آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف ننشئ إرهاباً ؟

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/06/2013
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    11

    افتراضي كيف ننشئ إرهاباً ؟

    كيف ننشئ إرهاباً ؟


    د. عادل محمد عايش الأسطل


    {المخرّبون الفلسطينيون}، مصطلح سياسي، أُطلقه الإسرائيليون بعمومهم، ساسة وعسكريين وإعلاميين، على الفدائيين الفلسطينيين الذين يقومون بتنفيذ عمليات نضالية مسلحة، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه، وسواء كانت في الداخل أو الخارج، باعتبارها أعمالاً تخريبية بحتة، ولا تمت للسلام بصلة، وتستوجب توقيع أقصى العقوبات بحقّهم، في الوقت الذي يشعر أولئك الفدائيين وقادتهم، بالفخر بقيامهم بتأديتها، باعتبارها نضالات مشروعة، وهي مستمرة حتى هزيمة الاحتلال وجلائه عن الأرض.
    المصطلح السابق انتهى تماماً، ولم يعُد موجوداً داخل الأفواه الإسرائيلية الآن، بسبب استبداله وتغطيته بمصطلح أكبر حجماً وأوسع صدىً، وهو {الإرهابيون الفلسطينيون }، كونه مصطلحاً بات محط ألسنة العالم ككل، بسبب استمراره في تلقّي المُقاساة تلو المقاساة، من وجوده كفكر، فضلاً عن الأفعال الدموية والتدميرية الناتجة عنه.
    على أي حال، ونحن لسنا بصدد الدفاع عن أي حديث أو فعل، تنتج عنه أعمال خارجة عن الدين والأخلاق وأدب المعاملة، بل نشعر بالخجل وبالأسى إزاءها، ولكن فقط للبحث عن ماهية ذلك الإرهاب (ككل)، وأسباب وجوده وتعاظمه، وللتذكير، فإن من يرغب في صنع علاقة جيّدة مع الآخرين، أو محو شائبة فيما بينه وبينهم، يتوجب عليه المزيد من العطاء والصبر معاً، بينما من كانت العداوة إحدى غرائزه، ويريد خلق الأعداء، فإن ذلك يتحقق في لحظة واحدة.
    لا شك، فإن الإرهاب، وتحت أي أعمال أو أنشطة، وسواء كانت تخريبّية أو دمويّة أو تحريضيّة ونحو ذلكم، هو ساد الدول والحضارات منذ الأزل، وهو لن ينتهي أيضاً، بسبب أن ممارسته مشروعة، لدى التابعين له والقائمين عليه، باعتباره لم يتكون لديهم هكذا، ولكن بسبب كبير، يستوجب التصدّي به، ومن خلاله، للوصول إلى الغاية المطلوبة، وسواء كان بدوافع الأمور الدينيّة أو القومية، أو العنصرية، أو التسلط وعدم التسامح وغيرها من الأمور.
    على المستوى الخارجي، وفي ضوء غطرسة الدول الكبرى، واستخفافها بحريات الشعوب، وابتزازها لثرواتهم، وفرضها سياستها وثقافتها وتعاليمها عليهم، فهي كفيلة بخلق شعورٍ باهظٍ بالغضب، ومن ثمّ يتكون الإرهاب ضدها، حتى في حال رضيت أنظمة الدول المهدوفة التي يخرج منها.
    فالولايات المتحدة -على سبيل المثال- هي على استعدادٍ تام لإنشاء إرهاب، حتى ولو لم يكن موجوداً، وهي لا تخجل من أن لا تدّخر جهداً، لأن تكون مصدراً لتسليحه ودعمه بالأموال، وذلك تنفيذاً لرغبتها المتعالية، وتبعاً لمصالحها المختلفة، والتي تضمن بقاءها على التلّة، والكل من تحتها، وبخاصةً الدول التي تناهض سياستها.
    وإذا تفحّصنا الأمر على المستوى الداخلي، لوجدنا أن الأنظمة – ليس كلها- ضالعة في صناعة الإرهاب، والتي في النهاية تعلن الحرب عليه ومن غير هوادة، خاصةً وأن من بينها من ترغب في إدارة الحكم، بطريق فرض القوة بالحديد والنار، والتسلط بغير قانون، أو تقوم بالإمعان في التمييز بين مواطنيها، وسواء كان بخصوص العرق أو اللون أو المذهب.
    إذاً، فما الذي يمكن أن تتوقعه الولايات المتحدة، إزاء سياستها على النطاق الخارجي، التي يشهد عليها الكل، بأنها ليست عادلة ولا أخلاقية أيضاً. كذلك، وما الذي يمكن أن تتوقعه الأنظمة القمعية والتسلطية ضد مواطنيها، بعدما وجدوا أنفسهم لديها، على درجة أقل من البشر؟ ناهيكم عن مسألة المسّ بعقائدهم وشرائعهم الدينية، والتي يفوق الغضب لها، عن الذي يمسّ الحرية والعدالة والاقتصاد والسياسة وغيرها من الأمور.
    إلى حد الآن، فإن الحرب الكونيّة ضد الإرهاب، وسواء الناتجة عن الدولة الواحدة، أو ضمن اتحاد عصبة من الدول، لم تكن ناجحة بصورة قاطعة في يوم ما، وذلك بسبب أن هذه الحرب، لا تركز على جذور المشكلة، فهناك حِيَلاً كثيرة يمكن من خلالها تسويتها سياسياً، ومن ناحية أخرى فإن الحرب المُعلنة، هي لعبة غير موثوقٍ بها.

