انقسمت البروتستانتية لعدة مذاهب واتجاهات فكرية بفعل الظاهرية الحرفية النصوصية، وطريقة إدراك وفهم تلك النصوص في الذهن وفهمها مرة أخرى في الواقع؛ فقد انفصل أولاً السويسري “زفينكلي” المتوفى عام 1531 عن مارتن لوثر، وكذلك الفرنسي “جان كالفن” المتوفى عام 1564م وأتباعه الذين يعرفون بالكالفينية، ثم “الأناباتيست” المعروفون “بتجديدي التعميد”، الذين يرفضون تعميد الأطفال،

ومع افتراق هؤلاء جميعًا، لكن اجتمعوا في القراءة الظاهرية للنص الديني، ولم تفارق طريقة مارتن لوثر في قراءة الكتاب المقدس عقول هؤلاء الرهبان وإن اختلفوا في فهم تلك النصوص، تبعًا لإدراكاتهم وقدراتهم العقلية، ويمكن مشاهدة طريقة عيش بعض المنتسبين للأنابيست مثلاً في “جماعة الأميش” البروتستانتية المسيحية، التي تعيش معظمها في الولايات المتحدة، ويرفضون فيها معظم الطرق العصرية للعيش، ويتبعون نمطًا بدائيًا يستخدمون فيه الخيول بدلاً من السيارات.

ويمكن رؤية طُرق عيش الأميش في طُرق عيش بعض الوهابيين السلفيين الذين استغنوا عن الطرق الحديثة والوسائل المتطورة في القرن العشرين، لصالح ملابس وأدوات القرون الوسطى بالخصوص تلك الجماعات التي انطلقت في السبعينات، كالتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية وغيرهم، والمشترك الذي جمع بين هؤلاء البروتستانت الأميش، وبين الوهابيين هو الذي نقصده بإيمان هؤلاء الحرفي النصوصي لدرجة عيشهم كُليًا في الماضي وتقديس الأجداد وعدم القدرة على الخروج عنهم، أو نمط عيشهم، وبالتالي عدم القدرة على الخروج عن أفكارهم واعتبارها مقدسة.

مزيد من مقالي الجديد على مواطن بعنوان

(الصهيونية المسيحية وداعش، رحلة المشتركات السبعة)

على هذا الرابط...https://2u.pw/KsILZ7K
ولتجاوز الحجب...https://2u.pw/4k4RglJ