... سلسلة كتاباتي ...








كتاباتي المطبوعة














كتاب
المقام العراقي بأصوات النساء
دراسة تحليلية فنية نقدية لتجربة المرأة
العراقية في الغناء المقامي
تاليف
حسين اسماعيل الاعظمي





الحلقة (12)




















الباب الثاني


الفصل الثالث


- مائدة نزهت
- فريدة محمد علي
- سحر طه









تكملة مائدة نزهت
----------------
واجدني عندما اذكر حقائق, استشعر راحة كبيرة, فمن هذه الحقائق تنجلي واخرى مغبونة منسية.. ومن الحقائق ان هذه المغنية الكبيرة غنت المقامات باصولها التاريخية دون الخروج عن ذلك احتراماً لهذه التقاليد الغنائية, ولما كان الخروج عن القوالب لاي فن تراثي محفوف بالمخاطر, فهو سلاح ذو حدين .. فقد استنكره غالبية المقاميين بحجة المحافظة على الاصول التقليدية .. وهو رأي تميل اليه الكثرة ، مع ان البعض حاول التملص من هذه الشرنقة العتيقة .. اما الاضافة فهي تناظر الخروج عن التقاليد بل هي من نتائجه .. ولما كانت مطربتنا قديمة عهد بالغناء, فقد اتاح لها عمرها الفني ان تصول و تجول لتخرج و تضيف جماليات ادائية ابداعية غاية في الفن و الاتقان .. وعليه فهي اول مغنية مقامية غنت المقامات باصولها التقليدية, اي انها ادت الشكل المقامي (Form) وعبرت عنه بمضامين غنائية مقامية عراقية بغدادية. ولو اضطررنا الى الاستشهاد فمن السهولة العودة الى مقاماتها, و ليكن مقام الحويزاوي .. هذا المقام الذي سبق ان غناه الكثير من المغنين المقاميين, ولكن القلة فقط لم تستكن للروتين, وكان التقليد المهيب في الغناء المقامي, يمنع ان يؤدى مقاماً معيناً الا وقد انطلق من التقليد التام.. واول واهم مراكز التقليد هي ان تكون القصيدة المغناة ذاتها التي سبق ان غناها احد المغنين المشاهير وفي نفس المقام المعين. فمقام الحويزاوي الذي غناه المغني التاريخي محمد القبنجي, وبما لهذا المغني الكبير من سطوة هائلة على الجماهير فقد كان مقامه الحويزاوي له سطوه اخرى على مسامع و اذواق المغنين و لجماهير منذ ان سجله اذاعياً عام 1956 حسب ما قيل لي واعاد غنائه عام 1964 في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الثاني الذي انعقد في بغداد ، وهذه المرة سجل تلفزيونياً بحيث لم يجرأ اي من المغنين الاخرين ان يغنوا مقام الحويزاوي بعد هذا التاريخ الا بنفس القصيدة و نفس الاداء الذي اداه استاذنا محمد القبنجي, والقصيدة مأخوذة من كتاب الف ليلة و ليلة. ففي هذا المقام كمقاماته الاخرى كان القبنجي كطائر تاريخي من العصور القديمة يبسط جناحيه الهائلين صوب المشرق و المغرب, والكل تحت خيمته.. فمن يجرؤ على مجرد طرح رأي ولو كان بسيطاً.. !!
غنى القبنجي مقام الحويزاوي, فغزى القلوب و الافكار والهب المشاعر في قصيدة لو كان قائلها حي يرزق لقدم الولاء و الشكر و العرفان لهذا الفنان لانه خلدها بالفعل, اذ نفض غبار الزمن عنها و اظهر بريقها الوهاج .. وتقول القصيدة..


