Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اللغة هي..

المصوتون
8. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • مرآة الفكر

    1 12.50%
  • وعاء الفكر

    2 25.00%
  • كلاهما

    4 50.00%
  • ما يلي...

    1 12.50%
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!

  1. #1
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!

    هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد فؤاد منصور
    تاريخ التسجيل
    10/05/2007
    العمر
    76
    المشاركات
    2,561
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أخى العزيز الأستاذ عامر
    نعم أخى العزيز اللغة هى حامل أفكارنا ، بل أكاد أجزم أنك من خلال اللغة تستطيع أن تكوّن رأيك فى شخصية الكاتب ومنطلقاته ، اللغة الواضحة السهلة ذات المعانى المحددة والقاطعة والتى لايختلف على ماترمى إليه إثنان تعكس شخصية منبسطة وواضحة وتعرف ماتريد بل وتصر عليه ،أما اللغة المغرقة فى غرابتها الملتوية الأساليب ذات المعانى الفضفاضة والتى تحتمل أكثر من معنى تعكس شخصية مترددة وحائرة ولاتعرف لها غاية أو هدف، الكاتب الذى يكثر من الأستشهاد بالشعر والأقوال المأثورة تكون أفكاره رومانسية إلى حد ما وخيالية بشكل أو بآخر على عكس ذلك الذى يستشهد بآيات قرآنية أو أحاديث شريفة فإنه غالباً ماتكون أفكاره محافظة ومنطلقاته دينية ..بالفعل اللغة وعاء الأفكار ..تقبل أخى العزيز أسمى تحياتى.
    محمد فؤاد منصور
    الأسكندرية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الأستاذ الفاضل عامر العظم المحترم

    [overline]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بداية أشكرك على إثارة مثل هذه الموضوعات
    المحركة لطاقات الواتاويين الإبداعية
    في اعتقادي أن اللغة ، أية لغة هي وعاء للفكر
    وذاكرة لثقافة الأمة التي تنتمي إليها
    وهي سجل تاريخها بحلوه ومره
    بسمانه وعجافه
    وهي ايضا مرآة ترى هذه الأمة
    عبرها نفسها ونفيسها
    ماضيا وحاضرا ومستقبلا

    إضافة إلى ذلك فهي من الأسس التي تقوم عليها القوميات
    ليس هناك قومية حقيقية دون لغة
    ولا لغة دون أن يكون لها انتماء قومي

    وأخيرا لا آخرا
    لولا اللغة لكان الإنسان
    حيوانا غير ناطق
    دمت بخير
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد طاهر حامد
    تاريخ التسجيل
    14/11/2006
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الفاضل عامر العظم،

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أولا نعتذر لانقطاعنا عن منتدياتكم العامرة والمفيدة ونعدكم بالتواصل إن شاء الله.

    اللغة تعبر عن أفكار الناطقين بها بحيث تشكل مرآة ووعاء لأفكارهم في آن واحد. ولا يصح ذلك إلا إذا قصدنا باللغة "الخطاب اللغوي" بكافة مكوناته وحللنا مدلولات سياقه ...

    مع خالص تحباتي وتقديري

    [align=center]د. محمد طاهر حامد أحمد
    رئيس قسم اللغة الفرنسية، جامعة أمدرمان الأهلية، أمدرمان، السودان
    مترجم (لغات العمل: عربي، فرنسي، انجليزي)
    باحث متخصص في أنثروبولوجيا الشعر الشفهي لدى البجا في السودان[/align]

  5. #5
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    Neww موضوع خطير وحساس

    العزيز عامر العظم؛

    لقد أثرت هنا موضوعا مهما لا يخلو من أبعاد إيديولوجية أيضا.
    فكثيرا ما يتم النظر إلى اللغة باعتبارها وسيلة وتوسّطا ووعاء؛ أي مجرد أداة لنقل الأفكار.
    والحقيقة أن اللغة مرتبطة بالفكر وتعبر عنه أيما تعبير.
    وربما كانت ظاهرة الازدواج اللغوي ( خاصة في شمال إفريقيا) من أقسى تمظهرات هذه المشكلة:
    كائن مزدوج ودماغ مشطور.
    والنتيجة أن الفكرة تضطرب، في لغتين، لتخرج في نهاية المطاف، هجينة الوقع والدلالة.
    ناهيك عن التعبير اليومي لدى عامة المتعلمين ولا سيما التكنوقراط منهم.
    اللغة الواضحة تأتي بفكرة واضحة. واللغة المرتبكة تتخبط فكرتها في أكثر من نسيج.
    مع الملاحظة هنا أنه لاينبغي الخلط بين ما يسمى الغموض في الشعر وبين لغة البحث والفكر.
    في مجال الابداع الفني تغدو اللغة ورشة في حد ذاتها وقد يعيب عليها المحافظون والتقليديون ذلك.
    لكن لا بد للغة من ورشاتها أيضا أي أنها تستخدم- بمعنى مجازي ما - وكلاءها ( الكتاب) كي تتقدم وتواكب عصرها...نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمت بألف خير

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم جميعا وكل عام وأنتم بخير،

    وأرجو أن تصفحوا عن غيابي وقلة المشاركات إذ ميزتكم التسامح الكبير الذي هو من خاصيات حضارتكم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عالسلامة يا سي اليوسفي وأهلا وسهلا بك وعيدك مبروك.

    العم عامر يضع القنابل العنقودية ويغرب..

    تعرض إلى الموضوع بصورة مفصلة وبأدوات علمية دقيقة عالم لم ينل حقه من الدرس والتحليل وهو الدكتور منصف الشلي، رحمه الله، في كتاب بالفرنسية بعنوان "الكلمة العربية" (la parole arabe, ed. Sindbad Paris, coll. les empecheurs de penser en rond).

    وتتميز مقاربته بالانطلاق من واقع اللغة وممارستها.

    يقول في مقدمة الكتاب إنه ذهب ذات صباح قبل طلوع الفجر للسباحة في البحر مع أهله، وكان عمره عشر سنوات تقريبا. ولما هم بدخول الماء، سمع في نفس الوقت جملتين كان لهما تأثيرا عميقا في حياته العلمية لاحقا. سمع صوتا تونسيا (عربيا) يقول: "الماء بارد" وسمع في نفس الوقت كما أسلفنا صوتا ناطقا بالفرنسية: (l'eau est froide). وبدأت التساؤلات من وقتها:

    - لماذا تتكون الجملة العربية من كلمتين فقط، بينما تتكون الجملة الفرنسية من ثلاث، وترمز الجملتان لنفس المعنى.
    -لماذا تستخدم الفرنسية الفعل (est) الذي لا يوجد في الجملة العربية، وترمز الجملتان لنفس المعنى.
    - عندما سمع الماء بارد بالعربية تكون في وعيه عالم شرقي يرتبط بالبحر وبالبرودة وبنبرة الصوت، وهو وعي مختلف تماما عن الوعي الذي حصل عندما سمع نفس الجملة بالفرنسية، وكأنها تعبر عن بحر آخر، وبرودة أخرى ولها نبرة غير النبرة العربية...

    قادته هذه التساؤلات إلى بعيد. وظل، رحمه الله، يتسائل: هل يمكن أن يكون الوعي مختلفا حسب اللغة التي نستخدمها للتعبير على العالم الداخلي والخارجي؟

    وقد قادته أبحاثه بعد أن حصل على الدكتوراه، ودرس في كلية التجارة بباريس إلى كتابة مؤلف ثان بعنوان:
    le mythe de crystal ou le secret de la puissance de l'Occident

    وحاول أن يثبت فيه أن الغرب يعيش داخل كرة زجاجية خلقها لنفسه من خلال مقاربته اللغوية للواقع، ومن خلال بعض الأدوات اللغوية المشبوهة مثل:
    vowel
    the excessive use of the first pronoun: I
    the verb to be
    أوهمته بوجود عالم حقيقي، هو في الواقع نتاج خياله وهو فخ يعيش بداخله لا شعوريا.

