(( لا يا دعاة التيئيس ))
شعارٌ مهم : لا بدّ أن نرفعه عالياً ،
وأن يحتل مكانته في الصدور قبل أن يلج الدور
وبكل صوتٍ جهوري عالٍ دعونا نعلنها مدوية في مسمع الكون :
لا يا دعاة التيئيس
،
،
(لا يا دعاة التيئيس )
في زمن ٍ تمكن اليأس من نفوس أقوامٍ
وأخذ بمجامع قلوبهم ، واستولى على
كل مشاعرهم واهتماماهم وتفكيرهم
فتقلبوا على جمر الإحباط ، وتجرعوا
غصص الانهزام ، وعالجوا عبرات الذلة
والارتكاس ، فأعلنوا في الملأ عجزهم
ولم يكتفوا بذلك بل مارسوا دوراً مشيناً
لا يمكن أن يتقمصه إلا كل متخاذل ، مهدود
العزيمة ، خاوي الروح ،رعش الجنان
تمثل دورهم في : أن ألقوا بظلال يأسهم على من
حولهم ، ممن هم يستشرفون مستقبلاً واعداً ، ويتقلبون
في رياض أحلامٍ ورديةٍ يفرزها تفاؤلهم وحسن ظنهم بخالقهم
،
،
(لا يا دعاة التيئيس)
إذا ما أجلبوا بخيلهم ورجلهم ، وسنوا ألسنتهم وأقلامهم
كلما لاحت شموس مشروع إنقاذ لمجتمعٍ أو أمة
مما هي تعيشه من آلام ونكبات وتخلف ورجعية
أورثها التمرد على الثوابت والمباديء والأصول
،
،
(لا يا دعاة التيئيس)
حينما تشتد الأزمة ، وتتعمق الكربة ، وتضيق الأمور
وتبلغ القلوب الحناجر ويظن أقوامٌ بربهم الظنون ،
لأن الله قد جعل مع كل عسرٍ يسرين ، ولا يمكن لعسرٍ
أن يهزم يسرين ، ولأنها كلما ضاقت واستحكمت حلقاتها
فرجت وإن كان يظنها أقوامٌ بأنها لن تفرج
،
،
(لا يا دعاة التيئيس )
حينما تستنزف العبرات الساخنة، وتستمطر الدموع الواكفة
لأجل أمرٍ عارضٍ ، لا يستحق أن تسكب له ولو عبرة ،
أو يسقى محجر عين لأجله ولو بدمعة
– لا لأجل عرضيته فقط- !
بل لأننا أسمى وأنقى وأرقى
من أن توقف مد آمالنا الهادر حصاة
أو أن تعترض مسيرة بنائنا أصوات نشازٌ
نسمعهاهنا أوهناك لا يروق لها مرأى الصاعدين والمميزين
والممتطين لصهوات العز والأمجاد والإنجاز والإبداع والتجديد ،
بل أنّ سرورهم ليبلغ ذروته كلما رأوا مشروعاً مثمراًَ من مشاريع الأمة
وهو يجهض بعد سنواتٍ من العمل والجهد المضاعف
لأقوامٍ نذروا أنفسهم وحياتهم وأوقاتهم لخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم
،
،
(لا يا دعاة التيئيس )
في زمنٍ يحاول فيه الهمج والرعاع عبثاً توجيه وتغيير
مسيرة سفينة المضاء والنماء والتألق والحرية ، نحو الوراء
لتظل عائمة في بحرٍمن الترهات والتفاهات التي لا يمكن لها
أن ترسو على شاطيءٍ مهما مخرت عباب ذلك البحر المتلاطم ، لأن ربان السفينة لا قيمة له
مهما بلغت مهارته في القيادة مالم يكن لديه دليل يهديه ويرشده في مسيرته
،
،
(لا يا دعاة التيئيس )
فإنه لا يزال في أمتنا خير كثيرٍ ، ولم يهلك الناس ،
ولم يزل في نبض قلوبنا ودفق أوردتنا ، وجريان دمنا غيرةٌٌ وحميةٌ على أوطاننا وحرماتنا ،
ولا يزال الناس مهما ندّوا وابتعدوا وحادوا عن الجادّة
أهل مبدإٍ له سيوفون بالنذور ،وسيستيقظون مهما طال سباتهم ،
وسينتفضون انتفاضة الليث الهزبر
وسيعيدون الحق إلى نصابه وإن طال المدى
،
،
(لا يا دعاة التيئيس)
فالفجر قد آذن بانبلاج ، وقد كسر القفل والرتاج
وإننا لنسمع وقع حوافر خيل الأمجاد ، وصهيل أفراس العزة
تداعب أسماعنا في كل وقتٍ وحين قادمة من وراء الأفق
وخلف الهضاب
،
،
،
(لا يا دعاة التيئيس )
فإن الفجر لا يولد إلا من رحم الظلام
والمخاض لا بدّ وأن تصاحبه آهاتٌ وآلام
وحينها سنهتف جميعاً/
( أحدُ سلمة ) ( ورفقاً يا أنجشة بالقوارير )
وهما يحدوان في السفر الطويل:
((لا عز لنا إلا بالإسلام ))،
،
نديم السها/ حسن المعيني
المفضلات