قصيدة طيف مصر
للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
عشـقتُ اللـيـــلَ حـين النـومِ حـاكانى***بطيف الشـــوقِ يدعونى ويهــوانى
وحــــلمُ النــومِ يثــــْنى ما بأجـــفانى***وشــــدْوُالحـب يهدينى لأشــــــجانى
بهمــس العشــقِ أبكــانى بأحـــزانى*** وأبيات المــنى عشـــقاً لوجـــــدانى
وعـــزْفُ النـّاىَ ناجـــانى بأنغــــامى***حـنيناً مــاثـلَ الأوتـــارَ ألحــــــــانى
وصبُّ الشـَّوْقِ عشـْقُ الحبِّ أضْنانى***فحـــنَّ القلـــبُ إشـــْفاقاً وتِحْـــــنانى
كــذاك الصّــوتُ للإشـــــفاقِ نـادانى***أيا من كنتَ للأحــــباب روْحـــــانى
طبيبُ النفـسِ أذْكى الـرّوحَ وجْـدانى***وهام الليــلَ وجْــــداناً وضـــــاهانى
أيـا من كـنـت للتقــــوى بنـــُــورانى***وصــفوَ الرّوحِ فى اللـذّاتِ رِيعـــانى
أتدْعُو الشـــوقَ إخْلاصـاً بنـَشْـوانى***لتشْـــكو البيْنَ إفـْصــاحى وتبْيــــانى
ألا قد جاءَ وعْدُ الصِّـــدْقِ إيمـــــانى***ودامَ العفـــْوُ غُفــــْراناً لإحْســـــــانى
جـــزاءُ الحُسْــنِ مِعْطــاءاً وهتـَّــانى***عطـــــــــاءُ اللهِ تنـْعيماً بحَســـــْبانى
وإجْـــلالُ الصّــــفا نـــوراً وحابانى*** بعـــلْمِ العِشـْـــــقِ تِبْياناً وذكـــــــّانى
وتسْـــبيحٌ بنــــورِ الحــــقِّ منـّـــانى***برُؤْيا الصّـــحْوِ إدْراكـاً ويقــــــْظانى
ألا قد أسْـــكرَتْ كأْسُ النّــــدى فانى***دِهـــاق الكـــأْسِ مِلأُ الفــــمِّ ندْمــانى
بغـــَبْقِ الخَمْــرِ حــينَ الليـْلِ أسْـقانى***شرابَ الحُســْنِ عــمَّ القلْــــبَ أزْقانى
على أنـْغــامِ شـــدْوِ الحــبِّ أحْــيانى***وتاقَ القلــبُ خــفـّفاقاً وحـــــــــــيَّانى
دعوْتُ الرّوحَ صِــدْقُ الحبِّ أنْفاسى***تُضاهى الرّوْضَ عطْرَالمسْكِ رَيْحانى
تُنــاجى فـيك حُســــنُ العشــقِ أيّامى***وجُــرْحُ الشـــوقِ بين القلـــبِ أدْمانى
يُحــاكى فيك حــزْنُ البيْنِ أوْهــــامى***ودمـــعُ العينِ ســــيْلُ الشّـــأنِ أبْكانى
فما كاد الهــــوى طـــــيفاً لأحـــلامى***وأنْســـامُ الصّـــبَا زيْعـــاً لأفــــْـــنانى
ولا حــاجَ الرُّبا روْضــاً لبســـــــتانى***ولا دام النـَّوى بُعْــــداً لأكْــــــــــنانى
وما أدْنى لِقُـــــرْبِ البيْنِ أقــــــــْرانى***ولا طال الهـــــــوى عُـمْراً لأحْزانى
ولا ســـالتْ شـــــؤون الدّمْـع آمـــاقى***وما انـْفَكـّتْ قيودَ الأسْـــــرِ أشـْطانى
سـجينٌ فى دروبِ الظُـلـْمِ أسْـــــوارى***وسجْنُ الأسْرِ قيْدُ العُمْرِ أقـْصـــــانى
وحكْمُ الجـــوْرِ أبْدا الرأْىَ سُـــــلْطانى***وصـــــارَ الميْلُ قصْدَ الظلـْمِ سجّانى
فلا حـرٌّ ولا عـبْدٌ بأوْطــــــــــــــــانى***وما زالتْ ســـــجونُ القصْرِ عُنْوانى
وأحْرارُ السّـــــــــِبا ســــلْباً لإرْغامى***بحـــــقِّ العبدِ مبْتـُوراً لإذعَــــــــانى
بذاك الفسْــــقُ عمَّ الكلِّ إفـْســــــــادى***وســــــادَ الظّلـْمُ درْبَ الحُبّ بلـْـدانى
بكبْحِ القوْمِ إلـْـجــــــــــاماً لإضـْعافى ***وحكّامُ الشـَّـــــــرى غُــــلا لإخـْـوانى
وقتْلُ الرُّوح ِ إشـــــــــْهارٌلإضـْمارى***بــدمِّ السَّــــفـْك قـــــــتـّالٌ لفــــــقدانى
وســـــــلـْبُ المالِ إصــْرارٌ بطغـْيانى***ولذاتٌ بعـــــيشِ المــُرِّ خُطـْــــــــبانى
وسُـــمْرُ الحُســنِ تبكى الدمْـعَ هتـّانى***وإرْهـــاقٌ لكهْلِ القــــــــــــوْمِ بنـْيانى
غريبُ القُوتِ إطـْعامى بإسْـــــراطى***ومرْضى السّــرْطِ إجْحافى لنقـْصانى
بهـزْل السّــبْطِ أشـْـــراطٌ بأغصــانى*** وسُـــمُّ النّسْـــفِ تخـْصـــــيباً لألوانى
وغــدْرُ الكــيدِ تفـــريقاً لأقـــــــرانى***وإضْــعافى بشَـــدْوِ الدينِ نُصْــــرانى
حمـــــاكِ الله يا ســـــــمْــراءُ أيّــامى***أطـــال اللهُ فيك العُـــمْرَ أزمــــــــانى
فأنت القاهــــرُ المِقـْـــدامُ ســــلطانى***وأنت الحـــمِ لى ظهْــــراً ورُكْــــبانى
فيا مِصـــْرُ المـها سُـــــمْراً وفِتـْيانى***ويا دِرْعُ الحِـــمَى شــــعْباً وغِلْـــمانى
قِفــــُوا الأوْغـــادَ إكـراهاً لإسْــلامى***وترْكُ البينِ توْحــــيدٌ لأوْطـــــــــــــانى
قِفُــــوا الأعــــداءَ تشـــْويشاً لفِرْقانى***بِمَـدْنِ الدِّينِ تـَشْـــويهاً لعُـــــــنـْوانى
فدُسْـــتورى بحــقِّ الشـَّــعـْبِ إلْزامى***وغـيرالدّينِ تدْليــســـاً لخـَــــــــوَّانى
فلا حُكْـــــمٌ يُضـــــاهينى ببلــــــدانى***ولا ظــــلـْمٌ يُجـــارينى بسُـــــــلطانى
الشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
مصر العربية – المحلة الكبرى
المفضلات