مصير أهل الفترة في الآخرة؟
قال تعالى : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ {44} المؤمنون.والاستغفار يكون عن الذنوب في مخالفة الأحكام التي أمروا بها
وقال تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ {24} فاطر.
هاتين الآيتين بينتا أن الرسل لم تنقطع عن الأمم، ولا عذر لأمة ولا حجة لأمة بأنه لم يرسل إليهم رسول،
قال تعالى : { وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا {164} رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {165} النساء.
فما المقصود "على فترة من الرسل" في قوله تعالى؛
: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19} المائدة.
قال تعالى مبينًا أن كل قوم لم يكذبو رسولهم فقط، ولكن كذبوا المرسلين؛
: { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} الشعراء.
: { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ {123} الشعراء.
: { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ {141} الشعراء. وهم أصحاب الحجر،
: { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ {80} الحجر.
: { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ {160} الشعراء.
: { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} الشعراء.
فمن هم المرسلون الذين كُذِّبوا ؟
الرسل ثلاثة فئات؛
الرسل الذين أرسلوا لأقوامهم فكذبتهم أقوامهم، وهلكوا لأجل ذلك.
ورسلاً سابقين لأقوام سابقين، قد علمت أخبارهم بالتكذيب لهم، ووصلت أنباء هلاك أقوامهم المكذبين لهم، فعدم الاتعاظ بما كان للرسل وأقوامهم؛ هو تكذيب لهم كذلك،
ورسلا للمرسلين يحملون أعباء دعوتهم في حياتهم وبعد موتهم،
وهؤلاء تفتر دعوتهم ويقل عددهم مع امتداد القرون على أقوامهم، إلا أن يعم الكفر والشرك في أقوامهم فتنعدم الاستجابة منهم، فيبعث الله رسولاً جديدًا.
وقد كانت هناك قلة قليلة في العرب على الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، ويذكرون قومهم بالله ويحذرونهم مما هم فيه من الكفر والشرك، ولم يكن لهم شريعة يدعون إليها.
ومثل هؤلاء الأقوام يحاسبون على التوحيد فقط، لأنه لا شريعة لديهم يعملون بها، والمحاسبة تكون بعد التكليف.
ودليل ألوهية الله تعالى بآياته ومخلوقاته التي يراها الجميع وتحت سمعهم وأبصارهم، وما عمل الرسل إلا التذكير بها.
يقول تعالى : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ {65} القصص.
: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} الحج.
ولما لم يكن لهم شريعة يحاسبون عليها لا يستغفر لهم
ويكفي نجاتهم أن يكونوا على التوحيد
والموت على الشرك لا ينفع معه أي استغفار للميت
وفي قصة الفيل ؛ قال عبد المطلب: إن للبيت رب يحميه،
وأخذه لمحمد وطوافه حول البيت والدعاء له يبين
أنه لم تكن للأصنام التي عليها قومه أي شأن عنده
ويحمل على ذلك أنه لم يؤذن للنبي بالاستغفار لوالده
لأنه لم يكن مكلفًا بشيء من شرع
والأمر فيه لبس
وأرجح أن الاصطفاء لآباء الأنبياء
علامة لطهارتهم من الشرك
ونجاتهم يوم القيامة
والأمر لله من قبل ومن بعد
المفضلات