أخفــــض منطقـة علــى سطـــــح الأرض

الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة


قال الله تعالى: { الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}(الروم)

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المعاني اللغوية والتفسير:
تأتي كلمة ﴿ أَدْنَى ﴾ بعدة معاني وهي: [ أقرب، أقل، أخفض، أخس، أسفل ].
جاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه: غلبت فارس الروم في أقرب الأرض من العرب، وهي أطراف الشام، وهم بعد انهزامهم سيغلبون الفرس.

التحقيـــق العلمي:
تذكرالمراجع التاريخية وقوع معركة بين مملكتي فارس وبين الإمبراطورية البيزنطية - وهي الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية- في منطقة بين أذرعات وبصرى قرب البحر الميت حيث انتصر فيها الفرس انتصارا ساحقا على الرومان، وكان ذلك سنة 619م.
وقد خسر الروم البيزنطيون في هذه المعركة خسائر فادحة، وتوقع جميع المعاصرين لهم دمارا كاملا لإمبراطوريتهم. لكن حدث ما لم يكن متوقعا ففي شهر ديسمبر من عام 627م وقعت معركة حاسمة بين البيزنطيين وإمبراطورية الفرس بمنطقة «ناي نيفا» Nineveh، هزم فيها الروم الفرس، وبعد أشهر قليلة لجأ الفرس إلي إبرام اتفاقية مع بيزنطة تجبرهم على إعادة المناطق التي أخذوها منهم.
وقد أوضحت المصورات الجغرافية مستوى المنخفضات الأرضية في العالم أن أخفض منطقة على سطح الأرض هي تلك المنطقة التي بقرب البحر الميت في فلسطين، حيث تنخفض عن سطح البحر بعمق (395) متراً، وقد أكدت ذلك صور وقياسات الأقمار الاصطناعية.وقد ثبت علميا بقياسات عديدة أن أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا هو غور البحر الميت
كما ذكرت ذلك «الموسوعة البريطانية»، إن المعركة الفاصلة قد تمت في اخفض أجزاء اليابسة علي الإطلاق، وهي أغوار البحر الميت وما حولها من أغوار ويأتي العلم التجريبي ليؤكد تلك الحقيقة في أواخر القرن التاسع عشـر وأوائل القرن العشـرين، والتي لم تكن لتقاس في غياب تقنيات القياس الحديثة، لذلك كان من المستحيل أن يعرف أي شخص في ذلك الوقت أن هذه المنطقة هي أكثر المناطق انخفاضاً في العالم .

وجه الإعجــاز العلمى:
هناك وجهان للإعجاز في هذه الآيات الكريمة، نفصلهما فيما يلى:
الوجه الأول:
إخبارالقرآن الكريم بانتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم الساحقة بعد بضع سنوات والبضع هو رقم بين الخمسة والسبعة أو بين الواحد والتسعة كما يقول علماء اللغة العربية، وقد تحقق ما وعد به القرآن الكريم بعد سبع سنوات،.
الوجه الثاني :
قررت الآية حقيقة جغرافية لم تكن معروفة عند أحد في ذلك الوقت، حيث أخبرت أن الروم خسروا المعركة مع الفرس في أدنى منطقة من الأرض، بمعنى أخفض منطقة على سطح الأرض .