطعة النقد في العُمَل.النّصّ الأدبي، منثورا كان أو منظوما، قطعة كلامية مبتدعة يعبر به صاحبُه، النَّاصّ، عما يختلج في نفسه ويعتلج في ذهنه في موضوع ما بطريقة أدبية فنية تروق للمتلقي أو لا فيتفاعل معها إيجابا أو سلبا حسب ذائقته الأدبية وحسب تأثره بما يتلقى من رسالة النَّاصِّ إليه". اهـ الاقتباس من موضوعي، ثم قال الأستاذ الهويمل أبو فهد:

    "الأستاذ الفاضل حسين ليشوري، بعد فترة العبادات والعيد، كتب الله لك ثوابها وأجرها، وكل عام وانت بخير وصحة وعافية.
    ثم بعد اعتدال درجة حرارة المتصفح بعد ارتفاعها، وبعد التحية والتقدير.

    أقول وبالله التوفيق:
    لما كنت بالأمس خالي البال والأعمال دخلت إلى هذا المتصفح لأسجل إعجابي بما تعرضه، ثم أسجل احتجاجي على مسلماته، [...] فلذلك أحتج على بدهية أسبقية الناص على النص وأحتج على كون الناص والنص كوجهي العملة النقدية، مثلما أحتج على كون النص قطعة كلامية مبتدعة، وعلى كل ما لونته باللون الأحمر:
    1. بدهية أسبقية الناص: الناص لا يستطيع أن يسبق النص لأن النص "مصنوع" من لغة واللغة تسبق الناص باطلاق معنى الناص وبأي صنف من أصناف النصوص، بل حتى الكلام أدبيا كان أو غير أدبي.
    2. وجها العملة النقدية: لو كان الوضع كما هو الحال في وجهي العملة النقدية أو كان كما يقول سوسير كوجهي "الورقة" الواحدة، لبقي النص ملتصقا بالناص ولا نستطيع اقتباسه دون ناصه، نهايك عن أن نسرقه جزئيا أو كليا
    3. قطعة كلامية مبتدعة: قصة الإبداع قصة أسطورية قديمة لا يمكن اثباتها أو القول بها. فقط ملتقانا يستطيع أن يقول "..."، وأنت كما ترى لا وجود لمبدعين هنا ولا في مكان آخر، كل ما تستطيع أن تجده (وأقصد الجيدين المجيدين منهم) مجرد حرفيين مهنيين بعضهم له مهارة جيدة وبعضهم ما زال يتطور في تحصيل المهنة.
    هذه بعض احتجاجاتي، أو إن شئت مشاكساتي، أو لتكن هامش على أطروحة تستحق المناقشة.
    وتقبل تحياتي وتقديري." اهـ بتصرف.

    وأقول بحول الله وقوته:
    أشكر لأستاذنا الهويمل أبوفهد تهنئته بالعيد ودعاءه لي بالخير، فله مثل ما دعا به لي وأكثر، كما أشكر له تعقيبه على موضوعي المتواضع وقد وجدت في "احتجاجاته" ما يثري الموضوع ويغني الفكرة.

    ثم أما بعد: وجدت فيما اعترض به علي أستاذنا الهويمل حجة إضافية لما زعمته من أسبقية الناص على النص في قوله:"الناص لا يستطيع أن يسبق النص لأن النص "مصنوع" من لغة واللغة تسبق الناص باطلاق معنى الناص وبأي صنف من أصناف النصوص" اهـ كلامه، فالنص المصنوع هو من صنع صانع، والصانع أسبق وجودا من المصنوع حتما وبداهة، كما أن اللغة التي يُكتب به النّصُّ هي الأخرى طارئة على المتكلم بها ولا توجد معه حين يوجد، فقد وُجِد آدم، عليه السلام، قبل أن يتعلم الكلام أو اللغة أو الأسماء التي علمه إياها الله تعالى، كما أن الطفل يوجد قبل أن يتعلم الكلام، فهو أسبق وجودا من الكلام أو من اللغة التي يحصلها بالتلقين من أبويه أو ممن يتكفل بتربيته، ثم يتدرج في التَّعلم حتى يصير منتجا لنصوصه أيا كانت قيمتها من السذاجة أو التحكم أو الإتقان، وكذلك الكاتب، أو الناص، يتعلم اللغة وهي في ذهنه كلمات أو صور معان متفرقة ممزعة فيجمعها في نصوص محكمة أو غير محكمة، والأديب، أو الناص، إنما تظهر قدرته في قيمة ما يكتب أو يبدع، فكل إنسان هو كاتب بالقوة ثم يصيره بالفعل بعدما يستجمع أدواته التعبيرية ومنها اللغة ثم فنيات التعبير المُتْقَن، أو البديع، أو المُبدِع، وبناء على هذا يكون الناص أسبق وجودا من نصه حتما.

    وكلمة "إبداع" هنا مجازية إن أخذناها بدلالتها الأصلية فهي الاختراع على غير مثال سابق، والكاتب إنما "يبدع" نصوصه على غير مثال سابق نسبيا وإلا كان ناقلا أو ناسخا أو مكررا لما سُبِق إليه وفي محاولة الاختراع على غير مثال سابق يتمايز المبدعون في كتاباتهم المتنوعة حسب ما يمتلكون من قدرات التعبير.

    أما كون الناص والنص كوجهي العملة فالمقصود به أن الناص مرتبط ارتباطا "عضويا" (عاطفيا أو معنويا) مع نصه لأن نصه انعكاس لشخصه كمبدع وليس كإنسان، والنص صورة من صور تفكير الناص، والتفكير شيء معنوي، وليست صورة لشخصه المادي، ولذا وجب التمييز في النقد بين شخص الناص كمبدع وبين شخصه كإنسان وهنا تكمن معظم المشاكل التي تحدث بين المبدعين ونقاد نصوصهم، وقد سرني أن وافق تصويري الناص والنص كوجهي العملة تصوير دي سوسير لها بالورقة النقدية وهذا من توفيق الله تعالى لي فله الحمد والمنة.

    وأما قلة المبدعين أو انعدامهم في منتدى أدبي ما فهو راجع إلى سياسة ذلك المنتدى في تشجيع الأقلام الجادة المُجِيدة والتنويه بها ومؤازرتها أو في التمكين للرداءة وأهلها بالسكوت عنها وعنهم.

    هذا ما عنَّ لي الآن كتعقيب على ملاحظات أستاذنا الهويمل وقد تظهر لي أفكار أخرى تضيف جديدا.

    أكرر شكري إلى أستاذنا المبجل على تفاعله الطيب مع موضوعي وأرجو أن يطلع على ردي هذا هنا.
    مع أخلص تحياتي وأصدق تمنياتي.

    [frame="3 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم، فإن كنت كاتبا فلا تُقاوِمْ خيالَك و لكن قَوِّمْه"
    (حسين ليشوري)
    [/frame]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •