أنا لا أريد أن أطيعك ؟؟؟ لا أريد أن أطيع حذاءك مثلما يفعل التراب الذي تدوس عليه قدمك ؟
بأي حق تطالبني بالانصياع و بأي واجب و فرض يستسيغ تاريخ العقل و الرشد أن أكون في يدك خنجرا تطعن به أحباب النور ومن يمجدون الفكر و من يأبون الاستسلام لزيفك و كذبك ...
لا أريد أن أنفذ أحكامك الجائرة ضد المساكين و الأحرار و الأباة الذين يرفضون حكم عنجهيتك و دجلك .
من كان يتبعك إنما فعل ذلك خوفا و طمعا و رجاء تحصيل عنفوان قبيلته و من أجل الاستزادة من النساء و المال و العبيد و استبدال الأرض الخصبة الخضراء بالصحراء البائسة القاحلة المحترقة ... كان يتبعك و يطيعك مهما تقاتلت في فكره جيوش العدالة و الظلم عندما يقلب صنائعك في البائسين الذين بعثت لرحمتهم و الإشفاق عليهم ... و مهما أنكرها و ردها ... كان ينفض رأسه من الحق و الضوء و الشيم الكريمة و ينيخ لأوامرك كرامته و يمضي مقتفيا آثارك و منجزا مرادك ... و لا يعقب على حكمك ... لقد كنت تصنع ذلك بنصل السيف الماضي و رأس الحربة الحاد و السهم الخارق ... لكل من يرفضك و يصدك ...
أنا لا أريد أن أتزيا بزيك و أتحرك وفق أمرك و توجيهك ... إنك تمثل الخطر المحدق و الحالّ بجماعة البشر و أنا أرفض أن أكون شرا على أمتي الإنسانية إنني أحب أهلي من بني البشر و جميع الكائنات و لا أريد أن أطيع أحدا كائنا من كان أجد في شريعته ما ينقض عرى هذه الحرمة التي أستعدها و أحفظها لقومي و عشيرتي من الناس أجمعين .
أنا لا أحب هولاكو و لا جنكيز خان و لا أحب هتلر و ستالين و لا أحب كل سفاح أهان كرامة البشر بعدوانه و انتقامه و جوره و من أجل هذا أنا لا أحبك ... إنني بت أجد في تعاليم الكرماء من أهل الفضل العلماء الصالحين من علماء الاجتماع و النفس و السياسة و علماء الطبيعة إنني أجد في تعاليمهم ما يكفيني و لست بحاجة لأوامرك بالجلد و الرجم و الذبح و التنكيل و القطع من خلاف ...
أنا لا أحب جميع تعاليمك و كافة توجيهاتك و كل أوامرك لأنها غير صالحة لأن ينقاد لها كريم إنها لا تصلح لزماني ... إنني أرميها عن كاهلي و أبعثر خرز سحرها من راحتي و أنطلق للشمس التي أجد دفئها و نورها في حياتي و كتبي و تلفازي ...
إنني لا أحب أن أحيا مخدوعا و أنا أعثر كل يوم و ليلة على ثقب بحجم القمر يحتاج أن أرقعه وراء خداعك و تزييف من ورثوك ... لقد كنتم قوما بدائيين و تحبون أن تحكمونا أمواتا ...؟ تريدون أن تعلو نعالكم على رقابنا و أنتم تحت أطباق الثرى ؟ كيف يعقل أن يقبل حي عاقل أن يحكمه ميت بمواعظ الشر و البداوة و البهتان و البعد الكلي عن الحقيقة و الشمس ؟؟؟ .