    خان يونس/فلسطين

    29/11/2017

    التعديل الأخير تم بواسطة عادل محمد عايش الأسطل ; 30/11/2017 الساعة 08:54 AM

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مراد عارف
    تاريخ التسجيل
    27/05/2017
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: كيف ننشئ إرهاباً ؟

    ليعذرني الأخ الفاضل المحترم عادل في اختلافنا معكم في مسألة ضرورة التفريق في العمل النضالي و لو كان مجرد كلام يقال بالفم بين ما يصيب الإنسان العادي و ما يصيب الظالم الذي طال ظلمه الأبرياء في دمائهم و أقواتهم و أعراضهم و الذي يحرض عليه و يعين على تمامه و بلوغه مداه فهؤلاء من الممكن إذا استطاع المظلوم أن يرد لهم الصاع بمثله و بمثليه فسوف لن يجد في الناس له معارضا و لا يكون بينهم لعمله رافضا و لكن نضال المظلوم إذا أصاب البريئ و البريئ هنا هو وارث " الظلمانية " كأن يغصب الأب بيتا و يرثه ابنه فيأتي صاحب البيت الأول و يعتدي على الابن بعد موت أبيه و هذا في حد ذاته ظلم و في قضيتنا الفلسطينية فلا يوجد عاقل كريم يوافق الفصائل في رجمها الأطفال و الشيوخ و النساء في إسرائيل و لا حتى الرجال الذين هم من صنف الوارث الذي عنه حدثتكم فلا بد للنضال المقبول مهما طال به الأمد أن لا يصيب بريئا و لو كان غصن شجرة أو جندبا مستلقيا في ضوء الشمس ... و أن لا يطال عمل المقاوم غير من يستحقه في ميزان العقل البشري الجمعي و ترضاه الأخلاق الإنسانية كلها و لا تختلف فيه ... و عليه و كخلاصة لماتقدم من مداخلتي البسيطة فإن الشعب الفلسطيني ليس أمامه في نظري إلا مطالبة إسرائيل بضم الضفة و القطاع لدولتها و التكفل بشعبها ككل عربي و يهودي و إرساء دعائم الديمقراطية و العدل و المساواة و أن تترك فصائل المقاومة سلاحها و تندمج في الدولة الكنفدرالية الناشئة و تنظر لمصلحتها و تدع الاعتماد على العربان الكسالى و أنا واحد منهم ... أشكركم أخي و أحييكم و أعتذر عن كل كلمة تلفظت بها فيها شيئ من أذى أو تجاوز .إلى اللقاء .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •