قراءة أمنية جزائرية مفادها استحالة إسقاط كييف عسكريًا

تريد الجزائر استباق القرار الغربي بقرار إعادة فتح السفارة حتى لا تقع في دائرة الاتهام والتحامل قراءة أمنية جزائرية مفادها استحالة إسقاط كييف عسكريًا من قِبَل القوات الروسية، و هذا مؤشر على عدم قدرة موسكو حسم المعركة ميدانيًا، و عدم جاهزيتها لإسقاط عاصمة العدو،
دعا إلى إعادة طرح السؤال إلأى متى تستمر الحرب الروسية الأوكرانية و ماهي الحلول التي من شانها أن توقف اسلحة الدمار و تحافظ على حياة الشعوب و ضمان حقوق الإنسان.

ذكر بيان سقط بين ايدينا لم يحمل توقيع أصحابه أن قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتضمن إعادة فتح السفارة الجزائرية في كييف و التي تم غلقها في مارس من السنة المنصرمة وتعليق أنشطتها مؤقتا لأسباب أمنية ، يحمل ثلاث دلالات، الأولى: عدم اعتراف الجزائر بالمناطق الأوكرانية التي احتلتها روسيا وألحقتها بالاتحاد الروسي، و اعتراف الجزائر بالسيادة الأوكرانية على أراضيها وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وفتح السفارة في كييف يعني الإقرار بسلطة كييف على جميع الأراضي الأوكرانية، الدلالة الثانية: في المنظور الجزائري أصبحت كييف ومحيطها ضمن النطاق الآمن من الصراعات، و اشار البيان إلى أن هناك قراءة أمنية جزائرية مفادها استحالة إسقاط كييف عسكريًا من قِبَل القوات الروسية، و هذا مؤشر على عدم قدرة موسكو حسم المعركة ميدانيًا، و عدم جاهزيتها لإسقاط عاصمة العدو بعد المحاولة الأولى يعني فشل ذريع في القراءة الأمنية والعسكرية لما قبل الحرب، وفشل آخر في إعداد العُدة لاستكمال الحرب!، أما الدلالة الثالثة هي إدراك الجزائر أنّ الحياد لن ينفعها، خاصة وأنّ الفترة المقبلة سيكون هناك تمحيص للدول الداعمة والمحايدة في أزمة أوكرانيا
كانت هذه قراءة جزائرية جاءت (ربما) للرد على تساؤلات حول مبادرة الجزائر في طرح خطة السلام لوقف الحرب الروسية الأوكرانية و التي يمكن للرئيس تبون شرح تفاصيلها خلال زيارته المقبلة إلى موسكو و لقائه بالرئيس الروسي ، قد يقدم الطرفان رؤاهما حول الوضع في العالم و العلاقات الدبلوماسية بين الدول لاسيما العلاقات الجزائر الإسبانية و قضايا أخرى ننعلق بالجانب الإقتصادي، ولهذا تعمل الجزائر على تمييع مبدأ الحياد التام في هاته الأزمة، وقد سبق أن صرّح رئيس الجمهورية أنّ الجزائر لا تدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولكن أهم قراءة لهذه الدلالة تكمن في قراءة المنظومة الأمنية لأبعاد الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتوظيف هاته الورقة في الهيمنة العالمية، فتصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان واضحا بأن علاقة الجزائر بأوكرانيا عادية ، و لعل قرار الرئيس الهدف منه الحرص على مبدأ التعايش بين الشعوب و و وقف السلاح كما يأتي ضمن اهتمام الحكومة الجزائرية بمصالح جاليتها التي تقيم فوق الأراضي الأوكرانية و بخاصة الطلبة الذين يقدر عددهم بالآلاف، و تشهد الحرب الروسية الأوكرانية وضعا معقدا ، دفع ثمنها مدنيون كما تسببت الحرب في مقتل رعايا عرب و أجانب من بينهم طالب جزائري الذي راح ضحية العملية العسكرية الروسية في مدينة خاركيف.
علجية عيش