سيكولوجيا انهيار النخبة وحركة التحرر الوطني
قد تكون الفوضى المعرفية احد صراعات النخب اذا ما تمكنت من قيادة الشعوب , وهناك خلط بين طبيعة وسيكولوجيا (النخبة) وسيكولوجيا وطبيعة (الطليعة) هذه الفوضى والصراعات البينية التي تفرضها النخب قد تضل الطريق وقد تسقط برنامجها الاصلي التي التفت عليه الجماهير او الشعوب كبرنامج يمكن ان يحقق ايرادتها واهدافها .

والمتصارعين من النخب يعتقد كل منهما انه علي حق والمنسوب هنا يعود لسيكولوجيا (الطبقة) ومصطلح النخبة مصطلع صفوي متعال يعود لظاهرة السلوك السيكولوجي للطبقة علي اعتبار انهم الصفوة في اعتقادهم انهم من العلو عن غيرهم من البشر ولذلك هم يقتنعون بما يقدموه من برامج وسلوكيات قد تفرض نفسها علي باقي فئات المجتمع اما الطليعة فهو شيئ مختلف تماما بل متناقض تماما عن مفهوم وسيكولوجيا النخبة فالطليعة تنبع من كافة شرائح المجتمع وتستمد قدرتها من الجماهير وتستمد شرعيتها وقوتها ولذلك نجحت الثورات التي تقودها الطليعة في التجارب العالمية والتاريخية , وفي الطليعة تعتبر الجماهير هي الناقلة المؤكدة لتحقيق الهدف المنشود التي تسعى اليه الجماهير التي انبثقت من احشائها وهي تمتلك رؤيا جماهيرية سواء اقتصادية او اجتماعية او سياسية او عسكرية وتمسك بيدها كل تلك الاجنحة لتحقيق اهدافها فالنخبة قد تكون بناء علي رقي المجتمع وتطوره قد تكون من فئة الاقطاع او من فئة رأس المال وفي العالم النامي كفلسطين كانت من راس المال المحدود وطبقة المثقفين البرجوازيين كالمدرسين واالمهندسين والاطباء وشيوخ الدين منذ اشتعال الصراع مع الاستيطان سواء كان في اواخر الامبراطورية العثمانية او في الانتداب البريطاني وما صعد من نخب قادة العمل الوطني الفلسطيني الي يومنا هذا حيث كان راس المال هو المجير لحاضنتها وهو القادر علي تنشيط برنامج او اهمال برنامج او تلاشي برنامج وهنا كان الصراع بين عقلية النخبة مع بعضها مترجمة بالفصائل والصراع الاخر مع الطبقة الكادحة والشعب بكافة فئاته المصنفة اقتصاديا وحياتيا خارج حياة النخبة التي وصفت نفسها بقيادة الشعب الفلسطيني

وكان لنا ان نفهم ثورة الطليعة الفرنسية ضد سياسة اللاهود والهيمنة الايدولوجية لفئة الاقطاع ورجال الدين فكانت الفوضى التي احدثتها الجماهير لتستقر فرنسا بالثورة الصناعية التي عمت اوروبا واثرت علي باقي احاء العالم في القرن الثامن عشر , وما صنعته الطليعة البلشفية في روسيا وما صنعته الطليعة الماوية في الصين وما صنعته الطليعة في فيتنام وجنوب افريقيا.

تعتمد سياسة النخبة وسيكولوجيتها علي النظام القمعي الذي يترجم بالحاجة الامنية بكافة ايدولوجياتها العلمانية او الدينية وتقوم سياستها علي احتواء واستعباد الجماهير من خلال المربعات الاقتصادية التي حسب الحاجة او اقل من الحاجة او طرق الامنية المختلفة لتبقى الصدارة لتلك النخب واحفادها واحفاد احفادها وبذلك يتوه البرنامج وتتوه مطالب الشعوب وتنتقل الشعوب من الاهداف الاستراتيجية التي كانت تتمني ان تحققها الي اهداف قزمية كالمأكل والمشرب

قد تنمو الطبقة الطفيلية من احشاء الجماهير من خلال الاغواء والحاجة والفقر وغيره ومن خلال الاسلوب والخطاب الشعبوي التي تطرحه النخب بعيد عن اي شكل من اشكال التطبيق ومن هنا يجب الحذر في التصنيف والتعريف والخلط بين النخبة وسيكولوجيتها ونفسها القصير في تحقيق الاهداف والطليعة التي تبدا بالخطوة الاولى لتحقق الاف ميل من العذابات و الصبر والتضحية

قد اكون قد لمحت بل وجهت للمحنة الفلسطينية من خلال هذا الموجز في هذا المقال وللمؤمنين بسياسة النخبة التي تنازلت عن برنامج التحرير وعن الارض التاريخية وقادة حركة النضال الوطني الفلسطيني بمجموعات الصفوة والارتقاء عن باقي مستويات الجماهير وعقدت اتفاقيات ومعاهدات لتحفظ مكانه النخبة ذاتها في الصدارة والسيطرة وما تمتلكه من مال تحصلت عليه لمشروع او برنامج مع قوى رأس مالية او غيره وليبقى الصراع باق بين سيكولوجيا النخبة وسيكولوجيا الطليعة في حين الاولي لا تفعل الا مايحقق مصالحها ام الثانية فهي تعمل وتضحي من اجل ان تنتصر الجماهير ومطالبها .


ملاحظة : وضعت في هذا المقال بالمؤشر الفلسفي والسيكولوجي وانعكاساته علي القضية الفلسطينية وقيادتها ووجدت من الضرورة ان اضع هذا التفسير وانا في حالتي المرضية.

سميح خلف .