خاطرة
إن كنت تريدني
كن كهذا الذي يسلبني لتكون أنت النسغ
و أنا امرأة من سر اليخضور
أعانقك أدثرك و تزهر في حضني
و من دفء صدري يرتوي فيك السكون..
لأنني أحب في كل هذه الأشياء لغز الصمت
و دندنة الريح و نغم القطر و وشوشة الشجر
فأنا يا سيدي لمسة حنان في بشر من أنامل قدر
أسبح كالروح في فضاء الحالمين
بعبق الليل لفارس مجنون كالريح أسقي مهجتي
و أعانق سر وجودي نهارا في كل الكائنات
كن صرخة الصمت عجبا في كيان الوجود
لتكون في عيني الأمل الموجود
كن رقراق تلك الجداول في مساءات الوصل الجميل
هناك بين وشوشة الشجر و زقزقة العصفور تجدني
وفي بسمة القمر تجدني وعلى ثغر البائسين نور
و أهديك حلمي الرابض في عيون تسابيح الفجر
و من أملي أهديك تنفس الصبح الحاني في أرواح اليائسين
داعب جسدي و ستشعر بلهفة ليل المتهجد و حنين العاشقين
أنا السامرة أعزف لصهيل الحلم لحن الأمل في كل الشجون
أراك تلاطف قدمي برفق أمواج سادية
يدفعها مد بحر في جزره رغبة جسد مفتون
و أنامل نسمات الرب توقظ في ذاتي رغبة خروج الحنين
لأأصرخ في وجه الحياة مرة أخرى لأكون
اسقيني من قطر الندى وانتشي لأن عصارة الورد من قلوب الصادقين
ومن هديل حمائم الوصل الجميل تشدو في نفسي أشواق الحالمين
واترك هسهاس كل شيء في الوجود يراقصني
فإني أجد والله في حضن كل حركة من الكون سكون
و في سكوني يتمايل كل موجود يروي للريح حكايا الأزل
و يرسم في ذاتي معاني وجود الشجر و الطير وجمال الحياة
ان كنت تريدني فهكذا كن حتى تكون..
مختار سعيدي