أهمية المعاجم للناطقين بغير العربية

يعد المعجم من أبرز الوسائل التي تعين الناطق بغير العربية على استيعاب اللغة الثانية، واكتساب المهارات اللغوية، وتنمية الحصيلة اللغوية خاصةً إذا كان المعجم زاخرًا بالمفردات والتراكيب اللغوية.

وتنقسم المعاجم المختصة للناطقين بغير العربية إلى قسمين:

1) المعجم الأحادي: هو المعجم الذي يستخدم لغة واحدة في المدخل والشرح، ويعتمد على التعريف والترادف في إيصال المعلومات الدلالية، ويحتاج فيه القارئ إلى معلومات أكثر تعرض بلغة أيسر.

2) المعجم الثنائي: هو المعجم الذي يستخدم لغتين إحداهما لغة المدخل، والأخرى لغة الشرح، ويتخذ اللغة المقابلة أداة لتوصيل المعلومة، وهذا النوع من المعاجم يهتم بتقديم معلومات عن اللغة المشروحة أكثر مما يهتم باللغة الشارحة، إذ لابد أن توضع المداخل في جمل وعبارات تحدد سياقات استعمالها، ويُشرح المعنى الدقيق لكل مفردة في سياقها المحدد، وتذكر المرادفات الشائعة للكلمة في ذلك المعنى، وبناءً على ذلك يحدد المرادف الشارح الدقيق من اللغة الثانية.

ويتفق المعجمان الأحادي والثنائي في اختيار مداخلهما وأنواعها وترتيبها، وفي أنواع المعلومات الأساسية التي يقدمانها للقارئ سواء أكانت هذه المعلومات صوتية أم صرفية أم نحوية أم دلالية.

وتكمن أهمية المعاجم للناطقين بغير العربية في المعلومات التي تقدمها للقارئ، وتتمثل بالآتي:
*المعلومات الصوتية: وهي تهجية المداخل صوتيًّا حتى نصل بالقارئ للنطق الصحيح للألفاظ، غير أن التهجية العربية غير محتاجة إلى ذلك، إذا ما أضفنا الشكل (الحركات) في جميع مداخل المعجم ومواده، مع الإشارة إلى المقطع المنبور في المدخل.

* المعلومات الصرفية: ونقصد بها كل المعلومات الصرفية المفيدة التي يحتاجها القارئ لفهم كلمة المدخل، واستخدامها بصورة صحيحة كجذر الكلمة وأصلها، وبيان كون الفعل لازمًا أو متعديًا إلى مفعول أو مفعولين، وتحديد جنس الكلمة من حيث التذكير والتأنيث إذا كانت اسمًا، وبيان جمعها إذا كان من جموع التكسير وهكذا.

*المعلومات النحوية: إذ على المعجم العربي المخصص للناطقين بغير العربية إعانتهم على تكوين جملة عربية ذات نظم سليم، وصياغة مقبولة إذا ما أرادوا التعبير بالعربية كذكر الحالات الإعرابية لبعض المواد من خلال إدخالها بتراكيب حية في الاستعمال، والتنويه بالأجزاء التي تتقدم أو تتأخر وجوبًا.

*المعلومات الدلالية: ونقصد بها إيصال المعنى للقارئ، وكما هو معلوم أن المعاجم الأحادية أصعب في إيصال المعنى للقارئ من المعاجم الثنائية؛ فالمعجم الأحادي يستخدم المرادف والتعريف في إيصال معنى المدخل، أما المعجم الثنائي فيستخدم المقابل الترجمي أو التفسير بلغة القارئ.

*المعلومات الكتابية: وهي كيفية كتابة الكلمات العربية، إذ إن بعض الكلمات لها صورتان مثل (رحمن - رحمان)، ويجب أن تظهرا بموضعهما الترتيبي في المعجم لمساعدة القارئ العثور على بغيته إذا بحث عن إحداهما. كذلك فإن على المعجم بيان التغيرات التي تطرأ على بعض الكلمات عند اتصالها بغيرها كحروف الجر التي تتغير صورتها عند اتصالها بضمير الغائب.

* المعلومات الحضارية: ونعني بها أسماء الأعلام المشهورة في الحضارة العربية الإسلامية من أشخاص وأماكن وأعمال أدبية، وهذا تقتضيه عدة أسباب أهمها: أن الخط العربي لا يفرق بين أسماء الأعلام وغيرها من حيث الكتابة كما يفعل كثير من اللغات الأخرى؛ إذ تبدأ الأعلام بحرف كبير يميزها عن غيرها من الأسماء، فيصعب على الناطق بغير العربية تمييز أسماء الأعلام من غيرها فيبحث عنها في المعجم فلا يجدها، وحتى لو أدرك القارئ هذه الأعلام وأراد أن يعرف شيئًا عنها فإنه سيضطر لاستخدام كتاب آخر، وهذا سيعسر عملية التعلم لديه ويجعلها عملية شاقة.

كذلك فإن المعلومات الحضارية تتداخل تداخلًا وثيقًا مع المواد اللغوية بحيث نضطر إلى تعريف مادة لغوية باستخدام مادة حضارية في التعريف، ومن هنا وجب إدخال تلك المادة الحضارية في المعجم.

وتجدر الإشارة إلى أن المعجم يستخدم وسائل معينة لإيصال المعلومات الصوتية والدلالية والحضارية وغيرها إلى القارئ، ومنها: السمعي والبصري واللفظي مما يجعل المعجم أداة فعّالة تساعد القارئ على فهم اللغة وتعلمها، كما أنه يوفر حلولًا ناجعة للمشكلات الدلالية التي تعترض القارئ، وتفتح نوافذ المعرفة أمامه لتمكنه من الاتصال والتواصل بالمصادر والكتب المتاحة.
هبة عبد اللطيف شنيك