آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ترجمة "الشحاذ" - قصة قصيرة - أنطون تشيكوف

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نزار سرطاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي ترجمة "الشحاذ" - قصة قصيرة - أنطون تشيكوف

    الشَحاذ
    أنطون تشيخوف
    ترجمة نزار سرطاوي


    "سيدي الطيب، من فضلك، ارأفْ بحال فقيرٍ جائع. لم أذُقْ للزاد طعمًا منذ ثلاثة أيام. لا أملك خمسة كوبيكات للمبيت هذه الليلة. أقسم بالله! طوالَ خمسةِ أعوامٍ عملتُ مُعلِّما في قرية وفقدت وظيفتي بسبب مكائدِ زِمْسْتوف. كنت ضحيةَ شاهدِ زور. وها أنا الآن في المكان غير المناسب".
    نظر سكفَرتسوف، المحامي من بطرسبورغ، إلى المعطفِ الأزرق الداكن الممزق الذي يرتديه المُتكلم، وإلى عينيه الموحِلتين المخمورتين، وإلى البقعِ الحمراء على وجنتيه، وبدا له أنه رأى الرجلَ من قبل.
    تابع الشحاذ: "والآن عُرِضَتْ عليّ وظيفةٌ في مقاطعة كالوغا، لكنّني لا أملك ما يساعدني على السفر إلى هناك. ساعدني لو تكرّمت! أشعر بالخجل من السؤال. لكنْ... الظروف تضطرني".
    نظر سكفَرتسوف إلى خُفّيهِ المطاطيّين. كان أحدهما قليلَ العمق مثل الحذاء، بينما الآخر عاليًاً يصل إلى ساقه مثل الجزمة، وفجأة تذكّر.
    قال: "اسمعْ، التقيت بك أولَ أمس في شارع سادوفوي، ولم تخبرَني أنك معلِّمٌ في قرية، بل طالبٌ مفصول. هل تَذكر"؟
    "لا، لا، لا يمكن أن يكون الأمر كذلك!" تمتم الشحاذ مرتبكًا. "أنا معلمُ مدرسةٍ في قرية، ويمكنني أن أريك الوثائق التي تثبت ذلك إن أردت."
    "كفاك كذِبًا! لقد قلتَ إنك طالب، حتى أنك أخبرتني بالسبب الذي فُصِلتَ من أجله. هل تذكر؟"
    احمرّ وجه سكفَرتسوف، وبنظرةٌ مليئة بالاشمئزاز أشاح بوجهه عن الكائن ذي الملابس الرثّة.
    صاح غاضبًا: "هذا شيءٌ مُزرٍ أيها السيّد! هذا احتيال! سأسلمك للشرطة. عليك اللعنة! أنت فقيرٌ وجائع، لكن هذا لا يعطيك الحق في أن تكذبَ هكذا بلا حياء!"
    أمسك الكائنُ ذو الملابس الرثّة بمقبض الباب وتجوّل بنظره في أرجاء القاعة بيأسٍ مثلَ طائرٍ وقعَ في فخ.
    تمتم: "أنا ... أنا لا أكذب". "يمكنني إبراز الوثائق".
    "من يصدِّقك؟" تابع سكفَرتسوف وهو ما يزال حانقًا. "تستغلُّ تعاطفَ الناس مع المعلمين والطلبةِ في القرى – هذا منتهى الانحطاطِ والدناءةِ والقذارة. إنه شيءٌ مثيرٌ للقرف!"
    استشاط سكفَرتسوف غضبًا، وراح يوبِّخُ الشحاذ توبيخًا قاسيًا. فقد أثار الرجلُ ذو الثياب الرثّة اشمئزازَه ونفورَه، إذ رأى فيه إهانةً لما كان هو، سكفَرتسوف، يحبّهُ ويقدّرُه في نفسه: الشفقة، القلبَ الرقيق، والتعاطفَ مع البؤساء. وهذا الشخص بكَذِبه واعتدائِه الغادر على الرأفة، دنَّس الصَدَقَة التي كان يُحبّ أن يهبَها للفقراء دون أن تساورَ نفسَه الريبة. دافع الشحاذ عن نفسه في البداية، واحتج بحَلْفِ الأيْمان، ثم غرق في الصمت وطأطأ رأسَه وقد غمره الإحساسُ بالخجل.
