هل حقًا حرم الله على الأرض أجساد الأنبياء؟ ...

[أبو مسلم العرابلي]

هل حرم الله على الأرض أجساد الأنبياء؟ ...
وهل تعرض الصلاة على النبي عليه ؟


الحديثان المعتمد عليهما في إثبات عرض الصلاة على النبي بعد موته ،
وأن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء
حديثان ضعيفان

سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (2/ 556)
الحديث الأول : 1636 -حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي الجعفي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ- يَعْنِي بَلِيتَ-؟ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" (1).
من حيث السند : الحسين بن علي الجعفي لم يسمع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو ثقة وإنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيف لا يحتج به
مختصر سنن أبي داود للمنذري ت حلاق (1/ 442 -443)
1531/ 1475 - وعن أوس بن أوس قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فاكثروا عليَّ من الصَّلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ، قال: فقالوا: يا رسول اللَّه، وكيف تُعرَض صلاتنا عليك، وقد أَرَمْتَ؟ قال: يقولون: بَلِيتَ، قال: إن اللَّه حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء".
• وأخرجه النسائي (1374) وابن ماجة (1085) و (1636) وله علة، وقد جمعتُ طرقه في جزء مفرد. وذلك أن حسين بن علي الجُعفي حدَّث به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس. ومن نظر ظاهر هذا الإسناد لم يَرتَبْ في صحته، لثقة رواته وشهرتهم وقبول الأئمة لحديثهم، واحتجاجهم بها، وحدَّث بهذا الحديث عن حسين الجعفي جماعة من النبلاء، وعلته: أن حسين بن علي الجعفي لم يسمع من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما سمع من عبد اللَّه بن يزيد بن تميم، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يحتج به. فلما حدث به حسين الجعفي غلط في اسم الجد، فقال: ابن جابر، وبَيَّنَ ذلك الحُفَّاظ ونَبَّهُوا عليه.
قال البخاري في التاريخ الكبير: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الشامي، عن مكحول سمع منه الوليد بن مسلم، عنده مناكير. ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة وحسين، فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابن تميم أصح. وقال: عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة، وحسين الجعفي، وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث.
وقال أبو بكر الخطيب: روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك والحمل عليهم في تلك الأحاديث. وقال موسى بن هارون الحافظ: روى أبو أُسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه رحمه اللَّه، وهو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثِقَةٌ، وابن تميم ضعيف. هذا آخر كلامه.
وقد أشار غير واحد من الحفاظ إلى ما ذكره هؤلاء الأئمة -رضي اللَّه عنهم-.

[أبو مسلم العرابلي]

، سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (2/ 556)

الحديث الثاني : 1637 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا" قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: "وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ"، فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ (2).

(2) إسناده ضعيف لانقطاعه وجهالة زيد بن أيمن وهو لم يسمع من عبادة بن نسي، وعبادة لم يسمع من أبي الدرداء.
وأخرجه المزي في ترجمة زيد بن أيمن من "تهذيب الكمال" 10/ 23 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

[أبو مسلم العرابلي]

ومن حيث متن الحديث فإن فيه أكثر من اضطراب

الأول :

أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم إن صلاتكم عليَّ تعرض عليَّ
والأقرب أن فهم قوله هو في حياته عليه الصلاة والسلام .. فلماذا تجاهلوا ذلك .. وانتقلوا إلى الحديث عما بعد الموت ؟ّ
في الحديث الثاني وهو أوهي من الأول استدركوا هذا الخلل ... فسألوه عما بعد الموت ..
الثاني : لو رتبنا ما حدث أو يحدث من أمور عظيمة في يوم الجمعة لكان الترتيب كالآتي ؛
"إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيه قُبض، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ،"
لم يذكر في هذا النص "وفيه قبض" إنما ذكر في روايات أخرى
فالنفخة الأولى فيها الصعقة
والنفخة الثانية فيها بعث الناس
فالترتيب في الحديث مخل لما سيكون .
الثالث : أن قولهم "وقد أرمت" في سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما جعل ذلك للتوصل إلى أن أجساد الأنبياء محرمة على الأرض
وحتى لو بقيت أجسادهم لم تأكلها الأرض
فهل يجب أن تعود إليهم الروح
فبقاؤهم فوق الأرض أحياء خير من بقائهم تحت الأرض أحياء

[أبو مسلم العرابلي]

والسؤال المحير : لماذا تعرض على النبي صلاة من يصلي عليه؟!
إن كانت تعرض عليه في الآخرة فمن باب آثاركم تكتب لكم
كما أن دعاء الولد لوالديه يععرض على أبويه ويكتب في حسناتهما .
فدعاؤه يبلغهما
والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام تبلغه وتكتب في صحيفة أعماله وتعرض عليه يوم القيامة.
أما وهو في قبرة عليه الصلاة والسلام ... فأمر عجيب ..
وما الفرق بين أن تعرض عليه أو لا تعرض وهو ميت ؟
إن كان يعي ما يعرض عليه فهو حي لم يمت ... خلاف ما أخبر الله به عن موته ..
وإن كان لا يعي ما يعرض عليه وهو ميت .. فما الفائدة من عرضها عليه ؟
ولو كان حيًا فلماذا تعرض عليه ؟!
هل ليعرف من سلم عليه ومن لم يسلم عليه،
وماذا سيفعل لهم لو علم ؟ا
هو صلى الله عليه وسلم رسولا بلغ الرسالة حتى توفاه الله عز وجل،÷
وليس إلهًا بتابع أفعال خلقه.
فالله عز وجل هو المتابع وهو المكافئ والمحاسب على أفعال عباده

[أبو مسلم العرابلي]

هل حقيقة أن الله تعالى
حرم على الأرض أجساد الأنبياء ؟

يقول الله تعالى : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30} الزمر.
ففي الموت فساد وتحلل الجسد وتحوله إلى تراب.
وقال تعالى : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى {55} طه.
فكما كنا ترابًا كسائر التراب .. سنعود ترابًا كسرائر التراب .
وقال تعالى : {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ {9} وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ {10} رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ 11} ق.
فإذا كان الله تعالى سيخرجنا يوم البعث كما يخرج الحب والزرع ...
فلماذا الاحتفاظ بأجساد قد أنهكها المرض والهرم والموت
وستتحول إلى تراب كما كانت
ويبعث الله عز وجل صاحبها من أرض جديدة غير التي دفن فيها.
فمن إكرام الله لأنبيائه ألا تتعفن أجسادهم ويصدر منها روائح كريه ..
لكن تحولها إلى التراب لا بد منه وقد كتبه الله تعالى على سائر البشر .
ولن يبعث كبيرًا بالعمر الذي مات عليه، ولا بالجسد الضعيف الذي آل آخر حياته إليه

[أبو مسلم العرابلي]

فهذه الأحاديث وأمثالها
مما يتساهل العلماء في قبولها
وفيها ما فيها من ضعف السند
وفساد المتن
وهم لا يجهلونه
وليس لديهم صرامة الالتزام بالمنهج كالبخاري ومسلم رحمهما الله
وخاصة البخاري ..
تحدث بللة في الأمة
بل تصبح دافعة لخروجات أخرى بالاعتماد عليها
فما ذكر أن يوسف عليه السلام أوصى بحمل جسده معهم عند الخروج من مصر
فحفروا قبره واستخرجوا عظامة ووضعوها في تابوت ونقلوها معهم
فتحريم الله على الأرض أجساد الأنبياء الذي ذكرناه في هذه الأحاديث التي لا تصح في الحقيقة لا سندًا ولا متنًا
يدفع إلى القول باستخراج عظامه إلى أنه يراد بذكر الجزء كامل الجسد حتى يتم التوفيق بينهما

[أبو مسلم العرابلي]

والأبلى من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم
ترد إليه روحه إلى جسده كلما سلم عليه أحد الناس
وتم تناسي أن الله تعالى أغضبه الذين أزعجوا النبي في قيلولته
وهؤلاء جعلوا النبي لا يستطيع النوم مع كثرة المسلِّمين عليه لو كان حيًا في قبره
وهو يرد على من لا يسمع رده عليهم!!!
ولنا وقفة لاحقة مع ذلك إن شاء الله تعالى.

[أبو مسلم العرابلي]

سنن أبي داود ت الأرنؤوط (2/ 636)
1531 - حدَّثنا الحسنُ بنُ علي، حدَّثنا الحسين بن علي، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أوس بن أوس قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: "إنَّ من أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعة فأكْثِرُوا علي مِن الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ" قال: فقالوا: يا رسولَ الله، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك، وقد أرَمْتَ؟ قال: يقولون بَليتَ، قال: "إن الله حرَّم على الأرضِ أجْسادَ الأنبياء" (1).
__________
(1) صحيح لغيره، هذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن يزيد. فقد اختلفوا في تعيينه، فذهب الدارقطني وغيره إلى أنه ابن جابر الأزدي الثقة، وعليه فالإسناد صحيح، وذهب الإمام البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وابن حبان إلى أنه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي، فالإسناد ضعيف. ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 681 - 684، وابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 35 والمنذري في "تهذيب سنن أبي داود" 4/ 273 - 274.
وأخرجه ابن ماجه (1085) النسائي في "الكبرى" (1678) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (16162) وصحيح ابن حبان (910).
(1047).

[أبو مسلم العرابلي]

اقرأ أيضًا
من هو الحي والميْت والميِّت والذي لا هو حي ولا ميت ؟...


واقرأ أيضًا
ما الحكمة في رؤية النبي لموسى عليهما السلام يصلي في ليلة الإسراء

واقرأ أيضًا

هل حقًا يرد النبي السلام على من يسلم عليه بعد وفاته؟!

واقرأ أيضًا
منكبي الكافر : النار والحميم اللذان يطوفون بينهما وليسا كتفيه

واقرأ أيضًا
هل حقًا الأنبياء أحياء في قبورهم ؟

[أبو مسلم العرابلي]

اقرأ أيضًا

من هو الحي والميْت والميِّت ومن هو لا حي ولا ميت

[أبو مسلم العرابلي]

قد يفهم شيء حق بطريقة خاطئة
فيبنى عليه ما لا يخطر أحيانًا على بال أحد
ويكون فيه مخالفات لأدلة قطعية
وعدم مراجعتها يطيل الاستمرار عليها مدة طولة
فتصبح هذه الإطالة شهادة بصدقها
ويصبح التخلي عنها أمر مرفوض
إلا عند من يطلب الحق
وما أقل سالكيه

[أبو مسلم العرابلي]

اقرأ أيضًا

رزقك ما أقام أودك وحفظ بدنك
لاستمرار حياتك والقيام بواجباتك

[أبو مسلم العرابلي]

هل تحريم أجساد الأنبياء لأجل أن يبعثوا بها ؟
فكيف حال من بلغ مئات السنين في حياته
وأصابه الكبر واشتعل رأسه شيبًا
وغيره سيبعث شابًا بعمر 33 سنة ؟!
أم ان جسده ستقوم عليه القيامة ؟!
فما حال من دفن منهم في جبل من الجبال التي ستنسف يوم القايمة ؟!
هذا شيء جلل وعجب !!!!!