الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري..حين يريدون أو يشرعون في القيام بجولة سياحية نزهة فسحة..يقولون :

راني رايح نحوس"..

يظن كثيرأن هذا اللفظ دارجة..والحقيقة أن كل دارجة في الجزائرإن لم تخالطها أحرف أعجمية فهي عربية فصحى أوفصيحة..
وقدتكون أفصح مما نظن أنها لغة عربية لكنها غير صحيحة...مثل:"
ساح يسيح..سياحة..ساح..وأساح..تجول وتدفق..
وإليكم معنى "راني نحوس"..راني ..رآني..
نحوس : افعل حواسي..كل حواسي اللمس..الشم..النظر..السمع..الذوق..
مع وجوب ضمان حقوق التأليف..
والتوليف والتوصيف..
بالشتاء وبالصيف..
بالربيع وبالخريف ..
تأملوا التالي وقلوا لي :
ما رأيكم فيه إن أصبت أو أخطأت تسرعت أو أبطأت..
مساهمة في تأصيل ثقافتنا الشعبية..
وترويجا سياحيا لغويا..
قبل أن يكون سياحيا بيئويا..
حين الحديث عن السياحة عموما والسياحة في الجزائر خصوصا يتبادر إلى ذهن المرء سؤال..ما المقصود بالسياحة ..؟ ...
ففي ثقافتنا الشعبية الجزائرية لا يقال سوف أقوم برحلة سياحية فهذه لغة حديثة ومستحدثة..
وهي بطبيعة الحال لغة عربية سليمة وصحيحة ..
لكن المعتاد والمتعارف عليه هو أننا نقول "رايح نحوس " ..
أي سأقوم برحلة تحواس ..
والتحواس أيضا لغة عربية سليمة وصحيحة..بل أفصح وأفيد وأكثر أداء لمعنى السياحة ..
وهي مستمدة من أعضاء الجسم البشري ..
الجسم البشري الذي من ضمن حاجاته الأساسية:
-1 اللمس
-2الذوق
-3الإبصار
-4 الشم..
-5 السمع..
كما هو معروف ..أي الحواس الخمس ..
حوس يحوس بمعنى يريد تمتيع حواسه..تفعيلها ..
كلها دون استثناء ..
يتذوق فواكه ما يعثرعليه أثناء رحلته السياحية..ومن مشروبات ومثلجات ومأكولات شعبية تقليدية لم يألف ذوقها من قبل ..
ويشم ما يقدم إليه أو يقطفه من أزهار وورود ..
ويبصرما تشاهده عيناه من صورجمال وبهاء ومناظر طبيعية وأخرى اصطناعية ..
ويلمس ما يعجبه من تحف وأحجار ورسومات على فخار..
وعلى أي صخر أو جدار ..
وفي أي ركن كما أي دار ..
ويسمع زقزقات عصافير ومياه نوافير ..
وأصوات عيدان طربية وموسيقا ..
حفيف أشجار وخرير سواق وأنهار ..
وبذلك يكون قد قام برحلة سياحية ..
ومتع حواسه الخمس كلها ..
وتلك هي التحواسةوعليها الكلام ..