    وللحديث بقية، والسلام عليكم

    عبدالودود

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  7. #7
    مترجم / أدب إنجليزي
    من كبار أعضاء الجمعية
    الصورة الرمزية سامي خمو
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    81
    المشاركات
    1,340
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخ العزيز عامر،

    الفكر هو الأساس الذي تقوم عليه كافة أنشطة الإنسان من بينها اللغة. واللغة ما هي إلا إحدى نتائج الفكر. فالإنسان يستطيع أن يعيش بدون لغة ناطقة ولكنه لا يستطيع العيش بدون فکر. وقد عاش الإنشان فترة طويلة من حياته البدائية بدون لغة ولكنه كان يتمتع بفكر متطوّر يميزه عن بقية المخلوقات.

    ذات يوم وجدت نفسي في ركن من مقهى بجوار اجتماع لنقابة الصم والبكم وشاهدت المجتمعين يتجاذبون أطراف الحديث ويطلقون النكات ويضحكون بملء أشداقهم. وشاهدتهم يدخلون في نقاشات حادة ويتخاصمون ويعلو صراخهم. ولم أفهم كنه أحاديثهم ومناقشاتهم.

    فكنت أنا، الذي وهبه الله المقدرة على النطق والسمع، مثل الأطرش بالزفة.

    ويذهب بعض العلماء إلى أبعد من ذلك إذ يعتقدون بإن اللغات ستؤول إلى الزوال في المستقبل البعيد وتحل محلها طريقة التفاهم بالتخاطرTelepathy أي الاتصال بين العقول دون الحاجة إلى واسطة لغوية.

    مع بالغ التقدير والاحترام،

    سامي خمو


  8. #8
    مؤلف وترجمان الصورة الرمزية محمد إسماعيل بطرش
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    المشاركات
    231
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اللغة هي الفكر نفسه إذ لاوجود للأفكار بلا كلام. و اللغة بعد هذا هي التعبير عن الوجود و هي فيما يسجل بها تكون الوعاء الحافظ للحضارة، ففيها ذاكرة الشعوب و لولا مدونات اللغة لم يعرف الآخر ما كان عليه الأول. و اللغة عموما هي شكل من أشكال التعبير عن الوجود كتابة كانت أم نحتا أم رسما أم موسيقا و حتى المشاعر أو الأحاسيس تعتبر لغة للوجدان كالدموع المنحدرة من عيني بائس أو من خشية الله. أما اعتبار اللغة مرآة فالمرآة تُري انعكاس الرائي و كثيرا ما يكون مقلوبا، مصغرا أو مكبرا . و أذا اعتبرنا اللغة بمدلولاتها الواسعة كتعبير نجدنا عاجزين عن الإحاطة بكل ما تحتويه، فاللغة هي الوجود كله و من منا يستطيع الإحاطة بالوجود؟


  9. #9
    طبيب / مترجم الصورة الرمزية د. محمد اياد فضلون
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    1,600
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اللغة هي مرآة لفكر المفكر فهي تعكس صورة المفكر تماما ويستطيع الأخصائيون في علم اللغة النفسي أن يرسموا صورة واضحة لشخصية المفكر عبر كتاباته

    وهي أيضا وعاء لنقل الأفكار من شخص لآخر

    مودتي و تقديري


    .


    طبيب اخصائي جراحة عظمية
    سفير واتا في سوريا
    اهتمامات
    طبية , علمية, فلسفية , نفسية
    ترجمة من والى الروسية


    تهنئة من القلب لجميع المكرمين السوريين و المقيمين في سوريا


    دعوة لحضور اجتماع الجمعية الثاني في دمشق

  10. #10
    أستاذ علم اللغة في جامعة تشرين/ سوريا الصورة الرمزية jalalrai
    تاريخ التسجيل
    25/05/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الاساتذة الكرام،
    كل عام و فكركم و لغتكم بخير،
    لقد وجدت صدفة أن الاستاذ أحمد الخطيب كان قد قال الكثير في هذا الموضوع من خلال مقال مترجم. و هاكم الرابط:
    http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1243
    و لي عودة إن شاء الله
    د. راعي


  11. #11
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    28/05/2007
    العمر
    70
    المشاركات
    23
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي اللغة بيـــــن البرهان والبيان

    اللغة بيـــــن البرهان والبيان:
    اللغة العربية مثالا



    هل هناك لغات مؤهلة للعلوم وأخرى أدبية؟ ما علاقة اللغة بالعلم؟ هل أن هيمنة بعض اللغات على المجال العلمي مرتبطة بطبيعة اللغة أم أن المسألة لا تعدو أن تكون تعبيرا عن واقع لعل أهم سماته احتكار الدول الصناعية للبحوث العلمية؟
    سنحاول من خلال التعرّض لمواقف محمد عابد الجابري مقاربة هذه المسألة مع العلم أنه لا يمكن التطرق إلى جميع جوانبها في مثل هذا المقال.
    يصنف محمد عابد الجابري "العقل العربي" إلى ثلاث نظم معرفية :
    - نظام معرفي لغوي بياني عربي الأصل بني على أساس اللغة العربية وهي لغة قاصرة لأنها لغة أعراب محدودة بعالمهم .
    - نظام معرفي لغوي بياني عربي الأصل بني على أساس اللغة العربية وهي لغة قاصرة لأمها لغة أعراب محدودة بعالمهم .
    - نظام عرفاني غنوصي دخيل وافد علينا من الإشراق الفارسي الذي يعود إلى قبل الإسلام .
    - نظام معرفي برهاني يوناني الأصل جسدته الرشدية و الخلدونية وهي مغربية الأصل أندلسية (1) .
    سوف لن نتعرض إلى جملة هذه الأحكام بل سنقتصر إلى ما يتعلق باللغة ودورها في تحديد طبيعة الفكر. فالجابري يعتبر أن اللغة العربية لغة أعراب حسية "لا تاريخية" و لا يمكن أن تحدث سوى خطابا ذي طبيعة لغوية بيانية وليس ذي طبيعة فكرية ومنطقية ولكن كل ذلك لم يمنع الجابري من أنه عبر عن أفكاره بواسطتها فهو ما يفتأ أن " يتراجع" ليعتبر أن حضارتنا "كانت قادرة على استيعاب أفكار الحضارات الأخرى" وبنفس اللغة .
    إن اللغة " التي جمعها الأعراب دون غيرهم محدودة بعالمهم ... لا زالت تنقل إلى أهلها عالما بدويا يعيشونه في أذهانهم بل في خيالهم ووجدانهم ... عالما ناقصا فقيرا ... حسيا ، طبيعيا لا تاريخيا" (2) .
    هل هناك لغة برهانية و لغة بيانية وهل اللغة ليست سوى العقل الذي نطق بها . كل لغة قادرة على الانفتاح على دلالات جديدة. اللغة لا تسبق الفكر أو الفعل التاريخي فالكل ينصهر في حركة واحدة فإذا كان تحديد المفاهيم والمعاني شرطا من شروطها فإن انفتاح الكلمات والمنطوقات على دلالات و معاني جديدة لا يعرف الحدود. فاللغة لا تستوعب المعنى إذ هي المعنى ذاته و بها ينشأ. فهي ليست أداة ووسيلة للتواصل كما يقول البعض. هي أداة اجتماعية الفرد.
    " فاللغة بصفتها نسق أو نظام لا تختزل في حالتها السنكرونية و لا يمكن لها البتة أن تختزل في دلالات محددة ، جامدة ، جاهزة ولكنها تحتوي دائما إضافة عاجلة ووشيكة وبارزة فهي منفتحة دائما وفي اللحظة ذاتها التي نُطق بها، على تحولات للمعاني وبإيجاز فهي يمكن أن تنتج خطابا فريدا وغير مألوف متميزا وجديدا و ذلك باستعمال وسائل معروفة ومعهودة، إنها تسمح باستعمال غير معهود لشيء معهود" (3) ثم إن ما يسمى باللغة " الأصلية والطبيعية" تُؤسَّس في كل مرة اجتماعيا ولا يمكن أن توجد إلا بصفتها مؤسَّسة اجتماعيا : " إن مجرد وجود فكرة جديدة أو خطاب مخالف ومتميز يكفي ليبرهن لنا أن اللغة أساسا منفتحة وتحتوي في كنهها قابلية تغييرها من الداخل وتقدم جزئيا الوسائل لذلك وبصفة نشطة ... ولا تمت بشيء إلى الدلالات الجاهزة و المعهودة" (4) فالجزم بأن اللغة العربية لا تسمح بخلق كلمة دون تبرير يستند إلى سوابق مأثورة كما يعتقد البعض هو من باب اللغو لأن من لا يسمح بذلك، من يرفض أي إصلاح يمس اللغة ليست هذه الأخيرة ولكن المتكلمين بها ممن آمنوا بقدسية اللغة ورفضوا أي إضافة أو تغيير.
    فلقد عرفت اللغة العربية تطورا في أساليب تعبيرها. فلغة القرآن ليس لغة الجاحظ ولا هي لغة طه حسين ولا هي لغة ميخائيل نعيمة أو حتى لغة الجابري نفسها.
    إن تخلّف اللغة وتحنط طرق بيانها وأساليب تعبيرها ما هو إلا مظهرا من مظاهر تحنيط الفكر الذي يقدس اللغة و يقيدها بقوانين لا تقبل التجاوز وبإصلاحات وقواعد بحيث ترسخ فيها التعقيدات وتبقى في الأخير لغة النخبة والقلة من الفقهاء والعارفين. لكن وكما عبر عن ذلك ميخائيل نعيمة "أوسع اللغات و أجملها أبسطها وهي لغة الأفكار التي لا تربطها قاعدة ولا يحضرها قانون ... أما اللغة المحنطة والتي لا يقبل أصحابها أن تتغير فهي كبركة ماء لا منفذ للماء فيها تملؤها الرياح والسيول أقذارا وتكثر فيها الحشرات ..." (5) .
    شغلت العلاقة بين اللغة والفكر العديد من المدارس الفكرية. من بين المفكرين العرب الذين اشتغلوا على هذه المسألة نذكر علي حرب الذي يعتبر اللغة "معجزة"العرب بينما الفلسفة "معجزة" اليونان . أما الجابري فإن تعرضه للغة العربية كان يهدف إلى استخراج ما سماه " بالبنية البيانية" ليربط هذه الأخيرة بمدى تقدم الفكر العربي أو تخلفه أو بالأحرى لدراسة ما أطلق عليه "بنية العقل العربي". فهو يتعرض إلى اللغة العربية و إلى قواعدها النحوية و البلاغية لكي يبين لنا أن لغة الأعراب هي التي تحكمت في فكرهم متحاشيا التطرق إلى المعطلات الحقيقية وهو إذ يستقي مسلماته من البنيويّين يسقط في أحكام جائرة ومشوهة للحقائق التاريخية.
    " إن اللغة ليست سوى مظهرا من مظاهر الابتكار ... فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسيرتها ... وإذا راود النعاس قوة الابتكار نامت وبنومها يتحول الشعراء إلى ناظمين والفلاسفة إلى كلاميين" (6). لقد ردّجبران خليل جبران على المتعصبين ممن آمنوا بعذرية اللغة ونقاوتها و قدسيتها وبسحر بيانها الأوحد فقال بأسلوب رائع : "لكم من اللغة ما شئتم ، ولي منها ما يوافق أفكاري وعواطفي . لكم منها جثث محنطة باردة، جامدة تحسبونها الكل بالكل ولي منها أجساد لا قيمة بذاتها بل كل قيمتها بالروح التي تحل فيها" (7) . فعلا إنها الروح أو ذلك المخيال الجذري هو الذي ينفخ في اللغة فينطقها بما لم تنطق به و يطوّعها . لكن الفقهــــــاء وعلماء الدين والتراثيّين من كل فصيل يعتبرون أن اللغة العربية مقدسة. فهي لغة النخبة لذلك وجب حفظها وصونها من الشوائب التي قد تشوبها ومن أساليب تعبير العامة ومن التأثيرات السلبية التي قد يحدثها عليها الفلاسفة فيفقدونها نقاوتها. فهذا عبد الرحمان بن باديس أحد زعماء الأيمة والعلماء الجزائريين يفرق بين "لغة العامة ولغة العلماء الصافية" التي يصفها بأنها "لغة الأقلام والورق، لغة الكراسات والبحوث بخلاصة لغة النخبة" (8) كان الأحرى بالجابري أن لا يتجنى على ذلك "الأعرابي" المسكين الذي جعله مفكرنا سببا في تخلف اللغة العربية هذه اللغة التي لا تصلح إلا للبيان والحس والشعر ولا للبرهان العقلي ولا ندري كيف استطاع الجابري أن يطوّعها (كما كان ذلك بالنسبة لمفكري المغرب و الأندلس) ويجعل منها لغة برهانية . اللغة لا تفكر ولا تقيس نيابة عن الفرد والمجموعة، هي ليست سجنا كما لدى البنيويين والجابري بل هي حرية و إمكان وانفتاح على الجديد.
    هناك موقفان من اللغة يبدوان متعارضين في ظاهرهما و لكنهما يصبان في نفس الخانة وقد عبر عنهما كل من إرنست رينان ورولان بارت. رينان يعتبر أن اللغة الفرنسية لا يمكن لها أن تكون لغة المبهم و اللامعقول كما لا يمكن أن نتصور ولو لحظة أن تكون لغة رجعية و نفهم من هذا الكلام أنه بمجرد النطق باللغة الفرنسية فإن ذلك يجعل من خطابنا خطابا عقلانيا "تقدميا". يجيب بارت رينان في درسه الافتتاحي بـ " الكوليج دي فرانس : "إن اللغة لا هي رجعية ولا هي تقدمية وإنما هي فاشية لأن الفاشية لا تتمثل في منع الكلام والتعبير بل في فرض الكلام ......... فوحده التجريد الكامل للخطاب العلمي يقدر على تجنيب العلم مخاطر الخيال"(9). لكن ما العمل والتجريد الكامل للغة أمر مستحيل. هيهات أن تتخلص العلوم من اللغة حتى وإن حاولت اختزال تعابيرها في رموز مقتضبة. إذا كانت اللغة بتقنياتها ومفرداتها وأساليب تعبيرها وقوانينها الداخلية تحوي في طيّاتها طريقة تفكير معينة بحيث يؤدي التخاطب بها رأسا إلى موقف خاص وعقلية محددة (فنقول مثلا هذه لغة أعراب لا تعبر إلا عن فكرهم المحدود) فمعنى ذلك أنه يفترض وجود لغة مثالية شفافة ، صافية ومعبرة .
    إذا كانت اللغة بنحوها وصرفها ومشتقاتها ومرادفاتها واستعاراتها تُحيل إلى "عقل حسي مستقيل" يعجز عن مقاربة الواقع مقاربة نافذة و"عقلانية" فالأجدر بنا أن نصمت ريثما نعد للغة العقل والعقلانية. يعتقد الوضعانيون الجدد أن اللغة المتداولة بين الناس هي أحقر وأحط من أن تلم بالوقائع ومن ثمة هم ينادون بلغة مثالية خالية من التحديد والإكراه والإرغام وتسمح بما لا حد له فتصبح ذاتا وموضوعا، غاية ووسيلة، لغة سلسة تتكلم بذاتها تنساب كالعين الطبيعية وفي هذه الحالة يتناقص دور المخاطب والمتكلم و معه الدلالات و المعاني.
    " إن الرأي الداعي بأن لغة العلوم (والعقل ) يجب أن تكون منطقية ومحددة يعود طبعا إلى ذلك المفهوم الذي تركته لنا " الأنوار " حول العقل الشفاف والمتماسك والصافي و بطبيعة الحال لقد أدى ذلك إلى البرنامج الشكلاني الذي ظهر مع مطلع القرن العشرين والمتجسد في محاولة خلق لغة "صافية" ، معانيها متخلصة من كل إبهام أو لبس أو شبهة ومعقّمة ضد كل أنواع الشكوك والتشويش واللخبطة التي تتعلق باللغة وأنماط الفكر المتداولين ولا تمت لأي انتماء أو ارتباط ثقافي أو حضاري محدد بحيث تتحول إلى لعب بالعلامــــات أو إلى صورة ذهنية نقية ومجردة وبطبيعة الحال لا يمكن لهذه اللغة أن تكون لغة خطاب وتداول و لكن فقط لغة مكتوبة.
    و لكن أزمة الأسس من ناحية والفشل في إيجاد لغة شكلانية نقية قد عطل هذا المشروع ... فهاهي ذي العلوم الرياضية وهي العلوم الأكثر تجريدا تُقِر مع نظـــرية قودال أن كل نظام تجريدي شكلاني مهما بلغ درجات التجريد لا يمكن أن يكون نظاما شاملا نهائيا ولا يمكن التدليل عليه وعلى صحته إلا من داخله ... وانطلاقا من هذه المعاينة أصبح مــــن الضروري القبول بالمساومة والتعامل مع اللغة المشتركة و المتداولة بين الناس" (10) . فحتى محاولات البعض أمثال هيلبرت وروسل وبورباكي تفسير أزمات الرياضيات بغموض اللغة قد باءت بالفشل. فهذا بورباكي الذي دعا إلى تجريد كامل لم يتوانى عن استعمال لغة كلاسيكية بما في ذلك كل الاستعارات والصور التعبيرية. فلو تعرضنا إلى التعابير والمصطلحات الجديدة للفيزياء المعاصرة لفوجئْنا بمدى تداخل اللغة "العلمية" باللغة المتداولة. "ففي هذا المجال وقع اللجوء إلى مصطلحات و تسميات من الفيزياء الكلاسيكية للقرن التاسع عشر أو إلى مصطلحات غامضة مستوحاة بصفة اعتباطية من اللغة المشتركة ومن وسائل الإعلام والدعاية. فهذه كلمات مشتقة من مساحيق الزينة وهذا الكوارك مشتق من الجبن وهذه التعدية الجينية يُعبر عنها "بالبرنامج" الوراثي والاستعارة لا تستوفي المسألة وربما لا تمت لها بشيء" (11) .
    يرى جان مارك ليفي لوبلوند وهو مختص في الفيزياء أن الفيزياء المعاصرة قد خلقت أفكارا أكثر من المصطلحات. فباستثناء مصطلح كالكوانتا استعملت النظرية الفيزيائية المعاصرة كلمات معهودة وقد لا تؤدّي المعنى من ذلك مصطلح "النسبية" الذي لا يروق حتى لأينشتاين. نفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لمصطلحات كالطاقة والذّرة والجزيئة والشفرة الوراثية أو البصمة الوراثية....
    لا يخفى على أحد أن هيمنة اللغات الرئيسية يهدد باندثار مئات بل آلاف اللغات المحلية (يمكن أن نقارن ذلك باندثار البذور المحلية والتنوع البيولوجي عامة ... ) . لكن حتى اللغات المهيمنة كالإنكليزية مثلا فهي تعيش أزمة داخلية مرتبطة بتقلص البحث في ميدان اللغة وتراجع عملية إبداع الكلمات والعبارات والمصطلحات (كما أن انتشارها الواسع يسبب لهــــــا مصاعب داخلية) . إننا نعيش اليوم انحلالا و تشويها للغات ودخول مصطلحات وتعابير مشوهة، غامضة، مبتورة، عقيمـة ومرتبطة بمجتمع الاستهلاك وقد صاحب ذلك تقهقر الإبداع الأدبي والفكري (حيث اقتصر على النقد ونقد النقد ) والشعري والفن عامة ( وهذه وضعية نعيشها عالميا وعربيا). مع ذلك لا يمكن أن ندعي أن اللغات أصبحت "استهلاكية ". هناك فعلا تيار يدفع باللغة إلى أن ينحصر مجالها ودورها في الاتصال (عكس التواصل) و بالتالي تحويلها إلى شبه حامل كهربائي وشبه "بنية" رقمية أي لغة مبتورة خالية من التفكير والإحساس والإبداع وهذا التيار يدعو أيضا للقطع مع الماضي اللغوي ويعلن نهاية الفلسفة والتاريخ والأدب والفن.
    إن اللغة هي قبل كل شيء تعبير مشحون بمعاني وخيارات ورؤى ودلالات وهذا ما تعجز عن القيام به أحدث الآلات بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. هي انفتاح على المكان والزمان بخواطر وخيالات لا يمكن حصرها. النيوليبيرالية الفاحشة تريد أن تحدّ من جانب التعبير في اللغة. إنها تريد أن تخنق المخيال الجذري وتسطح الحياة . فهناك صراع ضمني بين مفهوم للخطاب الشفوي والمكتوب بصفته صورة مقتضبة للموجود ووسيلة تبليغ وبين مفهوم للغة كمجال للخلق والفعل وكحيز للحرية .
    لا وجود للغة "ضحلة "، "جافة" ،"حسية"، "طبيعية"، " لا تاريخية" ( الجابري ) كما أنه لا وجود للغة علمية صافية و لعقلانية صافية. فنحن لا نرى غرابة في أن يكون "الرازي طبيبا عقلانيا و لكنه فيلسوفا هرمسيا" (الجابري ). فكم من عالم معاصر "عقلاني" آمن بأفكار ورؤى هرمسية .
    يرى بيار توييي وهو عالم في الإبستمولوجيا وتاريخ العلوم أنه كانت للعلوم علاقات مع الإيديولوجيات والأديان والميثولوجيات " فالعديد من البحوث و حتى المعاصرة منها تبرز أنه ولفهم أصل وكنه ومدلول فكر Newton مثلا فإنه من المفيد، بل من الضروري الأخذ بعين الاعتبار المزايدات والتخمينات الألخيمية وبصفة عامة الهرمسية لهذا العالم" (12) . فحتى علم الفيزياء المعاصر فهو لا يخلو من تأثيرات يخالها البعض "خارجة" عنه ( " مثالية غنوصية" ) . لا وجود للغة برهانية ولغة حسية ولا وجود لعقلانية محضة صافية ( كما لا وجود لعلوم و تكنولوجيا محايدة). لاوجود للغة واضحة، دقيقة، شفافة، منفتحة على العلوم بصفة آلية ، "مبنينة" Structurée على حد تعبير الجابري خُلقت لتكون علمية . أن نرمــــــــــي بمسؤولية " تخلف" الفكـــر وترسخ أفكار ورؤى تقليدية على اللغة " القــــاصرة" أو على التأثيرات الخارجية والدخيلة على الفضاء العربي الإسلامي (العنصر الفارسي والهندي) فذلك يُعدّ هروب من مسؤولية التقييم التاريخي . فإذا كانت اللغة هي العقل الذي نطق بها تحيل إلى ذاتها تنغلق في مجال محدد (مجال الأعرابي مثلا) ولا ترتبط بأي شيء آخر سوى بنيتها الداخلية فلا فائدة إذن من الحديث عن الظروف التي كيفت خطابا ما ولا نفع يُرتجى من التعرض إلى العالم المعاش والتاريخ . إن سخافة " البنيوية" و سذاجتها تبرز في أنها لا تفصح شيئا عن أسباب وجود هذه البنيات ( " كبنية" اللغة مثلا) على تلك الحالة وعن التغييرات التي تطرأ عليها عبر الأزمنة كأنما المجتمع يمكن اختزاله في قطع و أجزاء. البنيوية ليست سوى طريقة و أسلوب للترتيب و التصنيف بل هنـاك شغف التصنيف (كتصنيف الجابري : برهاني – بياني – عرفاني ). و إذا كانت البنيوية كمـــــــا رأى ذلك هنري ليفافرHenri Lefebvre " إيديولوجيا الأمر الواقع ... و هيكلة العالم تحت شعار السلام و التكنيك" (13 ) فإن البنيوية مطبقة على المجال العربي الإسلامي هي الأخرى تعبر عن إيديولوجيا التصالح بين التراث خصوصا في جانبه السياسي- الديني وعقلانية وضعانية Positiviste . بعد عشرات السنين من انطفاء بريق البنيوية في فرنسا مركز ظهورها هاهي اليوم تحتل الصدارة في المجلات الثقافية والفكرية العربية. فلقد لقِي فيها العديد من المفكرين التراثيين ضالتهم المنشودة. فهي بما تختص به من انغلاق و تأكيدهــا على النسق Système والبنية والخطاب و"العقل" تتجنب التعرض إلى المخاييل والدلالات والمعاني الجــــامعة والمؤسسة أي ذلك الإطار الذي كيف تطـــــــــوّر هذه " البنيات" .
    لاوجود للغة خارجة عن الفعل الإنساني – الاجتماعي – التاريخي كما أن اللغة لا تنحصر وتتحدد في معجمها ومفرداتها .
    كل لغة مهما "سمت" و " تعقلنت" و " تحضرت" أخذت و لازالت تأخذ من اللهجات واللغات الأصلية (Les langues vernaculaires) واللغات الأخرى تماما كما أخذت في السابق اللغة العربية مصطلحات يونانية ورومانية.
    صحيح أنه قد وقع التخلي عن عديد اللغات القديمة والمحلية والأصلية ووقع استخراج لغات رسمية موحدة للأمم وفرضها في شكل لغة رسمية مكتوبة ولكن صحيح أيضا أنه لولا لغة العامة واللهجات لما أمكن للغات الرسمية والمكتوبة أن تتواجد عبر التاريخ. لهذا وكما أن تطوير أساليب تعبير اللغة مسألة ملحة وضرورية فإن الحفاظ على الخصوصيات المحلية والجهوية لا يقل قيمة. إن المخيال البشري قادر على تطويع أعسر اللغات واستخراج واستنباط واستعارة معاني وتعابير قادرة أن تبلغ أفكارا وتصورات جديدة وفذة. لكن هذه المسألة تطرح أكثر من أي وقت مضى ضرورة انصهار العلوم (" صحيحة" و "غير صحيحة" ( ! ) ) في الثقافة العامة وردم الهوة الفاصلة بين لغة " عقلانية" أو " علمية" و لغة متداولة (وهذه المسألة تخص كل اللغات ) ، لغة العلماء و الفلاسفة من ناحية و لغة العامة (وهذا الموضوع يستدعي دراسة خاصة – انظر بهذا الصدد كتابات المفكر النمساوي Ivan Illich حول هذه المسألة). ما من شك أن اللغة العربية بحاجة إلى تغييرات شتى تشمل مختلف جوانب التعبير والصيغ والقوانين النحوية وطرق الاستعارة وغيرها من القضايا. انعدام الاتفاق حول المصطلحات العلمية وحتى الفلسفية في اللغة العربية لا يمكن عزله عن واقع التفتت الذي نعيشه شعوبنا وعن هيمنة الدول الكبرى على مجالات البحث. لكن ذلك لا يشكل سوى جانبا من المسألة. فالقضية تتعلق أيضا بانعدام الاجتهاد وتراجع الإبداع الفكري والأدبي والعلمي في ربوعنا وهذه قضية تتجاوز حدود اللغة. مستقبل لغتنا العربية لن ينفصل عن مستقبلنا إجمالا وهو رهن بمدى وعي الغالبية بقضاياها ورهاناتها.




