اشتقت ... إليه
يعتصرني شوقي إليه في ساعات قد أحتاجه فيها لا يعوضني ولا يواسيني فيها إلا حنانه ، لأعود إلى أدراج ذاكرتي حيث أوراقي هناك تلك التي كنت دائما أجتهد على أن تبقى بجودتها محفوظة مصانة خوفاً من أن يترك الزمن بصماته القاسية عليها ....
أوراق غالية على قلبي وهي الشاهدة على تلك الذكريات ....
بدأ الليل يرخي سدوله ..وحبات المطر تنقر بطرقات خفيفة على شباك الغرفة لتبشرنا بموسم الخير...
وبسمة على وجهه بشرا رأيتها... ملأت كل كياني الصغير فرحا كنت أعرف أن حبات المطر تلك سوف تجعله يفرح ويستبشر خيرا...
أضاء الفانوس وفتح لي كتابي بيديه واللتان ظهرت عليهما أثار التعب ...
أ .. ب .. ج ..أحرف قد نطق بها عدة مَرات كان مصراً على أن تكون هي الشمعة التي ستنير لي الطريق والباب الذي سوف أدخل منه إلى دنيا العلم والمعرفة....
رسمها في مخيلتي قبل أن ينطقها لساني ...
أكررها أمامه بصعوبة بالغة فيبتسم وتبدو على محياه علامات الرضى ... استطاع أن يُحفظني إياها عن ظهر قلب .....
كم كان حريصا على أن أكون من المتفوقين ...
كنت أقف أحيانا بفكري الصغير قليلا واسأل سؤالا .ربما كان حينها يعني لي أن أعرفه الكثير لماذا هو مهتم بي لهذه الدرجة ؟
لكن سؤالي يبقى مع علامة استفهامه بدون إجابه وتمضي الأيام وهو يتابعني أولاً بأول، يساندني وكل ليلة يضيء لي ذلك الفانوس والذي أصبح مشعلاً ورمزاً تضاء فيه طريق ذكرياتي ...
وتمر الأيام وتمضي السنون ونكبر معها وتحمل لنا من عبق الماضي ما لا ينسى بسهولة.... وبالنهاية عرفت سر اهتمامه بتعليمي لهذه الدرجة عندما سألته عن ذلك أجاب ... أنتم امتدادي بهذه الحياة وكل ما لم أستطع أن أحققه أنا.. كل ما منعتني منه الظروف أعطيتكم.... ليبقى امتدادي فيكم بمدى امتداد جذر الزيتون في أرض فلسطين ....
أبي إن كل يوم يمضي يزيد في قلبي نبضات حبك مملوءة بعبق الماضي ...
وستبقى في داخلي درباً ووعداً للقاء قريب ...
آه كم أشتاقك حضنا يلفني لأضع رأسي المتثاقل بهموم الدنيا فيه وأستريح
آه كم أشتاق لقياك حيث ذهبت ... فمتى يا أبي سيأتي ذلك اليوم .. متى ؟؟؟
ألا يقولون .. بأن الصبح لقريب .......
المفضلات