... عذرا أيتها الزّنابق البيضاء جئت لأدوسك هل تعلمين ؟ جئت لأقطفك من كلّ البساتين ... من ضفاف الأنهار من أكتاف التّلال و عيون العاشقين ... جئت لأراك تبكين كما أبكي بل أكثر جئت أسمعك تنطفئين ... سأبني لك قلعة من تراب و أدفنك فيها و سأجعل لها من حصيّات النّهر سورا و سأغرز كوز صنوبر عند بابها ... سيكون حارسا لا عليك بل عليها ... و سأجعل لك من ورقة السّنديان شاهدا يحفظ اسمي لا اسمك أنتِ ...فمتى تذوي فيك الحياة أذوي ...
هل عرفتِ ايتها الزّنابق كم سأنهار عند لقاك ؟ هل عرفت كم نخر الشّجن قلبي المشتاق إليك ؟ غاضبة أنا منك حتى أنّي أودّ أن أصيّرك إلى عدم فلا أذكرك لأنّني لم أكن قد التقيتك يوما و لا قرأت فتنتك في سطور الصّباح و على رُكح المساء ...!!!
ما أصعب أن أعتاد عليك فتُغلقي أجفانك دوني عند المغيب ...! و لتنصهري ظلّا أسود في عباءة اللّيل البهيم ! ما أصعب أن أعلّق قلبي قنديلا في غصنك فتجمعين أغصانك ليسقط القنديل ..!
ماذا تفعلين ؟ لماذا تنحنين ؟ ... آه ... و يا أضحوكة الزّمن !!!
تنحنين لتكوني إلى وطأتي أقرب !! ما أعذبك و ما أشقاني أنحني إليك أنا فاصفعيني ... حتى أصحو فألقاك أعتذر منك ثم عذرا سأنساك .