هل يمكن للبشر على اختلافهم أن يجمعوا على مميزات واحدة للدين الذي يريدون أن يتدينوا به على الأقل إزاء حاكمهم و إزاء والديهم و أبنائهم وأسرهم عموما و كذا إزاء بعضهم البعض و إزاء الحيوان ...؟ هل يمكن ذلك ...؟
و إلى أي حد يمكن للمعايير الأخلاقية المتباينة أن تؤثر بالسلب أو بالإيجاب على إمكان حدوث مثل ذلكم الإجماع ...؟
المعايير الأخلاقية لدى الرجل من جهة و لدى المرأة من جهة أخرى و لدى الكبير و الصغير و لدى القوي و الضعيف و لدى الغني و الفقير و لدى المواطن و المستوطن و لدى الحاكم و المحكوم و لدى غيري الجنس و لدى مثلي الجنس و لدى الكائن البشري و كذا لدى الكائنات القريبة منه من حيث السلالة الخلقية ...؟ إن لكل فرد و لكل واحد من هذه الفئات وجهة نظرة و أسلوب تفكيره و نقاط يركز عليها و أخرى يهملها لكل فرد منهم قوة إدراك خاصة و قوة عقل خاصة و قدرات نفسية و اجتماعية مختلفة خاصة به يتميز بها عن غيره و من خلالها و بالخضوع لتأثيرها و تكيفا معها تجده يسلك هذا السبيل و يترك سلوك غيره و على العكس منه من هو مضاد له من هذه الفئات يسيران في اتجاهين متصادمين متقابلين و لابد في مرحلة من المراحل و في نقطة من النقاط و على جسر من الجسور لابد من تدافع و تصادم لا بد أن تضيق مساحة العبور حتى لا يصير بمقدور الإثنين المرور في اتجاهيهما المتقابلين معا بل على أحدهما أن يسقط في الهاوية السحيقة فيما يتسلق الثاني للأعلى في انتظار موعد تصادم جديد مع مخالف جديد ...؟
هل يمكن في هذه الظروف أن نجتمع على معايير أخلاقية تكون لبنة بناء الدين المشترك المتفق عليه فيما بيننا بما يخدم و يستجيب لمصالحنا معا كافة أم أنه من غير المكن إلا أن يتأسس دين واحد لفرد واحد بوجهة نظر واحدة ترعى هذه المصالح و هي التي تكون بمثابة اليد التي ترفع للسقف و تدفع للسقوط في مواعيده و تكون الحَكم بين الأفراد و الجماعات المختلفة و المتابينة المشارب و التوجهات و الغايات ...؟
ماهي إذن مقومات الدين الذي نحب أن ندين الرب العظيم به ؟؟؟ هل يمكنني أن أطرح مثل هذا السؤال ؟ هل من حقي أن أقترح شيئا في هذا الباب ؟ و أنتم هل بإمكانكم المشاركة بآرائكم في هذا الجانب : ؟؟؟
و رأيي هو الآتي :
إنني لا أحب أن أتميز عن الأنثى بشيئ لا بحق و لا بواجب... لها ما لي و علي ما عليها و يخضع الأمر عند اللزوم للا تفاق فيما بيننا مما نراه مناسبا .
إنني لا أحب أن أبايع أحدا من سلالة ما... و قبيلة ما ... و يكون الملك له و السلطان بل أبايع الأصلح و أنتخب الأفضل .
إنني أحب أن يخضع الفقه دائما و أبدا و في كل صغيرة و كبيرة للتجديد و الغربلة و التمحيص و أن لا أحيا بفكر من مضى على مماته قرون عديدة من الناس العاديين و إن كانوا علماء الذين اجتهدوا آراءهم في ملابسات أزمانهم بل أحب أن أحكم نفسي بنفسي بما يناسب ظروفي و شأني و أحوالي المتجددة .
إنني لا أحب أن أبغض إنسانا أبدا و لا أن أنازعه و لا أن أقاتله مهما كان السبب و لا أن آخذ ما في يده و أسبي ابنته و أستعبد ابنه و أرمي نفسي على زوجه ثم أتوضأ و أبيت باكيا من خشية الله العظيم و الدم ما يزال يابسا على مرفقي و تحت شفتي و بين عيني ... أنا لا أحب هذا أبدا . بل أحب أن يصير أمر الخارجين عن القانون للقضاء يحكم فيهم حسب القانون بالعدل و أنني إذا شَقِيت من أجل كسرة خبز فأنا أولى بها دون من لايستحقها .
إنني لا أحب أن أموت بل أن أحيا كما تحيا الزنابق و أشجار البلوط و أحيا كما تحيا الأنهار و الطيور كما يحيا الطيبون من أجل الحياة ... أنا لا أحب أن أموت ... لا أحب أن أموت ... بل أحب الحياة لنفسي و لغيري ...
إنني أحب التكافل الاجتماعي و أحب أن يأخذ الحاكم من مالي إن كنت غنيا ما يسد به حاجة و رمق المسكين .
إنني أحب أن أدافع عن وطني تجاه من يريد أن يغزوه و يؤذي أهله ...
إنني أحب أن أنجد الفقير من بقية الأمم و أن أساعده و أن أطلب منه المساعدة إن جعت و إن أبى أترك له حقله و بئر مائه و أتنحى جانبا حتى ألقى مصيري تحت ظل سفح بعيد ... و لا تطاوعني نفسي مهما كان على الاعتداء عليه و أخذ ما في يده أبدا ... أبدا ...
إنني أيضا ... أحب أن يحكم وطني الصالحون ... من جهة معرفة شؤون الحياة و معرفة أصول التصرف فيها ... الصالح الذي لا يسرق و لا يحابي و لا يقدم عشيرته و لا يترك الوظيفة لابنه و ابنته من بعده مدعيا أن نسله يبيض الفضة و الذهب ...
....
...
فماالذي يحبه أخي و تحبه أختي ... ؟؟؟
شاركونا برأيكم .. زاد فضلكم ...
...
... شكرا .
المفضلات