: {وأصحاب الشمال
ما أصحاب الشمال {41} الواقعة.
صاحب الشيء هو الملازم له، وأصحاب الشمال هم الملازمين له،
وإذا نظرنا إلى الكعبة ومكة المكرمة حيث هي مركز جزيرة العرب،
وقبلتهم وتوجههم، ومكان اجتماعهم وأداء مناسكهم،
والواقف فيها ومتجهًا للشرق مكان طلوع الشمس وابتداء نهارهم،
فعلى اليمين تكون جهة اليمن حيث ينتهي البر بالبحر،
وجهة الشمال مفتوحة حيث يمكن الانتقال إلى كل آسيا،
وأوروبا، وإفريقيا ابتداء من شمالها،
ولذلك سميت الشمال بالشمال لاستمرار الحركة فيها في البر،
وعدم انقطاعها كما تنقطع إذا اتجه السائر إلى الجنوب،
فقوله تعالى: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال}؛
؛أي أنهم في حركة دائمة لا استقرار لهم،
كاستقرار أهل الجنة في منازلهم وغرفهم،
واتكائهم على الأرائك، وفي النعيم الذي هم فيه،
أما هؤلاء فلا استقرار لهم أبدًا،
ولا انقطاع ولا انتهاء لما هم فيه من ألوان العذاب،
ويأخذون كتبهم بشمائلهم بما يواقف المصير الذي يؤولون إليه،
حيث العذاب يشملهم ويحيط بهم وبستمرون فيه ولا مخرج لهم منه.
المفضلات