    (1) محمد عابد الجابري : بنية العقل العربي، دار الطليعة، بيروت، 1985.
    (2) محمد عابد الجابري : تكوين العقل العربي، دار الطليعة، 1985، ص 233.
    (3) Cornélius Castoriadis : Science moderne et interrogation philosophique : histoire et société in Les Carrefours du labyrinthe, Domaines de l’homme, Seuil, 1987, page 199.

    (4) Cornélius Castoriadis : L’institution imaginaire de la société, Seuil, 1975, page 300.
    (5) ميخائيل نعيمة : ذاكرة الأقرش، مجموعة الرابطة القلمية، دار صادر لسنة 1921، بيروت 1964، ص 65.
    (6) جبران خليل جبران : مستقبل اللغة العربية، مجموعة الرابطة القلمية، ص 231.
    (7) ذكره أبو حمدان : اللغوي و الفكر العربي، الفكر العربي المعاصر، عدد 46، ص 68.
    (8) Petit .o. : Langue, culture et participation du monde arabe contemporain, Ibla, n°128, 1971, page 262.

    (9) Vicenzo Consolo : La disparition des lucioles, Autodafe n°1, automne 2000.

    (10) Jean Marc Levy-Leblond : La langue tire la science, Revue Passerelles n°15, hiver 1997, page 17.

    (11) Idem.

    (12) Pierre Thuiller : Newton le dernier des magiciens, in Les savoirs ventriloques , Seuil, octobre 1983, page 76.
    (13) Henri Lebfevre : Vers le cybernanthrope, contre les technocrates, médiations-Denoel, 1971, page 140.




