هنادي
الفصل الثالث
استعانت هنادي بأحد الطهاه كي تطوير نشاطها فيما ودت أن تقدمه لزبائنها ، فبدلا من اكتفائها بطبق الكشري المكون من الأرز والمكرونه وقليل من حبات الحمص والعدس وقليل من صلصة الطماطم المسبكة ،صنعت الهامبرجر والحواوشي وطواجن اللحمة والباشمل ، فتنوعت زبائنها وجلبت إلى مطعمها فئة قادرة على الدفع ، كتقديم وجبات كاملة من الدجاج المشوي تحتوي على الارز والسلطة الخضراء والحمراء والخبز وجميع الخضروات ، حتى سادت وتسيدت الزمان والمكان ، فقصدتها العائلات وأصحاب الدخول المرتفعة، كما قصدها من قبل العمال والفقراء وأصحاب الأعمال الذين يسعون لوجبة سريعة ليس فيها تكلف ، فاستطاعت أن تسحب السجادة من تحت أقدام الكثير ين من أصحاب الشهرة في مجال المأكولات ، وصعد نجم هنادي وارتفع في عنان السماء حتى باتت تسطع في سماء المدينة كلها ...و كان ممن بات يقصدها زبونا لم تعره بألا وانتباها ، شأنه شأن الكثيرين الذين يترددون على مطعمها ويقصدونه ، عادة ما يأتي إلى المطعم في المساء ، يجلس هناك على طربيزة تقع في الركن الهادئ كما يسميه هو ، يبدو أنه من الذين يعشقون الهدوء ، يكاد عمره لم يفارق العقد الخامس إلا بعام أو عامين ، يتبعثر الشعر الابيض في رأسه وينتشر ،طويل متزن يبدو عليه الوقار ، مهندم في لباسه ، دائما ما يخفي عينيه تحت نظارته العسلية الفاتحة ، لا يأتي مترجلا ، عادة ما يصحب سيارته السوداء ، يقف قريبا من المطعم ثم يدخل لتناول طعامه ، اليوم جاء مبكرا على غير عادته ،جلس في مكانه المعتاد له ، لم يكن في هذه المرة وحيدا ، بل جاء بمن يصاحبه ويمشي خلفه ، طلب طعاما لنفسه ورفيقه ، لاحظت هنادي أنه بنظرها ويرمقها من خلف زجاج نظارته العسلية ، كانت الحركة في المحل مكتظة ،لا تجعلها ولا تسمح لها بالوقوف طويلا أمام كل ما تشاهده أو تراه ، أنهى الزبون ورفيقه طعامهما ،تقدم الزبون المهندم صاحب النظارة العسلية إلى هنادي ليدفع لها قيمة فاتورة طعامه .. صاح العامل المخصص في تقديم الطلبات .. مئة جنيهاً يا معلمة ، ناول الزبون المعلمة هنادي الحساب حاشرا بين النقود بطاقة تعارف له ، الزبون : تفضلي يا هانم الحساب ...
لاحظت هنادي البطاقة المحشورة بين النقود وهي تتناول النقود منه .. ما هذا ؟. الزبون : بطاقة تعارف خاصه بي. ... هنادي دون أن تنظرها جيدا : وماذا أفعل بها و لماذا التعارف يا أستاذ ؟ . الزبون : أرجو أن لا يساء فهمك لي ، فأنا أقدم لك نفسي وهذا شرف لي ، أنا العقيد كرم الماحي ضابط شرطة ، لم يكمل حديثه معها ، فانقبض قلبها وتغيرت ملامحها في الحال . رأى العقيد كرم أثر الموقف على وجه هنادي ؛ فتبسم ابتسامة عريضة وهو يقول لها : لا تخافي ولا تنزعجي .. أنا طالب قرب ، وطالب حلال ، هنادي :وكأنها لم تسمع ما قاله وتنكره . يا سعادة البيه :أرجوك أخبرني ما الحكاية وما القصة؟. العقيد كرم وابتسامته لم تفارقه ، كما قلت لك بالضبط وتستطعين أن تتحري عني وهذه البطاقة ستيسر لك معرفتك بي والسؤال عني ،.....
فلا ترفضين ولا توافقين سأنتظرك حتى تأخذين وقتك في التفكير و تأخذين قرارك على مهل وتدبر .ثم تركها وغادر هو وصاحبهوابتسامته تصاحبه ..إنسامت هنادي وتركاها في لجة من الطوفان لا تعرف كيف تنجو من الغرق
ومع هنادي وفصل أخر
باذن الله تعالى