تراجعت سطور اللّيل و سال مداده القاتم على أكتاف الجبال فتثاءب الأفق ليسفِر عن فجر تدفّقت عيونه طلّا يوقد من تبر الشّمس فوانيس عائمات على أجفان الورد و ليطلق أسيرَ الوُكن على الأفنان، فتدحرج قلبي منّي يهوي حيث يهوى عند الجبّ القديمة على حافّة الوادي، فارتشفت سحر القهوة من فنجاني المعهود و سابقت أنساما تقتحم مكاني تدغدغني تأخذني لا تنساني فككتُ عثرات الطّريق و رحتُ سيل شوق يجرف حجارة دربٍ مسحت زخارف نعلي و علّقت منّي تعويذة في كلّ خطوة منها علّقتها في غصن صنوبر أو جديلة أعناب، و أتيت البئر السّاحرة أملأ منها الرّوح و الدلاء و القِرب... و أطلّ من هناك على الدّنيا لأقرأها رسالة عشق لحيث أكون...