    لغة الدّمار الشّامل

    ما من شكّ أنّ هيكلة الخطاب وأسلوب تركيبه يتطابق مع المفهوم السّائد أو مع النّظرة الخاصّة للمخاطب فنحن نقارب العالم بلغة هي في الحقيقة لغتنا. فاللّغة ليست كما يقول البعض وعاء أو ناقلا. فباللّغة ننصهر في المجتمع ونتواصل ونتبادل الأفكار ونتأمّل ونعبّر عن رؤانا. اللّغة ليست كما رآها Barthes سجنا ولكن المتكلّم هو الذي يكيّف الكلمات وصيغ التّعبير ويطوّع اللّغة سواء في اتجاه التّكلّس والجمود أو في اتجاه الانفتاح والخلق. بخلاصة لا يمكن حصر اللّغة في معجمها.
    شغلت هذه القضيّة المفكّر "جورج أوروال" Georges Orwell وكانت محور روايته الشّهيرة "1984". طرح الكاتب في هذه الرّواية فكرة "الأخ الأكبر" وكان يرمز بذلك إلى جهاز يتجسّس على المواطنين يحاسبون على أفكارهم وتستعمل هذه الأفكار لغة لا تخلو من التناقض من ذلك "العبوديّة هي الحريّة والجهل قوّة والحرب سلام ومن يحكم الماضي يحكم المستقبل ومن يحكم المستقبل يحكم الحاضر..."
    تتجسّد هذه الشّموليّة في هيمنة شفهيّة. استلهمت عديد الأعمال المسرحيّة والسينمائيّة والفنّية من هذه الرّواية التي لازالت تثير فينا الإعجاب لما احتوته من أفكار أو لأسلوبها الفنّي الرّائع. إذن لقد تعرّض Georges Orwell إلى تحكّم البعض في عقول الناس بفضل قدرتهم البلاغيّة أو الكلاميّة وحذقهم للخطاب. يتعرّض الأديب للّغة الجديدة Novlangue أوNewspeak التي بدأت تعوّض شيئا فشيئا اللّغة العاديّة وذلك بغاية منع تسرّب أيّ "فكرة غريبة" أو "جديدة" وخارجة عن المألوف وعن الأرثوذكسية.
    من بين الوسائل المتاحة للتّحكم في الفكر هناك تضييق المجال على اللّغة وعلى القدرة على تطويعها. لقد كان هذا الأسلوب شائعا في الأحزاب الفاشيّة والشّموليّة. في البداية يقع إفقار اللّغة وتحديد مفرداتها وأساليب تعبيرها والتّخلّص من الكلمات غير المرغوب فيها كما يقع الحدّ من التعابير المجازة القابلة لأكثر من تأويل وفهم. تتجسّد مهمّة اللّغة الجديدة في القضاء على المعنى، فكلمات مثل الشرف والإخاء والتّحابب والتّعايش تفقد شيئا فشيئا من معناها وحضورها وتغيب من قاموس اللّغة الجديدة ويقع تغليفها بتعابير أخرى فضفاضة تسحقها وتنزعها من ذاكرة ومخيّلة الشّعوب.
    يحتوي قاموس اللّغة الجديدة على ثلاث أنواع من الكلمات :
    - كلمات غير معبّرة وإن جاز القول "محايدة سياسيا" وهي كلمات محدّدة المعاني ولا تقبل التأويل وتخصّ مجال الحياة اليوميّة وهي خالية من أيّ تعبير مجازي كأن نقول طاولة وكرسي وحائط.
    - تعابير مركّبة فقيرة المعاني وقد تؤدّي معنى مناقضا للمنطوق. إنّه الخطاب السّياسي بالأساس وخطاب الخبراء الذي يفرض على السامع التقبّل والقبول. لا تستمدّ الكلمات معانيها من مضمونها ومدلولها المتعارف ولكن من شروط وظروف إلقاء الخطاب. فالمخاطب يفرض مفهومه اعتمادا على مركزه في السّلطة. مثال ذلك : الجهل قوّة والحرب سلام... .
    - يحتوي القسم الثالث من القاموس الجديد على كلمات تقنيّة وعلميّة أي لغة المختصّين والخبراء التي لا يفقهها سوى الرّاسخين في العلم. ينحصر استعمال هذه المصطلحات في الإطار المختصّ، مثال ذلك الجين والنّواة والطّيف المغناطيسي والصّبغيات...
    تقوم هذه المكوّنات الثلاث للّغة الجديدة بإفراغ التّخاطب والكتابة من حيويّتها وديناميكيّتها الخاصّة وذلك باختزال المعنى وتضييقه في استعمال محدّد وملموس وتغيير ذلك إذا اقتضت الحاجة.
    هناك فصل واضح بين هذه الأجزاء الثلاث التي لا يسمح لها بأن تتداخل. هكذا نضحّي بالنّحو وبالأشكال التّعبيريّة البلاغيّة والفنّية وبالتلوّنات استجابة لقواعد صارمة للتّواصل لا تقبل التّجاوز. على كلّ كلمة أن تُنطق وتُسمع بسهولة. كلّ أجزاء الخطاب قابلة للتّبادل والتّداخل : الفعل والفاعل والمفعول به. مواصفات الخطاب الجديد أن يكون سهلا، يسيرا، سريعا، مختزلا كلغة الستينغرافيا ويحتوي على أقلّ عدد ممكن من المقاطع (Syllabe). الهدف من كلّ ذلك هو فصل الخطاب عن الوعي. هكذا يتغلّب الصّوت على المعنى والنّطق على الموضوع. هو عالم مجتمع التّواصل وتبادل المعلومات الذي يصبح أهمّ من موضوعها. هو بعبارة أخرى عالم تجارة الكلام. "خذ كلاما وهات كلاما" وكلّما كانت تجارة الكلام أوفر وأهمّ كلّما كان ذلك معيارا للنّجاح. لا يغرنّكم هذا التبادل. ليس المقصود به تعميق الحوار وتلاقح الأفكار وتصارعها وتنافسها ولكن فقط تنشيط حركة الكلام وتحريك هذه الوظيفة وفقا لمعايير ومقاييس محدّدة.
    تجسّد اللّغة الجديدة نظاما خاصّا مستحدثا هدفه القضاء عل كلّ إرادة خاصّة ومتميّزة للتّفكير والاستعاضة عن كلّ ذلك بـ"آراء صحيحة سياسيّا" كأن تقول: "التّكنولوجيا وسيلتنا لتحقيق الرّفاهية والدّيمقراطيّة والكائنات المحوّرة جزئيا أداتنا للقضاء على المجاعة أو كلّما زاد الاستهلاك تراكمت السّعادة".
    هذه الأفكار تصبح مسلّمات وبديهيّات لا تقبل النّقاش. من يقدر أن يشكّك في تعبير من نوع : التنمية المستدامة والثورة الرّقمية، فهي ليست نتاجا لنقاش أو ثمرة لمجهود فكري جماعي. المهمّ أنّها تعابير تسير، تسافر، تنتقل وتسيل كالماء الرّقراق. إنّها تجسيد لهيمنة مجتمع النّخاع الشّوكي، مجتمع دون مخّ ينحصر دوره في الرّد الانعكاسي الأوّلي المكيّف والمهيّأ Reflexes conditionnés .
    تستعيض اللّغة الجديدة Newspeak عن الفكر الواعي "بالفكر" والمنمط والمعلّب والمتطابق. فنحن في عصر التّطابق المعمّم على حسب تعبير المفكّر Cornélius castoriadis.
    كلّ خطاب جديد ومغاير يعتبر نشازا لا يستساغ ولا يفهم. ماذا يقول هذا المعتوه؟ أي هذيان هذا الذي ينطق به هذا الشّاذ والخارج عن المجموعة؟ إذن تهيكل اللغة الجديدة أسلوب تفكير الغالبيّة وتجعلهم يشعرون بالانتساب إلى مجموعة لغوية خاصّة تنغلق على نفسها كلاما ومعاني، نطقا ومدلولا وتسجن نفسها بنفسها.
    اليوم وبعد عشرات السّنين من صدور رواية Georges Orwell نعاين عمق الاستنتاجات التي خلص لها ونقف على حقيقتها: الخطاب السّياسي الإشهاري، الدّعاية السّخيفة، التّواصل المحدود والمحدّد سواء عن طريق الخطاب التلفزي أو التواصل الرقمي بين كيانات افتراضيّة أو من خلال البلاغات والإرساليات عبر الهاتف الجوّال (SMS).
    تحرم اللّغة الجديدة الفكر من أن يعربد في متاهات الحياة. في السابق كان الخروج عن الخطاب الرسمي و"العقلاني" الصّرف شيئا محبّذا إذ أنّه يمكّننا من الاستراحة والترفيه عن النفس وقطع الرّوتين بشيء من المزاح والمداعبة الكلاميّة. اليوم أصبح ذلك من المحرّمات. هناك أسئلة على اللّغة الجديدة أن تجيب عنها. متى؟ من؟ كم؟ لماذا؟ كيف؟ إنّها تتطلّب الاختزال والوضوح والدقّة والتحديد "يا أبيض يا أسود" (على حدّ قول الممثّل المصري عادل إمام). لا مجال للتنوّع والتشعّب. لقد تحوّلت المعلومة إلى سلعة. إنّها بوضعة الكلام واللّغة. الوقت يتسارع ولا مجال لإضاعته في الترّهات والكلام الخاوي. لا بدّ أن نتعلّم كيف نتحكّم في الوقت ونستثمره في الكلام الجدّي والمعبّر، كلام مربح. هكذا نُدفع دون أن نشعر لعالم هو ليس في الواقع سوى نفقا مظلما، عالم الرّياء المطلق والصمت الرهيب ونحن نرقب الكوارث تحفّ بنا دون أن ننطق ببنت شفة بعدما جفّت عيون الكلام.
    عندما كتب Georges Orwell قصّة 1984 وكان ذلك سنة 1948 كان يريد الإيحاء إلى نوع من التلاعب بالأرقام بحيث يصبح العدد 1984 مرآة للعدد 1948. ففي سنة 1930 وقع اكتشاف نظام اللّغة المعروف Basic English والذي كان يمثّل بالنسبة لـOrwell رمزا للّغة الجديدة. فهذه اللّغة لا تثري المعاني والأفكار ولكنّها تيسّر حركة التبادل والتواصل من طرف أكبر عدد ممكن من البشر. هي لغة تتطابق تماما مع المهمّة الموكلة لها ولكن هذا الكمال يجعلها غير قادرة على أن تعبّر عن الشكّ والتساؤل. فعندما تقع أقلمة الفرد مع اللّغة وتقييده بشروطها المجحفة يصبح هذا الأخير عاجزا تماما عن التفكير. فقط يتمتّع بنشوة التأقلم مع هذه اللّغة. يشير Orwell في قصّته إلى الغولاك Goulag وإلى النظام السوفيتي السابق وذلك في علاقة بتحنّط اللّغة وتكلّسها خدمة للمصالح السياسيّة للحزب الحاكم ولكنّه يشير أيضا إلى ما كان سائدا في بريطانيا أي في قلب أوروبا. يقول كاتبنا: "لا تكمن خاصّية المجتمع المعاصر في قسوته وفضاعته وانعدام الأمن ولكن في طبيعته العارية والجدباء وفي قتامته وكباوته وكمده وخنوعه". تتجنّب اللّغة الجديدة الاستدلال والإثبات والإقناع. هي تبلّغ مسلّمات ووثوقيات تماما كما يفعل الإشهار: مادّة غسيل ثوريّة، مشروب غازي منشّط، حليب اصطناعي إنساني (Lait humanisé)، حلويات مفيدة لنموّ الطفل... حقيقة اللّغة ثابتة يتلخّص دورها في قضائها للحاجة بأقلّ جهد ممكن وقيامها بوظيفة بسيطة هي التبليغ الذي تحكمه المسلّمات والمواقف الجاهزة. نعاين هذه اللّغة أيضا في الخطاب السياسي والمراوغات الفلسفيّة الفضفاضة والمصطلحات الجاهزة.
    إنّها لغة حسب الطلب تقدّم للجمهور الخطاب الذي يستريح له ويستجيب لحاجة اللّحظة ولسلاسة الإنشاء والتعبير الأجوف. اللّغة الجديدة تجعل من المستحيل ممكنا. أحسن مثال على ذلك ما قد يتناهى إلى مسامعنا من إحدى القنوات التلفزيّة. يخاطب مقدّم البرنامج أحد المختصّين قائلا: "بيّنوا لنا كيف نشأ الكون. لم تبق لنا سوى دقيقة واحدة لتوضيح هذه المسألة لجمهور المشاهدين".
    من الطبيعي أن لا يتنبّأ Orwell بالتحوّلات التقنية التي نعيشها اليوم والتي أضافت للّغة الجليديّة لغة أخرى هي لغة الصورة والمشهد السريع في زمن لم يعد فيه مجال للقراءة والكتابة وربّما حتى السّماع. فما يطلب من المشهد هو الإثارة والأخذ بلبّ المشاهد التي يتلخّص دوره في التقبّل.
    نحن نعيش اليوم على وقع موت اللّغات واللّهجات (كلّ سنة تندثر أكثر من 800 لغة ولهجة) وبروز أشباه لغات مبتورة خالية من كلّ مضمون. رافق ذلك انهيار الشعر والأدب والفكر والفنّ وتحلّل العلاقات بين مكوّنات المجتمع لتعوّضها الآلات والشاشات والكابلات تماما كما اندثرت البذور وتراجع التنوّع البيولوجي وكما أفرغت الأرياف واغتُصبت المناظر الطبيعيّة من طرف البناءات الإسمنتية والمصانع والطرق السيّارة والنزل. هذه لغة العصر، لغة شموليّة لكنّها رطبة لا تتطلّب الرقيب والرادع ولا تستدعي أجهزة قمع واضطهاد. هي لغة تسكن العقول وتأخذ بالمهج وتقيّد الفكر والحركة وتستحوذ على الأبصار وتنمّق السلوك. إنّها لغة الدّمار الشامل لا تقلّ خطرا عن أسلحة الدّمار الشامل وفلاحة الدّمار الشامل.


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اللغة ليست وعاء ولا مرآة عاكسة، هي أكبر من ذلك بكثير، بواسطتها نترجم أفكارنا ونتواصل، فهي وسيلة التواصل بين البشر، واللغة أكبر من الكلام الذي ننطقه لأن هناك لغات مختلفة تساعد البشر على التواصل دون كلام، للعيون لغتها وللجسد لغته، الابتسام لغة يختلف مغزاها حسب حالة من يبتسم وحالة المتلقي ، فقد يكون الابتسام علامة على الرضا كما قد يكون دليلا على السخرية.. إلخ، وكذلك التقطيب والعبوس، فقد يدل التقطيب على التفكير العميق أو على انشغال الفكر أو الغضب وعدم الرضا، كما تعطي نظرات العيون إيحاءات مختلفة، ويمكننا التخاطب بلغة الإشارة سواء أكانت هذه الإشارة جسدية أو ضوئية أو صوتية مفهومة أو غير مفهومة ولكنها تؤدي الغرض منها مثل الأصوات التي نوجهها إلى الحيوانات والطيور.
    اللغة ليست وعاء لأن الوعاء ثابت لا يتغير واللغة تتغير وتتطور بتطور الحياة، نطورها كلما ارتقينا ونتطور بواسطتها حتى تقدم لنا كلمات جديد تحدد مفهوم ما ينتجه الإنسان من مخترعات أو فلسفات، فاللغة كائن حي يموت بعضها ليحل محلها بعض آخر تماما كما تموت بعض خلايانا لتحل محلها خلايا جديدة، فاللغة العربية اليوم ليست هي اللغة العربية قبل ألف عام وأنا لست أنا قبل عشر سنوات أو عشرين، نحن لا نستطيع أن نشرب من ماء النهر ذاته مرتين، العقل هو وعاء اللغة والفكر، فهو يترجم الأفكار إلى لغة مفهومة ندركها ونتفاهم بواسطتها، واللغة تعكس وعي الإنسان وإدراكه لما يدور حوله، وهي مستودع تراثنا وتاريخنا، بواسطتها نحفظ ما نتوارثه عن الآباء والأجداد، فهي وعاء ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، تتمدد وتتسع كلما أضفنا جديدا إلى تراثنا المخزون، واللغة من أهم العناصر التي تقوم عليها فكرة الٌقومية إضافة إلى العناصر الأخرى التي لا مجال لذكرها الآن، باللغة نحيا وبواسطتها أصبح الإنسان كائنا اجتماعيا متحضرا له أهدافه ووسائله لتحقيق هذه الأهداف.


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية عقيلة علي اللواتي
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي زغلول مشاهدة المشاركة
    [overline]



    وأخيرا لا آخرا
    لولا اللغة لكان الإنسان
    حيوانا غير ناطق
    دمت بخير
    [/overline]
    السلام عليكم,,,

    أستاذي لطفي زغلول,,

    اعذرني ولكن جملتك الأخيرة أثارت تساؤلاً كامناً في داخلي:
    هل الحيواناتُ الأخرى غير ناطقة؟ أعني أننا نعلمُ أن لكلِّ حيوانٍ لغةً خاصة يستخدمها مع بني جنسه, أفلا يكون ناطقاً إذن بلغته الخاصة؟

    تحياتي


  14. #14
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    81
    المشاركات
    93
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رأي في اللغة الأم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!



    رأي في اللغة الأم


    لقد كتب الفيلسوف " فودوا ألكسندر فيني " يقول :

    " لا يوجد شيء أبدا أشد اتصالا بأي إنسان و بأي شعب كاتصال لغته به...
    فليست اللغة وسيلة لتفكيره فحسب، بل هي أصل هذا التفكير و عمقه.
    إنها الصورة الحقيقية للحياة. إنها بحق كل فلسفتها؛ و هي في الوقت نفسه
    وليدة الحياة الاجتماعية و وسيلة هذه الحياة. إنها شرط لازم للنظام و التواصل؛
    و هي بالتالي شرط لازم للتقدم.

    إن السهر على اللغة هو سهر على المجتمع نفسه و رعاية له..
    فأينما وجدت لهجة مبهمة أو عامية أو مخالفة للصواب،
    فترقب وجود عيوب مقابلة لها في الثقافة.
    و لئن كانت اللغة الناقصة تضر بحضارة الشعوب التي تتكلمها ،
    فإن الاستعمال الناقص لأي لغة يلحق بالحضارة ضررا أكبر جدا!..



    ذلك هو رأي الفيلسوف " فودوا ألكسندر فيني".
    و سوف تكون لي عودة إلى تدبر و تحليل هذه المقولة لكي نزداد اقتناعا
    بأن اللغة - بجميع أشكالها و ألوانها..لفظا و صورة و إيماء .. قراءة و كتابة
    هي أهم مقومات الحضارة الإنسانية .. بما فيها البيئة الكونية المحيطة..

    ... مع خالص مودتي لأخينا الحبيب و أستاذنا الفاضل الأستاذ عامر محمود العظم
    مكتشف جزيرة ( واتا ) الجميلة أو القارة السادسة حيث هواء الحرية أصفى و أنقى و أبقى!

    أخوكم المخلص لكم حبا في الله: جلول دكداك - شاعر السلام الإسلامي

    جلول دكداك - شاعر السلام الإسلامي
    Jelloul DAGDAG- Poète de la Paix pour Tout le Monde
    عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب
    عضو تجمع شعراء بلا حدود

  15. #15
    أستاذ بارز/ كاتب وصحفي الصورة الرمزية عبدالقادربوميدونة
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    المشاركات
    4,243
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    شكرا للأساتدة وعلى رأسهم المفضال:
    عامر العظم ومن والاه وتلاه وأخص بالدكر:
    محمد على اليوسفي ..عبدالودود العمراني .. سامي خمو..محمد اسماعيل بطرش ..د. محمد أياد فضلون..سمير بسباس..د. محمد أيوب.. عقيلة علي اللواتي .. جلول دكداك ..
    قد تتساءلون لمادا أدكر هؤلاء بأسمائهم.. لا عجب ضرورة الطباعة.. حتى لا تضيع مني أسماء وأراء هؤلاء الجماعة..
    كم هو شيق وجميل هدا الموضوع المطروح للقناش ..
    اللغة والفكر وكدا التعليقات المستفيضة التي زادت الموضوع طلاوة وحلاوة ..
    أيها اللغويون العرب أفصلوا في المسألة ولا تتركوها عرضة للبلبلة.. اللغة وسيلة .. اللغة فكر ..اللغة وسيلة وفكر .... بيضة ودجاجة
    أنتم تعلمون أن من احترم لغته وعمل على تطويرها ونشرها والدفاع عن حياضها طورته .. ومن أهانها وتخلى عنها أخرته ..والدليل موجود اليوم في ألمانيا واليابان..
    تحية لغوية فكرية



    أنا ابن أمي وأبي *** من نسل شريف عربي ..
    الإسلام ديني ومطلبي *** الجزائروطني ونسبي..
    أتريد معرفة مذهبي؟*** لا إله إلا الله حسبي ..
    محمد رسوله الأبي *** سيرته هدفي ومكسبي....
    تلك هويتي وأس كتابي *** حتى أوسد شبرترابي.
    هنا صوت جزائري حر ..:

    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=37471
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=14200
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=30370
    http://ab2ab.blogspot.com/
    http://ab3ab.maktoobblog.com/
    http://pulpit.alwatanvoice.com/content-143895.html
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=5569
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=7433
    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...der_020709.htm

  16. #16
    بروفيسور ترجمة اللغة الإنجليزية الصورة الرمزية د. دنحا طوبيا كوركيس
    تاريخ التسجيل
    28/09/2006
    العمر
    76
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الزملاء الأفاضل.

    لن أطيل عليكم لأنني كتبت في هذا الموضوع على المنتديات الضائعة، وأشبعناه ضربا وسجالا!. لن أستحلفكم، ولكن أسأل:

    ما الذي يدور في رأسك وأنت في السرير، قبل أن يأخذ النوم منك مأخذا؟ الجواب: شيئان، أولهما، عشرات من الأشرطة الصورية الذهنية المتحركة، تكاد أن تكون شبيهة بالسينمائية، ولكنها تنتهي في زمن يكاد يفوق سرعة الضوء، أو ربما الصوت. وثانيهما، اللغة الذهنية التي تتحاور بها مع نفسك ومع الآخرين وأنت مستلق على السرير دون أن تنطق ربما بكلمة واحدة. وأستطيع أن أجزم بأن هذه اللغة الداخلية هي مزيج من الفصحى والعامية لمن يجيد الفصحى في الهواء الطلق، وعامية صرفة لمن لايجيدها، ولكن الإثنتين محكومتان بنفس القوانين المجردة، وهي بعيدة جدا عن متناول الوصف المعياري. وإذا كنت متمكنا من لغتين أو أكثر، ففي الفراش لغة ذهنية واحدة، لكنها معقدة. إن ما إجده هنا من مداخلات هو الإنحياز للغة المادية (الصوتية أو الكتابية، أو كليهما) وعلاقتها بالفكر، بحيث أصبح الموضوع ذا بعدين، وكأن اللغة أداة، حالها حال المنشار مثلا، ونعبر بها عن فكرنا المخزون في أدمغتنا، أو إناء يحفظ الماء فيه. وباختصار شديد، أرى أنه من المفيد أن ننظر إلى موضوع العلاقة بأبعاد ثلاثية يمكن تشبيهها بالجسر الذي يربطه طرفين. فأطراف الجسر لا تمكنك العبور من طرف لآخر دون الجسر نفسه. إذن الجسر (وأقصد هنا اللغة الذهنية)، هي السبيل إلى ايصال فكرك إلى الطرف الثاني (وأقصد هنا اللغة المادية). وبمعنى آخر، فأن ترجمة الفكر إلى مادة لغوية تتم عن طريق اللغة الذهنية التي يطلق عليها بالإنجليزية mentalese .

    مودتي وتقديري لجميع المساهمين.

    د. دنحا


  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية عقيلة علي اللواتي
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    أشكرك أستاذ عبدالقادر بوميدونة على إشمالي ضمن من خصصتهم بالشُكر,,

    د.دنحا,,, لا أرى كلامك إلا ذات ما أعتقده دوراً للغة,,

    أشكركم على الحوار الجميل,,
    مودتي,,

    عقيلة


  18. #18
    أستاذ علم اللغة في جامعة تشرين/ سوريا الصورة الرمزية jalalrai
    تاريخ التسجيل
    25/05/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ليست الغة مرأة و لا وعاء للفكر. بل هي أكبر من ذلك. و لكن لا يخفى على احد أننا نستخدم اللغة وسيلة لنظهر الفكر إما كتابة أو كلاماً. و اللغة إحدى الوسائل التي بها نخرج فكرنا إلى العيان. و توجد طرق أخرى لفعل ذلك. و لولا وجود اللغة لوجدنا سبيلاً اخر لإظهار فكرنا. راقبوا اطفالكم و راقبوا الحيوانات من حولكم. لكل منها لغتها الخاصة ( رقص او كيمياء أو اصوات أو غيرها) و قد تكون اشارات عند الصم و ما إلى ذلك.
    و أما إن كان السؤال يعني " هل تعكس اللغة ما يفكر به المرء؟ أقول نعم و لا. فقد يقول المرء ما يفكر به و قد يقول عكس ما يفكر به. أي قد يكذب أو يخطيء التعبير و لا ينعكس فكره في لغته و لا تكون وعاءً نرى فيه هذا الفكر.
    و دمتم بأحسن فكر
    د. راعي


  19. #19
    أستاذ علم اللغة في جامعة تشرين/ سوريا الصورة الرمزية jalalrai
    تاريخ التسجيل
    25/05/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ليست الغة مرأة و لا وعاء للفكر. بل هي أكبر من ذلك. و لكن لا يخفى على احد أننا نستخدم اللغة وسيلة لنظهر الفكر إما كتابة أو كلاماً. و اللغة إحدى الوسائل التي بها نخرج فكرنا إلى العيان. و توجد طرق أخرى لفعل ذلك. و لولا وجود اللغة لوجدنا سبيلاً اخر لإظهار فكرنا. راقبوا اطفالكم و راقبوا الحيوانات من حولكم. لكل منها لغتها الخاصة ( رقص او كيمياء أو اصوات أو غيرها) و قد تكون اشارات عند الصم و ما إلى ذلك.
    و أما إن كان السؤال يعني " هل تعكس اللغة ما يفكر به المرء؟ أقول نعم و لا. فقد يقول المرء ما يفكر به و قد يقول عكس ما يفكر به. أي قد يكذب أو يخطيء التعبير و لا ينعكس فكره في لغته و لا تكون وعاءً نرى فيه هذا الفكر.
    و دمتم بأحسن فكر
    د. راعي


  20. #20
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    19/12/2008
    العمر
    50
    المشاركات
    19
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل اللغة مرآة أم وعاء الفكر؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    لقد ساعدتني بطرحك لهذا الموضوع فانا ادرسه في مقياس اللسانيات واوجه شكر خاص للاخ سمير بسباس
    لانه تطرق للكاتب orwell george
    فرواية animal farm امتحن فيها يوم السبت وابدء بدراسة رواية 1984
    اتمنى من الاخ سمير يعطيني فكرة بسيطة عن الرواية الاولي ان امكن
    وشكرا


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •