1- سير فيليب سيدنى*·: السونيتة** رقم 31 *

·

يالها من خطوات حزينة ، أيها القمر ، تلك التي تصعد بها إلى السماوات ،

يا لصمتك ، ويا لشحوب وجهك !

عجبا ، هل من الممكن أنه حتى في الأماكن السماوية

يجرب ذلك الرامي المشغول تصويب سهامه الحادة ؟[1]

حقا ، إذا كانت تلك العينان التي عرفتا الحب طويلا

يمكن أن تتبينا ما هو حب ، فإنك تعاني من حالة حب ؛

أتبينها من مظهرك : فطلاوتك الواهنة

تكشف لي ، أنا الذي بي مثل ما بك ، عن حالتك.

إذن وقد عَقَدَت الصداقة بيننا ، أيها القمر ، أخبرني

هل الحب الدائم هناك لا يعني سوى عوز في الفطنة ؟

وهل الجميلات هناك مختالات مثلما هن هنا ؟

وهل هن هناك في العلا يُحْبِبْن أن يُحْبَبْن ، ومع ذلك

فإن أولئك العاشقات يحتقرن من يتملكهم الحب ؟

وهل يعتبرن العفاف فضيلة هناك مثلما هنا ؟





--------------------------------------------------------------------------------

* سير فيليب سيدنى : (1554- 1586م) شاعر وكاتب وجندي ورجل بلاط إنجليزي ، كان معاصرا لشكسبير. (المترجم)

** السونيتة :قصيدة تتألف من أربعة عشر بيتا. (المترجم)

[1] المقصود بالرامي هنا هو كيوبيد ، إله الحب عند الرومان ، والذي تمثله الصور طفلا جميلا مجنحا يحمل قوسا وسهما. (المترجم)