الصحفى السعودى"جميل فارسى" السعودى يسطو على قصيدة" سمير الأمير " بدون حياء أو خجل
كتب الناقد إبراهيم حمزة
ــ واقعة مضحكة مبكية ، تعرض لها الشاعر المصرى المتميز سمير الأمير ، بعد رحلة طويلة مع الإبداع الثورى الدافق الشجاع منذ "يصل ويسلم للوطن " ثم "بره المجرة " ثم " ردح شعبى من تراث القهر " و "مجرد رد فعل "وحتى ديوانه الخامس " كلام بالصدفة وبالقصد" الصادر العام الماضى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وقد حمل ديوانه الرابع قصيدة كونى مصر التى يقول فيها:

كونى مصر
بلاد الشمس وضحاها،
غيطان النور،
قيامة الروح العظيمة،
انتفاض العشق،
اكتمال الوحى والثورة
"مراسى الحلم"
العِلم والدين الصحيح،
العامل اللى مش غلبان ولا خايف،
الفلاح الفصيح،
جنة الناس البسيطة
ميزان العدل والحكمة،

القاهرة القائدة الواعدة الموعودة
الساجدة الشاكرة الحامدة المحمودة
العرفة الكاشفة العابدة المعبودة
العلمة الدارسة الشاهدة المشهودة

سيمفونية الجرس والأدان
كنانة الرحمن
أرض الدفا والحنان
معشوقة الأنبيا والشُعرا والرسامين
صديقة الثوار
قلب العروبه النابض الناهض الجبار
عجينة الأرض اللى ما تخلطشى العذب بالمالح
ولا الوليف الوفى بالقاسى والجارح
ولا الحليف الأليف بالغادر الفاضح
ولا فَرح بكره الجميل بليل وحزن امبارح
ولا صعيب المستحيل بالممكن الواضح

كونى مصر
دليل الإنسانية ومهدها
كما كنتى ديماً من قديم العصر.

ورغم أنها ليست " بيضة الديك " فى شعر الأمير ، بل واحدة من قصائد كثيرة مميزة لشاعر هو وريث شرعى لبيرم وحداد وجاهين وجابر أبو حسين شاعر الهلالية ، سمير أيضا ابن بار لترانيم جدته الشاعرة بالفطرة ، كانت الجدة تأخذه فى حضنها تسقيه عسلا وشعرا ، سمير – حقيقة – ابن بار لأوجاع هذا الوطن ، الوطن الحقيقى ، بعيدا عن هؤلاء الذين يأكلون الوطن ويشربون دمه فى الفضائيات والمقالات واللقاءات ، يحبون مصرثم يلتهمونها التهاما .. وكأن هذه الكلمات التى كتبتها عنه يوما ما ، تتحول لكابوس فى فضائيات مصر ، حين يصرخ المذيع أحمد موسى بأبيات شاعرنا منسوبة لكاتب سعودى هو جميل فارسى فى مقال له يتغزل بمصر ، وهو أمر رائع ومحبب لنا ، غير أنه لا يبيح له سرقة إبداع الآخرين ، وخاصة أن القصيدة من الشعر الشعبى المصرى بعاميتها المميزة ، وليست هذه المرة الأولى التى نرى فيها ظاهرة السرقات الأدبية ، لكتاب مصريين من كتاب عرب أو العكس ، لكن اللافت أن القصيدة التى نشرها مبدعها بجريدة العربى بتاريخ إبريل 2004م ثم صدرت كاملة بديوان"مجرد رد فعل "الصادر عن هيئة الكتاب ٢٠١١م ، والحقيقة أن الشاعر ليس بحاجة مطلقا لإثبات حقه ، وربما دعوته جادا لرفع قضية أمام القضاء السعودى عن طريق أحد الأصدقاء المصريين هناك ، وهناك واقعة شهيرة بطلها عائض القرنى الذى اتهم بسرقة كتابه الأشهر " لا تغضب " وقد اتهمه أيضا كاتب مصرى - سمير فراج –بسرقة كتابه كتابه”شعراء قتلهم شعرهم” والذي صدر عن مكتبة مدبولي في عام 1997، ونسبه لنفسه تحت عنوان “قصائد قتلت أصحابها” ، وما شجع الكاتب حكم محكمة سعودية أدانت الشيخ القرنى بسرقة كتاب من الكاتبة السعودية سلوى العيضدان والتى قالت إن القرني قال بعد ذلك لزوجها ناصر العضيدان، "سلوى مثل ابنتي زينب"، وحدد لي موقع بيتكم تحديدا وأنا سأزوركم في البيت وأرضيها بعشرة آلاف ريال. لكن ذلك لم ينه الأمر ، بل جاء حكم المحكمة قاطعا فى نسبة الكتاب لصاحبته وتغريم القرنى مبلغ 300 ألف ريال سعودى .
وقد حدث الأمر ذاته لكاتب هذه السطور مؤخرا حين سرق مقاله عيانا بيانا بمجلة دبى الثقافية عدد أغسطس 2015م من مقال له منشور بجريدة القاهرة من ست سنوات ، ولم يشعر السادة مسئولو "دبى " بأى جفن يرف لهم ، ولم يعتذروا عن خطيئتهم ، بل كافأوا السارق بالنشر المتكرر ، وكم بعالمنا العربى من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا ....
*****
ظل الشعر فى يقين ووجدان شاعرنا الأجمل سمير الأمير سبيلا للتعبير عن مواقف سياسية واضحة لا تهادن ولا تجامل ، ومن هنا تأتى قصائده الوطنية من منطلق مختلف تماما ، إنه الانطلاق من ثوابت فكرية لدى الشاعر المعارض الغاضب المتيم بحب وطنه ، ومن هنا كان اقتباس أبياته ووضعها فى نهاية مقال لكاتب سعودى دون الإشارة له ، ثم تناقل هذا " الحدث " الصارخ فى قنوات وصحف ومواقع والاستشهاد بما أبدعه الكاتب السعودى من عامية مصرية !! شىء مخزى ومؤسف ، لم يكلف أحدهم نفسه عناء التساؤل : كيف يكتب هذا الإبداع شاعر غير مصرى ، ولماذا حلا كلام سمير الأمير على لسان السعودى ، وظل لمدة اثنتى عشرة سنة نائما فى أحضان أوراقه ؟ ولماذا صمت المجتمع الأدبى على حق واحد من قبيلته ؟ ولماذا لم يخرج الكاتب السعودى مثبتا حسن نيته ونقاء ضميره مؤكدا سهوه او إهماله نسبة الشىء لصاحبه ؟