قصيدة رثاء السيد الحبيب سالم بن الإمام عبد الله بن عمر الشاطري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم السبت غرة شهر جمادي الآخرة عام 1439هـ الموافق 17 فبراير عام 2018م ، ودفن في المعلاة بمكة المكرمة بعد صلاة المغرب والسيد سالم الشاطري من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو عالم لوذعي
***


رثاء السيد سالم الشاطري

***
شعر
صبري الصبري
***
سبحان ربي المستعان القادرِ
باري الأنام بمحكمات مصائرِ

جَلَّ الإله هو المهيمن ربنا
يُفني الخلائق بالقضاء القاهرِ

آجال حتم لازم متتابع
بمشيئة الله العظيم الآمرِ

فالكل يمضي في مسيرة عمره
لنهاية يثوي بجوف مقابرِ

تلك الحقيقة لا مراء بشأنها
مهما بقينا في رخاء عامرِ

سنكون موتى في نهاية رحلة
معلومة ببداية وبآخرِ

من كان فيها ذا صلاح إنه
لمن الذين استمتعوا بذخائرِ

أو كان فيها بالطلاح فإنه
يلقى المهانة في لهيب ساعرِ

سَلِّم إلهي نجنا من كبوة
في نار تعذيب بهونٍ ضرائرِ

والطف بنا يا ذا الجلال فإننا
ضعفاء فامنن بالنعيم الناضرِ

أني لأرثي بالقصيد حبيبنا
(سالم) بفيض من قريض الشاعرِ

وأقول بالأبيات صدق مقالة
عن ذي العلوم المستنير (الشاطري)

وأضيف بعض خصائص عن شيخنا
باهي المقام بهمة لمشاعري

فأقول كان بمنهج مستمسك
بالشرع والوحي الكريم الطاهرِ

وبسنة المختار طه المصطفى
خير الأنام الهاشمي العاطرِ

وبدعوة الحق المبين على الهدى
يمضي بعزم سماحة ببصائرِ

ويعمِّر الجلسات تعميرا به
يُحيي لياليها بخير منابرِ

في حب طه المصطفى خير الورى
بمنار علم مستطاب زاخرِ

بتميز عذب جليل طيب
وحديث ود بالأطايب ظاهرِ

سهل بسيط وافر مسترسل
بجماله الراقي بروض زاهرِ

بشروحه ودروسه وعلومه
قد كان (سالم) بالأداء الباهرِ

وبوقت (ساعته) يبث دقائقا
حسنى تكون بمحتواها النائرِ

كسحابة سحت هطول غياثها
للناس بالعلم الغزير الماطرِ

نلقاه بالإصغاء دوما والرضا
ويحل فينا بالوداد الغامرِ

أعوام خير واصلت إغداقها
فينا بسادات بنور منائرِ

هم آل بيت المجتبى أنعم بهم
أكرم بهم بأوائل وأواخرِ

رباه وارحم يا مهيمن (سالما)
في خلد جنات بقرب أواصرِ

بحبيبك الهادي البشير (محمد)
بنعيم فردوس بقدرة قادرِ

وجميع موتانا إلهي هب لهم
بسطا بغفران الودود الغافرِ

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح بدر في فضاء غائرِ !!