مخارج الشفتين :
أ ) مخرج الفاء(المشيرة إلى الحركة وعدم الثبات ) : أطراف الثنايا العليا مع بطن الشفة السفلى

حرف الفاء أضعف الحروف الهجائية فصفاته كلها صفات ضعف ومخرج حرف الفاء أضعف المخارج جزء منه من الفم (أطراف الثنايا العليا) وليس من اللسان والجزء الآخر من بطن الشفة السفلى خارج الفم فكان مخرجه أيضًا أضعف المخارج

ب ) بقية حروف الشفة

مخرج الميم (المشيرة إلى الإحاطة والغلبة ) انطباق الشفتين من الخارج
مخرج الباء (المشيرة إلى الظهور والخروج) انطباق الشفتين من الداخل
مخرج الواو غير المدية (المشيرة إلى الداخل والباطن ) انطباق الشفتين مع وجود فجوة بينهما

الشفتان آخر مخرج عام للحروف ويعده خروج الصوت إلى الفضاء خارج الجسم وعدم الاحتواء واضح في معاني حروفه :
فخروج وظهور الباء يكون من انفتاح الطريق له للخروج من وسط الشيء الذي احتواه وليس من خارجه ومخرج الباء انطباق الشفتين من الداخل
وإحاطة الشيء تكون من خارجه وفصله عن الفضاء الخارجي المحيط به من جميع جوانبه ومخرج الميم من انطباق الشفتين من الخارج .
والداخل والباطن الذي أشار إليه حرف الواو إنما هو إشارة لوجود شيء في باطن الشيء وأن الشيء لم يكن مصمتًا بل كان جزأين أحدهما خارجي والآخر داخلي علم بخروج شيء منه إلى الخارج دل عليه ولولا ذلك لما علم عن الباطن شيء ومخرج الواو انضمام الشفتين طرفيهما مع ترك فرجة بينهما للواو المضمومة أو انفتاحهما للواو المفتوحة والمكسورة
لذلك لا شيء يحتوي ويحصر ويثبت كثير الحركة والانتقال وعديم الثبات
ويتطلب الخروج والظهور شدة في الباء أكثر من إحاطة الميم الظاهرة في توسطها
واجتماع صفتي الشدة والجهر في الباء جعل الباء مقلقلة لطمس الظاهر الاهتمام بما ظهر عليه
أما الحركة وكثرة الانتقال في الفاء فأضعف جهرها وكانت مهموسة وأضعف شدتها فكانت رخوة تجري بجريان النفس
وضعفت الواو بهمسها وبخفاء الباطن ورخاوتها في إحاطة الظاهر بها وطمسه لها
واستفال الجميع بدلالته على استعلاء غيره فالظهور كان بعد الخروج من بين كثرة أو من تحت ساتر كبير يستره
والإحاطة تدل على اتساع المحاط والباطن على ما أحاط به من جميع أطرافه وأقفل عليه
وفي الحركة لم يجد له مكانًا آمنًا يستقر ويثبت فيه
واستفال الواو بكون داخل الشيء وباطنه
وانفتح الطريق للجميع للظهور والخروج...وللعلم بالباطن ...ولتمكن الدوران حول الشيء والإحاطة به.. وللحركة والانتقال
واتصفت الحروف الثلاثة عدا الواو بخفة النطق والذلاقة لأن الصوت لا يجري في شيء بل ينطلق إلى الفضاء مباشرة وللواو بعض السير بين الشفتين المضمومتين ولذلك يحذر أيضًا من سرعة نطقها فيقصر مخرجها فيضيع شيئًا منها كالثلاثة الباقية
وانفردت الميم بصفة الغنة كالنون وفيها يخرج جزء من الهواء من الفتحة بين الأنف والفم محدثًا صوت الغنة والسر في انفراد النون والميم اللتان اتفقتا في جميع الصفان حتى في الغنة ولم يختلفا إلا في المخرج ففي النون نزع جزء من الشيء وانفصاله عنه وفي الغنة نزع لجزء من الهواء وانفصاله عنه في الخيشوم وفي الميم منع للنزع بالإحاطة للحفظ بالغلبة لأنه لا يحاط إلا بما يخشي فوات شيء منه .