انتقاد لاذع لكتاب و أدباء مراهقين ؟

تبرأ الأديب عز الدين جلاوجي من اتحاد الكتاب الجزائريين و ما يحدث من صراعات داخلية في رده على سؤالنا ، بأنه طلّق الإتحاد و تحرّر منه و لم تعد تربطه به علاقة، و لا يتحمل مسؤولية ما يحدث سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل، في حين تحفظ الأديب جلاوجي عن الإجابة على سؤالنا الثاني المتعلق بدور النخبة المثقفة في تأسيس ثقافة جزائرية جزائرية، بعدما وجها انتقادات لاذعة للكتاب و المبدعين الذين يكتبون من أجل الجوائز و يفتقرون إلى اللغة الإبداعية و الذين يمكن وصفهم بالمراهقين لأنهم لا يحملون رسالة الأديب و المبدع المناضل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تحدث الأديب عز الدين جلاوجي عن مسيرته الأدبية في لقاء نظمه أمس بيت الشعر التابع للمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة عن مسيرته الإبداعية و الظروف التي اهلته و مكنته من اقتحام عالم الكتابة و الإبداع، منذ نعومة أظافره عندما تعلم ابجديات اللغة العربية على يد والده الإمام قبل أن يدخل المدرسة، و انتقد الأديب عز الدين جلاوجي بعض الكتاب و المبدعين الذين يكتبون من أجل الحصول على جائزة مشيرا بالقول أن الأدب رسالة و تضحية و معركة مع الذات و الآخر ، و كثيرا من الأدباء و العباقرة لم يحصلوا على جوائز، موجها في ذلك انتقادات لاذعة للكتاب و المبدعين الذين يكتبون من أجل الجوائز و يفتقرون إلى اللغة الإبداعية و الذين يمكن وصفهم بالمراهقين لأنهم لا يحملون رسالة الأديب و المبدع المناضل.
و استطرد الأديب جلاوجي و بأسلوب ساخر بالقول " من الغباء جدا أن يكتب إنسان من أجل الجائزة لأن الأدب لا يُوَجّهُ"، جاء هذا الكلام في الوقت الذي أشار فيه إلى روايته " الأفاعي" التي شارك بها في مسابقة كتارا، و اضاف قائلا : "ليس كل من تحصل على جائزة هو الأولى"، و تحدث ضيف بيت الشعر عن الدعائم الثلاث التي تحملها الرسالة الإبداعية و كيف يمكن الارتقاء بها إلى مستويات عليا وبأسلوب تهذب ذوق القارئ و تمنحه الرقي الجمالي مقدما كذلك الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الكاتب، و لم يستثن الحديث عن بعض الأقلام المستهلكة لما هو غير جزائري، عندما قال أن هناك نصوصا لا تمثلنا و تحاول أقلام تغريبنا، لأن النص يجب أن تكون له هوية، فالمبدع عنده يجب أن يكون صاحب مشروع.
و هو يخاطب الجمهور و رفاقه من الكتاب و الشعراء الذي حضروا اللقاء و منهم الشاعر نذير طيار، و الشاعر عبد الغني ماضي، الأديب باديس فوغالي، فيما غابت وجوه فكرية مبدعة معروفة في الساحة على غرار الأديب محمد زتيلي و المفكر و الكاتب عبد الله حمادي و الروائي كمال قرور الذي اعتاد على قطع مسافات للحضور لقاءات فكرية، رحل عز الدين جلاوجي بمخيلته ليعبر و بكل نرجسية عن طفولته و كيف اقتحم عالم الكتاب إلا أن هذه النرجسية أعادته إلى الواقع عندما عبر عن معاناة الكتاب و المؤلفين و هو واحد منهم و العقبات التي تواجههم عند الإقدام على طبع كتاب من جيبهم و المجتمع يعيش في الرفاهية، وقد حمّل الأديب عز الدين جلاوجي المجتمع المسؤولية في دعم المثقفين.
أما ما يتعلق باتحاد الكتاب الجزائريين وتواصل الصراعات بعد عقد مؤتمره الأخير و تجديد الثقة في يوسف شقرة تبرأ الأديب عز الدين جلاوجي من اتحاد الكتاب الجزائريين و ما يحدث من صراعات داخلية في رده على سؤالنا ، بأنه طلّق الإتحاد و تحرّر منه و لم تعد تربطه به علاقة، و لا يتحمل مسؤولية ما يحدث داخل الإتحاد سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل، و قال أن الجزائر تحتاج إلى مبدعين يمثلون الجزائر كسفراء يتنافسون لتمثيل الوطن و يقدمون الأجود و لا يأخذون الأمور بعبثية و ليتركوا الحكم للتاريخ، في رسالة وجهها للمثقفين الجزائريين أن يتركوا الصراعات الفيسبوكية و المعارك التي لا تخدم البلاد، للعلم أن رصيد الأديب عز الدين جلاوجي الإبداعي ثري و يحتاج إلى قراءات و دراسات، فهو من المثقفين أو المبدعين المتعددي المواهب، يقحم قلمه في كل مجال في القصة و الرواية و المسرح و أدب الأطفال، استطاع عز الدين جلاوجي منذ بداية مسيرته الإبداعية أن يصدر خمسون كتابا.
علجية عيش