لما اناخوا قبيل الصــبح عيسهـم فحمــلوها و سارت بالهوى الابل
يا حادي العيس عرج كي اودعهـم يا حـادي العيس في ترحالك الاجل
اني على العهد لم انقض مودتهــم يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا
لما علمت بان القوم قد رحـــلوا وراهب الـــدير بالناقوس منشغل
شبكت عشري على رأسي وقلت له يا راهب الـدير هل مرت بك الابل
فحن لي و بكى وأنَ لي و شــكى وقال لي يــا فتى ضاقت بك الحيل
ان البدور اللواتي جئت تطلبهــا بالامس كانوا هنا و اليوم قد رحلوا

اتى بعد الفنان المبدع القبانجي في مقامه هذا وبالقصيدة التي اعتبرها المؤرخون من القصائد الواحدة ، مغنون كثيرون ، غنوا هذا المقام (الحويزاوي) وبذات القصيدة بما فيهم المغنون الكبار ، فتساقطوا في هذا المقام كأوراق الخريف رغم جودتهم وعلوَّ كعبهم ما خلا اثنين من المغنين الذين لم تضعهم الجماهير المقامية ضمن قائمة مغني المقام العراقي!! وهو امر ليس عادلاً ... لان الجماهير تنظر اليهما على انهما مغنيان للاغنية الحديثة ، فكان اولهما فنان القرن العشرين ناظم الغزالي الذي تجاوز التقاليد فابدع في الغناء الحديث والغناء المقامي بصورة فنية لم يسبق اليها مثيل فكان اول مطرب عراقي استطاع بفنه ان ينشر المقام العراقي والاغنية القديمة (البسته) الى كل ارجاء الوطن العربي وخارجه ، دون الاعتماد على عكازات من تعابير ادائية غنائية تعود لبيئات اخرى غير عراقية ... ولم يات بعده الا واستند على تعابير من هنا وهناك ليصل بفنه الى الخارج ... فمن شعر البهاء زهير غنى ناظم الغزال مقام الحويزاوي ، وهو اول حويزاوي يخرج عن التقاليد التي اعتاد بها المغنون ان يؤدوا مقام الحويـزاوي ، نفس حويزاوي القبانجي نصاً شعرياً ولحناً دون زيادة او نقصان ، ولكن الغزالي قد فعلها وغنى هذا المقام بقصيدة اخرى ومسارات لحنية بتعابير مغايرة لما جاء في مضامين تعابير القبانجي وبهذا يكون الغزالي في هذا المقام قد انجز ابداعاً اخر في سلسلة ابداعاته الكثيرة ولنستمع اليه في هذا المقام بقصيدة البهاء زهير : وقائلة لما اردت وداعهــــا حبيبي أحقاً انت بالبين فاجعــي
فيارب لا يصدق حديث سمعتـة لقد راع قلبي ما جرى في مسامعي
وقامت وراء الستر تبكي حزينة وقد سترته بيننا بالاصابـــــع
بكت فارتني لؤلؤاً متناثـــراً هوى فالتقته من فضول المقانــع
ولما رأت ان الفراق حقيقـــة واني عليه مكره غير طائــــع
تبدت فلا والله ما الشمس مثلها اذا اشـرقت انوارها في المطالـع
تسلم باليمنى علي اشــــارة وتمسح باليسرى مجاري المدامـع
وما برحت تبكي وابكي صبـابة الـى ان تركنا الارض ذات نقائـع
ستصبح تلك الارض من عبراتنا كثـيرة خصب رائق النبت رائــع

هذا وقد غنى ناظم الغزالي بعد انتهائه من غناء هذا المقام اغنية (وشبان مني ذنب) وقد غنى ايضاً خلال سير الاغنية ابوذيه بطور المصلاوية وسلَّمُها الحجاز وهو نفس سلم مقام الحويزاوي وهذه هي الابوذيه .
يمين اقســـم بالشمــــس وضحــاها
غرامـــك اثــــــر بروحي وضحاها
حبيبي انجان الـــك فكــــرة وضحاها
دخيـــــــلك لا تخليهــا خفيـــة

اما التجربة الثانية فهي للمطربة الشهيرة مائدة نزهت, حيث غنت هي الاخرى مقام الحويزاوي باسلوب فني مغاير تماماً لاسلوب مطرب الاجيال محمد القبنجي و مغاير ايضاً لاسلوب فنان القرن العشرين ناظم الغزالي, ولم يكن ذلك لمرة واحدة بل كررت ذلك مرتين و بقصيدتين جديدتين مختلفتين ففي المرة الاولى غنت الفنانة مائدة نزهت مقام الحويزاوي بقصيدة عبد المجيد الملا.

