كان ذلك منذ سنوات بعيدة عندما صادفتني كلمة "أوبانيشاد" لأول مرة بينما كنت في جولة دراسية في بلاد أرمينيا بالقرب من جبل العرارات (يقال إن سفينة نوح مدفونة داخله). كنت وقتها شابا يدرس الأديان والفلسفة. بمرور السنوات, وبتعمقي في البحث, اكتشفت مدى تأثير هذه النصوص التي كتبها حكماء الهندوسية منذ آلاف السنين بذلك الأسلوب البسيط ، كبار فلاسفة الإغريق كأرسطو وإفلاطون... إلى أبي مدرسة الإسكندرية إفلوطين المصري. كما أدركت تأثيرها المباشر على بعض فلاسفة العصر الحديث مثل شوبنهاور الذي قال: "إن ترجمة الأوبانيشاد الى اللاتينية سنة 1818 هو أكبر إنجاز لهذا القرن مقارنة بكل القرون الماضية ,.... الأوبانيشاد هم عزائي في الحياة وسيكونون كذلك في لحظة موتي". ناهيك عن الدور الذي لعبته هذه النصوص في تغيير مجرى حياة بعض شعراء الرومانسية الألمان, وعديد من كبار مثقفي أوروبا وقت ظهور ترجماتها إلى اللغات الغربية.
هذه النصوص لم تعرفها اللغة العربية في أي عصر من عصورها كترجمة, بل ربما لم تسمع الثقافة العربية بها منذ العهد العباسي حتي اليوم, . فحس, الوثائق التاريخية التي توفرت لدي، أقدم محمد بن أحمد البيروني في العصر العباسي على ترجمة جزء من "بهاجافاد جيتا", ، ولكن لسوء الحظ ضاعت مخطوطته ولم يعثر عليها حتى اليوم. والبهاجافاد جيتا هو أحد الكتب المقدسة الرئيسية في الديانة الهندوسية, ، وهو ما كنت أعود إليه دائما, أثناء ترجمتي لنصوص الأوبانيشاد, ،لأتأكد من دقة المعاني وصحة التأويلات, ، مستعينا بعدد من الترجمات الغربية بلغات مختلفة وهي جميعها منقولة مباشرة من السانسكريت - لغة النصوص الأصلية.
بقي أن أقدم اعتذارا مسبقا لمعتنقي الدين الهندوسي خشية أن أكون قد إرتكبت أي هفوة في تأويلي وترجمتي للأوبانيشاد, ، ولو حدث, ، فبدون شك, ، لم يكن ذلك عن قصد.

أتوجه بالشكر الى :
Astrid Setterwal Ängström
و
Ellin Lagerkvist
لأني إعتمدت على ترجمتهما للأوبانيشاد
أتوجه بالشكر لكل من ساعدني على تحقيق هذا العمل وسأذكر البعض منهم
الأستاذ عبدالسلام بن حمودة تونس
- م . ساركيسيا . أرمينيا
- إبنتي سميرة التي درست بالهند بضعة سنوات وساعدتني على فهم بعض المفاهيم الهندوسية
- أستاذ الفلسفة البحري السالمي ( تونس )
- السيد يوسف ليمود ( مصر )