بسم الله الرحمن الرحيم
ثقـــــــــــافة التــــوك تــــوك
السادة و السيدات الأفاضل سكان جمهورية واتا و زائريها , بعد التحية و التقدير , أود أن اشد على أيديكم بالتحية و التقدير و العرفان لما تبذلونه من جهد محمود للم شمل المهتمين بالترجمة و علوم اللغات و آدابها , و بعد
أحب أن أعقب على ما سلف من دعوة لإعلاء شأن اللغة العربية من حيث تعمييم استخدامها في المعاملات ( الواتاوية) , و أشيد بالردود التي تحث على تعميمها في شتى المجالات , و أعرب عن إعجابي بفكرة حظر المسميات الأجنبية في مجال الإعلان, ولكن لي تنويه بسيط حول ماهية اللغة عموما, إنها منتج و موروث إنساني تبلور ليصبح آداة تتيح للإنسان التواصل ؟ فهي ليست الثقافة و لا الأدب ولا تشير قوة اللغة العربية مثلا إلى قوة ثقافة مستخدميها الحاليين , بل هي موروثة في شكل تراثي أبعد ما يكون عن ماهية ثقافتنا نحن العرب اليوم.
القضية إذن هي أن نعمل سويا على إحياء الثقافة العربية ككل و الإتزاز بها و جعلها مصدر فخرنا حقيقة لا تصنعا. فعالمنا العربي اليوم يئن تحت سطوة المنتجات المادية و الثقافية الغربية إلى جانب جراحه الكثيرة من ويلات الحروب , فمن لم يقصف بالقنابل العنقودية ؟ قصفته القنابل الثقافية الأجنبية في عقر داره و على شاشة تلفازه و في كتابه الدراسي, أذكر لكم مثالا صغيرا ينم عن هشاشة المناعة الثقافية في بلدي: استوردت شركة ما مركبة ثلاثية العجلات تسمى باللغة الهندية Bajaj ثم قامت إدارة المرور بمصر باصطلاح تسميتها (طفطف) و لأن الكلمة ليست دارجة على الألسنة وقع خطأ جسيم في أثناء تحرير الاسم في السجلات الرسمية فكتبت (طقطق) ثم تداولها الناس بما يريح ألسنتهم لتصبح (توك توك) لن أتحدث عن المركبة و حالة الإزعاج اللامتناهية التي تحدثها في شوارعنا ولا عن رعونة راكبيها الذين هم في الغالب أطفال, لكن ما يثير غضبي أن نكون في الألفية الثالثة و يتسرب لفظ كهذا ليصبح خطأ شائعا أعم من القاعدة ذاتها بل و يستحيل تصحيحه, و لأصحاب الخيال الخصب أدعوهم لقياس كمية المصطلحات الدارجة بل و العلمية منها التي جرى عليها ما جرى( للتوك توك) , سلاما ختاما و تحية لثقافة التوك توك
المفضلات