    قال وهو يضع يده على قلبه: "سيدي، أنا حقًّا كنت... أكذب! لست طالبًا ولا مُعلّمًا في قرية. هذا كله مجردُ تلفيق! كنت في الجوقة الروسية، وطُردتُ بسبب السُكْر. لكنْ ماذا أفعل؟ صدقني، وأقسم بالله، لا أستطيع أن أتدبّرَ أمري دون أن أكذب – عندما أقول الحقيقةَ لا يعطيني أحدٌ أيَ شيء. مع الحقيقة قد يموتُ المرءُ جوعًا ويتجمدُ دونما سكنٍ يقضي فيه لَيْلَهُ! ما تقوله صحيح، أفهم ذلك، لكن... ماذا عساي أن أفعل؟"
    "ماذا عساك أن تفعل؟ تسأل ماذا عساك أن تفعل؟" صاح سكفَرتسوف وهو يقترب منه. "العمل – هذا ما ينبغي عليك فعلُه! عليك أن تعمل!"
    "العمل... أعلم ذلك، ولكن أين يمكنني الحصولُ على عمل؟"
    "هراء. أنت شاب وقوي وبصحةٍ جيدة، وفي وسعك دائمًا أن تعثرَ على عمل لو أردت ذلك. لكنك تعلم أنك كسولٌ واتّكاليٌّ وسِكيّر! رائحةُ الفودكا تفوح منك مثل الحانة! لقد أصبحتَ زائفًا وفاسدًا حتى نخاعِ عظامك، ولا تصلحُ لشيءٍ سوى التَسَوّلِ والكذب! وإن تكرّمتَ وتنازلتَ وقبلتَ بعمل، فلا بد أن تعملَ في مكتبٍ أو مع جوقةٍ روسية، أو أن تكون مشرِفَ بلياردو، حيث سيكونُ لك راتبٌ دون أن يكون عليك أن تفعل شيئًا! ولكن ما رأيك أن تقوم بعملٍ يدوي؟ أنا على يقينٍ أنك لن تقبل أن تكون بوّابًا في منزلٍ أو عاملًا في مصنع! أنت أرقى من ذلك!"
    ما هذه الأشياء التي تقولها، حقًا..." قال الشحاذ وابتسم ابتسامة مريرة. "كيف لي أن أجد عملًا يدويًا؟ لقد فات الوقت لأكون صاحبَ دكّان. ففي التجارة يجب أن يبدأ المرء من مهنة صبي؛ لا أحد يقبل بي بوّابًا في منزل لأنني لست من تلك الفئة... ولم أستطع أن أجدَ عملًا في مصنع؛ يجب على المرء أن يتقن صنعةً، وأنا لا أعرف شيئًا".
    "هراء! دائمًا تجد لنفسك مبررًا! ألا ترغب في تقطيع الخشب؟"
    "لن أرفض ذلك، لكنّ العاملين في تقطيع الأخشاب عاطلون عن العمل الآن."
    "آوه، العاطلون عن العمل جميعًا يجادلون بهذه الطريقة! بمجرد أن يُعرضَ عليك أيُّ شيء ترفضه. هل تقبلُ أن تعمل عندي في تقطيع الخشب؟"
    "بالتأكيد أقبل..."
    قال سكفَرتسوف بعصبيةٍ متسرّعة: "جيد جدًا، سوف نرى... ممتاز. سنرى!" فرك يديه وهو يشعر بفرحةٍ ماكرة، واستدعى طاهيته من المطبخ.
    قال لها: "إليكِ يا أولغا، اصطحبي هذا الرجل إلى السقيفة ودعيه يُقَطِّعْ بعض الخشب".
    هزَّ الشحاذ كتفيه كما لو كان مشدوهًا، ولحقَ بالطاهية مترددًا. كان واضحًا من سلوكه أنه وافق على الذهابِ وتقطيعِ الخشب، ليس لأنه جائعٌ ويريد أن يكسب المال، ولكن ببساطة بدافع الخجل والشعور بالخزي، لأنهم وثقوا بكلمته. كان جَلِيًّا أيضًا أنه يعاني من آثار الفودكا، وأنه ليس على ما يرام، ولم يكن لديه أدنى شعورٍ بالرغبة في العمل.
    سارع سكفَرتسوف إلى غرفة الطعام. وهناك من النافذة التي تطلُّ على الفناء كان يرى سقيفةَ الأخشاب وكلَّ ما يحدث في الفناء. وقف سكفَرتسوف عند النافذة، حيث رأى الطاهيةَ والشحاذ يأتيان من الممر الخلفي إلى الفناء ويعبران الثلجَ الموحلَ وصولًا إلى سقيفة الأخشاب. ألقت أولغا نظرةً فاحصةً على رفيقها وهي غاضبة، وفتحت سقيفةَ الأخشاب بكوعها وطرقت الباب بغضب.
    قال سكفَرتسوف في نفسه: "لقد قاطعنا المرأةَ وهي تشرب قهوتَها على الأغلب. يا لها من مخلوقةٍ عصبية المزاج!"
    ثم رأى المُعلمَ الزائفَ والطالبَ الزائفَ يجلس على كتلةٍ خشبية، ثم يميل بخديه الأحمرين على قبضتيه ويستغرق في التفكير. ألقت الطاهيةُ بفأسٍ عند قدميه، وبصقتْ على الأرض بغضب، ومن تعبير شفتيها، بدا أنها قد أخذت تشتمه. جذب الشحاذ نحوه جذعًا خشبيًا بتردد ووضعه بين قدميه، ومرّر الفأس عليه بصورة معاكسة. سقط الجذع أرضًا. جذبه الشحاذ نحوه، ونفخ في يديه المتجمدتين، ثم سحب الفأس مرة أخرى بحذر كما لو كان خائفًا من أن تصطدم به أو تقطع أصابعَه. سقط الجذع مرة أخرى.
    كان غضب سكفَرتسوف قد تلاشى في تلك اللحظة، فشعر بالضيق والخجل من فكرة أنه أجبر رجلاً اتكاليًا مخمورًا وربما مريضًا على القيام بعمل قاسٍ وشاقٍّ في البرد.
    قال في نفسه وهي ينتقل من غرفة الطعام إلى مكتبه: "لا يهمّ، فليكملْ عمله. إنّي أفعل ذلك من أجل مصلحته!"
    أطلّت أولغا بعد ساعة وأعلنت أنه قد تم تقطيعُ الخشب.
    قال سكفَرتسوف: "إليكِ، أعطيه نصف روبل، وإن كان يرغب فليأتِ ويُقَطع الخشب في الأول من كل شهر .... سيتوفر له العمل دائمًا."
    في اليوم الأول من الشهر ظهر الشحاذ، ومرة أخرى كسب نصف روبل، رغم أنه لم يكن يقوى على الوقوف. من ذلك الحين فصاعدًا، كان يحضر كثيرًا، وكان العمل متوفرًا له دائمًا: أحيانًا كان يجمعُ الثلج في أكوام أو ينظفُ السقيفة، وأحيانًا أخرى كان ينفضُ السجّادَ والمراتب. كان يحصل دائمًا على ثلاثين إلى أربعين كوبيك مقابل عمله. وذات مرة أرسلوا له بنطالًا قديمًا.
    وعندما انتقل سكفَرتسوف من منزله، طلب منه أن يساعدَ في تعبئة ونقل الأثاث. وفي هذه المناسبة كان الشحاذ صاحيًا ومتجهمًا وصامتًا. لم يلمس الأثاث إلا لمامًا، ومشى مُطَأطئ الرأس خلف عربات الأثاث، ولم يحاول حتى أن يبدو مشغولاً؛ كان يرتعش من البرد، وقد استحوذ عليه الارتباك عندما ضحك الرجال المرافقون للشاحنات من كسله وضعفه ومعطفه الممزق الذي كان ذات يوم لرجل نبيل. وبعد الانتقال أرسل سكفَرتسوف في طلبه.
    قال وهو يعطيه روبلًا: "أرى أن كلامي كان له أثرٌ عليك. هذا مقابل عملك. أرى أنك صاحٍ وغير راغب في العمل. ما اسمك؟"
    "لوشكوف".
    "يمكنني أن أعرض عليك عملاً أفضل، وليس شاقًّا يا لوشكوف. هل يمكنك الكتابة؟"
    "نعم سيدي."