يا من هواه اعزه و أذلنــــي كيف السبيل الى وصالك دلنــي
واصلتني حتى ملكت حشاشــتي ورجعت من بعد الوصال هجرتني
الهجر من بعد الوصال خطيئــة يا ليت قبل الوصل قد اعلمتنــي
انت الذي حلفتني و حلفت لــي وحلفت انك لا تخون فخنتنـــي
وحلفت انك لا تميل مع الهــوى اين اليمين و اين ما عاهدتنـــي
فلأقعدن على الطريق و أشتكــي واقول , مظلومٌ وانت ظلمتنـــي
ولأدعون عليك في غسق الـدجى يبليك ربي مثلمــا ابليتنــــي

وقد تحدثت عن هذا المقام في كتابي السابق( المقام العراقي الى أين؟ ) صفحة 86, وفي المرة الثانية اثبتت الفنانة مائدة نزهت امكانياتها الابداعية وغنته بقصيدة الشاعر المخضرم حافظ جميل بأجمل ما يمكن ان يكون.

وا عظم بلواك من هم تعانيــه ومن جوى ألم في النفس تخفيــه
لله آهتك الحرى اذا انبـــعثت عن لاعج في سواد اللــيل تذكيه
في كل زفرة حزن منك تبعثـها مشوبُ نار على الاكبــاد تلقيـه
يا راهباً و ظلام الليل معبــده حتى م تقرع حــزناً في دياجيـه
وهل سألت دفين الوجد لا تركت آلامه فيك او ابــــقت مآسـيه
يا قلب هْبكَ نسيت الجرح ملتئماً هل انت من ألم المكبوت ناســيه

بهذا الغناء لهذا المقام, صفق لها المبدعون و هلل لها المتذوقون, ليس فقط على اداء متميز, بل لجرأة وإقدام, ورفضها البقاء اسيرة .. ورغم كل ذلك لا يعتبرها التقليديون هي و زميلها الغزالي مغنون مقاميون !!!
وربما يكون الامر طبيعياً بالنسبة لهم باعتبارهم تقليديين يرفضون كل ابداع وتجديد .
اما بالنسبة لي فقد غنيت هذا المقام في بداياتي منتصف السبعينات بقصيدة للدكتور رشيد العبيدي وهي :
يا ظبية هام الفؤاد بحبهــــا هــلا رأفت بقلبي المجــروح
الحب للانسان برء من ظنـــى فــاراك سيدتي عصفت بروحي
وجدي اذا كتمته في جانحـــي قــالت حشاشاتي لعيني بوحـي
انا من يعيش على هواك مؤمـلاً واليــك في هذي الحياة جنوحي
إلفان ضمهما الحنين على المدى كحمـــامتين على ربيع سفوحي
وفي صدد اغنية – تاليهه وياك – اذكر اني كنت مرة خلال الدوام الوظيفي اليومي لفرقتنا ونحن نتمرن على بعض الاعمال الغنائية المقامية وابداء ملاحظاتي المقامية للفنانة مائدة نزهت وقد كنا في حضرة مقام الحكيمي وهو من سلم مقـام الهـزام .. وفي هذه الاثناء مال حديثنا الى اغنية – تاليهه وياك- وهي من نفس السلم حتى اخذت تغني ببعض مقاطعها التي ابديت اعجابي ببنائها الموسيقي وادائها المتقن الجميل فسألتها عن ظروف هذه الاغنية ... فكانت ان اجابت بصراحة وجراءة فقالت (في هذه الفترة كنت على علاقة حب طاهر نقي مع الفنان وديع خونده ، وكان ذلك قبل زواجنا طبعاً ، كنت كمراهقة غرة، لا يهمها كتمان مشاعرها وكان قد لحن لي هذه الاغنية فعند تسجيلها في ستوديو الاذاعة كان وديع موجود في كونترول الاستوديو جالساً مع المخرج وكنت انا في ذروة مزاجي الغنائي ومشاعري الجياشة مما جعلني اغني بكل الصدق والجودة فكان ان نجحت هذه الاغنية نجاحاً كبيراً ليس فقط لجمالها بل لمستواها الراقي في الكلمات والبناء اللحني والاداء الغنائي ) .
وبذلك يمكننا ان نقول من جانب اخر ان هذه الاغنية سجلت قبل عام 1958 وهو عام زواجهما واليك عزيزي القارئ كلمات الاغنية ونوتة لحنها .
ومن الالحان الاولى لملحنين اخرين التي غنتها مائدة نزهت والتي ترتبط من الوهلة الاولى بتعابير حقبة التجربة مثل اغنية ياحلو التي كتب كلماتها خزعل مهدي واغنية ياهوانا التي كتبها غازي جميل واغنية يمسيرين الهوى التي كتبها حسن ترجمان واغنية محتارين لداود القسام واغنية محبوبنا الغايب لجبوري النجار واغنية لاتبجين ياعين لعبد الستار القباني التي لحنها جميعا ناظم نعيم واغاني اخرى مثل اغنية يكولولي توبي لمحمد حسن الكرخي واغنية يم العباية الجاسبي لعبود السوداني واغنية يابوية اشتريني لحميد النجار واغنية انتظار لعباس العزاوي التي لحنها جميعا رضا علي واغاني اخرى مثل اغنية خلهم يكولون لهلال عاصم التي لحنها علاء كامل واغنية يحليوة عجايب لنفس الكاتب والملحن . وأغنية - نعم هالي سمالي- التي كتبها جعفر الاديب ولحنها سعد شعبان واغنية على كيفك لوليد جعفر ولحن محمود الكويتي وغيرها من الاغاني الاولى في بداياتها التي عكست واقع الحقبة الزمنية من تطور موسيقانا والتجربة المستمرة في ذلك .

اسالوا لاتسالوني
اسالوا لاتســــالوني اسالوه مـــزعلت منه عليّة زعلوه
هو محبوبي ولوه
ولــوه ولــوه عواذلنه ويلوه

خلي قلبـــة بالعواذل يبتـلي تالي يــــذكر وليفه الاولي
ادري محبــوبي مرجوعة الي
ولـــوه ولوه عواذلنه ويلوه
عافني والسبب ما ادري شكول كلمة وحدة واستمعهة من العذول
واني ما ازعل شما هجرة يطول
ولوه ولوه عــواذلنه ويلوه
ذنبة مو ذنبي بعد يكفي العتاب خلص كلبــي من الملامه والعذاب
ماكو واحد للصلح يفتح لي باب
ويلوه ويلوه عــواذلنه ويلوه

نوطة الاغنية

اغنية لو ما الهوى التي كتبها سبتي طاهر ولحنها الملحن اللبناني عفيف رضوان . واغنية كاعد على دربكم التي كتبها حسين علي ولحنها الملحن اللبناني عفيف رضوان ايضا .
في خضم الاحداث والمشاكل التي كان يعج بها العراق اواخر العقد الخمسيني وبداية العقد الستيني وبسبب مضايقات معينة, سافرت مائدة نزهت مع زوجها وديع خوندة عام 1962 الى بيروت , وهي المرة الاولى التي تسافر فيها خارج العراق , وفي بيروت بدات مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية فقد كان زوجها على علاقة ببعض الصداقات مع الفنانين اللبنانيين والعرب منذ ان عمل في اذاعة الشرق الادنى . مثل عبد الحليم حافظ بواسطة محمد عبد المطلب الذي كان صديق وديع خوندة في بغداد وتعرفت على اعضاء الفرقة الماسية وهدى سلطان ولبلبة ونجاح سلام وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهم . وفي هذه الفترة من اقامتهم في بيروت لحن لها زوجها اغنية يا خوية ويا احلى خي التي كتب كلماتها زين شعبي .
في هذه الاثناء وبعد تحسن وضعهما واستقرارهما , قاما بسفرة سياحية الى اوربا عادا بعدها الى ارض الوطن عام 1963 ثم اضطرا للعودة الى بيروت ثانية وبقيا هناك , وفي عام 1964 انجبت مائدة ابنها البكر- اياد – وبعد ذلك باشرا مرة اخرى نشاطهما الفني وقد ذهبا الى سوريا التي فتحت ابوابها لهما , ولكنهما بقيا في دوامة من الذهاب والاياب بين سوريا ولبنان , ونشاطهما الفني مستمر وقد ساعدهما الفنان الكبير الفلسطيني الاصل حليم الرومي حيث كان مسؤولا عن الموسيقى في الاذاعة اللبنانية , وقد لحن لها بعض الفنانين العرب منهم حسن غندور وعفيف رضوان وخالد ابو النصر وسعدون الراشد والكويتيان عوض دوخي وحميد الرجب بعد ان سافرت الى الكويت لفترة معينة .
وفي سوريا سجلت مائدة نزهت بعض الاغاني للاذاعة وكذلك شاركت في احتفالات الوحدة الثلاثية بين العراق ومصر وسوريا. . وكانت اغنية اسألوه لا تسالوني اسألوه من بين الاغاني التي شاعت واخذت شهرة واسعة وكذلك اغنية يا خوية ويا احلى خي .
وفي عام 1968 , عادا الى ارض الوطن , وحال عودتهما باشرا نشاطهما الفني فكانت اغاني عديدة مثل اغنية ( قفوا هنا) التي كتبها عبد السلام ابراهيم ولحنها وديع خوندة واغنية (عراق التاميم) التي كتبها ناظم السماوي ولحنها ياسين الشيخلي وقد لحن لها محمد سلمان اغنية (شمس بغداد) واغنية (حبيبتي بغداد) للشاعر شفيق الكمالي والحان وديع خوندة .
ونستطيع ان نلاحظ تطور وتنوع اغانيها التي تلت البدايات الاولى مثل اغنية (ياكلبي لتكول التوبة) التي كتبها فوزي ابراهيم واغنية (مرحبا بالجاي لينا) – التي كتبها صباح سلمان واغنية (حبي وحبك) التي كتبها سعدي معيد ولحنها جميعا محمد نوشي واغاني اخرى مثل اغنية (سالت عنك) التي كتبها عبد الكريم مكي واغنية وحدوية لداود الغنام واغنية سلام لغازي مجيد التي لحنها فاروق هلال كلها . واغنية (ورد الخدود) كتبها انيس ابي رافع واغنية( ياخية ) التي كتبها ابو رياض, واغنية (من يدري) لعبد المجيد الملا , واغنية (حن) لامل سامي , وقصيدة (بان الاخلا) للشاعر جرير , واغنية (المكتوب) لعبد الله المعروف , وكلها من الحان وديع خوندة واغاني اخرى مثل اغنية (هذا آنة الوطن) لخالد الشعري ولحن عبد الحليم السيد , واغنية (ياشاغلني) للشاعر احمد رامي ولحن جميل بشير , اغنية (حب الناس) لمحمد عمران , ولحن عبد الفتاح حلمي , ومن الحان رضا علي , اغنية (حمد يا حمود) التي كتبها خزعل مهدي , واغنية اخرى لحنها محمد عبد المجيد وكتبها كريم العماري , (شوكنه) وكذلك اغنية (لا تعتذر) لخليل الخوري , ولحن سالم حسين , اغنية (حلم اخضر) لمحمد هاشم , ولحن عباس جميل واغاني اخرى ايضا من الحان ياسين الراوي مثل اغنية (يوم الفرح ) لغازي جميل , واغنية (دور بينا يا عشك) لزهير الدجيلي , واغنية (رد الحبيب) لعلي الربيعي , واغنية اخرى (سنبل الديرة) , التي كتبها كريم العماري , واوبريت غنائي من الحان محمد جواد اموري , واغنية (نعم) لحن عبد الجبار الدراجي , واغنية (لا باس يا ترف) لعوض دوخي, واغنية (لا يا هوى ) لكاظم عبد الجبار , ولحن طالب القرغولي , واغنية (حنان عيونك) لحامد العبيدي , ولحن جميل سليم, ومن الحان احمد الخليل , اغنية (هلها يومولي الهلا) لكاظم العبودي , واغنية (عالي الجبل) لعبد الجبار العاشور , واغنية اخرى وانا المحروم لطالب خضير , ولحن جمال جلال , وقصيدة الفارابي الشوق والالم لحنها سالم حسين , واغنية (الحاصودة) لذياب كرار , لحنها كوكب حمزة , واغنية (نذر) لعلي الحلبي , ولحن عبد الحسين السماوي , واوبريت غنائي لناظم نعيم , اغنية باب دجلة لحسن نعمة العبيدي , لحن عبد الكريم بدر , واغنية (بشائر المنى) لصاحب خليل , ولحن كنعان وصفي , واغنية (تجونة لو نجيكم) لرشيد حميد ولحن خزعل فاضل , والحان كثيرة اخرى نرى فيها السيدة مائدة نزهت تكافح في سبيل نجاحات تلو نجاحات ومن اجل تحقيق ذاتها , فهي تريد ان تكون قريبة دائما من المجتمع , من الجمهور .. انه لشيء جميل ان نستمع الى اغنية تتضمن دلائل كثيرة من ترابط وتماسك ومحبة المجتمع , دون الحاجة الى مناقشتها وخير مثال لنا اغنيتها – تجونة لو نجيكم .

صورة / باريس , مسرح معهد العالم العربي 13/1/1995 , من اليمين عبد الكريم بنيان , نزيه محسن , فلاح المصلاوي , حسين الاعظمي – المؤلف , محمد زكي , داخل احمد



صورة / امام مبنى المركز الثقافي العراقي بلندن , يظهر الفنانون , من اليمين حسن النقيب , عبد الجبار الدراجي سامي عبد الاحد , مرافق الوفد عبد الله , سعد عبد اللطيف , ابراهيم العبد الله , صبحي صالح ، مائدة نزهت ، احد اعضاء المركز ، حسين الاعظمي ، منير بشير و يقف امامه سعدي الحد يثي ، علي الامام , حسن الشكرجي , اذار 1977

صورة / الصورة في تونس, قاعة فندق المشتل يوم 1/8/1994,حفلة لقاء الوفود العربية جميعها قبل بدء سباق مهرجان الاغنية العربية الثالث الذي يقيمه اتحاد الاذاعات العربية . ويظهر من اليمين حسين الاعظمي – المؤلف – ( عضو لجنة التحكيم ) وبجانبه بعض المطربات المشاركات , سونيا مبارك ( تونس ) , دنيا بوبيا ( الجزائر ) , امل عرفة ( سوريا ) , سمية بعلبكي ( لبنان ) , انغام ( مصر ) , والمطربة الموريتانية .

اغنية تجونة لو نجيكم
تجـــــونة لو نجيــكم لـــــو احنا نجيـــكم
تعالوا يا حبايب هلة بيكم
احنة نريد جيتــــــكم تجـــــونة بهاي لمتكم
ويـــــــانه تكعدون تشـــــوفونة وتفرحون
تعالوا يا حبايب هلا بيكم
اتكــــــولون نهواكم مـــــــا نصبر بلياكم
انتــــــو لو تصدكون وبــــــــالنا ترجعون
تعالوا يا حبايب هلا بيكم
تعالــــوا رجعوا ويانه هــــــــذا الدار هيانه
انتـــو مـــو بعيدين اتشـــــــوفونة كريبين
تعالوا يا حبايب هلا بيكم
نوطة الاغنية

صورة /- المؤلف – يغني في حفلة تخرج الدورة الاولى لمعهد الدراسات النغمية العراقي ترافقه الفرقة المركزية لاساتذة وطلبة المعهد 13/6/1977 وعلى قاعة الشعب

وفي اغنية (لا يا هوى ) التي كتبها كاظم عبد الجبار ولحنها طالب القرغولي , نلاحظ انتقالة واضحة في التعابير الادائية تطفح بالفرح والغزل وهي توحي فعلا بانتقالة لاغانيها من اجواء الستينات الى اجواء السبعينات .

لا يـا هوى .. لا تلعب بحالي لعب لا
لا يا هوى .. لا تاخذ كليبي غصب لا
يا ما بطريقك ساهرت ليل وليالي تنطرت
حبيتك او ما حصلت غير الملامة والسهر
وانت الهوى متغيرت والساعة من عمري بشهر
لا ... لا يا هوى
مر يا هوى بكليبي بالك لا تمر مر يا هوى خليني مرتاح الفكر
مر يا هوى وعني ابتعد با امالي خليني انسعد
حبيتك وما حصلت
كف يا هوى ذبوني بدروبك سنة وبعد السنة سنين ومضت فوك السنة
جافوني واتكابر غصب ولا جنهم احباب الكلب
حبيتك او ما حصلت
نوطة الاغنية

وكذلك نلاحظ ذلك في اغنية (عيني يلولد) التي كتبها حسن الخزاعي ولحنها خليل ابراهيم .. ان افاقها توسعت لتشمل حجم التغيرات , ومن جديد نشعر بقربها من جمهور الشباب .

عيني يلولد روحي يلولد
انه مجبورة بعيونك
عيني يلولد
كل ظني انت هواي وانت الاريده
وانتظرك ملهوف وامتاني عيده
مر عيني تترجاك يل بالكلب ذكراك
عيني يلولد
راسمتك بكل عين صورة يمحبوب
كلب التولع بيك لتصدك اتوب
عيني يلولد
بل حلم يل بالروح دوم انت وياي
شمس وامل ونجوم وتضوي دنياي
عيني يلولد
احلف بضي العين ما اكدر بلياك
يل علمتني الشوك ما اكدر انساك
عيني يلولد
نوطة الاغنية

مرة اخرى نستطيع ان نلاحظ في اغنية (حلوين) من كلمات غازي مجيد ولحن ياسين محمد الراوي , ذلك التغيير الذي يوحي بسرعة الحياة في العقد السبعيني التي بدت اكثر من السابق .. ذلك التغيير الذي يظهر علاقة مائدة نزهت بالجمهور .. نوع من العلاقات المحفزة للتطور والتفاعل الحقيقي .. وفيها نحس ان الامر هو في الاساس اكبر من نجاح اغنية .. وقد يكون لهذه العلاقة الضمنية بين الفنان والجمهور في طبيعة الارتقاء بالغناء العراقي عموما وبالنتيجة تكون النجاحات كبيرة .. فاغاني مائدة نزهت توحي لنا دائما بافكار وجماليات متفائلة مليئة بالحياة .. ان اغانيها بصورة عامة في العقد السبعيني انتقال من حالة الى اخرى , من ظروف الاجواء المضطربة في السياسة والاقتصاد والاجتماع الى ظروف اوحت منذ البداية باستقرار واضح في هذه النواحي , الى الرغبة والتخلص من ظروف الانفعال الدائم .. الى التخلص من كل ذلك .. ولنستمع الى اغنية حلوين .



صورة / مائدة نزهت تتوسط زملائها المطربين حسين الاعظمي وابراهيم العبدالله , وعبد الجبار الدراجي , كلاسكو 1979

اغنية حلوين
حلوين او يدرون نحبهم والشوك ويانة امعذبهم
لكن للحب ايكتمون ايخافون الناس ايكولون
ما يدرون الحب الذوبنة امذوبهم
حلوين
حلوين او جرفين العين ( اتسافر بينة )
واشراعين الشوك اتغرب ( وتلاكينة )
انحبهم ويحبونة وعالحب امعلمينة
شينسينة لو كل العذال انجمعت شينسينة
حلوين
حلوين وشمس الحب اتشع علينة
وهلالين الحاجب دنية تحجي اشبينة
انحبهم ويحبونة وعالحب امعلمينة
شينسينة لو كل العذال ونجمعت شينسينة
حلوين
نوطة الاغنية

ان هذا الخيال الجديد , والمنحى التعبيري المتجدد , في اغنية السبعينات , واعادة تنشيط الذات ضد القلق والاضطراب يذكرنا بحقبة التحول وشيخها الابداعي محمد القبانجي الذي كان منعطفا جماليا وتعبيريا في الاداء المقامي والغناء البغدادي . وهكذا فان مائدة نزهت تحاول بقوة وشدة للاقتراب من واقع الحياة الجديدة التي امسى يعيشها العراقيون بعد الثورة . وفي هذه الاجواء تبدو اغنية سألت عنك التي كتبها عبد الكريم مكي ولحنها فاروق هلال مناسبة الان للاستماع اليها .

صورة / الفنانون حسن النقيب , عبد الجبار الدراجي , باهر الرجب , حسين الاعظمي , ابراهيم العبد الله , مائدة نزهت , عباس جميل , ابراهيم محمد نادر , اغسطس 1979 مهرجان الجزائر الدولي .

لم تكن ابدا خيالات وتاملات مائدة نزهت الجديدة هذه بدون مبرر , او مجرد خيالات وتاملات خاصة . . فان اختيار هذه الخيالات والتأملات والتعابير المبتسمة اكثر من السابق والجديدة , تتحدد بمناسبتها للشيء الذي يراد الدلالة عليه , وقد دلت الحياة في العراق بعد انتصاف القرن العشرين على اطلاق ديناميكية جديدة لحياة العراقيين .. ان هذه التطلعات جميعها تصور لنا مزايا ايجابية في منحى تطور اغنيتنا الحديثة, ولا تدل لنا على الغموض والابهام , ومن زاوية ما , تبقى الامور مقرونة ايضا بوضع الشاعر والملحن ديناميكيا في النص الشعري واللحني اللـّذين يثيران اهميتهما مباشرة .. فتسيطر الخيالات المتفائلة عادة , وعلى هذا الاساس لدينا تعابير جميلة وجديدة في اغاني مائدة نزهت ومقاماتها التي بدت تجربتها فيها منتصف العقد السبعيني .. ويعتبر النموذج الاخير مثالا حيا لاستيعاب مائدة نزهت الخيالات الرئيسة لاجيال السبعينات وما تلاها, خاصة وهي تجرب تادية لون غنائي تراثي متسم بالتعابير الحزينة .. وهكذا فان مجرد سماع احد المقامات التي غنتها مائدة نزهت , يوفر لنا شعورا بشيء متحرك باستمرار وفي تطور دائم .. ان نتيجة التعابير المقامية الموصوفة اصلا بالحزن والانفعال وان يكن ذا شجن طروب .. توحي لنا بجنة اصيلة .. تحركها افكار وتطلعات المتفائلين , وغالبا ما تكون تعابير مائدة نزهت واقرانها من المغنين المعاصرين لحقبتها في التعابير وفي حالتها الدنياميكية , مندمجة ومتوافقة . .. وهكذا تكون لدينا اغنية معبرة عن تطلعات الشعب باجمعه .. ولنستمع الان الى احد مقاماتها التي غنتها في هذه الحقبة وليكن مقام الشرقي رست .

يا صاح وجهك علي بوَحشتيمنـــــهل
تميت حاير اناشد يا ربع منـــــــهل
كل الفرح ياولف بمواصلك منــــــهل
انت حبيبي وولفي احب ملـــــــــكاه
يامن تجيب الفرح ويَا لهَنا مـــلكـــــاه
من غير عطفك ادور عالفرح ملكــــــاه
عطشانة روحي والكبت ابمبسمك منهـل