آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: صحابي لو يعلم أن قوله اتخذ سبيلا لإسقاط النوافل

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي صحابي لو يعلم أن قوله اتخذ سبيلا لإسقاط النوافل

    صحابي لو قدر له العودة للحياة
    لنثر التراب على رأسه
    لسوء الفهم لقوله .. بترك النوافل،
    وأن تركها لا يحول من دخول الجنة،


    هذا الصحابي أعرابي لم يصحب النبي عليه الصلاة والسلام
    إلا أيامًا معدودة في بضعة أسابيع،
    جاء مسلمًا إلى الله ورسوله،
    وكل به صحابي لتعليمه الدين،
    كما يفعل بكل الداخلين الجدد في الإسلام،
    تعلم الصلوات، وحفظ شيئًا من القرآن،
    صلى مع النبي الصلوات المفروضة والسنن الرواتب
    وفعل كما يفعل الصحابة في مسجد النبي في صلواتهم،
    [عَنْ عبادة بن الصامت قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْغَلُ فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرًا دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ ، فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ رَجُلا ، فَكَانَ مَعِي أُعَشِّيهِ عَشَاءَ أَهْلِ الْبَيْتِ ، وَأُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ " . ] معرفة الصحابة لأبي نعيم.
    وبعد ذلك حان الفراق والعودة إلى الديار؛
    وبعد التعلم من معلم أصغر جاء إلى المعلم الأكبر،
    جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام،
    ليعلم هل عليه شيء غير ما تعلم،
    [عن طلحة بن عبيد الله أنه جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن أهلِ نَجْدٍ ، ثائرُ الرأسِ ، يُسْمَعُ دويُّ صوتِه ولا يُفْقَهُ ما يقولُ ، حتى دَنَا ، فإذا هو يسألُ عن الإسلامِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ. فقال : هل عليَّ غيرُها ؟ قال : لا إلا أن تَطَوَّعَ . قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وصيامُ رمضانَ . قال هل عليَّ غيرُه ؟ قال : لا إلا أن تَطَوَّعَ . قال : وذَكَرَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الزكاةَ ، قال : هل عليَّ غيرُها ؟ قال : لا إلا أن تَطَوَّعَ . قال : فأَدْبَرَ الرجلُ وهو يقولُ : والله لا أزيدُ على هذا ولا أَنْقُصُ . قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْلَحَ إن صَدَقَ] . رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري.
    لم يسأل هذا الأعرابي عن تفاصيل الصلاة والزكاة والصيام،
    لم يسأل كم ركعة في كل صلاة ....
    لم يسأل كم عدد ركعات الفرض ... وكم عدد ركعات السنن الرواتب ...
    فقد كان يعلمها ممن تعلمها منه من قبل، ويؤديها مثلهم ...

    ولم يسأل كذلك عن أركان الإيمان ... فهو مؤمن من قبل ذلك ...
    قد صلى صلوات لأيام او أسابيع عديدة ...
    يصلي الفرائض ومعها السنن الرواتب،
    ويفعل كما يفعل الصحابة ..
    والسنن الرواتب هي تابعة للفرائض إما قبلها .... وإما بعدها ..
    وذكر الفرائض يغني عن ذكرها ...
    وجواب النبي عليه الصلاة والسلام خمس صلوات
    دون تفصيل للفروض والسنن ...
    وسؤاله : هل عليَّ غيرها
    أجابه النبي : لا إلاَّ ان تطوع
    ففهم من الإجابة ان المقصود هو الفرائض فقط
    وتستثنى السنن
    والتطوع فوق ذلك ...
    هناك صلاة الضحى من ركعتين إلى اثني عشر ركعة ..
    وهناك قيام الليل .... وعدد ركعاته مفتوحة ..
    ..
    وهذا الصحابي الأعرابي لم يعلم أن قوله :
    "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"
    سيكون مستندًا لتربية أجيال على الاستخفاف بالسنن الرواتب،

    ولقد رأيت أئمة يجلسون في المحراب مكان صلاتهم من بعد فريضة المغرب إلى العشاء ليجرئون الناس على ترك سنة المغرب،
    بل والقول بأن من السنة عدم الالتزام بها كأنها فرض.

    والله تعالى يحب من العمل أدومه.
    ومن أصول التربية التي تؤدي إلى التزام الدوام على أداء الشيء بانتظام
    ومن فاته شيء مما التزم به فليؤده في غير وقته.
    حتى يظل على تربية واحدة
    والنوافل هي التي تجعل المسلم من أولياء الله تعالى،
    لأن اداء الفروض واجب ويعاقب تاركها،
    وتؤدى رغبة ورهبة
    أما النوافل ... فلا عقاب على تاركها
    وتؤدى للتقرب إلى الله بها،

    والحديث الذي رواه البخاري وغير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم شاهد على ذلك :
    [إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَهٍ] صحيح البخاري .
    فالنوافل هي التي تصنع أولياء لله تعالى من الذين لا يكتفون بأداء الفرائض فقط،
    والدعوة لتركها او إهمالها ... هو إبعاد عباد الله عن الله تعالى ..
    بل يجب تشجيع الناس على الدوام عليها ما استطاعوا ....
    وقد كان عليه الصلاة والسلام يقضي السنن الرواتب
    كما فعل بسنة الظهر البعدية فصلاها بعد صلاة العصر
    لأن وفدًا قد أشغله عنها،

    وقد فسر فعله بأنه خاص به ... بناء على قول هذا الأعرابي.
    فاحذر أخي المؤمن من المدرسة الإصلاحية التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ورفعت راية خفية بينها؛
    (لا يقطع رأس الدين إلا بسيف الدين)
    فإذا أردت ان تبطل او تفسد شيئًا في الدين؛
    فاعتمد على دليل من الدين يؤيد ظاهره ما تريد،
    أو تأويل أو زلة من أحد العلماء يؤيد ما تقول،
    فيعينك ذلك ويحقق لك ما تريد تعطيله،

    واذكر دائمًا ان اول ما يحاسب عليه الناس الصلاة
    ويجبر النقص في الفروض من النوافل
    نعوذ بالله تعالى أن لا نكون من اولياء الله تعالى وخاصته ....

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/01/2017 الساعة 12:42 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •