يائير لابيد الذي لم يكمل دراسته الثانوية ومستقبل اسرائيل.

بلا شك ان ما يحدث في داخل اسرائيل "ما يسمى" هو صراع كاد يحتدم منذ الانطلاقة الاولى للمؤتمر الصهيوني الاول عندما اختلفوا على مسميات الدولة واتجاهاتها والعروض المكانيه لدولة ما يسمى بني اسرائيل و الذي استقر على فلسطين لما تحتفظ فيه هذه الارض من رواية يهودية لأجدادهم على حد قولهم هذا الصراع الدفين بين العلمانيين والتوراتيين والذي انطلق بعد المؤتمر الصهيوني الاول بالجمع بين التوجه العلماني الغربي و التوجه التوراتي الاصولي المتشدد وبالتالي اكتملت رواية المؤتمر الصهيوني الاول بجمع الاتجاهين .
مايحدث في اسرائيل الان هو تفجير لنقطة الخلاف الاصلية والاساسية هل اسرائيل دولة علمانية او دولة يهودية "توراتيه" يقودها المتشددين ، ان النمو المطرد للمتشددين الدينيين اصبح مقلقا للعلمانيين حتى لليمين المعتدل ومقلق لدول الغرب صانعة هذا الكيان حيث يمكن تحويل المنطقة الى صراع ديني متشدد لا يقتصر على الارض الفلسطينية المحتله بل سيمتد الى الدول المجاورة والعربية والاسلامية وقد تصل الى اوروبا ايضا و نشوء مجموعات متطرفه ذو اتجاهات ايديلوجية و مذهبية مختلفة مثل داعش والحركات الناشئة المتطرفة في داخل اسرائيل التي يقودها بن غفير ووزير المالية سمورتش و الكهنة الاخرين الذين يطالبون الان باستخدام العنف مع العلمانيين ، هذه هي الخطورة لا تقتصر كما تحدث لابيد ووزير الحرب الصهيوني تهديدا لما وصفه للامن القومي الاسرائيلي .
يلعب يائير لابيد دورا مهما في الحركة العلمانية الاسرائيلية بل يقودها والتي مازالت تتسع فعالياتها ونشاطاتها لتعم كل الارض الفلسطينية المحتله من اضرابات و مسيرات و استقالات تقريبا في كل مرافق ما يسمى الدولة و ظهور انقسام حاد في المجتمع الاسرائيلي وهو مجتمع مسلح يعيش على الحروب وعندما انتهت الحروب بالتطبيع بدأت تظهر التناقضات فيما يسمى المجتمع الاسرائيلي بين التوجه العلماني و التوجه التوراتي بالاضافة الى الثقافات المختلفة وان كان الجيل الرابع والخامس من قيادة اسرائيل قد ولد على الارض الفلسطينية المحتلة .
لم يكن القرار او مشروع القرار المزمع تقديمه من الائتلاف المتطرف الحاكم بتعديل قوانين القضاء هو مجرد كما يصفه البعض حماية لناتنياهو ووزير المالية من المساءلة وقضايا الفساد وهو تفكير سطحي لما يحدث في داخل اسرائيل بل على جوهر مستقبل ما يسمى دولة اسرائيل وهويتها هل هي يهودية توراتية ام علمانيه تقودها القوانين الطبيعية وليس المرجعيات التوراتيه هذه هي الحقيقة الصحيحة في حين ان اليمين المتطرف مازال يؤكد ولا يريد ان يضع لاسرائيل دستور بل قوانين حاكمة تسير المؤسسات المختلفة في الدولة الاسرائيلية في حين ان ظهور طبقة من العلمانيين و نخب من العلمانيين يقودها يائير لابيد يطالب بوضع دستور للبلاد وان وضع الدستور لابد من وجود الخريطة الجغرافية والسياسية لما يسمى الدولة الاسرائيلية و هنا الصراع الاخر يكمن في حين ان اليمين المتشدد يلغي التزامات اسرائيل بالاتفاقيات الموقعه مع الفلسطينيين والاعتراف بهم كشعب وتمثيل سياسي ووطني بل يسير قدما نحو الاستيطان والتهويد وتسيير امور المناطق المحتلة في الضفة الغربية بينما العلمانيين وماحدث من تجديد في افقهم السياسي يفضلوا وجود دولة فلسطينية "حل الدولتين" يفضل اليمين المتشدد الانفتاح على الدول العربية من خلال التطبيع وتطويع النظام العربي لقبول الوضع القائم لفلسطين كمشكلة داخلية اسرائيلية حيث وصف العلمانيين بقيادة لابيد بأن يجب ان يكون هناك وحدة اسرائيلية ولا يسمح لقوى الظلام بتمزيق الدولة اليهودية من الداخل و له رؤية و منظور في حل الدولتين حيث يصف ان الدولة الفلسطينية رفاهيه لدولة اسرائيل ويصف ان المعوقات في تحقيق الدولة الفلسطينية هي عوامل لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي .
من هو لابيد هو من مواليد تل ابيب عام 1963 العمر 59 تقلد منصب وزير مالية ووزير خارجية ورئيس وزراء سابقا مؤسس حزب "هناك مستقبل" يعتبر اعلامي و نجم تلفزيوني وصحفي مرموق يتمتع بالذكاء والدهاء عمل سابقا كمرافق مع المنتج السينمائي الاسرائيلي الامريكي ارنولد ميلشان في هوليود وفهم جيدا السياسة الامريكية ودورها الاعلامي ويصف نفسه عندما يسأل بعدم تكملة دراسته بأن الانسان يجب ان يعلم نفسه بنفسه ، لابيد متزوج وله ثلاثة ابناء .
والسؤال هنا هل سيقف دور المعارضة الاسرائيلية بقيادة لابيد بمجرد تراجع حكومة ناتنياهو عن تمرير الاصلاحات في القضاء وهل سيتراجع بن غفير عن التصعيد ويتمركز في القدس بالمستوطنين المتشددين وتقسم الارض الفلسطينية المحتلة جغرافيا بين المتشددين والعلمانيين ام ستستمر المعارضة في نشاطاتها كما اوضح وصرح لابيد بأننا يجب ان لا نتوقف الى ان يوضع دستور للبللاد و هنا تبرز القضية المركزية عن خريطة دولة اسرائيل وهل ستضم الضفة الغربية ام لا ومستقبل الدولة الفلسطينية و مستقبل الشعار القائل حدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات .

بقلم سميح خلف