الورقة الثالثة : كيف نبتت على كتفي
أيها الشك ... أنا لا أختارك ... أنا لا أتعلمك ... لا أعرف أين يسكن وجهك و لا أعرف طبيعة شمسك هل تشرق من جهة الشرق مثل شمسنا أم أنك لا تملك عينين و لا تملك جلدا و لا تملك قلبا يخاف ...
إني على العكس أهرب منك ... عندما أصبح فأرى لونك تحت أظفاري ... فأجزع ... أتباكى ... أهرب للصابون ...
إني على النقيض من ذلك ... لا أفهم همهمتك في فنجاني الأبيض ... لا أدرك سر العقدة في عمامتك السوداء المنسدلة ذؤابتها مابين عينيك و بين النور ...
أنا لا أثق برسومك في كهوف الأجداد ...
لا أستغرق في بحث خدوشك في أمصال دماء الأمة ... في الجلد في العظم في المخ في الشعر ... و حتى في الماء ...
إني لا أختارك ... إنك تمزق حروف الأسماء و تولج أخبارك بين صباحاتي و مواعيد غروب الشمس و موعد بزوغ هلال العيد الأضحى ...
إنك تعرف كيف تغتال وريدي ... و تعرف من يدخل قلبي و من يسكن في بؤبؤ عيني و من أهتم لأمره فتفتش أزهاري و تنمو في تربة عمري ... و تكبر مثل الدودة حتى تطير إلى صوتي و محبرتي و أحلامي ...
إنك لم تترك لي حبي الأول ... حبا ...
لم تترك لي همي الأفضل ... هما ...
لم تبقي لي شيئا من ألوان ربيعي ...
فهل تحسب أني أخرج عند الفجر لأبتاع رغيفك ... و أقطف خوخك ... و أمص التين النابت من عرق صديدك ... هل تحسب ..؟؟
تَرى أمي تعيرني ... بالشك ...
و صديقي يعيرني أني لا أحضر حين يمد الصف ...
و جيراني صاروا إذا نظروا في عيني ... جاعوا للتسبيح ... و للحمد ... و للتكبير ... و ... صاروا جوعى ... للتين ...
هل تحسب أني أختارك ...
إني أغرق في وجهك ...
إني أُسحَب كالمرساة إلى القاع البارد ...
إني لا أعرف كيف نبتت على كتفي ... شوكا ... بريا ... مثل رؤوس شياطين جهنم ...
...
...
... شكرا .