ميلاد عيسى و أحمد
شعر
عبدالمجيد فرغلي


ميلاد عيسى وأحمد .. ذكرى لمعنى تجسد

تلاقيا ذات عيد .. فيه احتفال توحد

ما بين أتباع عيسى .. وبين أتباع أحمد

تلاقيا في عناق .. لخير ذكرى ومولد

رمز اتحاد وحب .. بين الشقيقين يولد

ميلاد عيسى وطه .. كنيسة جنب مسجد

تعانقا في اّذان .. صداه للحق يصعد

في عالم من إخاء .. يقيم للحب معبد

إنجيل عيسى كتاب .. بشرى لقراّن أحمد

مبشرا برسول .. يأتي ويدعى محمد

يبث نورا جديدا .. يوحى إليه وينشد

من بعد موسى وعيسى .. محمد جاء يحمد

يطوي ظلام الدياجي .. وكوكب الحق أخلد

من شمس نور شعاع .. لاقى شعاعا تجدد

نوران من خلق ربي .. سناهما ليس يخمد

كلاهما راح يهدي .. لخالق ظل يعبد

ردا ظلاما بنور .. من مس ذكراه يسعد

عيسى ابن أم بتول .. بطهرها الذكر يشهد

قد خصها فضل ربي .. وفضله كيف يجحد ؟

على نساء البريا .. ذكر لها كم تردد ؟

وافى لها روح قدس .. خلقا سويا تجشد

إذ استعاذت برب .. تبغي تقيا فأنشد

ما جئت إلا بشيرا .. يهدي غلاما سيولد

لا من أب سوف يأتي .. بل من ضياء ممجد

هذا سلام عليه .. مهدا وكهلا وأمرد

وقال هزي بجزع .. تساقط الرطب أنضد

يا مريم اهدي وقري .. عينا بأنوار فرقد

من تحتك اروي سريا .. من مائه العيش أرغد

وغن يحدثك قوم .. أتوك والكل فند

نذرت لله صوما .. قولي وطفلي سيشهد

يكلم الناس مهدا .. وعنك ينفي المفند

هذ هو الطهر عيسى .. في قول حق محدد

نادى به القوم طفلا .. ميلاده كان مفرد

يعلم الناس علما .. ويخلق الطين مشهد

كهيئة الطير فيه .. إن ينفخ الروح يشهد

ويوقظ الميت حيا .. بإذن من ثم يعبد

هذا نبي كريم .. ذو معجزات تخلد

في كل ميلاد عام .. فيه احتفال يجدد

فيه لأتباع عيسى .. بشر ونور ومنشد

واليوم أتباع طه .. في مولد .. عن محمد

فيه أهلوا سرورا .. في بهجة منه تسعد

فى أربع من مئات.. وألف عام ..تمجد

أهلا بميلاد هاد .. ذكراه فى الكون أمجد

جاءت به بنت وهب فى عام فيل تهدد

قد رد عن بيت رب .. يحميه .. من كيد معتد

طيرا أبابيل نادى .. رب السماوات جند

ألقت حجارات طين .. سدت لها كل مرصد

من أشرم رام كيدا .. أودى بما قد توعد

قد رام هدما لبيت .. فلم ينل أى مقصد

يا يوم ميلاد طه .. أحبب بمن كان أسعد

فى حضن جد حبيب .. قد ضمه في تودد

وأقبلت مرضعات .. ينشدت للرزق مورد

كل لها أمنيات .. في نيل ما النفس تجهد

ساقت نياق الأماني .. من فذفد بعد فذفد

وبينهن استحثت .. حليمة .. ركب سؤدد

جاءت لطفل يتيم .. من حوله اليمن أرغد

ربته من مال جد .. بأجرها قد تعهد

وربت الطفل حتى .. نالت مناها وأزيد

نالت غنى ما رأته .. مدراره ليس ينفد

قالت أيارب شكرا .. لنعمة لست أجحد

كرمتني بعد ذل .. أصبحت أندى وأسعد

أحبب بذكرى يتيم .. رباه رب تودد

من بعد جد وعم .. لاقتة بنت خويلد

في مالها نال ربحا .. متاجرا فيه ينشد

حتى تمنته زوجا .. من خير خلق تزود

وآزرته بمال .. وثروة ليس تنفد

بدعوة أيدتها .. آيات حق تأكد

قد جل فيه جهاد .. ميسر أو مشدد

فيا نبيا دعانا .. لخير دين تشهد

فيه حياة ونور .. فيه مع الخلد موعد

إله موسى وعيسى .. رب الخليل وأحمد

يمضي الزمان حثيثا .. في مشهد إثر مشهد

وذكر طه يسلا .. في خافقيه تردد

يا أمة الله طيبي .. في كل عام ومولد

يضفي علينا سلاما .. في ظله الكون يسعد

مابين شمسي إخاء .. نوراهما قد توحد

يا ذكريات الليالى .. طيبى بعيسى وأحمد

كل على الأرض أدى .. رسالة ليس يجحد

***
القصيدة في 1/ 1 / 1982 الموافق 12 من ربيع الأول 1400 هـ
وعدد أبياتها 79
وضمن المجلد الرابع
أصداء وأضواء