آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الأمراض النفسية و العقلية و علاقتها بالمسئولية الجنائية

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,039
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي الأمراض النفسية و العقلية و علاقتها بالمسئولية الجنائية

    يتوقف الحكم بمدي المسئولية الجنائية بالنسبة للمصابين بالأمراض النفسية و العقلية علي مدي ما تحدثه هذه الأمراض من تأثير علي الوعي أو الإدراك أو الإرادة ، يصاحب اضطراب الوعي اضطرابات في الانفعالات و خلل في السلوك ، كما يصاحبها هلاوس سمعيه و بصرية و ينتج عن هذه الاضطرابات حالة هياج مصحوبة عادة بمخاوف و تصرفات غير سوية و غير صحيحة مبنية علي هذه المخاوف و الهلاوس . و نجد اضطراب الوعي في حالات الاختلاط العقلي و حالات الاضطرابات العضوية ، كما أنها تحدث نتيجة الأرق الشديد أو نقص التغذية أو اضطراب الوظائف الميثابولية التى قد تصاحب حالات الاضطراب العقلية الأخري .
    و يقصد بالإدراك هنا الدراية أو الفطنة ، بمعني فهم ما يدور حوله من أحداث و ربط الأمور و الأحوال التى تجري في محيطه ربطاً صحيحاً و استخلاص النتائج الصحيحة . و من الواضح أن اضطراب الوعي لابد أن يصاحبه اضطراب الإدراك – كما انه قد يحدث نتيجة لكثير من أعراض الأمراض العقلية مثل التفكير الاجتراري و الاستجابة للهلاوس و الضلالات و كذلك حالات التخلف العقلي و العته بأنواعه .
    أما الإرادة فهي تعني الإرادة الحرة النابعة من وعي و إدراك صحيح ، أو الإرادة التي لا تسيطر عليها هلاوس أو ضلالات مرضية تجعل المريض في الحقيقة مسلوب الإرادة .
    و بناء علي ما تقدم ، سنقوم بسرد بعض أنواع الجرائم و ارتباطها بأعراض الأمراض العقلية و النفسية المختلفة :
    1- الهوس : لما كانت من أهم أعراض هذا المرض الهياج و النشاط الزائد المصحوب بالمرح المرضي ، و الإحساس بالقوة و الذكاء الخارقين مع المقدرة علي عمل المعجزات ، لذا كان أكثر أنواع الجرائم التى ترتكب هي جرائم الضرب ، و أحداث العاهات و الاعتداء علي الأشخاص و الممتلكات ، أما جرائم القتل فإنها عادة تكون في صورة ضرب أو اعتداء أفضي إلي الموت ، أما القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد فهو ليس شائعاً في هذه الحالات . أما الانتحار فإن هذه الحالات لا تقدم علي الانتحار حيث إنهم يعيشون في حالة مرح شديد ، و لكنهم قد يتسببون في قتل أنفسهم بغير نية الانتحار ، نتيجة شدة النشاط و الإحساس المرضي بالقوة و القدرة الخارقة .أما جرائم التزوير و النصب و الاحتيال فإنها عادة ما تكون فجة و غير متقنة ، كأن يغير من قيمة الشيك إلي رقم خيالي أو يستعمل حبراً مخالفاً .
    أما الجرائم الجنسية فهي ليست شائعة ، حيث إن جزءاً كبيراً من طاقة هؤلاء المرضي مستنفذة في كثرة النشاط و الحركة ، أما جرائم مخالفة التعليمات و اللوائح و مخالفات المرور فهي كثيرة في هذه الحالات .
    2- الاكئتاب :لما كان الاكئتاب و الحزن و اليأس من الحياة من أهم أعراض هذا المرض ، فإن أهم الجرائم التي ترتكب هي الانتحار ، أما جرائم القتل فهي ليست بالقليلة ، و لكن لها مواصفات خاصة ، فإن مريض الاكئتاب عادة ما يقتل المقربين له و من يحبهم أو من يعيشون في كنفه مثل أولاده أو زوجته أو والديه المسنين ، و يكون دافع القتل في هذه الحالات بدافع الشفقة و الرحمة بهم ، فهو يري الحياة مظلمة و كئيبة و قاسية و لا معني لها .
    أما حالات الاعتداء الجنسي فهي أكثر في حالات الاكئتاب عن حالات الهوس ، و قد يبدو هذا غريباً و لكن لذلك تفسير علمي و هو أن الحزن من الناحية البيولوجية مثير للغريزة الجنسية ، و خصوصاً الحزن بسبب الوفاة.
    2- الفصام بأنواعه : لما كان الفصام من أشد أنواع الأمراض العقلية تعقيداً و أكثرها تأثيراً علي الشخصية و السلوك ، و لما كانت مظاهره و أعراضه متعددة و متباينة ، لذا كان المرضي المصابون به معرضين لارتكاب جميع أنواع الجرائم و المخالفات . و يغلب علي هذه الجرائم المرتكبة بفعلهم مظاهر الغاربة و الشذوذ في دوافع ارتكاب الجريمة أو في طريقة تنفيذها . و كثير من الجرائم التي توجه تهماً للفصامين تكون في الحقيقة احدي أعراض المرض مثل جرائم التشرد أو التسوك أو دخول منزل . .
    3- الصرع و الذهان الصرعي : يشكل الصرع صعوبات معينة عند تحديد المسئولية الجنائية ، و ذلك بسبب تغير حالات الوعي الذي يصاحب النوبات الصرعيه التى تحدث . و بالرغم من أن أغلب مرضي الصرع يعتبرون أسوياء إلا أنه نظرا لأن بعض النوبات الصرعية قد يسبقها أو يعقبها فترات اضطراب في الوعي و السلوك ، و هذه الفترات قد تقصر إلي دقائق و قد تطول إلي ساعات و في بعض الحالات إلي أيام ، و بالطبع يبدو واضحاً أن المسئولية الجنائية تنتفي تجاه الأفعال التي قد ترتكب خلال هذه الفترات ، و ذلك بسبب الاختلاط العقلي و اضطراب الوعي .
    أما عن انواع الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المرضي فلا يوجد بالنسبة لهم أنواع محددة ، و بكن نلاحظ عادة ارتفاع درجة العدوانية و الاندفاعية عندهم مما يزيد من حالات التعدي و الضرب و إحداث العاهات أو القتل ، كما نلاحظ أن ذاكرة المرضي للفعل الذي ارتكب كثيراً ما تكون ضعيفة أو معدومة .
    4- النقص أو التخلف العقلي : ينقسم التخلف العقلي إلي ثلاث أو أربع أنواع متوقفاً علي درجة الذكاء و ما نتيجة من إمكانيات و هي العُته و البله و الضعف العقلي و الغباء .
    و فيما يتعلق بالجرائم المرتبطة بهذه الحالات ، نجد أن عدداً كبيراً منهم يكونون عرضة لاستعمالهم كمخالب القطط ، بمعني أن يكلفوا بواسطة آخرين لارتكاب أعمال إجرامية مثل نقل المخدرات أو الممنوعات أو إتلاف الممتلكات .
    تحية تقدير احترام


  2. #2
    كاتبة وصحفية
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الاستاذ الكريم أيمن كمال السباعي المحترم
    شكرا لهذه الإيضاحات الهامة،وبما أن للجريمة أشكال عديدة فأكيد القانون يقف عندها بالكثير من التفصيل والتصنيف،لكن إذا سعينا وراء أشكال الجريمة كما تظهر من خلال مفهوم الانحراف أو الاضطراب فإننا نجد بأن هذا الإجرام قد يكون عارضا أو يكون مدبرا أو متكررا ،والإجرام العارض أمر يقع في حالة الخطأ أو الرد على هجوم أو في ثورة انفعالية ويلي ذلك الندم والاعتراف بالخطأ وربما الاستعداد للتكفير عنه،وليس في هذه الحالات انحراف بالمعنى النفسي العميق ولكنها تكون ظاهرة لانحراف من نوع آخر،إلا أن الانحراف الذي نقول عنه إنه سلوك لااجتماعي فظاهرة في جريمة تدبر وتنظم دون أن يكون وراءها ندم وفي اعتياد السلوك الاجرامي اعتيادا يسمح باستعمال الاصطلاح العام (المجرم المحترف)وهذا النوع من الانحراف هو المضطرب نفسيا وهو الإجرام المتأصل ويكون هذا النوع بالفعل عند الذهانيين والعصابيين أو عند شخص يعاني من الضعف العقلي ومثل هذا الانحراف يعتبر جزءا من البحث في الذهاني أو العصابي أو الضعيف عقليا،وأما إذا كان شكل هذا الاجرام قليلا عند العصابي فإنه يتكرر عند الذهاني أو الضعيف عقليا ويكون الميل الغالب في مثل هذه الحالات متجها إلى عدم الأخذ بمسؤولية الفاعل مسؤولية كاملة عما فعل.
    لكن الإجرام المتأصل يمكن أن يظهر عند شخص ليس من الفئات التي ذكرت أي يكون المجرم مسؤول ويعتدي على الغير مثل هذا الاجرام قد يقع على الاشخاص في حياتهم وفي ممتلكاتهم وقد يرافق بحالات اغتصاب كما هو الأمر في جرائم الجنس،وبرأيك كيف يمكن النظر إلى هذه الحالات


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,039
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آداب عبد الهادي مشاهدة المشاركة
    الاستاذ الكريم أيمن كمال السباعي المحترم
    شكرا لهذه الإيضاحات الهامة،وبما أن للجريمة أشكال عديدة فأكيد القانون يقف عندها بالكثير من التفصيل والتصنيف،لكن إذا سعينا وراء أشكال الجريمة كما تظهر من خلال مفهوم الانحراف أو الاضطراب فإننا نجد بأن هذا الإجرام قد يكون عارضا أو يكون مدبرا أو متكررا ،والإجرام العارض أمر يقع في حالة الخطأ أو الرد على هجوم أو في ثورة انفعالية ويلي ذلك الندم والاعتراف بالخطأ وربما الاستعداد للتكفير عنه،وليس في هذه الحالات انحراف بالمعنى النفسي العميق ولكنها تكون ظاهرة لانحراف من نوع آخر،إلا أن الانحراف الذي نقول عنه إنه سلوك لااجتماعي فظاهرة في جريمة تدبر وتنظم دون أن يكون وراءها ندم وفي اعتياد السلوك الاجرامي اعتيادا يسمح باستعمال الاصطلاح العام (المجرم المحترف)وهذا النوع من الانحراف هو المضطرب نفسيا وهو الإجرام المتأصل ويكون هذا النوع بالفعل عند الذهانيين والعصابيين أو عند شخص يعاني من الضعف العقلي ومثل هذا الانحراف يعتبر جزءا من البحث في الذهاني أو العصابي أو الضعيف عقليا،وأما إذا كان شكل هذا الاجرام قليلا عند العصابي فإنه يتكرر عند الذهاني أو الضعيف عقليا ويكون الميل الغالب في مثل هذه الحالات متجها إلى عدم الأخذ بمسؤولية الفاعل مسؤولية كاملة عما فعل.
    لكن الإجرام المتأصل يمكن أن يظهر عند شخص ليس من الفئات التي ذكرت أي يكون المجرم مسؤول ويعتدي على الغير مثل هذا الاجرام قد يقع على الاشخاص في حياتهم وفي ممتلكاتهم وقد يرافق بحالات اغتصاب كما هو الأمر في جرائم الجنس،وبرأيك كيف يمكن النظر إلى هذه الحالات
    الأستاذة الفاضلة . . آداب عبد الهادي
    أشكر مرورك الكريم و تفاعلك مع مقالتي المتواضعة بخصوص عًلاقة الأمراض النفسية و العقلية بالمسئولية الجنائية .
    و رغم إننا كحقوقيين نستخدم هذه النظريات لإثبات براءة المتهم من عدمه دون التعامل معها بصفة أكاديمية إلا في الواقع ما أتيت به ، وحسبما فهمت ، يصب مباشرة في نظرية ( ديلتليو ) القائلة باستعداد الشخص للجريمة ، بمعنى أن كل إنسان لديه استعداد سابق لارتكاب جريمة . .
    و رغم إني لا اتفق مع هذه النظرية نظراً لقدمها و التطور الهائل في مجال علم الإجرام ، إلا أنني أشاطر النظرية الرأي فيما يتعلق بالاستعداد السابق للجريمة ، فالإنسان تتحكم فيه عوامل اجتماعيه و اقتصادية كثيرة قد تؤهله لدخول عالم الإجرام . . فمثلاً ( المجرم بالصدفة ) و هو احد تصنيف المجرمين الذين يدخلون عامل الإجرام بطريق الصدفة كمن يقتل إنسان بسيارته ، أو من يسبب عاهة مستديمة لشخص دون قصد ذلك ، هنا هذا الشخص سوي و معتدل و لكنه دخل عالم الجريمة و أطلق عليه مجرم نظراً لاقترافه جريمة معاقب عليها قانوناً .
    خلاصة القول ، إن الإنسان لازال سراً لا يعلمه إلا الخالق تبارك و تعالى ، و إنما نجتهد لتفسير سلوكه الإجرامي بغية الحد من هذه الظاهرة و وضع الحلول و التدابير المناسبة لمنع الجريمة في المجتمع .
    تحية احترام و تقدير


  4. #4
    باحث لغوي وكاتب
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية ابراهيم ابويه
    تاريخ التسجيل
    12/12/2007
    العمر
    62
    المشاركات
    2,736
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن كمال السباعي مشاهدة المشاركة
    يتوقف الحكم بمدي المسئولية الجنائية بالنسبة للمصابين بالأمراض النفسية و العقلية علي مدي ما تحدثه هذه الأمراض من تأثير علي الوعي أو الإدراك أو الإرادة ، يصاحب اضطراب الوعي اضطرابات في الانفعالات و خلل في السلوك ، كما يصاحبها هلاوس سمعيه و بصرية و ينتج عن هذه الاضطرابات حالة هياج مصحوبة عادة بمخاوف و تصرفات غير سوية و غير صحيحة مبنية علي هذه المخاوف و الهلاوس . و نجد اضطراب الوعي في حالات الاختلاط العقلي و حالات الاضطرابات العضوية ، كما أنها تحدث نتيجة الأرق الشديد أو نقص التغذية أو اضطراب الوظائف الميثابولية التى قد تصاحب حالات الاضطراب العقلية الأخري .
    و يقصد بالإدراك هنا الدراية أو الفطنة ، بمعني فهم ما يدور حوله من أحداث و ربط الأمور و الأحوال التى تجري في محيطه ربطاً صحيحاً و استخلاص النتائج الصحيحة . و من الواضح أن اضطراب الوعي لابد أن يصاحبه اضطراب الإدراك – كما انه قد يحدث نتيجة لكثير من أعراض الأمراض العقلية مثل التفكير الاجتراري و الاستجابة للهلاوس و الضلالات و كذلك حالات التخلف العقلي و العته بأنواعه .
    أما الإرادة فهي تعني الإرادة الحرة النابعة من وعي و إدراك صحيح ، أو الإرادة التي لا تسيطر عليها هلاوس أو ضلالات مرضية تجعل المريض في الحقيقة مسلوب الإرادة .
    و بناء علي ما تقدم ، سنقوم بسرد بعض أنواع الجرائم و ارتباطها بأعراض الأمراض العقلية و النفسية المختلفة :
    1- الهوس : لما كانت من أهم أعراض هذا المرض الهياج و النشاط الزائد المصحوب بالمرح المرضي ، و الإحساس بالقوة و الذكاء الخارقين مع المقدرة علي عمل المعجزات ، لذا كان أكثر أنواع الجرائم التى ترتكب هي جرائم الضرب ، و أحداث العاهات و الاعتداء علي الأشخاص و الممتلكات ، أما جرائم القتل فإنها عادة تكون في صورة ضرب أو اعتداء أفضي إلي الموت ، أما القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد فهو ليس شائعاً في هذه الحالات . أما الانتحار فإن هذه الحالات لا تقدم علي الانتحار حيث إنهم يعيشون في حالة مرح شديد ، و لكنهم قد يتسببون في قتل أنفسهم بغير نية الانتحار ، نتيجة شدة النشاط و الإحساس المرضي بالقوة و القدرة الخارقة .أما جرائم التزوير و النصب و الاحتيال فإنها عادة ما تكون فجة و غير متقنة ، كأن يغير من قيمة الشيك إلي رقم خيالي أو يستعمل حبراً مخالفاً .
    أما الجرائم الجنسية فهي ليست شائعة ، حيث إن جزءاً كبيراً من طاقة هؤلاء المرضي مستنفذة في كثرة النشاط و الحركة ، أما جرائم مخالفة التعليمات و اللوائح و مخالفات المرور فهي كثيرة في هذه الحالات .
    2- الاكئتاب :لما كان الاكئتاب و الحزن و اليأس من الحياة من أهم أعراض هذا المرض ، فإن أهم الجرائم التي ترتكب هي الانتحار ، أما جرائم القتل فهي ليست بالقليلة ، و لكن لها مواصفات خاصة ، فإن مريض الاكئتاب عادة ما يقتل المقربين له و من يحبهم أو من يعيشون في كنفه مثل أولاده أو زوجته أو والديه المسنين ، و يكون دافع القتل في هذه الحالات بدافع الشفقة و الرحمة بهم ، فهو يري الحياة مظلمة و كئيبة و قاسية و لا معني لها .
    أما حالات الاعتداء الجنسي فهي أكثر في حالات الاكئتاب عن حالات الهوس ، و قد يبدو هذا غريباً و لكن لذلك تفسير علمي و هو أن الحزن من الناحية البيولوجية مثير للغريزة الجنسية ، و خصوصاً الحزن بسبب الوفاة.
    2- الفصام بأنواعه : لما كان الفصام من أشد أنواع الأمراض العقلية تعقيداً و أكثرها تأثيراً علي الشخصية و السلوك ، و لما كانت مظاهره و أعراضه متعددة و متباينة ، لذا كان المرضي المصابون به معرضين لارتكاب جميع أنواع الجرائم و المخالفات . و يغلب علي هذه الجرائم المرتكبة بفعلهم مظاهر الغاربة و الشذوذ في دوافع ارتكاب الجريمة أو في طريقة تنفيذها . و كثير من الجرائم التي توجه تهماً للفصامين تكون في الحقيقة احدي أعراض المرض مثل جرائم التشرد أو التسوك أو دخول منزل . .
    3- الصرع و الذهان الصرعي : يشكل الصرع صعوبات معينة عند تحديد المسئولية الجنائية ، و ذلك بسبب تغير حالات الوعي الذي يصاحب النوبات الصرعيه التى تحدث . و بالرغم من أن أغلب مرضي الصرع يعتبرون أسوياء إلا أنه نظرا لأن بعض النوبات الصرعية قد يسبقها أو يعقبها فترات اضطراب في الوعي و السلوك ، و هذه الفترات قد تقصر إلي دقائق و قد تطول إلي ساعات و في بعض الحالات إلي أيام ، و بالطبع يبدو واضحاً أن المسئولية الجنائية تنتفي تجاه الأفعال التي قد ترتكب خلال هذه الفترات ، و ذلك بسبب الاختلاط العقلي و اضطراب الوعي .
    أما عن انواع الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المرضي فلا يوجد بالنسبة لهم أنواع محددة ، و بكن نلاحظ عادة ارتفاع درجة العدوانية و الاندفاعية عندهم مما يزيد من حالات التعدي و الضرب و إحداث العاهات أو القتل ، كما نلاحظ أن ذاكرة المرضي للفعل الذي ارتكب كثيراً ما تكون ضعيفة أو معدومة .
    4- النقص أو التخلف العقلي : ينقسم التخلف العقلي إلي ثلاث أو أربع أنواع متوقفاً علي درجة الذكاء و ما نتيجة من إمكانيات و هي العُته و البله و الضعف العقلي و الغباء .
    و فيما يتعلق بالجرائم المرتبطة بهذه الحالات ، نجد أن عدداً كبيراً منهم يكونون عرضة لاستعمالهم كمخالب القطط ، بمعني أن يكلفوا بواسطة آخرين لارتكاب أعمال إجرامية مثل نقل المخدرات أو الممنوعات أو إتلاف الممتلكات .
    تحية تقدير احترام
    اشكر الاستاذ الفاضل أيمن كمال السباعي على طرحه هذا الموضوع الذي يكتسي اهمية بالغة داخل المجتمعات العربية,خصوصا ما يتعلق بالاثار السلبية التي يتركها في محيطه زيادة على الاشكالات القانونية التي تعجز في احيان كثيرة من تصنيف هذه الامراض,مما يجعل عددا من المصابين يعيشون بشكل عادي في محيطهم الاسري ويتركون وراءهم مشاكل عديدة مترتبة عن سلوكاتهم غير العادية...
    وباعتبار الموضوع المطروح ساقص عليك اخي مشكلا شبيها بما اوردتموه يتعلق بحالة اسرتي التي توجد الان على انقاض تصرفات غير عادية للاب.
    كان والدي يعيش في المهجر (هولندا)مدة تفوق الثلاثين سنة.غاش قبلها محروما من عطف الام وبعيدا عن منزل الاب...كانت امي هي من تكلفت بتربيتنا نحن الثمانية افراد...كان هناك يعيش وحيدا وسط الادمان والغربة ولم يكن يرسل لنا سوى ما نسد به الرمق...اصيب بمرض عقلي واستوطن المشفى هناك في (امسردام) لمدة طويلة بعدا عاد بصفة نهائية ليعيش بيننا .
    اصبحت المشاكل تزداد حدة بينه وبين والدتي لاتفه الاسباب ,وكان منغلقا داخل غرفته لا يابه لاي شيئ .تمكنت والدتي بصبرها وحنكتها التي اكتسبتها من غيابه من بناء مسكن للاسرة من المال الذي كانت تاخذه من الصندوق الهولندي لفائدة الاطفال,ورغم ذلك ادخلت والدي شريكا معها بنسبة 50 في المئة.كان الهولنديون قد اثبتوا عدم قدرة والدي على العيش داخل الوسط العائلي لكنه كان يردد دائما انه قد احتال على الهولنديين(اليهود على حد قوله)للعودة الى ارض الوطن بمكسب مالي دائم...
    مرت الايام والسنون وارتفعت وتيرة المشاكل المتعددة بينه وبين امي من جهة لهجرانه لها واعتكافه الطويل داخل حجرته,وبيننا لعدم اهتمامه بدراستنا ومستقبلنا. وفي يوم من الايام عدت من العمل لاجد الدار مفتوحة على مصراعيها دون وجود اي من افراد الاسرة.صعدت لغرفة ابي فلم اجده,وانتبهت لدولابه المفتوح لاكتشف خلوه من ملابسه,,لقد رحل...
    بحثنا عنه في كل الاماكن المعروفة عند العائلة ولم نعثر له على اثر.وبعد ثلاثة اشهر علمنا انه انتقل الى مدينة اخرى وتزوج من امراة واشترى شقة استقر فيها مع زوجته الجديدة.
    ذهبت امي هناك ولم تتمالك نفسها فحدث شجار ادى الى تطليقها منه...وكنت اذهب لزيارته غير انه لم يعد مع مرور الوقت يهتم لاحد منا ,بل لم يكن يدخلنا وووووو....
    وفي يوم مطير وقف ببابنا عون قضائي يطلب من امي التوقيع على تبليغ من المحكمة يدعو الى قسمة العقار الذي يتقاسماه بينهما...لم تعر امي ذلك الخبر ادنى اهتمام وبقيت الدعوة سارية دون اهتمام منا لعدم قدرتنا على مواجهة الاب داخل المحكمة. وقد ذهبت اليه مرارا للرجوع الى البيت والتخلي عن دعوته التي لا طائل من ورائها غير انه كان في كل مرة يطردني ويهددني ويعتبرني اقف ضد مصالحه...قدمنا طلبا للمحكمة استنادا على الشواهد الطبية التي كانت بحوزتنا لالغاء الدعوة غير ان المحكمة رفظت الطلب واعتبرت حالته عادية رغم انه كان يستهلك كمية كبيرة من الحبوب المخدرة والمنومة...وفي 31/7/2007 جاءنا امربافراغ السكن العائلي بناء على حكم قضائي مفاده ان السكن غير قابل للقسمة وانه بيع في المزاد العلني بمبيلغ زهيد دون ان يتم اشراكنا باعتبارنا شفعاء...وبعد ان بحثنا في النازلة التي اثرت علينا بشكل واضح وجدنا ان عملية البيع قد تمت داخل المحكمة بتواطئ مع احد القضاة الذي استغل الوضع لشراء السكن داخل نفوذه وكتابته لفائدة ابنتيه الطالبتين...وبعد اكتشافنا للتلاعبات القانونية التي الغت اشراكنا في عملية البيع تقدمنا برفع قضية نصب واستغلال النفوذ والتزوير في محاضر رسمية لدى الوكيل العام وما زالت الدعوى سارية لحد كتابة هذه السطور .ونحن من جهتنا التجانا الى العصيان ولم نخرج لحد الان من السكن رغم انه محفظ لفائدة ابنتيه كما سبقت الاشارة...وقد راسلنا مختلف الجهات مطالبين بانصافنا من الاب الذي لا يستطيع التمييز في افعاله مما جعله عرضة للابتزاز من طرف جهات اخرى ومن ظلم القاضي الذي انقض على املاكنا بمساعدة الجهات المكلفة بتنفيذ الحكم والتي خرقت عددا كبيرا من النصوص القانونية لتسهيل عملية البيع في اسرع وقت ممكن وطي الملف.
    فارج منكم سيدي ان تبينوا لي بعض الاشياء التي تتعدى فهمي المتواضع وان اردتم بعض التفاصيل الاخرى فاني رهن اشارتكم لما لمست فيكم من قلب كبير واخلاق رفيعة في كل مداخلاتكم ومواضيعكم في هذا المنتدى العظيم. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,039
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخ الفاضل . . الأستاذ / إبراهيم
    يا سيدي . أنا تحت أمرك و يمكنك . . عرض هذه المشكلة على منتدى مركز واتا للاستشارات و الخدمات القانونية مع تحديد ما هو مطلوب بالضبط . . او مراسلتي على البريد المزيل بتوقيعي إن وجدت حرجاً في سرد مشكلتك
    و سوف أوفيكم بما يمن الله على إن شاء الله
    تحية احترام و تقدير


  6. #6
    باحث لغوي وكاتب
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية ابراهيم ابويه
    تاريخ التسجيل
    12/12/2007
    العمر
    62
    المشاركات
    2,736
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن كمال السباعي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل . . الأستاذ / إبراهيم
    يا سيدي . أنا تحت أمرك و يمكنك . . عرض هذه المشكلة على منتدى مركز واتا للاستشارات و الخدمات القانونية مع تحديد ما هو مطلوب بالضبط . . او مراسلتي على البريد المزيل بتوقيعي إن وجدت حرجاً في سرد مشكلتك
    و سوف أوفيكم بما يمن الله على إن شاء الله
    تحية احترام و تقدير
    اشكرك اخي السباعي على تفهمك وساوافيك لا حقا في موقع اخر ليس لاني اتكتم على الاسرار, فغرضي هو فضح المتلاعبين بقضايا الناس واستغلال مواقعهم ووظائفهم السامية في الانقضاض على مصالح الغير,دون وجه حق,...


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    08/03/2008
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الاستاذ الفاضل / ايمن كمال السباعي
    انا طالبة في كلية الحقوق وبتسفيد جدا من كل الابحاث والكتابات والايضاحات التي تقدمها ونثري بها ملكتنا القانونية وبحاول قدر الامكان انه اقرا كل مواضيع حضرتك واضل على تواصل بكل ما تقدمه للحقوقين خاصة وللمثقفين بشكل عام .
    والايضاحات هنا بين علاقة الامراض النفسية بالمسئولية الجنائية بتساعدنا كتير
    وحضرتك بجد قلمك اكثر من رائع ودمت لنا لتمضي لنا بقلمك احرف قانونية تجعل منا بالفعل قانونيين
    استاذي الفاضل لدي سؤال واريد ان اعرف اجابته وهو يتعلق بالقانون الجنائي هناك لبس لدي في الفرق بين المعاينة والانتقال واريد معرفة الفرق بينهم واكون شاكرة لك وممتنة اذا اجبتني على هذا السؤال ولك جزيل الشكر وفائق الاحترام استاذي الكريم


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •