[QUOTE=حنين حمودة;108632]The bloody mango دم..

مررتُ بسوقِ الخضارِ في طريقِ عودَتِي مِنَ المدرسةِ. كنتُ أحملُ في جيبِي مصروفي الذي لمْ أصرفْهُ في الفسحةِ, والذي خطَّطتُ أنْ أشتري بهِ شيئاً أحبُهُ, وبِالحبَّةِ ليس بالكيلو كمَا اعتادَ أهلي.
عندَمَا اقتربْتُ منَ السُّوقِ فاحَتْ الرائحَةُ التي أشتَهِي.
كانتْ لدى البائعِ عدَّةُ أصنافٍ منَ الفاكهةِ, ولكنَّني لمْ أَشتمَّ سواها" المانجا".
رأيتُهَا. كان شكلُها الشَّهي يدعوني, وكنتُ جائعةً مما جعلَ اشتياقي لَهَا يزيدُ, ورِيقي يسيلُ, وبِطانَةَ معِدَتِي يفركُ بعضُها بعضاً.
وقفْتُ قِبالَتَهَا للحظاتٍ أرمُقُهَا بحُبٍّ, قبل أنْ يسألَنِي البائعُ إِنْ كانَ يستطيعُ أنْ يخدِمَني. أخرجْتُ مصروفِي مِنْ جَيبِي وَوَضعتُهُ في كَفِّهِ وأَنا أَبتَسِمُ, وقلتُ بثقةٍ :
أُريدُ حبَّةَ مانجا ..
سأَلَني بتعجُّبٍ : حبةً واحدةً ؟!
فهَزَزتُ رأسِي مُوافقةً.
قَلَّبَ النقودَ في كَفِّهِ, ولمَّا رأى بِأَنَّها تَفوقُ الثَّمَنَ قالَ لِي : اختَرِي واحدةً كبيرةً.
لمْ أُضَيِّعِ الكثيرَ منَ الوقتِ في الاختيارِ, فقدْ وقعَ بَصَري عَلى حبةٍ كبيرةٍ على سطحِ السَّحَّارةِ, ولمْ أكنْ لأرضَى عنها بَديلاً.
عرضَ عليَّ البائعُ كيساً, ولكنَّني رفضتُ بِلباقةٍ, وطلبتُ منهُ استخدامَ سكِّينِهِ لأَشقَّهَا, فقد نويتُ الاستمتاعَ بِأكلِهَا في الطريقِ.
أعطانِي السِّكِّينَ, وبينما كنتُ أشقُّ الحبةَ أتاني صوتُ زبونٍ يقولُ : آه مانجا رائعةٌ, ورخيصةُ الثمنِ !
التفَتَ إِليه صديقُهُ وقالَ باعتراضٍ : هذه مانجا اسرائيليَّةٌ !!
ارتعشَتْ يدي لَدَى سماعِي الكلمة, فشقَّتْ السِّكِّينُ كفي اليُسرَى, واختلطَ الدَّمُ الحارُّ بِعُصَارَةِ المانجا الطَّازِجَةِ.
نظرتُ الى المانجا برعبٍ. رميتُهَا مِن يَدي وأَنَا أَصرُخُ : دَم.. دَم
التَفَتَ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ إِليَّ, وهبَّ البَائِعُ لِنَجدَتِي.
قالَ بتخوُّفٍ : ما بكِ يا بُنَيَّتِي ؟
قلتُ بانفعالٍ لمْ أستَطِعْ كبتَهُ : دَم, المانجا مليئةٌ بالدَّم!
أمسَكَ بيدِي المجروحةِ وقالَ : جرحْتِ نفسَكِ يا صغيرَتِي!
فقلتُ له والدُّموعُ تغسلُ وجهِي: لا انَّهُ ليسَ دَمِي,إِنَّهُ دمُ مُحَمَّدٍ الدُّرَّة.

الفاضلة حنين حمودة
هو الدم ياسيدتي
ولا يغسل الدم الا الدم
قتلة محمد الدرة اساحوا دمه ليروي شجرة المانجو
ابدعت واستطعت بايجاز ان تقدمي ما يعجز الاسهاب ان يقدمه
تحية