الكرة في ملعب السلطة والخيار الصعب.

الشعوب قد تصبر على المهانة وتعثر قياداتها او خروجهم عن المسارات التي تلبي مصالحها ووجودها ولكنها لا تعجز في وضع الخيارات الازمة لتصويب وتصحيح المسار التاريخي لنضالها وفي الوقت الذي ينفذ صبرها ممن اعطتهم فرصة في رسم السياسات والبرامج الوطنية بحيث لا يمكن ان يكون خيار اخر للتغيير والتصويب ،قد نتحدث هنا عرين الاسود : في نابلس وكتائب جنين وخلايا اخرى منتشرة في الضفة والتي لاقت تلك الظاهرة شبه اجماع وحاضنة شعبية ..لماذا وجدت هذه الظاهرة ..؟


  1. سوء اتفاقية اوسلو على الواقع الوطني الفلسطيني .
  2. فشل سلطة اوسلو في تطبيق رؤية وطنية على سلوكياتها.
  3. الفوارق الاجتماعية التي فرضتها طبقة السلطة وانعكاسها على البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
  4. محاولة فصل الثقافة الوطنية بما يلبي التزاماتها مع الاحتلال .
  5. تحول اجهزة السلطة كمهمة امنية اساسية لقمع واعتقال الرأي الاخر وبالتحديد الذي ينتقد فسادها او سوء برامجها واطروحاتها السياسية التي فشلت حتى في تحقيق اهدافها لبناء دولة في الضفة وغزة .
  6. الوحدة الوطنية التي يتوق لها الشعب الفلسطيني بانهاء الانقسام الذي هتك بالايقونة النضالية للشعب الفلسطيني.
  7. فشل مسار التسوية رغم رداءته .
  8. سلطة فقدت اي مقومات لوجودها وعجز مطلق في حماية شعبها امام حركة الاستيطان والاجتياحات لمناطق السلطة ..
  9. التنسيق الامني وتداعياته سيكولوجيا وماديا على البنية الوطنية ..
  10. الاعتراف المجاني بعدو يحتل فلسطين ..
  11. عجز السلطة من الخروج من مأزقها وتنفيذ قرارات لمؤسسة اعلى من السلطة وهو المجلس المركزي
  12. فشل الفصائل الكلاسيكية والمنطوية تحت مظلة منظمة التحرير من فرض بدائل وخيارات وطنية وسياسية اخرى تفرضها على السلطة .

امام السلطة خيار صعب:-

1-اما تهرب للامام نحو خندق الاحتلال وتلبي تعليمات غانتس ولابيد بان تفرض وجودها بحجم اكبر من التنسيق الامني والاعتقالات الملتزمة به لمواجهة المسلحين بالعنف وهنا تتأكد الفوضى وتصبح السلطة ذراع فعلي امني عسكري امام شعبها .ومن المؤكد ان هناك فئات تنسجم مصالحها مع وجود الاحتلال ستدفع الى هذا الانتماء والتاريخ يذكرنا بالقوى الخارجة عن ثورة 36 وانتمائها بما يسمى كتائب السلام للانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية وتغذى منهم ماليا وتسليحا. واذكر هنا عندما اسس دايتون المدرسة الامنية للسلطة برصيد 160 مليون دولار وضع للاجهزة العقيدة الامنية .

2-الخيار الاخر للسلطة الاعلان عن دولة تحت الاحتلال وتسحب الاعتراف باسرائيل وتحل السلطة وتعود لميثاق منظمة التحرير وادبيات فتح التي يلتقي عليها الجميع فقد ثبت ان الصراع مع هذا الكيان ليس صراع حدود بل وجود فهو يسعى لتذويب الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وفرض كنتونات معزولة عن بعضها تدريجيا . ضمن مفهوم روابط المدن .

بالتاكيد ان تصريحات غانتس ولابيد قد وضعت السلطة في مأزق للاخذ باحد الخيارا ت اما ان تكون ذراع امني عسكري للاحتلال بموجب بنود اوسلو او ستستخدم اسرائيل بما تراه حقها بموجب نصوص اوسلو في الدخول لاي منطقة في مناطق السلطة تجد فيه تهديد لامنها.

وعودة لعرين الاسود في نابلس التي حققت وحدة النضال الفلسطيني في تشكيلاتها باشارة لتجاوز الفصائل الفاشلوة في ادارة الصراع فهي تؤمن با ن لاتراجع عن خيار المقاومة والكفاح المسلح ليشعر الاحتلال بان وجوده مكلفا ومن الصعب استمرارية وجوده على الأرض.

اما ما يسمى اسرائيل بلا شك انها تشعر بالذعر ليس من الاسم للمجموعات بل لحالة الالتفاف الشعبي حولها وطبيعة افرادها الذين ولدوا في ظل السلطة واتفاقية اوسلو اي ان فكرة التطبيع والاحتواء التي مارستها السلطة قد فشلت في بناء جيل يؤمن ببرنامج السلطة وقيادة منظمة التحرير وباعتبار ان اسرائيل دولة موجودة ذات سيادة .

اذا هناك صراع لايمكن ان ينطفيء بين ارادة وقرار جيل فلسطيني قبل التحدي وبين احتلال يطمح في بناء دولة يهودية في يهودا والسامرة وكل فلسطين . وبالتالي يعتبر الاحتلال نفسه في تحدي لوجوده وبالتالي لن يتراجع عن اجتياخاته وعمليات الاغتيال والحصار للمدن والمخيمات .. واما السلطة فهي في الموقف الصعب وعليها ان تختار.
سميح خلف