شيرين ابو عاقلة وحقيقة الاحتلال

بالتاكيد بأن اغتيال الصحفية والاعلامية لدى قناة الجزيرة وفلسطينية الاصل والمواطنة ومن خلال مشاهد عملية الاغتيال ومن خلال شهادات طاقم قناة الجزيرة والزاوية التي تم فيها اغتيال الصحفية تؤكد بان الاغتيال تم عن طريق قناص لدقة الاصابة في الراس ونوع المقذوف ، ومهما حاول الاحتلال خلط الاوراق في عملية الاغتيال كمنطقة اشتباك مع المقاومة الفلسطينية في جنين ، ومن دقة تحرك طاقم قناة الجزيرة انه كان يرتدي لباس الاعلام والصحافة كاملا ، ولكن ليس هذا موضوعنا في هذا المقال ولكن سناتي بطبيعة هذا الاحتلال الاستيطاني المبني على سياسة الفصل العنصري وفي حقيقة وجوده على هذه الارض ومتطلبات وجوده للقوى الغربية الاستعمارية وهو موضوع مفضوح لكل دارسي التاريخ والسياسة .

فلنتذكر ان هذا الكيان الغاصب قد قتل اللورد برنادوت عام 1948 الوسيط الدولي لتنفيذ قرارات الامم المتحدة الخاصة بحل ما يسمى النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في ذاك الوقت كان المستوطنين لا يتجاوزون عشرات الالاف مما اعطت بريطانيا تصريح بزيادة العدد سنويا ليصل الى 75 الف مستوطن لتنفيذ تصور قرار التقسيم لفلسطين ، فاغتالت اللورد برنادوت واسقطت طائرته .

الغريب هنا والمتواصل في سلوك سواء قيادات فلسطينية او نظام عربي او دولي انه يطالب التحقيق في عملية اغتيال شيرين وتتراوح هذه المطالبة بين لجان تحقيق اقليمية ولجان تحقيق دولية ، ولكن هل هذه المطالبة ستغير من امر واقع الاحتلال او ستردعه عن القيام باضافة مجازر جديدة بحق الفلسطينيين والصحافة والاعلام ، بالتاكيد لا ولان ما يسمى اسرائيل وجدت فوق القانون الدولي .

لا اريد هنا ان اتحدث عن مآثر شيرين ابو عاقلة الفلسطينية الفلسطينية وخدمتها للقضية الفلسطينية من خلال فضائية واسعة الانتشار فالكل يعلم دورها الوطني في خدمة قضية شعبها .

ولكن سنضيف ان ما يسمى اسرائيل عبر تاريخ وجودها ارتكبت مجازر كبيرة جدا وعنيفة جدا للحصول على امنها ولتكون شرطي المنطقة الذي يرهبه الجميع ، فالمقاومة الفلسطينية عبر تاريخها قد كسرت هذا المفهوم كما كسرته شيرين ابو عاقلة وكثير من رواد الصحافة الوطنية الفلسطينية ولذلك كان الاغتيال لهذه الشخصية الهادئة الموضوعية في طرحها وفي نقل جرائم الاحتلال سواء في الضفة الغربية او مناطق الصراع الاخرى .

ما يسمى اسرائيل لو تحدثنا عن تاريخها الدموي وكيف وجدت على الارض الفلسطينية قد نفهم تاريخ وجود الولايات المتحدة الامريكية التي تحمل شيرين ابو عاقلة جنسيتها ايضا ، فالولايات المتحدة الامريكية اكتفت بالمطالبة بلجان تحقيق وانه حدث مروع وصادم كما وصفته بريطانيا والمانيا ودول الغرب ، اما العرب كعادتهم فقد استنكروا وطالبوا وطالبوا .

شيرين ابو عاقلة لا ينفصل اغتيالها عن ما ارتكبته اسرائيل سابقا من بحر البقر وقانا وكفر قاسم ودير ياسين وحي الشجاعية ومذبحة البوليس الحربي في وسط غزة في الخمسينات ، كما لم ينفصل تاريخها في عملية تكسير عظام فتية فلسطين في الانتفاضة الاولى كما هو تاريخها ووجودها في عملية اغتيال ابو جهاد الوزير في تونس وعمليات اغتيال عاطف بسيسو وكثير من قيادات منظمة التحرير ومقاتليها في قبرص وفرنسا ودول غربية اخرى ، هذا هو تاريخ اسرائيل او ما يسمى اسرائيل المقرون بوجودها .

ولكن من الغرائب ايضا والخطاب الشعبوي التي تستخدمه السلطة بالمطالبة ايضا بلجنة تحقيق بنية رفع ملف اغتيال شيرين ابو عاقلة الى الجنائية الدولية ، فهل لا يوجد في ارشيف العمل الوطني الفلسطيني الا عملية اغتيال شيرين ابو عاقلة ليرفع الى الجنائية الدولية في حين ان الرئيس الفلسطيني تراجع عن تقرير جولدستن الى الجنائية الدولية وكثير من الملفات التي تدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب اتجاه المواطنين الفلسطينيين منها عمليات حرق وقتل وتعذيب وهدم منازل .

حقيقة انني في حالة تامل لردات الفعل التي تستنتهي بعد يوم او يومين لحادثة اغتيال شيرين ابو عاقلة ليذهب الجميع الى المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الانسان لتضاف الى ارشيف ما قبلها من جرائم وقتل تمارسة اسرائيل التي ترفض للان اعطاء اي حقوق للشعب الفلسطيني بوجوده على ارضه بحيث يتمتع بالسيادة ولو على القليل كما كان المشروع المرحلي لمنظمة التحرير الذي قبل بـ18 % من ارض فلسطين لبناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس .

ان هذا الاحتلال لا يفهم اي معنى من معاني تقدير واحترام اي تقرير دولي وكما قلت لانها اتت خارج القانون الدولي واقحمت في المجتمع الدولي بفعل القوى المنتصرة في الحرب العالمية الاولى والثانية ، فلاباس من ردات الفعل ولكن ليس هذا هو العمل الذي يمكن ان يرد فيه الفلسطينيين على الجرائم البشعة التي تقوم بها ما تسمى اسرائيل ، فالفلسطينيين واثقون بان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يكون في حالة مزاوجة مع نظام الفصل العنصري ومستوطنين اتوا من اسقاع العالم ، فامام الفلسطينيين طريق واضح طريق الكفاح المسلح لتحرير ارضهم ، فهذا الكيان ومهما وصف بالقوة فهو متهتك داخليا ولحظة النصر ستاتي حتما وسيتحدث التاريخ عن نضال شعب هزم المشروع الصهيوني كما قال في السابق في موقع بوابة انهيار كل الحملات على المنطقة ومنطقة الشام .

لروح شيرين ابو عاقلة السلام ورحم الله كل مناضلي الكفاح المسلح ومناضلي الكلمة الذين مازالوا يقفون ويناضلون بالرصاصة والكلمة من اجل النصر على هذا المشروع الخبيث في المنطقة ورحم الله غسان كنفاني وناجي العلي ونزار بنات فالحقيقة دائمة ضد الباطل ويجب ان يتحمل الجميع التضحيات من اجل تحقيق النصر رغم انف الحاقدين والاعداء .


بقلم / سميح خلف