13815223_10210110840427461_2145146604_n.jpg
بداية رحل القائد الوطني تيسير قبعة عن عمر يناهز 78 عام ، والتي كان فيها ومنذ مقتبل العمر ثائرا ومناضلا وطنيا يساريا بانتمائه الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، كان تيسير قبعة ومنذ وجوده في القاهرة طالبا في احد جامعات الاسكندرية قائدا وطليعة في العمل الطلابي ، عاصر الثورة بل كان احد منظري اليسار الفلسطيني فعصر العمالقة جورج حبش وابواياد وابو عمار ووديع حداد وابو جهاد ، لم يكن تيسير قبعة مناضلا تقليديا بل طاف ارجاء الارض حاملا قضيته وثورته ، كان لبقا شجاعا خطيبا مقنعا ، عمل تيسير قبعة نائبا لرئيس المجلس الوطني وكانت مهامه مرتبطة بنشاطاتها مع البرلمانات العربية والاوروبية والدولية بصفة عامة .
رحل تيسير قبعة وهو ثائرا كغيره نمن القادة العظام وما بدلوا تبديلا ، ومع الرحيل لا نتذكر فقط مواقفه الصلبة وعنفوانه الثوري وان كان يخرج كثيرا عن برنامج منظمة التحرير الذي رأى منه انحرافا كبيرا عن الثورة وتحول خطير في مسيرتها وكان لا يتغير ولا يتبدل ، هذا السلوك الذي اغضب رئيس السلطة ومن حوله من بائعين التنازل المجاني .
اوعز الرئيس عباس وكالعادة بقطع راتبه وان قلنا قطع الراتب ليس لرجل عادي بل يكاد عطاء تيسير قبعة وتجربة تفوق تجربة محمود عباس مئات المرات ، اوعز عباس لرئيس المجلس الوطني ابو الاديب وصورة ونسختين للصندوق القومي والمالية بتنفيذ القرار متحججا بمبرر لغة تيسير المتطرفة المحافضة على الثوابت والثورة في االبرلمانات العربية والدولية ، في 27/4/20012 في ذاك الحين لم يكن قرارعباس بوقف تمويل الجبهة الشعبية والديموقراطية من الصندوق القومي.

لم يتوقف سلوك عباس كقاطع ارزاق لافراد وجنود وعناصر وغيره بل طال شخصيات ذات قامات عالية وطنية وبحجج مختلفة وكما نرى في صورة القرار الصادر منه والموجه لابوالاديب بقطع راتب تيسير قبعة ، هذا السلك العدواني على كل معارضيه وهم من يتمسكوا بالثوابت وبالنضال وبالحقوق ومحاربة الفساد فقد طالت قرارات عباس نواب واعضاء مركزية مثل القائد الفتحاوي محمد دحلان والقائد الفتحاوي سمير المشهراوي وابو عمر المصري وجمال ابو حبل ورعيل من المناضلين ، هذا السلوك الذي لا يتبعه أي رئيس دولة في العالم يحترم شعبه ويحترم تجربة الاخرين .
الغريب في الامر ان السيد عباس قام بتعزية عائلة تيسير قبعة ونسي عباس ان يعلن بعودة راتبه بعد وفاته ... فهل يفعلها عباس كما اعاد هذه الايام رواتب مجموعة من افراد الاجهزة لاهداف تكتيكية فقط ، مع قرار صادر بالتهديد والوعيد لكل موظفي غزة وفتح ولكل من تثبت ما يسمى ادانته بالعامل او مناصرة القائد الفتحاوي محمد دحلان او متعاونا مع حماس .
وكما قال احد الاخوة يقتل القتيل ويمشي في جنازته ..... رحل المناضل اليساري تيسير قبعة وهو منذ اربعة سنوات لا يتقاضى راتبا ....... سيبقى تيسير قبعة علما من اعلام الحركة الوطنية الفلسطينية والعالمية وسيسجل التاريخ انه لم يفرط ... وفي المرعات الناصعة لحركة التحرر الوطني ام السيد عباس فقد اختار مكانه في تلك المربعات التي لن يجامل فيها التاريخ وكاتبيه .
سميح خلف