الاغتراب الثقافي، إنسان ما يعد الحداثة و الإسلاموفوبيا موضوع نقاش في ندوة فكرية
( الإغتراب في نظر حليم بركات قراءة في كتاب

دعا أكاديميون في قسم الفلسفة إلى خلق منابر مضادة للإسلاموفوبيا و تكريس ثقافة الحوار و التسامح و التعايش لإعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام و على المثقفين التحرك للتخفيف من هذه الظاهرة التي باتت تهدد البشرية في كيانها و وجودها و تحقيق التقارب الحقيقي للأديان، و قال باحثون أن غياب الملتقيات حول الإسلاموفوبيا زاد من تفاقم الوضع و على المثقفين التحرك لتحسين صورة الإسلام عند الرجل الغربي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هي ندوة وطنية نظمها قسم الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار بعلي منجلي بقسنطينة حملت عنوان: الاغتراب الثقافي "أزمة الإنسان المعاصر" شارك فيها اساتذة جامعيون من مختلف ولايات الوطن (العاصمة ، باتنة و غيرها) و هي موجهة لطلبة الدكتوراه ألمدي قسم الفلسفة سلط فيها الباحثون الضوء حول ظاهرة الإغتراب و الإسلاموفوبيا بحضور مراد مزغاش المدير البيداغوجي و الدكتورة إدريس نعيمة مديرة مخبر أطر الندوة الدكتورة بلعكرون فتيحة استاذة محاضرة (أ) بقسم الفلسفة، و يأتي اختيار هذا الموضوع بالنظر الى حساسيته و الوضع الذي يعيشه العالم العربي و الإسلامي في ظل ارتفاع اصوات تنادي بمحاربة الإسلام ، فأزمة الإنسان لا متتناهية ، كانت منذ القديم موضوع اهتمام المفكرين و الفلاسفة، وقد أثرالتطور التكنولوحي في حياة الإنسان فظهر ما يسمى بـ: الثقافة الاستهلاكية ، هذه الثقافة حوّلت الإنسان إلى مستهلك بدلا من أن يكون مفكرا و محاورا .؟
فالأقلام الغربية كان لها دور فعّال في تغيير الجوهر الفكري للإنسان خاصة المثقف الدي ركن الى السلبية و لم يجهد فكره و لم يحرك قلمه في معالجة الأمراض الاجتماعية و السياسية منا جعله يسقط في المعيارية و هو ما أشارت إليه الدكتورة بلعكرون فتيحة في افتتاح الندوة، لا شك أن المصطلحات الفلسفية و تنوعها تجعل المتأمل فيها يغرق في بحر من التساؤلات و كل سؤال يتولد عنه سؤال آخر في الصراع الذي يشهده العالم بين القوى السياسية و من له الحق في البقاء بحيث لم يعد حوار الأديان وحوار الثقافات يجدي أمام توسع الهوّة في ظل الثورات ، أين وجد الإنسان نفسه تائها ÷ هل هو يعيش مرحلة الحداثة أم ما بعد الحداثة، ما جعل المفكرين و الفلاسفة يدقون ناقوس الخطر، لأن لإنسان اليوم مستقبله في خطر و هو مهدد بالضياع، و قد نجده يتساءل إن كان بإمكانه أن يعوض الحياة بالتكنولوجية، فإنسان ما بعد الحداثة كما تقول الدكتورة نورة بوحناش يتطلب نوعا من المعتقد الأكسيولوجي ، و نجدها تطرح سؤال: هل هناك إنسان ما قبل الحداثة و إنسان م بعد الحداثة و هو يعيد رسكلة ذاته نحو آفاق بدت له واعدة ، الإنسان اليوم يعيش نهايتها.
إنسان اليوم: " أنا أستهلك إذن أنا موجود"
تطرقت الدكتورة نورة إلى رأي الديانات ( المسيحية بالخصوص) في الدورة الإنسانية و كيف تؤسس وجودها ، مستدلة بأقوال كبار الفلاسفة كهيغل، إذ تقول أن الإنسان تمت هندسته وفق الحداثة ما جعله يشعر بالاغتراب، لأنه اصبح يؤمن بفكرة: " أنا استهلك إذن أنا موجود" و تطبّع مع هذه المفاهيم و خرج من الواجب إلى ما بعد الواجب، و تضيف المحاضرة أن الإنسان الغربي لما شعر بفقدان ذاته و وجد نفسه قد أفرغ من مضمونه الروحاني أراد أن يعوض هذا الفراغ و يحرر ذاته فحارب الإسلام و نظر إليه على أنه دين عنف و إرهاب، و استسلم إلى الأخلاق " الرخوية" التي تدعو إلى الطبيعة البشرية خارج الفطرة البشرية في إطار حقوق الإنسان و هو ما نراه اليوم عن طريق الزواج المثلي اصبح الغرب اليوم يرحب برحم بلاستيكي، من وجهة نظر هذه الباحثة فإن المحرك الأساسي لهذه الظاهرة هي الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى إلى غرس الفوضى و العبثية في المجتمعات البشرية باسم التحرر و تحاول هذه الشركات بقيادة أمريكا و الحركة الصهيونية تشويه الإسلام على انه دين منغلق و يقيد المرأة و لا يمنحها حقوقها، حيث شنت حملة لمحاربته ، و من هنا ظهر ما يسمى بـ" الإسلاموفوبيا,
كان موضوع "الإسلاموفوبيا مكان التأزم و سبيل الإنفراج " عنوان المداخلة التي تقدمت بها الدكتورة فوزية شراد من جامعة باتنة، تقول هذه الباحثة أن مفهوم الإسلاموفوبيا اليوم سيطر على المشهد الثقافي و محل حوارات و نقاشات طرحت تساؤلات حول التفسير العقلاني للإسلامفوبيا ، هل هي ظاهرة دينية ، سياسية، اقتصادية أم هناك تفاسير أخرى، تناولت الدكتورة فوزية شراد الخلفية التاريخية لهذه الظاهرة و آثارها على المسلمين و غير المسلمين، و انتهت الباحثة إلى أن الإسلاموفوبيا هي حملة إيديولوجية شرسة على الإسلام و المسلمين، و هذا المفهوم في المخيال الغربي هو طقس ديني تفننت شبكات في رسم صورة له و أطلقوا عليه بـ: "الإيديولوجيا"، وقد كان لبعض الجمعيات دور هاما في ترسيخ هذه الظاهرة على غرار جمعية بي في دا ، و هي تعني : الوطنيون الأوروبيون ضد اسلمة الغرب، تكلمت هذه الباحثة بلغة الأرقام عندما اشارت أن 67 بالمائة من الجرائم تفي العالم تقع ضد المسلمين.
الروائي السوري حليم بركات بعيون جزائرية
الندوة الفكرية تميزت بتقديم قراءة في كتاب حول ظاهرة الإغتراب ، و هي قراءة قدمتها الدكتور نادية بوجلال من جامعة الجزائر، و قد اختارت كتاب "متاهات الإنسان بين الحلم و الواقع " للروائي السوري حليم بركات باعتباره الوحيد الذي كرس وقته و قلمه في الحديث عن الإغتراب و هذا بحكم الظروف التي عاشها في المهجر، اشارت الدكتورة نادية بوجلال إلى أعمل هذا الروائي المغترب، و الذي كان اسلوبه يرسم الغضب في كل اشكاله، فجميع الكتب التي اصدرها تعالج المطاهر الاجتماعية كالعالة الهرمية، و كان آخر كتاب له حول الإغتراب في الثقافة العربية و فيه بدأ حليم بركات التركيز على الإغتراب كتجربة إنسانية طرحت قبل الحداثة و ما بعد الحداثة، تقول المحاضرة من خلال قراءتي للكتاب وقفت على أن الإغتراب عند حليم بركات مسألة غامضة و من الصعب تحديد هذا المفهوم لاختلاف النظرياتـ فحلين بركات اتبع المنهج التحليلي النقدي، من وجهة نظرها هي فإن المجتمع العربي مجتمع مُعَقَّدٌ جدا و الإنطلاقة تبدأ من معرفة الأنظمة العربية ة ندى خضوعها إلى الأنظمة المستعمرة السلطوية و إلى اي حدٍّ تساهم هذه الأنظمة في إفقار الإنسان و تجعله عاجزا عن التغيير، في المجتمع و في المؤسسات حينما تكون فاعلة، فالفوضى التي يعيشها المجتمع العربي أدت إلى إلى علاقات نزاع بدجلا من أن تؤسس لعللاقات تعايش بيتها و هو ما نشهده ىاليوم من صراع بين الجزائر و المغرب فالذي لا يستطيع أن يهيمن على نفسه لا يستطيع أن يهيمن على عائلته و المجتمع ، و التغيير ليس سلاح و عسكر بل تغيير إبداعي فكري يتجاوز الماضي.
تغطية علجية عيش