آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المعلم بين النظرية والتطبيق

  1. #1
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي المعلم بين النظرية والتطبيق

    المعلم بين النظرية والتطبيق
    النظرية تقول إن المعلم إنسان فاعل في المجتمع ، يقوم بعملية إبداعية ، بتحويل الطفل العاجز الجاهل إلى شخص ناضج متعلم ، يفهم حقوقه ، ويعرف واجباته ،ويبذل ما في وسعه لخدمة المجتمع والتفاعل معه ، والمساهمة بتطويره ، والمطالبة بحقوقه وعدم السكوت عن تلك المطالبة ، وغرس قيم التفاؤل في نفس المتعلم وجعله يترك السلبية والانهزامية والهروب ، وان يكون فعالا ، يثق بنفسه مؤمنا بقدرات وطنه ، وقد قالوا الكثير عن تقدير المعلم ، واحترامه ، فهو بمنزلة الأب الحريص على تربية أبنائه وتثقيفهم وتعليمهم انواع المعرفة بالإضافة الى أصول العيش ، وقالوا أيضا إن المعلم جندي مجهول و شمعة تحترق لتنير الطريق أمام النشء ، وقد شبه الشاعر شوقي المعلم بالرسول ، الذي يقوم بتبليغ الرسالة للناس مهما اعترضت طريقه من صعاب ، ورسالته تكون في محاربة الجهل ، وإعلاء شان العلم ، ولكن نظرة بسيطة إلى واقع المعلم اليوم تبين لنا إن هناك بونا شاسعا بين النظرية المشرقة وبين حال المعلم البائس ، في البلاد العربية .
    يقارن البعض بين وضع المعلم قديما حين كان الطالب يحترم من يقوم بتعليمه ، ويهابه إلى درجة الخشية والخوف ، وبين حاله اليوم ، اذ أصبح المعلم من الفئات المسحوقة التي تكدح طوال نهارها من اجل توفير المستلزمات المعيشية الضرورية ، ثم لا تحصد سوى اللقمة الكفاف ، بالإضافة الى الاستهانة من الطلاب وأولياء الأمور ، واستصغارا واحتقارا ،،،، فمن المسؤول عن الوضعية المتدهورة ، والحالة البائسة التي يحياها المعلم في البلاد العربية ؟
    يكلف المعلم بمنهج تعليمي قد وضعته وزارة التربية ، وعليه أن يقوم بتلقين الطلاب هذا المنهج ، وتحفيظهم إياه ، وان كان لا يتفق مع منطلقات المنهج ، بل يعارضها ، واخص المناهج الأدبية بهذا الأمر ، والتي أضحت في العقود الأخيرة تعتمد على التلقين ، دون مراعاة اقتناع الطلاب ، وجعلهم يناقشون ما تعلموا ، لمعرفة مدى الاستيعاب ، لنأخذ منهج التاريخ ، مثلا ،،، فهو مليء بالأخطاء والمغالطات ، ومحاولة لي عنق الحقيقة ، هذا مما يجري في العراق ، حيث انتهجت الحكومات السابقة سياسة التبعيث ،وإجبار المعلمين على الانتماء إلى صفوف حزب البعث عنوة ، رغم عدم اقتناعهم بصحة آرائه
    اتبع النظام السابق سياسة الاعتداء على الأصدقاء والإخوة والجيران ، وأرغم على الخروج من الكويت ، وفرضت العقوبات الاقتصادية على العراق ، وكان من نتائج تلك العقوبات ان ترزح الطبقات المتوسطة والفقيرة من العراقيين تحت أعباء لا قدرة لهم على مواجهتها ، وانعدمت البضائع في مناطق معينة ، كان النظام يدرك أنها معارضة له ،،، وارتفعت الأثمان ، بشكل خيالي ، لا يصدق ، وهبط الدينار ، واصبح راتب الموظف لا يكفي لشراء طبقة من البيض ، وعندما تنخفض القدرة الشرائية للمعلم ، ويضحى راتبه من الضالة حيث لا يمكنه أن يلبي الحاجات الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة والمحافظة على الشروط الصحية المناسبة من تمتع بغذاء كامل يحتوي على العناصر الضرورية من مكونات الغذاء ، ومن لباس صحي يحظى بالقبول ، ويحفظ الكرامة أمام الأنظار وخاصة الطلاب الذين أصبحوا يحكمون على الإنسان من خلال ما يلبسه أو يمتطيه من وسائل نقل وكلما هبط ثمنها انحدر مستوى مرتديها او مستعملها ،، أصبح المعلم ( وبتشجيع من السلطات ) عرضة للاستهانة والسخرية وخاصة من الطلاب الذين اغتنى ذووهم فجأة وعلى غير توقع ونتيجة للعقوبات المفروضة ومباركة من النظام الذي اضحى يحارب ويستهين بشكل سافر بالطبقات المتوسطة والفقيرة التي وجدت نفسها شبه معدمة نتيجة انخفاض قيمة الدينار وارتفاع الأسعار بشكل جنوني غير عادل ولا قانوني ...
    التعليم من أكثر المهن مدعاة للتعب وإثارة للإعياء ، وأمراض التوتر والقلق والضغط ، يطالب المعلم ان يعطي باستمرار ، يمنح المعلومات بأسلوب حضاري ، في وقت يحيا فيه بعيدا عن التحضر والتقدم ، ويطالب المعلم أن يضبط الطلاب ويجعلهم مقتنعين بشخصيته متجاوبين معه في وقت يبذل المدراء قصارى جهدهم كي يجعل الطلاب لا يحترمون المعلم الذي عرف عنه انه لا يؤمن بالتفكير السائد المهيمن ، المنهج التعليمي لا يشجع على المناقشة والاقتناع لأنه يسعى إلى فرض الأفكار بالقوة ، والإدارات في المدارس تكون أحيانا وكأنها لا تعرف شيئا عن العملية التعليمية ، فترهق المعلم بأمور تتعارض مع مصلحته ومصلحة الطلاب ومصلحة البلاد ،، وضد العلم والتطور ، المفتش في التعليم الابتدائي ، لم يتخصص في مادة محددة ، وإنما يفتش في جميع المواد ويبتعد عن التوجيه بأسلوب تربوي يراعي مصلحة المعلم والطلاب ، بل يكون غرضه تفتيش المعلم رغبة في العثور على أخطاء حقيقية او مفتعلة ، يدور المعلم ويدور ويحاول إرضاء جميع الأطراف التي لايمكن لها ان ترضى ، ولا تحاول الحكومات إنصافه مما يتعرض له من سياسة تهميشية ، تسلب منه حقوقه التي استطاع الوصول إليها بنضالاته الطويلة وتضحياته الجسام ، على الحكومة أن تنتهج أسلوبا جديدا في التعليم ، يمنح المعلمين ما حرموا منه ، ويعيد للعملية التعليمية وجهها المشرق الذي سلب منها طيلة عقود طويلة


    صبيحة شبر


  2. #2
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: المعلم بين النظرية والتطبيق

    وما زالت أحوال المعلمين في تراجع، حتى وصل الأمر إلى حد الضرب !!!.

    يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:

    (1) هدم الأسرة
    (2) هدم التعليم
    (3) إسقاط القدوات والمرجعيات

    لكي تهدم اﻷسرة : عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت”

    ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.

    ولكي تسقط القدوات عليك ب (العلماء) اطعن فيهم ، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.

    فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشء على القيم؟!!

    ودتم سالمين.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •