شكرا لليل ... لا يرهق عيني ... بالتمييز مابين الألوان ... ما بين الأبيض و الأسود ... مابين المصباح و بين السوط القاسي ...
شكرا للصمم ... لا أسمع أنات الموجوعين بالتيه في قلب العاصفة الهوجاء ... في دوامة إعصار الميكروسكوب ... و المقراب الكوني ... و أحافير الحبشة ...
ليت أخي إليا حي ٌ... فأقول له من أين أتى ... نخرج من ظل الصحراء ... و نمشي فوق بساط التوت البري القاني ... نضحك ... نفرح ... كالصبية ...
نقرأ بعض الشعر البائد ... نضحك ... منه ... نرميه في سلة أخبار الغول و الرخ و العنقاء ...
شكرا للصمت ... لا يرهق أنفك ...
لا يأتي منه بصيص ... يدعو خطواتك للسير ...
نياما ... كنا ... كنت ...
كنا نصطف ... و ننشد ... و تسكن أنفسنا ... للصوت الباكي ... الخائف ... الراجف ... الراجي ...
للصوت يحدثنا عن أبكار الجنة ...
عن حيات جهنم ...
يأمرنا .... اسمع ... اسمع ...
اركع ... اركع ...
اخضع ... اخضع ...
لكنا ... صرنا ... نخرج من ظل الصحراء ...
و نعود ... و نخرج ... نرجع للصمت ... و نخرج أعيننا للشمس ... باكين ... نبكي ... شاكين ... نشكو ... راجين ... نرجو ... نرجع للصمت ...
نسكن ... ثم نعود للشمس ... نسكن ... نرجف ننحف نهتف ...
شكرا ...
لليل ...
...
...
... شكرا .