روح تائهة



غريب على أرصفة الصمت يقودني خطوي التائه إلى المجهول ،شارد في مفازة الحيرة تحاصرني عواصف الاغتراب، أُحسني ذاتا متشظية بلا هوية، أُحسني روحا تائهة تبحث عن الحقيقة دون جدوى ،الغبن يأتيني في صور شتى ، يقتل في وهج التفكير ، ويدفع بي إلى آتون الغربة، أنا لست أنا، والزمن أجبرني على الهبوط درجات، ليس مهما كيف؟ لكنه الواقع المر يبدد كل الأحلام، -إن كان يحق لأمثالي أن يحلموا- ويضعني في سياقات مضطربة لقصة ركيكة كُتبت بقلم ناشز.
من كتب هذه القصة؟ وكيف نسج خيوطها، ورسم مساراتها؟
ثم أجبرني على تقمص شخصيتها الرئيسية، وأسند لي دون رغبة منّي دور الرّاوي، وفرض عَليّ التماهي التام في ممارسة الدَّوْرَين، دور الفِعل ودور الحَكي، وتلك بحق المعادلة الصعبة التي يصعب تحقيقها دون معاناة وآلام ، في ظل الإكراهات الحياتية التي تعترض الأحداث والوقائع وتطورها.
هل من المفروض أن أُرغَم على سِلْبِيَّةٍ في الحكي والموقف وأمارسَ على نفسي درجات قصوى من جلد الذات ؟؟ هل من العدل الخضوع لرغبات كاتب القصة المجهول ،وتنفيذ هذيانه ، وهرطقته بالحرف الواحد دون زيادة أونقصان؟
لست أدري ، فأنا مجرد شخصية مقيدة بأحداث معينة، في زمن معين، ومكان محدد قد يضيق وقد يتسع، وليس أمامي إلا الرقص على الحبال، والتدحرج من قمم الجبال إلى سفوحها، بحثا عن حقيقة لا توجد إلا في مخيلة الكاتب.


محمد محضار 2020