الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطن العربي
خبراء دوليون: التبعية للأسواق العالمية مصدر تهديد للأمن الغذائي في المنطقة العربية
( 18 مشروعا قابلا للتنفيذ على مدى قصير في الوطن العربي)

دعا ابراهيم آدم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الخبراء و الحكومات إلى إعداد استراتيجية شاملة للأمن الغذائي العربي و رفع التحديات التي من شانها القضاء على الجوع و الحصول على أمن غذائي و هو كما اضاف جهد عالمي يواجه عدم استقرار سياسي و أمني عسكري في إشارة منه الى ما يحدث من حروب و نزاعات لاسيما الحرب الروسية الأوكرانية التي القت بضلالها على الجانب الاقتصادي، فضمان الأمن الغذائي كما قال ليس مسؤولية دولة وحدها بل مسؤولية مشتركة و تحمل هذه المسؤولية ينطوي على تسخير التكنولوجيا الحديثة، هذا وقد خرج الخبراء العربي في الأمن الغذائي خلال اختمام فعاليات الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطن العربي بجملة من التوصيات انبثقت من أربع ورشات عمل شارك فيها خبراء دوليون عرب بمشاريع و عددها 18 مشروعا قابلا للتنفيذ على مدى قصير، و كشف المدير العام لمنظمة "أكساد" نصر الدين العبيد عن تاريخ و مكان عقد الندوة العلمية الثانية حيث تم اختيار دولة نواكشط لتحتضنها و ذلك في نوفمبر المقبل
التقى 60 خبيرا دوليا من 12 دولة عربية في الندوة العلمية التي احتضنتها المدرية العليا للبيوتكنولوجيا بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر لمناقشة و على مدار يومين أزمة الأمن الغذائي في المنطقة العربية و ماهي الحلول التي يمكن استحداثها للقضاء على المجاعة و سوء التغذية و الخروج من التبعية للأسواق الدولية التي باتت تتحكم في الأسعار، و الخروج بمشاريع عملية في المدى القصير، و سيطرح الخبراء السيناريوهات المستقبلية لضمان الأمن الغذائي الذي يبرز سيادة الأمم، مع تعزيز العمل المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل و بجميع أبعاده السياسية و الإقتصادية و الطاقوية و البيئية و المساهم في حل و إنهاء النزاعات ، جاءت الندوة العلمية الدولية تحت رعاية رئيس للجمهورية و بدعم من وزارة الخارجية و الجالية الجزائرية في الخارج و تحت إشراف والي قسنطينة عبد الخالق صيودة الذي القى كلمة طويلة خلال افتتاحه الندوة العلمية ، بمشاركة قوية لخبراء جزائريين و السلطات المدنية و العسكرية، الندوة تهدف كما قال المتدخلون إلى العمل المشترك بين الخبراء العرب لتحقيق الأمن الغذائي في العالم و ماهي النظرة الاستشرافية الkي يمكن العمل بها من أجل لم الشمل العربي في مجال العلوم و المشاريع البحثية لمواجهة التغيرات الدولية و ما يترتب عنها من نتائج على شعوب المنطقة العربية.
أما الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة و الأراضي القاحلة ( أكساد) فإن ملف الأمن الغذائي يزداد تعقيدا مما يتطلب التعاون العربي بين المنظمات، و قدم المدير العام لأكساد حصيلة نشاط المنظمة ففي خلال 50 سنة استطاعت المنظمة تحقيق الأمن الغذائي و تحسين النظم الزراعية، حيث سجلت 87 صنفا من القمح و الشعير، مشيرا أن نسبة إنتاج الدول العربية بلغ 60 مليون طنا في السنة و تعمل أكساد على تطوير الزراعات مؤكدا في سياق الحديث ان ألأمن الغذائي مرتبط بالأمن القومي لمواجهة كل التغيرات، فقد حظي ملف الأمن الغذائي اهتمام القادة العرب خلال اشغال الدورة 31 لمجلس جامعة الدول العربية المنعقدة في الجزائر في نوفمبر من السنة الماضية، حيث ابرز القادة العرب مسألة الأمن الغذائي كأولوية إقليمية بسبب العجز المسجل في إنتاج المحاصيل الزراعية في البلدان العربية ما تطلب اللجوء إلى السوق الدولية التي تتميز بعدم استقرار الأسعار و كونها تتحكم في مجموعة من العوامل و المحددات المتعلقة بكميات الإنتاج الزراعي لاسيما في سياق الاضطرابات الجيوسياسية و الوباء ، بالإضافة الى استفحال تأثير تغيرات المناخ، و الجفاف الذي ادى إلى شح في الموارد المائية، في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة العربية بسبب الجائحة التي عصفت بالعالم و الحرب الروسية الأوكرانية، و أسباب أخرى داخلية مرتبطة بالظواهر الإجتماعية و الإقتصادية و الجيوسياسية و الإيكولوجية، جعل السوق العربية خالية من المواد الغذائية ، أجبر هذه الدول على الاستيراد، و هو ما عرضته الدكتورة فطوم لخضاري خبيرة في الفلاحة و الإيكولوجيا في محاضرة لها قدمت فيها حصيلة الإنتاج و الاستهلاك المحلي لبعض المنتوجات في المنطقة العربية من 1961 إلى 2013 و من 1996 إلى 2018 حيث عرفت هاتين المرحلتين فجوة كبيرة في إنتاج اللحوم، الزيوت و السكر
حسب الخبيرة تمثل الحبوب الركيزة الأساسية في الحصة الغذائية للمنطقة العربية و خصوصا القمح، وتطرقت المحاضرة إلى عدة نقاط تتعلق أساسيا بما يترتب عن التبعية للأسواق العالمية خاصة في فترة النزاعات و غلق الحدود، حيث تتسبب في ارتفاع الطلب على المواد الغذائية ، و هذا يدعو الخبراء و الحكومات إلى التفكير بطريقة استشرافية حتى في حالة الوفرة المالية، فالتبعية للأسواق العالمية هي في جد ذاتها تهديد للأمن الغذائي، و قد حان الوقت لوضع خطة على مدى طويل لضمان الأمن الغذائي للشعوب، و قد اختارت الدكتورة فطوم لخضاري للحديث بلغة الأرقام، فما كشفته يبين مدى خطورة الوضع الذي تعيشه المنطقة العربية امام استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كشفت أن 457 مليون شخص يعاني من سوء التغذية، و 162 مليون شخص عاجز عن تحصيل نظام غذائي في المنطقة العربية، ز أسباب العجز تعود الى عدة عوامل منها الطبيعة البيوفيزيائية كالجفاف و التصحر الذي اجبر بعض الساكنة في المنطقة العربية الى تحلية المياه فضلا عن ذلك كان للتأثيرات المناخية دور كبير في نقص الري في المزروعات، تجدر الإشارة أن الندوة العلمية تتخللها تنظيم أربع ورشات تدور محاورها حول مصادر المياه التقليدية و غير التقليدية، الزراعة في سياق التغيرات المناخية و غبرها من المحاور مع الخروج بتوصيات.

اعتماد 18 مشروعا قابل للتنفيذ في الوطني العربي

أشار الدكتور ابراهيم آدم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في اختتام الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطني العربي احتضنته جامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة و على مدار يومين أن التوصيات تهدف إلى وضع رؤية واضحة لتفعيل المشاريع الموجودة أولها الترتيبات المؤسساتية و في مقدمتها التمويل و الذي يشكل حاجزا مانعا لتجسيد المشاريع التنموية، داعيا الخبراء الى تنظيم اجتماعات دورية للوقوف على مدى سير هذه المشاريع و من جهته ثمن الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة و الأراضي القاحلة ( أكساد) المشاركة العربية و وصفها بالناجحة، و قال ان الأمن الغذائي متوقف كذلك على الإرادة السياسية و ليس على الخبراء وحدهم ، في رسالة وجهها إلى اصحاب القرار و مدراء الصناديق و البنوك الإسلامية لدعم هذه المشاريع خدمة للشعوب و الأجيال القادمة؟
و قد رفع الخبراء الدوليون العرب في هذه الورشات الأربع و التي كانت مغلقة بحيث لم يسمح لوسائل الإعلام المشاركة فيها، و هذا بسبب تعليمات فوقية، حيث رفع خبراء و باحثون في مجال الأمن الغذائي في هذه الورشات جملة من التوصيات الهامة و ذات الأولوية، فبالإضافة إلى المشروع الذي اطلق عليه اسم "برنامج حركية" لتعزيز القدرات عبر الحركية التقنية العلمية في مجال الأمن الغذائي في الوطن العربية، و مشروع يأتي كبرنامج تربوي لتطوير و نشر ثقافة التنمية المستدامة في الوسط المدرسي ذات صلة بالأمن الغذائي في الوطني العربي، خرج الخبراء العرب في الورشات الأربع بـ: 16 مشروعا قابلا للتنفيذ على مدى قصير بين سنتين إلى ثلاث سنوات، حيث جاء في توصيات الورشة الأولى حول مصادر المياه التقليدية و غير التقليدية ( رفع كفاءة الري باستخدام الري الذكي لتحسين كفاءة المياه و إنتاجيتها و الحكامة في تسيير الموارد المائية، تحلية مياه البحر لتحقيق و تعزيز الأمن الغذائي للمساهمة في التحكم في المياه، توظيف التكنولوجيات الحديثة و معالجة النفايات من أجل التنمية المستدامة.
و جاء في توصيات الورشة الثانية حول الزراعة في سياق التغيرات المناخية ركزوا فيها على ضرورة التركيز على إنتاج الحبوب و البقوليات في البلدان العربية، إنشاء بنك للجينات البقولية ، إنشاء وحدات تحويل الوحدات الزراعية و تبادل الخبرات بين الوزارات و المنظمات العربية المختصة في المجال الغذائي، تعزيز قدرة النخيل و الحفاظ على قيمته الغذائية لتمكين سكان الواحات من البقاء ، الاستغلال العقلاني للمكننة في الاستعمال الزراعي، إعادة تأهيل النظم البيئية، و إعادة تأهيل المراعي المتدهورة، إنشاء مشاتل رعوية و حقول لتحسين الحالة الإقتصادية و الإجتماعية للمجتمعات، مع تحسين كذلك السلالات الحيوانية ( الماشية) لتحسين الأمن الغذائي و الدخل القومي للبلدان، زيادة دخل مربي المواشي و كبار المزارعين مع تمكين المرأة في عمليات الاستثمار في المشاريع الناجحة و القابلة للتنفيذ، كما خرجت الورشة الثالثة و التي جاءت تحت عنوان: المصايد و الاستزراع المائي بجملة من المخرجات ، عرض فيها الخبراء 06 مشاريع منها استدامة الصيد البحري و الزيادة في إنتاج الأسماك البحرية عالي الجودة و بأقل تكلفة.
أما الورشة الرابعة التي تناول فيها الخبراء مواضيع تتعلق بالبيوتكنولوجيا و التقنيات الغذائية قدموا فيها 03 مشاريع لتطوير التكنولوجيا الحيوية لتثمين الكتلة الحيوية و التقليل من استيراد المضادات الحيوية و المساهمة في استغلال النظم البيئية ، تحسين النوعية التكنولوجية للقمح بهدف تحسين السلالات النقية و اختيار الحبوب ذات الموردات المميزة التي تساعد على توفير الغذاء للأجيال القادمة، و أوصى المشاركون في الندوة العلمية الأولى على ضرورة إبقاء التواصل بين الخبراء لتحقيق و تجسيد هذه المار يع ميدانيا و حتى لا تبقى حبرا على ورق، مع إشراك جميع الوزارات و القطاعات المعنية في الوطن العربي في تنفيذ هذه المشاريع، مع إنشاء صناديق لتمويلها، تشرف على هذه المشاريع لجنة تنسيق خاصة سيتم تشكيلها لاحقا ، و تشكيل كتل تجربة في الدول العربية.

تغطية علجية عيش قسنطينة الجزائر