    "إذًا اذهب بهذه المذكرة إلى زميلي غدًا وسيعطيك بعض ما تنسخه. اعملْ ولا تشربْ ولا تنسَ ما قلتُ لك. إلى اللقاء."
    كان سكفَرتسوف سعيدًا لأنه وضع رَجُلاً على طريق الاستقامة، وربّتَ على كتف لوشكوف بلطف، بلْ إنه صافحه عند فراقه.
    أخذ لوشكوف الرسالة وغادر، ومنذ ذلك الوقت لم يأتِ إلى الفناء الخلفي للعمل.
    مرت سنتان. وذات يومٍ بينما كان سكفَرتسوف يقف في مكتب التذاكر في المسرح، يدفع ثمن تذكرته، رأى بجانبه رجلاً ضئيلًا بياقةٍ من جلد الخراف وقبعةٍ رَثّة من جلد قطة. طلب الرجل من الكاتب بشيءٍ من الخجل تذكرةً لدخول العرض ودفع بضعةَ كوبيكاتٍ ثمنًا لها.
    "لوشكوف، أهذا أنت؟" سأل سكفَرتسوف، وقد عرف الرجلَ الصغيرَ قاطعَ الأخشابِ السابق. "ماذا تفعل؟ هل تسيرُ حياتُك على ما يرام؟"
    "الوضع جيد ... أنا الآن في مكتبِ كاتبِ عدل. أكسب 35 روبلًا."
    "الحمد لله، هذا رائع. أشعر بالفرح من أجلك. أنا في غاية السرور يا لوشكوف كما تعلم، بالنسبة لي أنت بمثابةِ ابنٍ على نحوٍ ما. كنت أنا من دفعك دفعًا إلى الطريق الصحيح. هل تذكر توبيخي الشديد لك. لقد كدتَ أن تغورَ في الأرض حينها. شكرًا لك، صديقي العزيز، لأنك تذكرتَ كلماتي".
    قال لوشكوف: "شكرًا لك أنت أيضًا". "لو لم آتِ إليك في ذلك اليوم، لربما بقيتُ أُسمّي نفسي مُعلمًا أو طالبًا. نعم، في بيتك جرى إنقاذي، وخرجت من الحفرة."
    "أنا في غاية السعادة."
    "أشكرك على كلماتك وأفعالك الطيبة. ما قلتَه في ذلك اليوم كان ممتازًا. أنا مُمتنٌ لك ولطاهيتك، بارك الله في تلك المرأة الطيبة النبيلة. ما قلتَه أنت في ذلك اليوم كان ممتازًا؛ أنا طبعًا مدينٌ لـك ما حييت، لكنَّ طاهيتك أولغا هي التي أنقذتني حقًا".
    "كيف كان ذلك؟
    "كان الأمر على هذا النحو. كنتُ آتي إليك لتقطيع الخشب وكانت هي تبدأُ هكذا: "آه، أيها السِّكير! أيها الرجل الذي تركه الله! ومع ذلك فإن الموت لا يأخذك"! ثم تجلس قبالتي وتروح تندب وتحدّق في وجهي وتنوح: "أيها الرجل سيءُ الحظّ! ليس لديك ما يُفرِحك في هذه الدنيا، وغدًا سوف تصطلي بنار جهنم، أيها السِكّير المسكين! أيها المخلوق المسكين البائس"! وكانت دائمًا تسترسلُ على هذا النحو، كما لا يخفى عليك. لا أستطيع أن أقولَ لك كم كانت تزعج نفسَها، وكم من الدموع ذرفت من اجلي. لكنّ أكثرَ ما أثّر فيَّ هو أنها كانت تُقَطِّع الأخشاب نيابةً عني! هل تعلم يا سيدي، لم أُقَطِّع لك جذعًا واحدًا– كانت هي تفعل كل شيء! كيف أنها هي التي أنقذتني، وكيف تغيّرْتُ وأنا أنظر إليها وتوقفت عن الشرب... لا أستطيع أن أُفسِّر ذلك. كلُّ ما أعرفه هو أن ما قالته والطريقة النبيلة التي تصرفت بها أحدثا تغييرًا في نفسي لن أنساه ما حييت. ها قد حان الوقت للصعود على أية حال، فسيقرعون الجرس الآن".
    انحنى لوشكوف ومضى إلى المعرض.


    --------------------------
    نبذة عن الكاتب
    يعتبر أنطون بافلوفيتش تشيخوف أحد كبار كُتّاب المسرح والقصة القصيرة في روسيا. ولد في تاغانروغ في جنوب روسيا على بحر آزوف في 17 يناير 1860، لأسرة فقيرة، وكان ترتيبه الثالث بين ستة أطفال. كان والده صاحب محل بقالة، أما جده فكان من الأقنان. لكنه اشترى حريته في عام 1841.
    التحق تشيخوف بالمدرسة الثانوية في تاغانروغ وفي عام 1879 التحق بكلية الطب في جامعة موسكو. وكان عليه أن يكسب المال ليتابع دراسته ويعيل أسرته. وقد استطاع أن يحقق دخلًا متواضعًا بكتابة القصص والطرائف في المجلات والصحف. وفيما بعدُ التقى بالكاتب ديمتري جريجوتوفيتش، الذي تنبّه إلى موهبته في الكتابة، فوقف إلى جانبه وساعده على تحسين جودة قصصه. ومن هنا بدأ نجم تشيخوف يسطع.
    بعد تخرجه في عام 1984، وممارسته لمهنة الطب، بدأت أولى أعراض الإصابة بمرض السل تظهر عليه. لكنه تابع الكتابة، وفي عام 1886 تولت إحدى دور النشر طباعةَ كتابٍ له بعنوان قصص موتلي. وقد حقق الكتاب شهرة واسعة، ومنذ ذلك الحين ازداد تركيزه على الكتابة على حساب ممارسته مهنةَ الطب.
    في عام 1988 ذهب تشيخوف إلى أوكرانيا، حيث مات شقيقه نيكولاي، وقد استوحى من تلك الزيارة روايته القصيرة "قصة كئيبة" (1989)، التي يتحدث فيها رجل عجوز عن حياته وهو في سكرات الموت، حيث يعتبرها عديمة القيمة. ثم سافر تشيخوف إلى يالطا في جزيرة القرم. وهناك التقى الروائي الروسي الشهير ليو تولستوي.
    في عام 1890 قام تشيخوف برحلة إلى سجن جزيرة سخالين الواقعة في الشرق الأقصى إلى الشمال من اليابان. وبعد عودته إلى روسيا، كرّس نفسَه لأعمال الإغاثة خلال مجاعة عام 1892. ولم يلبث أن اشترى عقارًا في ميليخوفو وانتقل إليه ليعيش هناك مع أسرته، حيث استقرت أوضاعه الماليه.
    كوّن تشيخوف صداقاتٍ مع الكثير من النساء الجميلات والموهوبات، لكنه لم يتقدم لخطبةِ أيٍّ منهن، إلى أن التقى الممثلةَ أولغا كنيبر، ووقع كلاهما في حب الآخر، واقترن بها في أيار/ مايو، 1901. لكنها بقيت في موسكو تعمل في التمثيل، بينما أقام هو في يالطا للنقاهة. وفي عام 1904 ساءت صحته كثيرًا وسافر إلى مدينة بادِنْ وايلر في ألمانيا. وفي 2 تموز/يوليو 1904 توفي في أحد فنادق بادِنْ وايلر. وتمّ نقل جثمانه إلى موسكو، حيث دفن هناك.
    كتب تشيخوف أكثر من 500 قصة قصيرة ورواية واحدة وسبع روايات قصيرة و 17 عملًا مسرحيًا. ). أما أعماله غير الأدبية فاقتصرت على عملين، أحدهما في أدب الرحلات، والثاني كتاب مذكرات. ومن أشهر أعماله:
    – "نورس البحر" (1895): مسرحية تدور حول كاتبٍ شابٍّ مكافحٍ وحبيبته وأمّهِ وممثلةٍ مشهورة والعلاقات التي تربط هؤلاء معًا.
    "العم فانيا" (1899): مسرحية عن أستاذ جامعي متقاعد وزوجتِه الثانية يأتيان للإقامة مع ابنته وزوجها في عِزبتهما الريفية، ما يفضي علاقات يشوبها التوتر والصراع.
    "السيدة صاحبة الكلب" (1899): قصة قصيرة عن علاقة بين شابٍ غير سعيد في حياته الزوجية وامرأةٍ متزوجة يلتقيها أثناء إجازته في مالطا.
    – "الشقيقات الثلاث" (1900): مسرحية عن حياة شقيقاتٍ ثلاثٍ يرغبن في العودة إلى منزلهن في موسكو.
    "بستان الكرز" (1903): مسرحية تدور حول عائلة أرستقراطية تواجه مشاكل مالية حادّة، ما يضطرها إلى بيع بستان الكرز الذي يعز عليها

    Enable GingerCannot connect to Ginger Check your internet connection
    or reload the browserDisable in this text fieldRephraseRephrase current sentenceEdit in Ginger×

    التعديل الأخير تم بواسطة نزار سرطاوي ; 04/03/2023 الساعة 06:19 PM

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نزار سرطاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: ترجمة "الشحاذ" - قصة قصيرة - أنطون تشيكوف


    The Beggar
    ِAnton Chekov


    "KIND sir, be so good as to notice a poor, hungry man. I have not tasted food for three days. I have not a five-kopeck piece for a night's lodging. I swear by God! For five years I was a village schoolmaster and lost my post through the intrigues of the Zemstvo. I was the victim of false witness. I have been out of a place for a year now."

    Skvortsov, a Petersburg lawyer, looked at the speaker's tattered dark blue overcoat, at his muddy, drunken eyes, at the red patches on his cheeks, and it seemed to him that he had seen the man before.

    "And now I am offered a post in the Kaluga province," the beggar continued, "but I have not the means for the journey there. Graciously help me! I am ashamed to ask, but . . . I am compelled by circumstances."

    Skvortsov looked at his goloshes, of which one was shallow like a shoe, while the other came high up the leg like a boot, and suddenly remembered.

    "Listen, the day before yesterday I met you in Sadovoy Street," he said, "and then you told me, not that you were a village schoolmaster, but that you were a student who had been expelled. Do you remember?"

    "N-o. No, that cannot be so!" the beggar muttered in confusion. "I am a village schoolmaster, and if you wish it I can show you documents to prove it."

    "That's enough lies! You called yourself a student, and even told me what you were expelled for. Do you remember?"

    Skvortsov flushed, and with a look of disgust on his face turned away from the ragged figure.

    "It's contemptible, sir!" he cried angrily. "It's a swindle! I'll hand you over to the police, damn you! You are poor and hungry, but that does not give you the right to lie so shamelessly!"

    The ragged figure took hold of the door-handle and, like a bird in a snare, looked round the hall desperately.

    "I . . . I am not lying," he muttered. "I can show documents."

    "Who can believe you?" Skvortsov went on, still indignant. "To exploit the sympathy of the public for village schoolmasters and students -- it's so low, so mean, so dirty! It's revolting!"

    Skvortsov flew into a rage and gave the beggar a merciless scolding. The ragged fellow's insolent lying aroused his disgust and aversion, was an offence against what he, Skvortsov, loved and prized in himself: kindliness, a feeling heart, sympathy for the unhappy. By his lying, by his treacherous assault upon compassion, the individual had, as it were, defiled the charity which he liked to give to the poor with no misgivings in his heart. The beggar at first defended himself, protested with oaths, then he sank into silence and hung his head, overcome with shame.

    "Sir!" he said, laying his hand on his heart, "I really was . . . lying! I am not a student and not a village schoolmaster. All that's mere invention! I used to be in the Russian choir, and I was turned out of it for drunkenness. But what can I do? Believe me, in God's name, I can't get on without lying -- when I tell the truth no one will give me anything. With the truth one may die of hunger and freeze without a night's lodging! What you say is true, I understand that, but . . . what am I to do?"

    "What are you to do? You ask what are you to do?" cried Skvortsov, going close up to him. "Work -- that's what you must do! You must work!"

    "Work. . . . I know that myself, but where can I get work?"

    "Nonsense. You are young, strong, and healthy, and could always find work if you wanted to. But you know you are lazy, pampered, drunken! You reek of vodka like a pothouse! You have become false and corrupt to the marrow of your bones and fit for nothing but begging and lying! If you do graciously condescend to take work, you must have a job in an office, in the Russian choir, or as a billiard-marker, where you will have a salary and have nothing to do! But how would you like to undertake manual labour? I'll be bound, you wouldn't be a house porter or a factory hand! You are too genteel for that!"

    "What things you say, really . . ." said the beggar, and he gave a bitter smile. "How can I get manual work? It's rather late for me to be a shopman, for in trade one has to begin from a boy; no one would take me as a house porter, because I am not of that class. . . . And I could not get work in a factory; one must know a trade, and I know nothing."

    "Nonsense! You always find some justification! Wouldn't you like to chop wood?"

    "I would not refuse to, but the regular woodchoppers are out of work now."

    "Oh, all idlers argue like that! As soon as you are offered anything you refuse it. Would you care to chop wood for me?"

    "Certainly I will. . ."

    "Very good, we shall see. . . . Excellent. We'll see!" Skvortsov, in nervous haste; and not without malignant pleasure, rubbing his hands, summoned his cook from the kitchen.

    "Here, Olga," he said to her, "take this gentleman to the shed and let him chop some wood."

    The beggar shrugged his shoulders as though puzzled, and irresolutely followed the cook. It was evident from his demeanour that he had consented to go and chop wood, not because he was hungry and wanted to earn money, but simply from shame and amour propre, because he had been taken at his word. It was clear, too, that he was suffering from the effects of vodka, that he was unwell, and felt not the faintest inclination to work.

    Skvortsov hurried into the dining-room. There from the window which looked out into the yard he could see the woodshed and everything that happened in the yard. Standing at the window, Skvortsov saw the cook and the beggar come by the back way into the yard and go through the muddy snow to the woodshed. Olga scrutinized her companion angrily, and jerking her elbow unlocked the woodshed and angrily banged the door open.

    "Most likely we interrupted the woman drinking her coffee," thought Skvortsov. "What a cross creature she is! "

    Then he saw the pseudo-schoolmaster and pseudo-student seat himself on a block of wood, and, leaning his red cheeks upon his fists, sink into thought. The cook flung an axe at his feet, spat angrily on the ground, and, judging by the expression of her lips, began abusing him. The beggar drew a log of wood towards him irresolutely, set it up between his feet, and diffidently drew the axe across it. The log toppled and fell over. The beggar drew it towards him, breathed on his frozen hands, and again drew the axe along it as cautiously as though he were afraid of its hitting his golosh or chopping off his fingers. The log fell over again.

    Skvortsov's wrath had passed off by now, he felt sore and ashamed at the thought that he had forced a pampered, drunken, and perhaps sick man to do hard, rough work in the cold.

    "Never mind, let him go on . . ." he thought, going from the dining-room into his study. "I am doing it for his good!"

    An hour later Olga appeared and announced that the wood had been chopped up.

    "Here, give him half a rouble," said Skvortsov. "If he likes, let him come and chop wood on the first of every month. . . . There will always be work for him."

    On the first of the month the beggar turned up and again earned half a rouble, though he could hardly stand. From that time forward he took to turning up frequently, and work was always found for him: sometimes he would sweep the snow into heaps, or clear up the shed, at another he used to beat the rugs and the mattresses. He always received thirty to forty kopecks for his work, and on one occasion an old pair of trousers was sent out to him.

    When he moved, Skvortsov engaged him to assist in packing and moving the furniture. On this occasion the beggar was sober, gloomy, and silent; he scarcely touched the furniture, walked with hanging head behind the furniture vans, and did not even try to appear busy; he merely shivered with the cold, and was overcome with confusion when the men with the vans laughed at his idleness, feebleness, and ragged coat that had once been a gentleman's. After the removal Skvortsov sent for him.

    "Well, I see my words have had an effect upon you," he said, giving him a rouble. "This is for your work. I see that you are sober and not disinclined to work. What is your name?"

    "Lushkov."

    "I can offer you better work, not so rough, Lushkov. Can you write?"

    "Yes, sir."

    "Then go with this note to-morrow to my colleague and he will give you some copying to do. Work, don't drink, and don't forget what I said to you. Good-bye."

    Skvortsov, pleased that he had put a man in the path of rectitude, patted Lushkov genially on the shoulder, and even shook hands with him at parting.

    Lushkov took the letter, departed, and from that time forward did not come to the back-yard for work.

    Two years passed. One day as Skvortsov was standing at the ticket-office of a theatre, paying for his ticket, he saw beside him a little man with a lambskin collar and a shabby cat's-skin cap. The man timidly asked the clerk for a gallery ticket and paid for it with kopecks.

    "Lushkov, is it you?" asked Skvortsov, recognizing in the little man his former woodchopper. "Well, what are you doing? Are you getting on all right?"

    "Pretty well. . . . I am in a notary's office now. I earn thirty-five roubles."

    "Well, thank God, that's capital. I rejoice for you. I am very, very glad, Lushkov. You know, in a way, you are my godson. It was I who shoved you into the right way. Do you remember what a scolding I gave you, eh? You almost sank through the floor that time. Well, thank you, my dear fellow, for remembering my words."

    "Thank you too," said Lushkov. "If I had not come to you that day, maybe I should be calling myself a schoolmaster or a student still. Yes, in your house I was saved, and climbed out of the pit."

    "I am very, very glad."

    "Thank you for your kind words and deeds. What you said that day was excellent. I am grateful to you and to your cook, God bless that kind, noble-hearted woman. What you said that day was excellent; I am indebted to you as long as I live, of course, but it was your cook, Olga, who really saved me."

    "How was that?"

    "Why, it was like this. I used to come to you to chop wood and she would begin: 'Ah, you drunkard! You God-forsaken man! And yet death does not take you!' and then she would sit opposite me, lamenting, looking into my face and wailing: 'You unlucky fellow! You have no gladness in this world, and in the next you will burn in hell, poor drunkard! You poor sorrowful creature!' and she always went on in that style, you know. How often she upset herself, and how many tears she shed over me I can't tell you. But what affected me most -- she chopped the wood for me! Do you know, sir, I never chopped a single log for you -- she did it all! How it was she saved me, how it was I changed, looking at her, and gave up drinking, I can't explain. I only know that what she said and the noble way she behaved brought about a change in my soul, and I shall never forget it. It's time to go up, though, they are just going to ring the bell."

    .Lushkov bowed and went off to the gallery
    Enable GingerCannot connect to Ginger Check your internet connection
    or reload the browserDisable in this text fieldRephraseRephrase current sentenceEdit in Ginger×

    التعديل الأخير تم بواسطة نزار سرطاوي ; 04/03/2023 الساعة 06:22 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •