تاريخ الأتراك في سطور

د. نظام الدين إبراهيم أوغلو
باحث أكاديمي تركماني ـ تركيا

المعلومات والحوادث العامّة عن تاريخ الأتراك:

أصل الأتراك يرجع إلى أحد أولاد النبي نوح (ع) الثلاثة وهم يافَث وهو أكبرهم وسام وحام والرابع هو كنعان الذي غرق في البحر، والأتراك من يافَث، إلاّ أن الأثار القديمة عندهم قليلة بسبب كونهم أقوام أو قبائل رحّل، وأكثر المعلومات المتعلقة بتاريخ الأتراك من كتابات السومريين. أن السومريون كما نعلم كونوا إمبراطوريتهم في الأراضي العراقية، أي أن الأتراك القدماء حضارتهم كانت في وادي الرافدين. وأوّل من ترجم هذه المعلومات هم المستشرقين الألمان والروس والصين إلى لغتهم. وأصل موطن الأتراك من أسيا الوسطى بين الهند والصين وسيبريا، وبين بحر أرال وجبال الألطاي، ثمّ نزحوا إلى بلاد الأناضول والدّول الإسلامية والدّول الأوروبية. وفروعهم ثلاثة منها الأويغور (كوك تُرك) وهم الأتراك الأصليون الذين يعيشون في أرض تركمانستان المحتلة من قبل الصين، والكرلوك، والأغوز، من عام 745 إلى عام 840م عاشوا مع بعضهم. وقبيلة الأغز ينقسم إلى قسمين: أُوج أُوقلر وبوز أُوقلر وكل منهم يتوزع إلى 12 فخذ.
وقد عُرف تاريخ الأتراك هنا قبل تاريخ الأويغوريين من بعض الأثار القديمة، من قواتهم الفاتح أتيلا ملك هون في عام 432م.
ونرى أن الجنود الأتراك قد خدموا في الجيوش الساسانية والسّامانية والفارسية من عام 488 إلى عام 541م. وحتى أنهم في عصر الرسول اشتركوا في بناء الحضارة الاسلامية، يقول المؤرخ التركي حسين ألكول أن الأتراك اشتركوا في بناء الحضارة الاسلامية في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام. أن موضوع عساكر التركمان قد وردت في كتب السير في غزوة الخندق. وذكر أن الرسول عندما خرج ليفتش خيم عساكره فمر بخيمة الأتراك، وعندما رجع إلى خيمته فسأله الصحابة من أين جئت يا رسول الله؟ قال جئت من خيم الأتراك[1]. وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان حدثني عمارة بن غزية قال سمعت محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف في قبة تركية على سدتها قطعة حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس[2]. ونتعلم من ذلك أن الأتراك أسلموا وقاتلوا بجانب المسلمين في غزوات الرسول ﷺ وإن كان بأعداد قليلة. ثم بدأ الأتراك بتحسين علاقتهم مع المسلمين وخاصة بعد فتح إيران من قبل الخليفة عمر بن الخطاب فدخلوا الإسلام مجموعات كبيرة. وبعد تولي القائد عبيد الله بن زياد واليا على العراق وخراسان والبصرة، لقد استدعى بعضاً من أوائل الأتراك دخولاً في الإسلام وأسكنهم العراق في عام 675 م. وبعدها أرسل الحجاج عام 705 القائد قتيبة بن مسلم أحد أشهر القادة في ذلك العصر إلى منطقة خراسان. وبعد فترة وجيزة تمكن المسلمون من السيطرة على منطقة ما وراء النهر. تمكن الأتراك من كبح زحف الجيوش العربية. إلا أن هذه الحروب كانت سبباً في تعرف الأتراك على الإسلام وفي عام 751 بالقرب من ضفاف نهر "طالاس" الموجود حالياً في قيرغيزستان حارب الأتراك إلى جوار المسلمين في الحرب التي اندلعت بينهم وبين الصين. ويعد ذلك التاريخ نقطة تحول هامة في تاريخ الأتراك. بدأ الإسلام الانتشار سريعاً بعد تلك المعركة، وبمرور الوقت اختار كل الأتراك تقريباً اعتناق الإسلام [3]. وكما هو معروف لدى أكثر المؤرخين أنه تصل تاريخ الأتراك إلى الحضارة السومرية، هناك مصادر كثيرة يدل على ذلك. وبشكل عام يعود تاريخ وجود التركمان في العراق إلى القرن الـ 7 الميلادي في عصر الأمويين وقد جنّدوا فرسان الترك المسلمين لفتح البصرة في العراق. وبعد فتحها، استقر هناك بعض جنود الأتراك وتزاوجوا مع العامة، وكذلك هاجروا إلى بغداد لأهميته التجارية في ذلك الزمن. وبعد صعود العباسيين إلى الخلافة في قرن الـ 8 الميلادي، جُنِّد كثير من فرسان أوغوز التركية في صفوف جيش المسلمين بالعراق، مما أدى إلى استقرار الأتراك أكثر في مناطق شتى بعد الفتوحات الذي ساهموا بشكل كبير فيه. ثم نرى هجرة كبيرة للأتراك إلى العراق عام 1055، عندما كُلِّف السلجوقيون من قبل الخليفة العباسي (القائم بأمر الله) لفتح بغداد. استطاع طغرل بيك فارس السلجوق وقائدهم ـ تحرير بغداد باستخدام جنود الأتراك الذين سكنوا مناطق عراقية شتى على طول طريقهم نحو بغداد، وخصوصًا تلعفر، ومندلي، وأربيل، وكركوك.

الأتراك أسّسوا 17 إمبراطورية مع دول عديدة:

دول الاتراك المسلمين: دولتان إسلاميتان كبيرتان وهما الدولة السلجوقية والإمبراطورية العثمانية، وثلاث دول إسلامية صغيرة وهي " قره خانلار (الخاقانية، الإلهانية) وملكهم صدّوق بغرى خان Satuk Buğra Han. وغازناللار (الغزنويون) وملكهم محمود. وهارزام شاهلار (الخوارزم شاه) ويعني البحر وقد أطلق عليه العرب بخر خوارزم والروس بحر الازرق والاتراك بُحيرة أُرال، لقد أغتيل أخر ملكهم جلال الدين منكو بيرني عام 1231م، وكان والده قطب الدين محمد بن أنوش تكين الصوفي النحوي. ثم نزحوا إلى دول قارة أسيا وأفريقيا وأوروبا وفتحوا دولاً كثيرة. وسأذكر الدول التي شكلها وحكمها الأتراك: إمارة الزنكنة: لقد شكلها أتراك الأتابكة والأرتقيون والنكنة (وهم من السلجوقيين ومؤسسه نور الدين الزنكني)، عاشوا في العراق وسكنوا في موصل. أما في اربيل تشكلت إمارة الأتابكة ومؤسسه مظفرالدين كوكبوري باشا (وهو أيضًا سلجوقي)، وإمارة بني زين الدين كوجك ودولة الجلائرون (وهم من المغول). وفي مدينة كركوك واسمه القديم (كرخيني) مع مناطق جبل حمرين، شكلوا الإمارة الإيواقية أو الإيوانية (وهم من العثمانيين)، وإمارة بني قبجاق، والأرتقيون بالإضافة إلى دولتهم في أذربيجان، والإيلخانيون والتيموريون (وهم من المغول) بالإضافة إلى العراق شكلوا دولتهم في الشام. وفي مصر دولة الطلونيين والأخشيديون مع سلالة محمد علي باشا. وفي الشام دولة الأتابكة. وبعد سقوط الدولة العثمانية، بقيت الشعوب التركية تعيش كمواطنين في إيران وأفغانسان وفلسطين وبلغاريا ويونان والصين ويوغسلافية وبوسنة هرسك وأمريكا، وفي السنوات الأخيرة في كافة دول أوروبا، عدا الجمهوريات التركية "أوزبكستان وقازاقستان وقيرغزيا وتركمانستان وآذربيجان". وهناك أتراك مستتركة من الجراكسة (الشركس) وغيرهم عاشوا في مصر والأردن واليمن.
الأتراك الغير المسلمة: الهون الكبيرة ـ هون الغرب ـ هون أوروبا ـ الهون الأبيض ـ كوك تركلار ـ أفار ـ حضر ـ أويغور ـ التون أوردو ـ بيوك تيمور (تيمور الكبير) ـ بابور[4]. وأكثرهم عاشوا أسيا الوسطى والصغرى من روسيا وصين وهنكاريا وبلغارية وغير ذلك، تفرّقوا عن المسلمين الأتراك، لأسباب دينية أوسياسية. لذا فلن يبقى أي إرتباط أو علاقة بينهما، إلاّ في تاريخهم المشترك في بطون الكتب.

الإمبراطوريتان التركيتان المسلمتان:

1ـ الدّولة السّلجوقيّة: سلسلة حكام سلاطين السلجوقيين:
القادر بالله: أبوهم الأول، حكم 41 سنة، ثم جاء ابنه القائم بأمر الله "أبو جعفر عبد الله"، ويعتبر حكمه بداية الدّولة السلجوقية ثمّ جاء ابنه سلجوق (يبغو) أسلم مع قبيلته وترك أولاده أرسلان وميكائيل وموسى ثمّ جاء السلطان طغرل بك السلجوقي: حكموا من 1027م ـ 1516م، مجموع سنوات الحكم 489 سنة. أسسوا دول متفرقة، بل كانت على شكل دويلات منها:
1ـ السلاجقة العظام: رئيسهم طغرل بك بن ميكائيل، ثمّ جاء بعده ملشكاه. 429 ـ 552 هـ.
2ـ سلاجقة كرمان: رئيسهم قاورد قرة أرسلان بك بن شغرى بك بن هولاكو. 433 ـ583.
3ـ سلاجقة الشام: تحت طاعة ألب أرسلان، فانتقلت جماعة السّلاجقة التركمان إلى فلسطين يقودها أتسز بن أبق، فاستولى عليها وعلى دمشق والشام أيضًا، 487 ـ 511 هجري.
4ـ سلاجقة بلاد الروم (أسيا الصغرى): مؤسسها سليمان بن أرسلان، أنشأ إمارة سلجوقية في قونيا، وهو يحاول اقتطاع جزء من أراضي الدولة العثمانية.
5ـ سلاجقة العراق: من 1118 ـ 1194م، بدأ من محمود بن محمد ثم جاء داوود ثم طغرل الأول بن محمد ثم مسعود بن محمود ثم محمد بن محمود ثم سليمان شاه بن محمد ثم أرسلان شاه بن طغرل، وأخيرًا طغرل الثاني بن أرسلان شاه.
6ـ انتقلت دولة السلاجقة إلى مملكة الأتابكة: أتابك أو آتا بيك بمعنى الأب الأمير، وأصبح تحت ملكها (الدولة الزّنكية ـ البكتيجينية ـ الأرتقية ـ دولة الشاهات ـ أتابكة أذربيجان ـ السلغرية ـ الهزارسية ـ الخوارزمية ـ القطلغبة).

تاريخ الحكم
الحاكم

1063-1037
ركن الدين (طغرل بك بن سلجوق)

1
1072-1063
عضد الدولة (ألب أرسلان)

2
1092-1072
معز الدين جلال الدولة (ملك شاه الأول)

3
1094-1092
ناصر الدنيا والدين (محمود الأول)
4
1094-1092
تتش بن ألب أرسلان

5
1099-1094
ركن الدين (بركياروق)

6
1104-1099
مغيث الدنيا والدين (محمد)
7
1105-1104
جلال الدين (ملك شاه الثاني بن بركياروق)
8
1118-1105
مغيث الدنيا والدين (محمد)
9
1131-1118
مغيث الدنيا والدين (محمود الثاني بن محمد بن ملك شاه)
10
1153-1118
معز الدنیا والدین عضد الدولة (أحمد سنجر)
11
1132-1131
غیاث الدنیا والدین (داود بن محمود)
11
1134-1132
غیاث الدنیا والدین (طغرل الثاني)
12
1152-1134
غیاث الدنیا والدین (مسعود بن محمد بن ملك شاه)
13
1192–1194
ثم ملك شاه الثالث – محمد شاه – سليمان شاه – أرسلان شاه – طغرل الثالث – قزل أرسلان + طغرل الثالث




2ـ الدّولة العُثمانيّة: سلسلة حكام سلاطين العثمانيين:
لقد اتخذت الدولة العثمانية مدينة يني شهر العاصمة الأولى لهم ثمّ مدينة بورصة العاصمة الثانية ومدينة أدرنة العاصمة الثالثة وأخيرًا إسطنبول العاصمة النهائية لهم. وأسسوا الدولة عام 1281م. وتسلموا الحكم من السلجوقيين في هذه الأراضي عام 1299م.
لقد استلمت الدولة العثمانية الخلافة من الدولة العباسية بشكل رسمي عام 1517م، وقد استلم السلطان ياووز سليم خان الاول، من الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث (محمد بن يعقوب بن عبد العزيز) وبحضور مجلس القضاة بقلعة صلاح الدين الأيوبي وبايعه قضاة المذاهب الأربعة وعامة الناس.
وحكموا ثلث العالم الى عام 1924م. كأمبراطورية عثمانية وخليفة المسلمين أكثر من ستة قرون.وقال بعض المؤرخين عنهم أنهم ابتدعوا سنوات عديدة في حكمهم فتاوي عن قتل كل من لايطع أمر السلطان ويقف ضده، وهذا يحتاج إلى دليل ، ولكننا نعلم أنه يجوز قتل أحد الخليفتين إذا طالبوا بالحكم، قال النبي ﷺ (إذا كان في الأرضِ خليفتانِ فاقتلوا آخرَهُمَا)[5]. ولكن قيل أنهم بالغوا في القتل وبدأوا بقتل أولاد إخوانهم وهم صغار خَوفًا أو ظناً منهم أنهم عند الكبر قد يثورون ويعصون الخلافة. وهناك من لا يقبل هذا القول.

الدّولة العُثمانية وعظمة خلافتها:
1ـ السلطان الغازي عُثمان بن أرطغرل بن شاه سليمان بن قايا ألب. مؤسس الدولة العثمانية. مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1300 إلى 1324. إنه قائد جليل ومتقي، وأحفاده إلى السلطان السليمان القانوني كانوا يلتزمون بطريق والدهم.
2ـ السلطان الغازي أورخان بن عثمان. مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1324 حتى 1360م.
3ـ السلطان مراد خان الأول. مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1360م حتى 1389م.
4ـ السلطان بايزيد يلدرم (الصاعقة). مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1389م حتى 1402.
وبعدها جاءت فترة الركود في الحكم إعتبارًا من تاريخ 1402 إلى 1413، بسبب الخلافات بين أبناء بايزيد يلدرم، فتولى الحكم محمد جلبي ثم سليمان جلبي وبعده موسى جلبي وأخيرًا مصطفى جلبي.
5ـ السلطان محمد الأول (الجلبي). مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1413 حتى 1421م.
6ـ السلطان مُراد الثاني. مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1421م حتى 1444م.
7ـ السلطان محمد الثاني (الفاتح). فاتح مدينة إسطنبول. وصلت الدولة العثمانية الى عظمتها. تولى الحكم من 1444م حتى 1481م.
8ـ السلطان بايزيد الثاني (الصوفي). مدفون في بورصة. تولى الحكم من 1481م حتى 1512م.
9ـ السلطان ياووز سليم الأول. تولى الحكم من 1512م حتى 1520م. ولقب السلطان سليم الأول بالقاطع أو الشجاع. وكذلك حمل لقب أمير المؤمنين وخادم الحرمين.
10ـ السلطان سليمان القانوني بن سليم الأول. اشتهر باصلاحات وتنظيم قوانين كثيرة. تولى الحكم من 1520م حتى 1566م.

الدّولة العُثمانيّة وعصر الضعف والتراجع وهم كالأتي:
وقد خرج من بينهم سلاطين لا يهتمون بالإسلام، كما ظهرت خلفاء ضعاف أحيانًا في الدولتين الاموية والعباسية.
11ـ السلطان سليم الثاني. تولى الحكم من 1566م حتى 1574م."اشتهر بالسكر، حتى أنه أخذ الخمر من عند عساكره".
12ـ السلطان مراد خان الثاني. تولى الحكم من 1574م ـ 1595م."اشتهر بالسكر، وأنه أراد منع شرب الخمر فثار الإنكشارية عليه فسمح لهم بشربها ولكن خارج المعسكر".
13ـ السلطان محمد الثالث. تولى الحكم من 1595م حتى 1603م.
14ـ السلطان أحمد الأول. تولى الحكم من 1603م حتى 1617م.
15ـ السلطان مصطفى الأول. تولى الحكم من 1617م حتى 1618م. ثم جاء مرة ثانية الى الحكم من عام 1622 حتى 1623م أي بعد السلطان عثمان الثاني.
16ـ السلطان عثمان الثاني ابن احمد. تولى الحكم من 1618م حتى 1622م.
17ـ السلطان مراد الرابع ابن احمد. تولى الحكم من 1623م حتى 1640م.
18ـ السلطان إبراهيم الأول ابن احمد. تولى الحكم من 1640م حتى 1648م. لقب بفاتح جزيرة كريت.
19ـ السلطان محمد الرابع ابن إبراهيم. تولى الحكم من 1648م حتى 1687م.
20ـ السلطان سُليمان الثاني ابن إبراهيم. تولى الحكم من 1687م حتى 1691م.
21ـ السلطان أحمد الثاني ابن إبراهيم. تولى الحكم من 1691م حتى 1695م. بنى الجامع الكبير في إسطنبول المشهور باسم جامع السلطان أحمد.
22ـ السلطان مصطفى الثاني ابن محمد الرابع. تولى الحكم من 1695م حتى 1703م.
23ـ السلطان أحمد الثالث ابن محمد الرابع. تولى الحكم من 1703م حتى 1730م.
24ـ السلطان محمود الأول ابن مصطفى الثاني. تولى الحكم من 1730م حتى 1754م.
25ـ السلطان عثمان الثالث ابن مصطفى الثاني. تولى الحكم من 1754م حتى 1757م.
26ـ السلطان مصطفى الثالث ابن احمد الثالث. تولى الحكم من 1757م حتى 1774م.
27ـ السلطان عبد الحميد الأول ابن احمد الثالث. تولى الحكم من 1774م حتى 1789م.
28ـ السلطان سليم الثالث ابن مصطفى الثالث. تولى الحكم من 1789م حتى 1807م. "إتفق مع اليهود، وأصبح يعمل لصالحهم، بسبب كون والدته من الجواري".
29ـ السلطان مصطفى الرابع ابن عبدالحميد الاول. تولى الحكم من 1807م حتى 1808م.
30ـ السلطان محمود الثاني ابن عبدالحميد الاول. تولى الحكم من 1808م حتى 1839م.
31ـ السلطان عبد المجيد ابن محمود الثاني. تولى الحكم من 1839م حتى 1861م.
32ـ السلطان عبد العزيز ابن محمود الثاني. تولى الحكم من 1861م حتى 1876م.
33ـ السلطان مراد الخامس. تولى الحكم من 1876م، لقد بقي في الحكم ثلاثة أشهرتقريبًا.
34ـ السلطان عبد الحميد الثاني. تولى الحكم من 1876م حتى 1909م. أي حكم 33 سنة. السلطان المؤمن العادل، الذي رفض الاتفاق مع اليهود، بالرّغم من الديون الكثيرة على الدولة العثمانية، لخروجه من الحروب، عرض اليهود عليه أموالاً طائلة، لأجل مسح ديونه، واستقرار حكومته، مقابل بلد في فلسطين، لكنه لم يتنازل بشبر من أرض فلسطين، وردّ عليهم الأرض ليس لملكي، والأرض الذي أخذت بالدم تردّ بالدم. فتآمر عليه اليهود، وخلع من السلطنة العثمانية عام 1909م. وقد سيطرت جمعية الإتحاد والتركي على الخلافة العثمانية بشكل غير مباشر. وبعدها بدأوا يرشحون السلاطين كيفما يشاءون.
35ـ السلطان محمد رشاد (الخامس) ابن عبدالمجيد. تولى الحكم من 1909م حتى 1918م. كان حليمًا مشفقًا للفقراء.
36ـ السلطان محمد وحيد الدين خان (المعروف بمحمد السادس) ابن عبدالمجيد. تولى الحكم من 1918م ـ 1922م. تنازل عن العرش. مدفون في الشام. خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى منهكة القوى وتعرضت لخطر هجوم الانجليز وغيرها من الدول الغربية ووقعت على معاهدة سيفر.
37ـ السلطان عبد المجيد ابن عبدالعزيز. خُلع من العرش من قبل جمعية الاتحاد والترقي وبيد مصطفى كمال باشا عام 1922م ـ 1924م. وسقطت بعدها الدولة العثمانية بشكل رسمي. فأضطر الى مغادرة تركيا.

الأسباب الرئيسية لسقوط الدّولة العُثمانية:

أكبر سبب 1ـ هو إثارة الفتن والعداوة والتفرقة بين صفوف المسلمين، 2ـ وظهور جمعية الاتحاد والترقي الماسوني وادعائهم أنهم أتراك فقتلوا وظلموا الترك والعرب وغيرهم. ومحاربة دونمة اليهود في الداخل (أي اليهود ادعوا أنهم مسلمون)، وظهور ثورات عربية في الخليج وقد خدعهم لورنس العرب ووعد شيوخ العرب بوعود كاذبة من بينهم الشّريف حُسين بن علي، ووافق على اتفاقية سايكس بيكو في عام 1916. 4ـ وظهور الثورة العرابية في مصر والتي قادها أحمد عرابي في فترة 1879 ـ 1882 ضد العثمانيين (الخديوي توفيق)، والتدخل الاجنبي. بالاضافة إلى الحروب الخارجية للدولة العثمانية ضد الدول الغربية. فبقيت الدولة العثمانية مكتوفة الايدي امام افتراءات وأكاذيب الدول الغربية وساندتهم قسم من الشعب التركي والعربي وغيرهم. والتاريخ يعيد نفسه، وهؤلاء الأعداء والمنافقون قد إفتروا على الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية قبل ذلك.

ومن الأسباب الأخرى لسقوط الدّولة العُثمانية:

1ـ زواج السلاطين من الجواري والأجنبيات.
2ـ تعدد الزوجات والمحظيات اللواتي كان الأجانب والحكام يقدّموهن هدية للسلطان كأنهن السّلع.
3ـ تفكك روابط الأسرة السلطانية بسبب كثرة النساء.
4ـ تدخل نساء القصر بالسياسة وشفاعتهن لدى أزواجهن السلاطين برفع الخدم إلى منصب الوزارة أو إيصال المتزلفين إلى مراتب أهل الحل والعقد. مع بقاء أولياء العهد، مسجونين في دور الحريم فلا يرون من الدنيا شيئًا ولا مظالم ومشاكل الشعب، فسيطر عليهم فئة تتحكم بهم.
5ـ احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم، بسبب إتكالهم على وزراء جهال.
6ـ إدخال الدّين في السياسة وفي كل صغيرة وكبيرة، والسير بعكس ما أمر به الله تعالى.
7ـ تبذير الملوك من أموال الدولة، حتى وصلت إلى ثلث واردات الدولة.
8ـ خيانة الوزراء والباشوات (الولاة). حتى أنه تعين الكثير من الأجانب المسيحيين واليهود في هذه المناصب ولأجل الوصول إلى أعلى المراتب دخلوا في خدمة السلطان. فتظاهروا بالإسلام لآمال سياسية.
9ـ غرق السلاطين والأمراء في الترف والملذات.
10ـ الحروب الصليبية شنت من جديد على الدولة العثمانية. والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى يوم إنهيارها.
11ـ الامتيازات التي كانت تمنح للأجانب اعتباطًا بسخاء وكرم لا مبرر لها بل كانت تمثل التفريط بحق الوطن.
12ـ الغرور الذي أصاب بعض السلاطين. في الأونة الأخيرة وقد فتحت لهم الأرض أبوابها يلجأون كما يشاؤون[6].

وهناك الأسباب الفرعية لسقوط الدّولة العُثمانية:

1ـ اكتشاف الدول الغربية بديلاً للموارد المستوردة من دول الشرق فزرعوا القطن والأفيون مثلهم وحتى استعملوها في الطب وصناعة المطاط. ثم كشفوا المعادن والنفط في بلدهم وفي الدول الأسيوية والأفريقية، والتي سيطروا عليها، عن طريق الحروب والغزوات. ثمّ أحدثوا الثورة الصناعية العالمية. فأصبحوا أغنياء وسيطروا على أكثر اقتصاد العالم.
2ـ افتتاح الدول الغربية جامعات كثيرة، بديلاً عن الجامعات الإسلامية، فاستخدموا أساتذة ومصادر الدول الاسلامية في تعليم ابناءهم. وخاصة استوردوا علماء من جامعة الأندلس الاسلامية. ثمّ بداؤا يغزون المسلمين بثقافتهم وعلومهم، بعد تطويرها.
3ـ اكتشاف الدول الغربية وسائل النقل الجديدة وغيّروا الطرق التجارية الإسلامية القديمة والمهمة التي كانت الشرايين في تغذية تجارتهم. فغيّروها بطرق جديدة مبلطة أو بنقل بري سريع من قطار وسيارات، وبطريق بحري بعد فتح موانىء حديثة مع إستعمال السفن الشراعية الكبيرة والسريعة، وبعد اختراع الطائرات سهلت تجارة البضائع ونقلها عن طريق طائرات الشحن الكبيرة. وأخيرًا كشفوا الأيدي العاملة الرخيصة من الدول الأفريقية. وهكذا بداؤا هم يصدرون لهم بدلاً من أن يستوردوا منهم.
4ـ فتح البنوك الربوية في أمريكا وأوروبا، من قبل اليهود أولاً ثم تبعهم الناس ،فشجعوا الناس على الكسل والبطالة ، ونظامهم بأن يأخذوا من الأغنياء أموالاً طائلة مقابل ربح زهيد، ثم يعطون للفقراء من المحتاجين والمضطرين بأضعاف من الرّبا. وهكذا استطاعوا من السيطرة على الموارد المالية العالمية، دون لحوق المسلمين إليهم.
5ـ ظهور علماء ومشايخ انتهازيين وضعفاء النفسية كما كان عند السلاطين والولاة في نهاية سقوط الدولة العثمانية، وذلك بإصدارهم فتاوي توافق هوى السلطان فحللوا قتل العلماء الطيبين لأنهم لايطيعون أوامر السلطان الفاسدة، ويؤيدون زيادة الضرائب من قبل السلطان لأنه منفعة عامة ومثل هذه القرارات.
6ـ استطاع هؤلاء المعادين للإسلام من المنافقين والطاغين من المسلمين تمزيق الأمة الإسلامية إلى فرق وقوميات ومذاهب وطرق صوفية متعددة ومختلفة ومكفرة بعضها لبعضها الأخر.

3ـ الجمهورية التّركيّة: إليكم اسماء رؤساء جمهورية تركيا.

لقد تحولت الخلافة العثمانية إلى الجمهورية التركية بشكل رسمي بتاريخ 23ـ نيسان ـ 1920م، بعد الانقلاب العسكري على الخلافة العثمانية. فتشكل أول حزب تركي )حزب التنمية الوطني( تحت شعار الديمقراطية والعلمانية ثم تشكلت (حزب الشعب الجمهوري) وبدأت فترة حكم أتا تورك من تاريخ 1923 الى تاريخ 1938، وبعدها من 1938 إلى تاريخ 1950م فترة حكم الحزب الواحد، ثم تعددت الأحزاب بعد الخمسينات، وذهب الشعب التركي إلى صناديق الإقتراع لانتخاب الأحزاب السياسية. ومع ذلك لم تتخلص الجمهورية التركية من الإنقلابات إلى تاريخ 15. تموز. 2016، وفيما يلي سوف أبين رؤساء الدولة مع رؤساء الحكومة:

1ـ مصطفى أتاتورك: مؤسس الجمهورية التركية الحديثة. وهو عسكري تولى الرئاسة بشكل رسمي من تاريخ 29 /10/ 1923م إلى تاريخ 10 /11/ 1938م. وكان رئيس الوزراء عصمت إينونو. والحزب الحاكم برئاسته هو حزب الشّعب الجمهوري.

2ـ مصطفى عصمت إينونو: عسكري تولى الرئاسة من تاريخ 11 /11/ 1938 إلى تاريخ 22 /05/ 1950م. ورئيس الوزراء هو محمود جلال بيار. والحزب الحاكم نفسه هو حزب الشعب الجمهوري. ثم جاء لفترة قصيرة فؤاد كوبرلو إلى رئاسة الوزراء.

3ـ محمود جلال بيار: عسكري تولى الرئاسة من تاريخ 22 /05/ 1950 إلى تاريخ 27 /05/ 1960م. ورئيس الوزراء هو عدنان مندرس. والحزب الحاكم هو الحزب الدّيمقراطي. حدث إنقلاب عسكري، حكم عليه بالسجن، وحكم على رئيس وزراءه مع أصدقائه من الوزراء بالإعدام.

4ـ جمال كورسال (جورسل): عسكري تولى الرئاسة من تاريخ 10 /10/ 1961 إلى تاريخ 28 /03/ 1966م. ورئيس الوزراء عصمت إينونو. والحزب الحاكم حزب الشعب. هو وعصمت إينونو كانا سبب إعدام رئيس الوزراء السابق عدنان مندرس.

5ـ جودت صوناي: عسكري تولى الرئاسة من تاريخ 28 /03/ 1966 إلى تاريخ 28 /03/ 1973م. ورئيس الوزراء سليمان دميرال. والحزب الحاكم هو الحزب الديمقراطي. وفي زمنه حدث إنقلاب عسكري وأغلقت كافة الأحزاب السياسية، وتم تعين تكين أري بورون رئيسًا مؤقتًا للجمهورية التركية من تاريخ 29 /03/ 1973م إلى تاريخ 05 /04/ 1973.

6ـ فخري قورة ترك: عسكري تولى الرئاسة من تاريخ 06 /04/ 1973 إلى تاريخ 06 /04/ 1980م. ورئيس الوزراء هو بلاند أجاويد. والحزب الحاكم الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وبدأت في زمنه حرب القبرص، التي دارت بين اليونان والعراق، لأجل إنقاذ الأتراك القبارصة من الإبادة الجماعية. وجاء إلى رئاسة الجمهورية المؤقتة إحسان صبري جاغليانكيل من تاريخ 60 /04/ 1979 إلى 12 /09/ 1980م.

7ـ كنعان إيفرن: عسكري، تولى رئاسة الجمهورية بانقلاب عسكري من تاريخ 12 أيلول 1980 إلى تاريخ 9 تشرين ثاني 1989م. وكان رئيس الوزراء هو طورغت أوزال. والحزب الحاكم حزب وطن الأم. حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب إلغاء دستور الجمهورية التركية والمجلس الوطني، وفي فترة حكم حزب العدالة والتنمية ولكبر سنه ومرضه تم تأجيل حكمه. وتوفي بتاريخ 09/آيار/2015. إنهار اقتصاد الدولة ورأت تركيا التضخم المالي.

8ـ طورغت أوزال: وهو أول رئيس الجمهورية التركية مدني، لم يكن عسكريًا تولى رئاسة الجمهورية بانتخاب من نواب المجلس الوطني من تاريخ 09/11/ 1989 إلى تاريخ 17 /09/ 1993م، وهو من عائلة متدينة وصوفية، وسبب انتهاء حكمه لوفاته المفاجئة وقيل أنه قتل بسم وضع في طعامه عندما كان في زيارة رسمية إلى أحد الجمهوريات التركية. ورئيس الوزراء هو يلدرم أق بلوط، ثمّ جاء بعده مسعود يلماز بعد الانتخابات. والحزب الحاكم حزب وطن الأم. جاء بولات كيندوروك إلى رئاسة الجمهورية المؤقتة في عام 1993م. تحسن إقتصاد الدولة في فترة حكمه.

9ـ سليمان دميرال: مدني تولى رئاسة الجمهورية من تاريخ 16 آيار 1993 إلى تاريخ 16 آيار 2000م. ورئيس الوزرار كانت طانسو جلّلر. من عام 1993 إلى عام 1996م. والحزب الحاكم حزب طريق الحق. ثمّ بعد الانتخابات جاء نجم الدين أربقان من عام 1996 إلى عام 1998م. والحزب الحاكم حزب الرفاه. وقد أنهى الجيش حكمهم بإنقلاب عسكري على حزب الرفاه. ثم " أصبحت رئيسة الوزراء طانسو جلّلر ثم مسعود يلماز إلى عام 2000م.

10ـ أحمد نجدت منذر: مدني تولى رئاسة الجمهورية من تاريخ 16 /05/ 2000 إلى تاريخ 28 /08/ 2007م. ورئيس الوزراء هو بلاند أجاويد من عام 2000 إلى عام 2003م. ثم أجريت انتخابات جديدة، وفاز حزب العدالة والتنمية وأصبح عبد الله كول رئاسًا للوزراء، ثمّ جاء رجب طيب أردوغان. وفي فترة حكمه إنهار اقتصاد الدولة ورأت تركيا التضخم المالي وأنخفاض قيمة العملة.

11ـ عبد الله كول: مدني تولى رئاسة الجمهورية من تاريخ 28/08/2007 إلى تاريخ 28/08/2014. ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. والحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية. تحسن إقتصاد الدولة في فترة حكمه.

12ـ رجب طيب أردوغان: مدني مؤسس الجمهورية التركية الثانية. تولى رئيس وزراء الجمهورية التركية من عام 2003 إلى عام 2014، وتولى رئاسة الجمهورية عام 10/08/2014 بعد استفتاء الشعب وحصل على نسبة 51,79%. ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. والحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية. ثم جاء بن علي يلدرم. في فترة حكمه تم تغيير القصر الجمهوري الذي بناه أتا تورك والذي أسس الجمهورية التركية الأولى. ثم قضى على العملاء في الجيش، وعملاء فتح كولن، وغير نظام نظام الانتخابات من نظام برلماني الى نظام جمهوري أي جعله حكم الشعب للشعب.


[1] المصدر: تاريخ الإسلام، للأستاذ حسين ألكول ـ باللّغة التّركية جلد 4. ص 12. وأنه استفاد من تاريخ الطبري.

[2] 1775 ـ سنن ابن ماجه » كتاب الصيام » باب الاعتكاف في خيمة المسجد.

[3] لمزيد من المعلومات أنظر كذلك إلى: فتوحات البلدان، للبلاذري، جلد 2، ص 274. والكامل في التاريخ لابن الأثير، جلد 3، ص 123. طبع بيروت. الاسلام في أسيا الوسطى، ص 135 ـ 164. مصر، 1972. تاريخ الأدب التركي، للكوبرلو، ص 83 ـ 85. وتاريخ الطبري، ومقالة البوفيسور أكرم بامقجي ـ كيف دخل الآتراك الإسلام وإلخ.

[4] تاريخ الإسلام، للأستاذ حسين ألكول، ج3، ص 54ـ 75.

[5] المعجم الكبير للطبراني برقم 710 ج19 ص 314 حديث صحيح.

[6] تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك المحامي، ص 730 ـ 733.