نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الحياء
ماهر محمدي يس

إن الحياء خلق يبعث على فعل كل شيء حسن ، وترك كل شيء قبيح ، فهو من صفات النفس المحمودة ، وهو رأس مكارم الأخلاق ، ودليل على الخير ، وهو خلُق من الأخلاق الإسلامية العظيمة المعدودة من شُعب الإيمان .
والله ما في العيش خير ولا في الدنيا إذا ذهب الحياءُ.

قال سبحانه وتعالى :

* فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ... (سورة القصص:25).
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ... (سورة الأحزاب: 53).
* إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... (سورة البقرة: 26).
* قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... (سورة النور :30-31).
* يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (سورة غافر: 19).
* ... يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ... (سوررة القصص:4).
* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (سورة العلق:14).
* وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (سورة ق:16).
* وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (سورة الانفطار:10- 12).
* ... وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ... (سورة الأحزاب: 37).
* فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (سورة الشعراء: 213).
* لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (سورة الفتح: 18).
* هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (سورة الحديد: 4).
* وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة: 186).

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : " كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا, فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ, عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ".
* عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت".
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ, فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ, قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ, وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى, وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى, وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى, وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا, فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ".
* وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله، أوصني، قال: " أوصيك أن تستحيَ من الله عز وجل كما تستحي رجلاً من صالحي قومك".
* عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي, قَالَ: رِضَاهَا صَمْتُهَا".
* ويقول عليه الصلاة والسلام: " إن ربكم حيي كريم, يستحيي من عبده إذا رفع إليه يدعوه, أن يردهما صفراً ليس فيهما شيء".
* عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ".
* عَنْ عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ : " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ".
* وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
* قال بعض السلف: " من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
* قال إياس بن قرة: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء، فقالوا: " الحياء من الدين ، فقال عمر: بل هو الدين كله".
* وقال أيضاً رحمه الله: " أربع من كن فيه كان كاملاً ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده " .
* قال بعض الحكماء:" من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
* " إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه ".
* " من قَلَّ حياؤه، قلَّ وَرَعُه، ومن قلَّ وَرَعُه، مَات قلبه" عمر بن الخطاب
* " الحياء والايمان مقرونان جميعا ، فاذا رفع أحدهما ارتفع الآخر" . عبدالله بن عمر
* " من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو أصل كل خير ، وذهابه ذهاب الخير أجمعه ". ابن القيم الجوزية
* " إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه ". لقمان الحكيم
* " يَكاد حياء المرأة أن يكون أشد جاذبية من جمالها ".
* وقال الحسن البصري: " الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان من خصال الخير، لم يكونا في عبدٍ إلاّ رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما ".
* " من علامات قيام الساعة: أن يرفع الحياء من وجوه النساء، وأن تزيل النخوة من رؤوس الرجال، وأن تنزع الرحمة من قلوب الأمراء ".
* فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ :" إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا , وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً ". لحديث الثالث :
* الفُضيل بنُ عياض ؛ هذا القاضي الجليل قال : " خمسٌ من علامات الشقاء : القسوة في القلب ، وجمود العين , وقِلة الحياء ، والرغبةُ في الدنيا ، وطولُ الأمل".
* " القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر ، والشكر دليل الزيادة ، والزيادة دليل بقاء النعمة ، والحياء دليل الخير كله ".
* " صاحب الحياء دائماً يخشى ربه ويخاف فضيحة الدنيا والآخرة ".
* " الحياء في الطفل يدل على ذكائه وأدبه ، والحياء في المرأة يدل على عفتها ، والحياء في الرجل يدل على كرم أخلاقه ".
* وقال الأصمعي:سمعت أعرابياً يقول: " من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه ".
* يقول سيدنا عمر رضي الله عنه: " من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ".
* ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : " من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله ".
* عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: " لا خير فيمن لا يستحي من الناس".
* قال العلماء: " إذا استحيا الإنسان من نفسهِ, فاستحياؤهُ من غيرهِ من باب أَولى ".
* " أفضل الحياء إستحياؤك من الله ".
* " إن الله إذا أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء ".
* " غاية الأدب أن يَستحي الإنسان من نفسه ".
* " يفضي الحياء بك إلى كل فضيلة وبر ومعروف ".

فالحياء يتولد من رؤية عظمة الله عز وجل ، ورؤية فضله ، وفي البذل والعطاء والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى .
ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان.
والتوجه إلى الحياء تلك الصفة الطاهرة بجميع أبعادها ،يكون باعثاً على تطهير الجو المحيط بنا، ، وعلى العكس من ذلك فأن كسر طوق الحياء يهيىء لاتساع فجوة الفساد فيما يحيط بنا.
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية ، وختم لنا ولكم بالخير والرشاد في كل أفعالنا.

ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط